الصف الأول.. نقطة انطلاق لعالم العلم والمعرفة

لجميع مراحل التعليم المدرسي والجامعي
أضف رد جديد
Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58338
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

الصف الأول.. نقطة انطلاق لعالم العلم والمعرفة

مشاركة بواسطة Red-rose » الاثنين سبتمبر 19, 2016 8:33

الصف الأول.. نقطة انطلاق لعالم العلم والمعرفة تحتاج لتكاتف الجهود


صورة



“مائة وخمسون ألف طفل يسجلون في الصف الأول الابتدائي كل عام، ماذا نقدم لهم؟ ما شكل رحلتهم في منظومة التعليم الأردنية؟”.. بهذا الحديث وجهت الملكة رانيا العبد الله تساؤلها للمجتمع ولمؤسسات التعليم في الأردن، خلال الكلمة التي ألقتها في حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية مؤخراً.
هذا الرقم الذي يحتل مساحة كبيرة في أعداد طلبة المدارس في الأردن، يؤرق الكثير من الأهل الذين، كما وصفتهم الملكة رانيا، بأنهم “رأسمال للأهل وللوطن أيضاً”، فهي الدرجة الأولى في سُلم التعليم وهي الصورة الانطباعية الأولى للطفل ليستمر في حياته التعليمية فيما بعد.
آيات أحمد، والدة أحد أطفال الصف الأول، لا تخفي قلقها على الوضع التعليمي لطفلها الذي جلس قبل أيام على “درج” الصف الأول ومشاعر الخوف والفرحة تجتاح وجهه، وهي في بعض الأحيان تبدي عدم ثقة بالمناهج التعليمية بعد سنوات من التراجع في المستوى التعليمي في الصفوف اللاحقة للصف الأول، وتخشى أن يكون مصير ابنها كذلك.
وتقول آيات إن الصفوف المتقدمة تعتمد على ما تقدمه المعلمات في الصفوف الأولى، وخاصة الأول الابتدائي، لذلك تأمل أن تجد لطفلها وأبناء جيله أجواء تعليمية مناسبة، كما أنها تسعى جاهدة مع معلمته لأن توفر له أجواء مريحة ومناسبة لأن يستقبل عامه الدراسي بأفضل الأجواء، ولا تنكر تعاون المعلمات معها ومع باقي أولياء الأمور في تسهيل أمور طلبة الصف الأول.
وفي السياق ذاته، تقول آمنة وهاب إنها لم تعد تكترث بمرحلة الصف الأول كما كان في السابق، فأغلب الطلاب لديهم خبرة سابقة عن التعليم والانتظام والاستيقاظ المبكر قبل أن يتوجهوا للصف الأول، وهذا بحد ذاته خفف العبء على أولياء الأمور والمعلمات وإدارة المدرسة في الوقت ذاته.
وتتفق آمنة مع الكثير من الأمهات في أن الرهبة من الصف الأول تلاشت كثيرا لدى الطلبة، فلم نعد نرى أمهات يرافقن أولادهن إلى الصف الأول، ويعتمدن على المدرسة والمعلمة في الكيفية التي يتم فيها استقبال الطلبة فيها، وترى أنه من الأفضل أن يكون هناك انفصال من الأهل عن أولادهم منذ البداية حتى يعتاد الطفل على ذلك.
ولكون معلمة الصف الأول يقع على عاتقها دور كبير في التعاون مع الأهل في تجاوز هذه المرحلة، كما تقول المعلمة عطاف سليحات، وهي معلمة للصف الأول، فإنها تبين أن الطفل بحاجة إلى رعاية مضاعفة في أول أيام الدوام المدرسي، ومراعاة الفروق في نفوس الطلبة لتقبل المدرسة وأجوائها.
وتقول السليحات إنها وإدارة المدرسة تعمل على تهيئة الأجواء للطالب بحيث يتم إزالة الرهبة الأولى من نفوسهم من خلال حلقات التعارف فيما بينهم لخلق أجواء صداقة وتآلف، عدا عن التعريف بمرافق المكان حتى يعتاد عليه الطالب، وإفساح المجال لهم للعب وعدم الدخول في عالم التدريس بشكل مباشر، وتبين أنها وعددا من المعلمات عادةً ما يقمن بتقمص شخصية كرتونية محببة لدى الأطفال، واللعب معهم.
ولا تخفي السليحات أهمية أن تكون المعلمة مؤهلة نفسياً وتربوياً لاستقبال هؤلاء الأطفال الذين سترافقهم عاماً كاملاً في وضع اللبنات الأساسية الأولى في التعليم المدرسي، ومن ذلك أنها يجب أن تأخذ جانباً من حياة الطالب الاجتماعية لمساعدته في أن يضع ثقته بمعلمته، فهي في البداية شخص غريب عنه، ولدى الكثير من الطلاب مخيلة قد تختلف من طفل لآخر، عن “المعلمة والمدرسة والثواب والعقاب...إلخ”. وتضيف أن المعلمة يقع عليها الدور في إزالة هذا الحاجز الأزلي الذي يتكرر كل عام.
ولا تكتفي المعلمة في الصف الأول فقط في أن تدرس، فهي تجلس مع الطفل أحياناً ساعات أكثر من والدته، وخاصة الأطفال الذين يعانون من ظروف انفصال للوالدين أو فقدان أحدهما، كما تبين السليحات، وتوضح أنها تشعر بمسؤولية كبيرة ومضاعفة، فهم بحاجة إلى دعم أكبر منها ومن الطلبة الآخرين، فهي تحاول أن تدمج الطلبة سوياً وأن يكونوا الداعمين لبعضهم بعضا، من خلال الأحاديث العامة والهتاف والتشجيع، بالإضافة إلى توزيع الهدايا ولو كانت بسيطة، ولكنها مؤثرة في نفوس الطلبة.
