الأشاعرة

المشرف: manoosh

أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
manoosh
مشرف
مشاركات: 9511
اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 9:00
مكان: حائل - المملكة العربية السعودية

الأشاعرة

مشاركة بواسطة manoosh » الجمعة مارس 30, 2012 3:00

ومؤسس هذه الفرقة هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( 260 - 324 هجرية ) الذي ينحدر من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري أحد الحكمين يوم صفين .


وقد كان تلميذا " عند أحد مشاهير المعتزلة وهو الشيخ أبو علي الجباني قبل انشقاقه عنهم وإعلانه براءته من الاعتزال ، وذلك بمقولته الشهيرة في المسجد الجامع بالبصرة يوم جمعة

حيث نادى أمام الناس بأعلى صوته : ( من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه نفسي ، أنا فلان بن فلان ، كنت قلت بخلق القرآن ، وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها ، وأنا تائب مقلع ، معتقد للرد على المعتزلة ) ( 1 ) .


ثم أعلن الأشعري اعتناقه لعقائد أهل الحديث كمبدء جديد له حيث قال : ( قولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا عز وجل ، وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس

الكامل الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال ، وأوضح به المنهاج ، وقمع به المبتدعين وزيغ الزائغين ، وشك الشاكين ) ( 1 ) .


وقد أصبح للأشعري أتباع عندما أدخل على معتقدات فرقة أهل الحديث تعديلات وإصلاحات بإضافة العنصر العقلي في البرهان والإثبات ، ذلك أن أهل الحديث كانوا يحرمون الخوض

في العقائد الإسلامية عن طريق تقديم الأدلة العقلية والبراهين الفلسفية ، ويكتفون بالمعاني الظاهرية للنصوص حتى لو خالفت المنطق والعقل ، وهم بذلك على عكس المنهج الاعتزالي

الذي يعطي العقل الوزن الأكبر في إثبات العقائد ، وتأويل الآيات والروايات في حال مخالفة معانيها الظاهرية للمنطق العقلي .


وقد لاقت إصلاحات الأشعري قبول عامة الناس والسلطة الحاكمة حتى أصبح مذهب الأشاعرة المذهب الرسمي للدولة العباسية وطغى على المذاهب الاعتقادية الأخرى .


ومن أمثلة هذه الإصلاحات تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كونه جسما " بالصورة التي يعتقدها أهل الحديث ، فبالرغم من أن الأشعري لم يؤول الآيات والأحاديث التي يقول ظاهرها بأن لله

يدا " ورجلا " واستواء على العرش ، إلا أنه أضاف كلمة خاصة أخرجته من مغبة التجسيم والتشبيه وهي أن لله سبحانه هذه الصفات لكن بلا تشبيه ولا تكييف ، وقال : النزول صفة من صفاته ، والاستواء صفة من صفاته ، وفعل من أفعاله في العرش يسمى الاستواء ( 1 ) .

وبشأن رؤية الله قال : يرى من غير حلول ولا حدود ولا تكييف ( 2 ) .


ومن إصلاحاته في فهم القضاء والقدر ، فإنه لما كان قول أهل الحديث بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لأفعال العباد خيرها وشرها يعني أن الإنسان مجبور في أفعاله ولا معنى عندئذ

للحساب والعقاب ، فإن الأشعري حاول أن يعالجه بالقول أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق للفعل ، ولكن العبد هو الكاسب له . ويقصد بذلك أن كل فعل صادر من الإنسان يشتمل على

جهتين : جهة الخلق وجهة الكسب ، فالخلق والإيجاد منه سبحانه وتعالى ، والاكتساب من الإنسان .


وفي الحقيقة أن هذا التلاعب بالألفاظ لم يصلح من الأمر شيئا "، وقد عد الأشعري من القائلين بالجبر أيضا " لاعترافه بأن الله هو خالق فعل العبد خيره وشره ، حيث أن ( الكسب ) الذي قال فيه لن يغير في شئ أصبح مخلوقا " .


وبالرغم من أن الإمام الأشعري تبنى إلى حد كبير عقائد أهل الحديث وكان مناصرا " لهم ، إلا أنه لقي منهم ، لا سيما الحنابلة التحامل عليه ، وعلى أتباعه من بعده التنكيل والنفي والقتل

لأنه اتبع أسلوب الوسط بين المعتزلة وأهل الحديث ، واتهموه بالتأثر بمذهب الاعتزال لمجرد محاولته إقحام العقل في مسائل العقيدة ( 3 ) .

ولما جاء دور الخليفة العباسي القادر سنة 508 هجرية ( 4 ) ، تدخل رسميا " لإنهاء النزاع كله ، وجمع أهل الحديث وأنصارهم من الأشاعرة لوضع كتاب خاص للعقائد .


وانتشر منذ ذلك الحين مذهب الأشاعرة بشكل واسع بين جمهور أهل السنة وأصبح التقليد في العقائد مرفوضا " من قبل السلطة .


وقد انشقت عن الأشاعرة فرقة الماتريدية وهي نسبة إلى أبي منصور الماتريدي السمرقندي المتوفى سنة 322 هجرية ، وكان أحد تلامذة الإمام أبو الحسن الأشعري .


ولم تختلف مع الأشاعرة إلا باختلافات طفيفة كان فيها ميلا " نحو المعتزلة . وقد انقرضت هذه الفرقة مع الأيام .

Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58179
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

رد: الأشاعرة

مشاركة بواسطة Red-rose » الجمعة مارس 30, 2012 3:16

شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زوار