كثرة استبدال معلم المبحث الدراسي تؤثر سلبا على الطلبة

لجميع مراحل التعليم المدرسي والجامعي
أضف رد جديد
Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58179
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

كثرة استبدال معلم المبحث الدراسي تؤثر سلبا على الطلبة

مشاركة بواسطة Red-rose » الأربعاء أكتوبر 01, 2014 9:51

صورة


استبشرت والدة الطالبة آية رجب في الصف الثالث عندما التحقت ابنتها بمدرسة خاصة تتميز بكادر تعليمي مميز بحسب أقاويل المديرة، ونصيحة أشخاص سبق أن التحق أبناؤهم بالمدرسة ذاتها.
بيد أن الواقع كان مغايرا، وفق أم آية؛ إذ مضى الشهر الأول من العام الدراسي الجديد وتغيرت معلمة اللغة الإنجليزية ثلاث مرات، ولم يتلق الطلبة شرح المواد بالشكل المطلوب.
تقول الأم “تحدثني ابنتي عن سعادتها بمجرد وصول المعلمة، التي تبدأ بالتعرف على الطلبة، ومن ثم شرح المواد”، متابعة “أتفاجأ بعد بضعة أيام بغيابها، لتعلم وزميلاتها أن المعلمة تركت العمل وسيستبدلونها بأخرى”.
الارتباك والقلق حالة تنتاب غالبية طلبة المدارس باختلاف فئاتهم ومراحلهم الدراسية مع بداية العام الدراسي الجديد، جراء التكيف مع المدرسة والمعلمين والطلبة.
وتزداد مخاوف الطلبة في حالة تغيير المعلم أكثر من مرة طوال العام الدراسي، ما يؤثر سلبا على نفسية الطالب وتحصيله الدراسي، نظرا لاختلاف طريقة التدريس والتعامل مع الطالب.
وتذكر والدة الطالب رامي صالح (الصف الثامن) أثر استبدال المعلم سلبا على الطالب، فتصف بأن تحصيل ابنها الدراسي أصبح “ضعيفا جدا” في مادة الرياضيات، نظرا لتغير معلمه أكثر من مرة، فلكل منهم طريقته في التدريس والتركيز على الطلاب.
ولم تختلف أم علاء وهي ولية أمر زهرة، الطالبة في المرحلة الإعدادية، عن سابقتها؛ حيث تؤكد أهمية الإبقاء على ذات المعلمات طوال السنة الدراسية، مبينة أن الطالب عادة ما يشعر بالرهبة في بداية الفصل الدراسي الأول نتيجة صعوبة تأقلمه مع المعلم الذي لم يسبق له الالتقاء به وكيفية التعامل معه، ولكن ما إن يتم البت في شرح المنهج يعتاد الطالب تدريجيا على أسلوب المعلم.
وتشير إلى أن ابنتها من بين الطالبات المتفوقات، وفي إحدى المرات تم تغيير معلمة مقرر ما وقد تأثرت جراء ذلك وكاد أن يؤثر على تحصيلها، لصعوبة قدرتها على التكيف مع طريقة شرح المعلمة الجديدة.
الطالبة ريهام مصطفى (الصف الأولى الثانوي العلمي) تؤكد أهمية “عدم تغيير المعلم طوال فترة العام الدراسي، إلا في حال وجود ظروف قاهرة تحتم استبداله بآخر حسب نظرة الإدارة التعليمية في المدرسة”.
ورغم أنها طالبة متفوقة، حسب قولها، إلا أن حال سماعها بأن إحدى معلماتها سوف يتم تغييرها ينتابها شعور بالخوف والقلق من المعلمة الجديدة، وذلك بسبب خوفها من اختلاف طريقة الشرح وطريقة الامتحانات والتصحيح والتعامل مع الطالبات.
وتردف “ناهيك عن أنها ستكون جاهلة بمستوى الطالبات في المقرر، خصوصا إذا تم قطع باع طويل من المنهج، والذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستوى بعض الطالبات أو أن يغير نظرة البعض منهن للمقرر كأن يشعرن بالتذمر تجاه هذه المادة بعدما كنّ يفضلنها”.
وتشير المعلمة آيات الخوالدة إلى أن تغيير المعلم أكثر من مرة بالنسبة لطلاب المراحل الأولى يؤثر بشكل مباشر على الأسرة ومن ثم الطالب، منوهة إلى أنه ما إن يتم تغيير المدرس حتى يتوافد أولياء الأمور مطالبين بإبقائه كون الطلبة اعتادوا عليه.
وترى خوالدة أن المعلم الكفؤ يستطيع “بسهولة” ومع الوقت أن يكسب الطالب ويجعله يتفاعل معه، ناهيك عن تحسن تحصيله الدراسي، لافتا إلى أن الطالب في المراحل الأولى يحتاج إلى الحنان والأمان أولا ومن ثم التعليم وتغيير المعلم بين الحين والآخر يبعث الخوف والقلق والرهبة في داخل الطالب.
وتضيف “كذلك بالنسبة لطلاب المراحل الأخرى، فإن تبديل المعلم خلال السنة الدراسية الواحدة سيؤثر على نفسياتهم وتحصيلهم العلمي، لتعودهم على طريقة شرح وأسلوب وتعامل المعلم السابق، لدرجة أنهم يطالبون بإرجاع معلمهم السابق لمعرفته التامة بمستوى كل منهم والطريقة المناسبة لإيصال المعلومة”.
من جهتها، تبين التربوية د. خولة حسنين، أن النظام التربوي يؤثر بأركانه المختلفة على تشكيل شخصية الطالب من الجوانب النفسية والعقلية والاجتماعية الأكاديمية كافة وغير ذلك، ومن هذه الأركان الرئيسة المعلم، فهو العنصر الأساسي الذي يؤثر تأثيراً مباشراً على شخصية الطالب، وللأسف تعاني بعض المدارس من كثرة استبدال المعلم خلال السنة الدراسية الواحدة لظروف عدة، ما ينعكس أثره سلباً على شخصية الطلبة وبخاصة صغار السن منهم، وذلك لأنّ الطالب يكون قد اعتاد على معلمه.
ومن المتعارف عليه أنّ لكل معلم خصائص شخصية ومهارية تختلف عن غيره، وفق حسنين، سواء أكان ذلك في أسلوب التدريس أو التعامل، لذا قد تؤدي كثرة تغيير المعلم إلى حدوث اضطراب وتوتر لدى الكثير من الطلبة، وقد يصاب بعضهم بـ”الصدمة” لتغيير المعلم الذي اعتاد عليه وأحبه في بعض الأحيان؛ مما يؤدي إلى تدني مستوى تحصيله الدراسي وحدوث قلق لديه، وقد يكره المدرسة ويكثر من التغيب، وينعكس ذلك أيضاً على شخصيته وتعامله مع الآخرين لشعوره بضعف مقدرته على التأقلم السريع مع أسلوب وشخصية المعلم الجديد.
وتضيف حسنين “على وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية الخاصة الحرص قدر المستطاع على اختيار المعلم منذ البداية؛ حيث تتناسب ظروفه مع المدرسة التي يعمل بها لتجنب إمكانية استبداله ونقله إلى مدرسة أخرى، إلا عند الضرورة”، منوهة إلى أن “مصلحة الطالب هي الأساس فهو محور العملية التعليمية التي تسعى لبناء الإنسان والمواطن الصالح الذي يدفع عجلة التقدم والتطور في مجتمعنا”

منى أبو صبح
الغد

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائراً