صفحة 1 من 1

العلامات المدرسية ومدلولاتها التربوية

مرسل: الاثنين يونيو 02, 2014 6:42
بواسطة Red-rose

صورة



الحقيقة التي لا بد وأن يؤمن بها كل القائمين على العملية التربوية هي أن الطفل قادر على أن يتقن المهارات الأساسية للمرحلة الأساسية بدرجة تجعلنا نطمئن على سلامة مسيرته التعليمية في المراحل اللاحقة ما لم يكن معاقا عقلياً. ولذلك فإن ترفيع الطالب من صف إلى آخر في هذه المرحلة من حقه المشروع لأنه قادر على ذلك ، وليس لأن بعض النظم التربوية تنص على ترفيع الطالب تلقائيا ، ومن حق الطالب على المؤسسة التربوية التي يدرس بها أن تحدد له منذ البداية جوانب الضعف التي يعاني منها وأن تطور برامجاً لمعالجته.

قصة واقعية
تحدث أحد أولياء الأمور إلى من يهمه الأمر وأشار إلى أن ابنته في الأول الأساسي حصلت على العلامة (ثمانين) في اللغة العربية في الشهادة المدرسية للفصل الأول. كانت ابنته فرحة بالعلامات العالية وقد شاركها فرحتها. بدأ الفصل الثاني واسترعى انتباهه كتابة البنت في إحدى الوظائف البيتية للإملاء المنظور. وقد وصف له كتابتها ، وفهم من كلامه أنها تعاني من عجز تعليمي (ديسلكسيا) . وقال إن ملاحظات المعلمة على الواجبات المنزلية الخاصة بمبحث اللغة العربية كانت دائما (شوهد). ولقد جلس معها مرة يراقبها ويوجهها أثناء كتابة الوظيفة ولمرة واحدة ، وكانت النتيجة أن عوقبت الطالبة من قبل المعلمة بإعادة نسخها مرتين ، وتكرر ذلك ثلاث مرات متتالية لأنها لاحظت تحولا كبيرا في كتابتها ،وأنها اعتقدت بأنها من كتابة الكبار ، وقد وصلت الطالبة إلى حد الاستياء من المعلمة حتى تم إشعار المعلمة بأن تطلب من الطالبة أن تكتب بحضورها لتكتشف بأن العجز الذي تعاني منه المعلمة أكبر من العجز أو القصور الذي تعاني منه الطالبة. خلاصة القول ماذا يستفيد الطالب والمعلم وولي أمر الطالب من العلامة أو من ملاحظات المعلم والإشارات المستخدمة في تصحيح إجابات الطلبة في الامتحانات والوظائف والتقارير التي ليس لها دلالة علمية ؟ إنها لا تشكل إلا مؤشراً ضعيفاً جداً على تحصيل الطالب وإنها على الأغلب تضلل الطالب وولي أمره وتضلل المعلم نفسه.

تساؤلات تربوية

تشكل عملية رصد العلامات وإعداد التقارير لإرسالها إلى الطرف المهتم بعملية تقويم الطالب غرضا من أغراض عملية التقويم. ومما تجدر الإشارة إليه هو أن رصد العلامات وإعداد التقارير ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو وسيلة لأغراض ربما تختلف حسب الجهة التي تطلبها أو تستخدمها. لذلك لابد وأن تتبع المؤسسة التعليمية فلسفة واضحة وأسساً محددة ونظاماً متكاملاً في رصد العلامات وإعداد التقارير . وحتى يكون الحديث عن نظم العلامات والغرض منها واضحاً أرى من المناسب طرح بعض التساؤلات المتعلقة بالواقع التربوي:

1. ماذا تعني العلامات في الشهادة المدرسية بالنسبة لطالب في الابتدائية الدنيا مثلا ؟؟؟ وماذا تعني بالنسبة لولي أمر الطالب ؟؟ وماذا تعني بالنسبة للمعلم نفسه ؟؟ .