وتنوه السليحات إلى دور المدارس إدارياً في تأهيل المعلمين وإلحاقهم بدورات تدريبية حتى يكونوا قادرين على مجاراة مستحدثات التعليم وأساليب التدريس الحديثة.
وكذلك تبين معلمة الصف الأول ختام محمد، أنها استفادت الكثير من الدورات التأهيلية التي تقوم بها المؤسسات المختصة بذلك، فهي تساعد في التعرف على المناهج التي يتم تدريسها للطلبة والطرق التربوية السليمة التي يمكن أن يستقطب فيها الطالب العلم والمعرفة.
وتقول محمد إنها تفتتح عادةً العام الدراسي بأسلوب اجتماعي مبسط، مبينة أنه وعلى الرغم من وجود طلبة دخلوا رياض الأطفال، إلا أن “رهبة” الصف الأول تلازمهم في أحيان كثيرة، لكونها مرحلة أكثر جدية، وعلى الأغلب يكون الأهل قد وضعوا صورة نمطية عن الصف الأول في ذهن الأطفال بأنها المرحلة الأكثر جدية وأن عليهم أن يتصرفوا كالكبار وألا يخافوا وغيرها من الصور.
جلالة الملكة رانيا كانت أشارت في خطابها إلى دور الأهل في دفع طالب الصف الأول على التعليم وتصوراته؛ إذ قالت “يأتي يوم المدرسة الكبيرة الأول، وتلمع عيون الصغار من الحماسة والرهبة في آن واحد... يؤازرهم أهلهم، ويشجعونهم “لأنو اللي ما بيروح عالمدرسة ما بيتعلم.. وشو بدك تصير إذا ما تعلمت؟” وبعد وثوق الطفل في منطق أهله؛ ومن منطلق وثوق الأهالي وآمالهم بأن طفلهم ورأسمالهم -ورأسمالنا أيضا- سيتلقى تعليما يحقق له طموحهم، يحمل الطفل الحقيبة والأقلام والدفاتر وتبدأ رحلة المرحلة الابتدائية”.
لذلك، بينت جلالتها أن هناك تعاونا فعليا سيكون ما بين وزارة التربية والتعليم والجامعة الأردنية وأكاديمية تدريب المعلمين لإنشاء كلية لتأهيل المعلمين وتدريبهم لمدة عام قبل دخولهم الصفوف، مشيرة إلى أن ذلك سيكون دافعاً ومؤهلاً لهم “ليقفوا في أول الصف جاهزين وواثقين بأن لديهم ما يلزم من العلم والمهارات لتعليم أجيال الأردن، وسنعمل مع إحدى أفضل كليات تدريب المعلمين في العالم، لأننا نريد أفضل تعليم لأطفالنا، وأفضل تدريب لمعلمينا”.
الأخصائية النفسية المختصة في علم النمو، الدكتورة خولة السعايدة، ترى أن أول خطوة يجب أن يقوم بها الأهل والمعلمون في الوقت ذاته هي أن يحببوا الطفل بالأجواء المدرسية، خاصة أن هذه الخطوة تعد الأكثر جدية في مفارقة الأم والانفصال عنها لساعات خلال النهار، والالتزام بقوانين ووجود واجبات وأوامر ونواه.
لذلك، تعتقد السعايدة أن الخطوة الأولى في التعامل مع الصف الأول من خلال خطوات بسيطة بالتعاون ما بين الأهل والمعلمة، بدون وجود خطط مسبقة أو ترتيبات، فقد يكون لوجود الأم مع طفلها في أول أيام الدوام وتشجيعه أهمية، خاصة للأطفال غير المتقبلين للدوام المدرسي، إلا أن هناك أطفالا قد يكون لديهم الحماس الكبير في الذهاب للمدرسة وهؤلاء يجب أن نوفر لهم أجواء تساعدهم على الاستمرار في هذا الحماس.
وتدعو السعايدة المعنيين بطلاب الصف الأول لأن يكونوا حريصين بالابتعاد عن أسلوب التلقين، والولوج للتعليم في البداية من خلال اللعب والتشجيع والتحفيز، وأن تقوم الجهات المسؤولة عن الملعمين بتوفير دورات تدريبية خاصة لطرق التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة.
وتبين السعايدة أن النمو عند الطفل يبدأ بالتدرج، وفي تقبل الواقع الذي هو فيه، والطفل قد تتكون لديه مشاعر سلبية ناتجة عن الحرمان من اللعب وغضب الأهل عند عدم أداء الواجبات، فتصبح الدراسة والمدرسة مصدر إزعاج لهم، لذا على المعلمين الالتفات لتلك النقطة وتحبيب الطلبة بصفهم ومدرستهم.
وتقول السعايدة “إن بعض الخبرات السلبية تنتقل للطفل من الأخوة الأكبر وأحيانا من الوالدين أنفسهم عند حديثهم عن المدرسة على أنها ثقل ومسؤولية مزعجة فيتأثر الطفل بأفكار ومشاعر أطفالهم”.
وتؤكد السعايدة أهمية تأهيل المعلمين من قبل مختصين تربويين حول متطلبات النمو لمرحلة 6 سنوات وأساليب التعليم المناسبة لهم، كما ينبغي مراعاة مستويات الطلبة المتميزين والمتدني الذين لا يستفيدون من التعليم العادي المتوسط.

tagreed.saidah@alghad.jo

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائراً