زيدان في الذاكرة

[ALI ALQUDAH]

[center]"زيزو.. زيزو"، هكذا كانت تهتف الجماهير الفرنسية طيلة اللقاء التذكاري، الذي جمع منتخب بلادهم الفائزة بكأس العالم لسنة 1998، ومنتخب نجوم العالم بمناسبة مرور عشر سنوات على فوز فرنسا بكأسها العالمية الوحيدة.
زيدان استطاع أن يستأسد من جديد، وأن يترك جماهير استاد فرنسا الدولي فارغي الأفواه من الاندهاش والانبهار بمهاراته العالية وحركاته الفنية، التي لطالما أبهج بها قلوب عشاقه.
ورغم اكتفاء النجم ذي الأصل الجزائري بإحراز هدف وحيد من بين ثلاثة جاء بعد تمريرة من زميله "روبير بيريس"، اختتمها زيزو بتسديدة بيمناه استقرت على يمين الحارس دومينيك كاساغراند، إلا أن زيدان كان من دون منازع نجم المباراة الأول، حتى أنه استطاع أن يحولها من مباراة تذكارية إلى مباراة استعراضية لفنياته حرمت منها عشاقه منذ اعتزاله.
وانتهت المباراة التي أقيمت هذا الأسبوع بالتعادل الإيجابي بين الفريقين بثلاثة أهداف لكل فريق، تناوب على تسجيلها كل من زيدان وليودوفيك جيولي وبيرنارد ديوميد لصالح أصحاب الأرض، وكل من المكسيكي إميليو بوتراغوينيو والبرتغالي بيدرو باوليتا والكرواتي دافور سوكير لصالح الضيوف.
الفرنسيون كانوا ليلتها على موعد بأسطورة بلادهم "زيزو" -كما يحبون تلقيبه- في ليلة سبحت فيها مخيلتهم وأرجعتهم عشر سنوات إلى الوراء، لتذكرهم بأهم إنجاز رياضي لبلادهم، حين اعتلى رجال "إيمي جاكي" عرش الكرة العالمية في 12 من شهر يوليو/تموز سنة 1998، بعدما أطاحوا بنجوم السامبا في المقابلة النهائية في ليلة تاريخية لا يجود بها الدهر مرتين كان زيزو عروسها.
وكانت فرصة للفرنسيين لنسيان خيبة الخروج المبكر من يورو 2008، والتي كانت أول بطولة عالمية رسمية للديوك من دون زيزو.
وبمجرد أن وطئت قدماه أرض الملعب انهالت الجماهير، التي احتشدت في مدرجات استاد سان دوني الدولي أكبر ملعب في فرنسا، بالتصفيق والهتاف باسم زيدان، الذي كان أكثر من نال التشجيع في تلك الليلة.
وعبر "زيدان" -36 سنة- عقب نهاية المباراة، عن سعادته بالمشاركة في هذه المقابلة التذكارية وبارتداء قميص الديوك من جديد، منذ مرور ما يزيد عن السنتين على آخر ظهور له رفقة الديوك.
وقال زيزو "ما كنا نريده هو على الأقل الخروج بنتيجة التعادل 3-3 كانت منصفة، أشكر الجماهير التي جاءت إلى الملعب".
وأضاف قائلا، تعليقا على المستوى الفني للقاء، "كنا مرهقين بعض الشيء، كما أن الكثير من اللاعبين فقدوا لياقتهم البدنية، ولكن أجمل شيء في هذه الأمسية الحضور".
وعقب نهاية اللقاء لم يترك العديد من النجوم الفرصة تفوتهم دون التنويه بمستوى زيدان، وقال الإنجليزي ديفيد بيكام زميله السابق في ريال مدريد، "التدرب مع زيدان لثلاث سنوات كان حلما، بالنسبة لي هو أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور".
زيدان أضحى رمزا من رموز فرنسا، بكل ما قدمه إليها، وبالإضافة إلى التتويج بالكأس العالمية، لزيدان سجل مليء بالإنجازات سواء مع منتخب الديوك أو مع مختلف الفرق التي ترك بصماته خالدة في سجلاتها.
ويمثل التتويج بكأس الأمم الأوروبية سنة 2000 إحدى أهم المحطات في مسيرة زيدان، هذا دون الحديث عن التتويج الغالي والوحيد له بدوري أبطال أوروبا سنة 2002 رفقة النادي الملكي ريال مدريد، الذي كان آخر فريق يحمل ألوانه.
وجدير بالذكر أن آخر ظهور لزيدان رفقة الفريق الفرنسي كانت في نهائي كأس العالم 2006، التي أقيمت على الأراضي الألمانية، والتي بلغ فيها المنتخب الفرنسي المقابلة النهائية، والتي طرد منها زيدان بعد نطحته الشهيرة لمدافع المنتخب الإيطالي ماركو ماتيرازي.
كما أن زيدان -أفضل لاعب في العالم في ثلاث مناسبات- تدرج في أندية كان وبوردو الفرنسيين ويوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني، وحمل القميص الفرنسي في أكثر من 140 مباراة.[/center]