2. هل تعني علامة (80) بالمئة لطالب في الأول الأساسي في مبحث اللغة العربية مثلا : أنه حصّل على (80%) من المهارات الأساسية في اللغة العربية ،أم أنه أعلى من (80%) من طلاب صفه؟ أم أنها ليست أكثر من رقم يُشعر الطالب وولي أمره بالرضا والارتياح النفسي ؟؟؟

3. هل يهتم الطالب والمعلم وولي أمر الطالب في المرحلة الأساسية بالعلامة بنفس القدر من الاهتمام في المراحل العليا ؟؟

4. هل تساعد الشهادات المدرسية التي لا تتضمن إلا اسم الطالب وصفه وعلامته رقماً وكتابةً في كل مبحث، وملاحظات مربي الصف، وتوقيع المدير، في تحديد جوانب الضعف والقوة للمهارات الاساسية عند الطالب ؟؟ هل تساعد هذه الشهادة في توجيه ولي أمر الطالب إلى مساعدة المعلم في تطوير هذه المهارات ؟؟ وهل تمكننا من فرز ضعاف العقول، وبالتالي تطوير برامج خاصة تناسبهم ، عن ضعاف التحصيل وبالتالي تحسين وتطوير البرامج المدرسية التي ترفع من مستواهم ؟؟

هذه الاسئلة وغيرها ضمن إطار العلامات تعكس أهمية نظام العلامات في تأمين مؤشرات صادقة عن النواتج التربوية أو إبراز مخرجات العملية التدريسية. كما تعكس أهمية تفصيل التقارير أو الشهادات وشموليتها على معلومات كمية ونوعية بما يتناسب مع أغراض التقويم.

البطاقة الهدفية

اقترح (بيرنفيند ) أن يكون أحد جوانب التحسين والتطوير المدرسي هو إعداد بطاقات هدفيه لكل مبحث من المباحث أو كل برنامج من برامج النشاط المدرسي على مستوى الصف أو المرحلة. ويمكن أن تكون البطاقة على شكل قائمة شطب أو مقياس تقدير ، لتقدير مدى تحقيق الأهداف أو مدى التقدم نحو تحقيقها لتخدم نتائجها أغراض الترفيع والقبول والتشعيب والتصنيف والتوجيه بالإضافة إلى رصد العلامات . كما تمكن المعلم من التعبير كمياً عن درجة تحقيق الأهداف وتمكنه من تفسير النتائج على أساس محكي ، أو مرجعي القدرة. أو التفسير المبني على التحسن في الأداء بالإضافة إلى تفسيرها على أساس معياري فوق علامة القطع ( الحد الأدنى المقبول للأداء )، ولتسهيل عملية التقويم في هذه المرحلة فإنه ينصح بما يلي :

1. قيام فريق مختص من المعلمين والمشرفين التربويين بإعداد نموذج البطاقة الهدفية .

2. مناقشة محتوى النموذج من قبل الفريق نفسه لتحديد الحد الأدنى المقبول للأداء و درجة القطع .

3. تعميم هذا النموذج على المعلمين المعنيين في المدارس ومشاركتهم في تحسين وتطوير هذه البطاقة واعتبارها نامية.

4. تحديد الأهداف الواردة في النموذج التي يمكن قياسها بالورقة والقلم، وكذلك الأداة المناسبة لقياس مدى تحقيق كل هدف من الأهداف الأخرى.

5. متابعة مدى تقدم الطلاب في درجة تحقيق الأهداف على فترات خلال الفصل أو السنة الدراسية وإبلاغ ولي الأمر بذلك ، والاحتفاظ بنسخة من النموذج في ملف كل طالب في الصف.

ولقد لوحظ قيام بعض مديريات التربية والتعليم في الاردن بتطوير بطاقات تشخيصية للمهارات الأساسية للصفوف الأساسية الدنيا وفق الإرشادات السابقة ، حيث وضعت قائمة ببعض الأهداف التفصيلية ، وألحق بها مذكرة تفسيرية تبين كيفية تقويم الأهداف ، ولكن الملاحظ أن تطويرها لم يأخذ الصفة الرسمية ، بالرغم من عقد بعض المشاغل التدريبية للمعلمين المعنيين ، إلا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التحسين والتطوير .

Ameeneh@live.com

Re: العلامات المدرسية ومدلولاتها التربوية

مرسل: الثلاثاء يونيو 03, 2014 10:33
بواسطة ندى الصباح
موضوع مهم
يسسسسسسسسسلمو حبيبتي كل مواضيعك رائعه متلك