نقد الابستمولوجيا التكوينية

الدين والشريعة

المشرف: manoosh

أضف رد جديد
رضا البطاوى
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 2997
اشترك في: السبت يوليو 25, 2015 2:08

نقد الابستمولوجيا التكوينية

مشاركة بواسطة رضا البطاوى » الجمعة يونيو 08, 2018 8:58

نقد الابستمولوجيا التكوينية لجان بياجيه
"بيد أنه يمكننى فيما يبدو لى أن أضع الرد التالى على مثل هذا الاعتراض لاشك أن المعرفة العلمية تطورية على الدوام فهى تتغير من حين لآخر وعليه فلا يمكننا أن نقرر من جهة أن للمعرفة تاريخا ثم ننظر من جهة أخرى إلى حالتها الراهنة كما لو كانت نهائية أو ثابتة إن الحالة الراهنة للمعرفة إنما هى لحظة فى التاريخ تتغير بنفس السرعة ص35
الخطأ هنا هو أن المعرفة العلمية تطورية على الدوام وبالطبع هذا أمر مخالف لمعارفنا فى الإسلام فالمعرفة بدأت معرفة صحيحة شاملة مصداق لقوله تعالى "وعلم آدم الأسماء كلها" أى كانت تامة ومع هذا بالكفر تناقصت المعرفة وبدأت بكون المعارف تزداد الخرافات فيها وكلما زادت الخرافات بعث الله رسولا لإصلاح المعرفة حتى تعود كما كانت فى بداية خلق الناس
مقولة التطور هنا تعنى أن المعرفة تراكمية متزايدة كلما تقدم الزمان وهى ما يتناقض مع كونها عملية بناء وإعادة تشييد أى هدم وبناء فهدم أى شىء يعنى نقص البنيان مع إزالته ثم بناء شىء جديد وهو ما قاله بياجيه فى الفقرة التالية :
"تكون فيه حالة المعرفة فى الماضى قد تغيرت بل وفى حالات عديدة تتميز بسرعة أكبر ومن ثم فإن الفكر العلمى ليس لحظيا إذ أنه ليس حالة سكونية إنما عملية وبتحديد أكثر عملية بنيان وإعادة تشييد مستمرين ويصدق هذا غالبا على كل فرع من فروع البحث العلمى ويطيب لى أن أذكر فى هذا الصدد مثالا أو مثالين تقريبيين ص36
والرجل فى الفقرة يتحدث ليس عن الفكر العلمى ولا عن البحث العلمى كما يزعم وإنما يتحدث عما يسمى النظريات التى يهدم كل منها ما سبق ففى مما يسمى علم الفيزياء أزالت نظرية النسبية نظرية نيوتن فى الجاذبية وفيما يسمى علم الفلك أزالت نظرية جاليليو وكوبرنيكوس نظرية بطليموس عن مركز الكون
هذا هو حال النظريات وليس العلم فالعلم هو الحقائق وليس النظريات فلو كانت علما ما زالت ولا استطاع أحد أن يزيلها
وقال بياجيه :
لنكرر مرة أخرى إننا لا نستطيع أن نقول من جهة إن ثمة تاريخ للتفكير العلمى وإن مادة الفكر العلمى من جهة أخرى لا تزال كما هى عليه إلى اليوم بل إن هناك ببساطة تحولا مستمرا وإعادة تنظيم مستمرين وإن هذه الحقيقة فيما يبدو لى تتضمن أن العوامل التاريخية والنفسية التى تدخل كعناصر فى هذه التغيرات إنما تكون ذات أهمية بالغة فى محاولتنا لفهم طبييعة المعرفة العلمية ص37
الخطأ هو أنه لا يوجد عند بياجيه تاريخ للتفكير العلمى وهو ما يتناقض مع الفكر أو البحث العلمى فبياجيه لم يعش من بداية الخلق ولم يعاصر بعض العصور قبله ومع ذلك يقرر رغم عدم معاصرته لمن سبقوه أنه لا يوجد تاريخ للتفكير العلمى وهو ما يتنافى مع أحد ركائز المنهج العلمى وهى المعاينة أو المشاهدة
وقال بياجيه :
"فلقد طور كانتور هذه النظرية على أساس عملية أساسية جدا ألا وهى عملية تناظر واحد لواحد وبتحديد أكثر إذا قمنا بتأسيس عملية تناظر واحد لواحد بين سلسلة الأعداد الصحيحة وسلسلة الأعداد الزوجية فإننا نحصل على عدد لا هو صحيح ولا هو زوجى وإنما نحصل على عدد أو متناه يسمى ألف صفر ولقد مكنت هذه العملية الأولية جدا تناظر واحد لواحد كانتور من أن يمضى سلسلة العدد المتناهى والذى كان يعتبر حتى عصره عددا واحدا فقط ص
ما اخترعه كانتور وأشباهه من رياضيات يسمونها الرياضيات الجديدة كلها ضروب من الخيال ليس لها أى نصيب من الواقع الذى نعيشه فالأعداد الصحيحة منها الأعداد الزوجية فهما ليستا سلسلتين وإنما سلسلة واحدة
وأما خرافة العدد المتناهى وهو العدد النهائى فلا وجود لها فالأعداد تمضى هكذا حسب ما أراد الله وإن كان العدد يدخل فى كل نوع من الخلق بشكل مقدر أى محدد عند الله كما قال تعالى "وكل شىء عنده بمقدار "
وقال بياجيه :
"ربما لا يعدو أن يكون ما ذكرته حتى الآن سوى مجرد اقتراح بأنه ينبغى علينا أن نستفيد من المعطيات النفسية بوصفها عاملا مساعدا إذا ما أردنا أن نفكر فى طبيعة المعرفة ولكن ما أود الآن هو أن أذكره هو المعطيات النفسية ليست مجرد عامل مساعد وإنما هى أمر لا غنى عنه فالواقع أن جميع المعرفيين يشيرون إلى العوامل النفسية فى تحليلاتهم ولكن القسم الأعظم من استشهاداتهم بعلم النفس تأملية لا تستند على البحث النفسى وإننى لمقتنع تماما بأن علم المعرفة يعالج موضوع المشكلات الواقعية بنفس القدر الذى تعالج به المشكلات الصورية فإذا ما تصادمت المشكلات الواقعية ذات مرة فستصبح الاكتشافات النفسية كفيلة بمعالجة هذا الأمر لذلك ينبغى أن تؤخذ فى الحسبان ص40
نلاحظ التناقض بين تحليلات من يسميهم المعرفيين للعوامل النفسية وبين كون تلك التحليلات ليس من البحث النفسى وهو كلام يخالف بعضه بعضا
والكلام عن كون المشكلات الواقعية وحتى الصورية ليست نفسية هو ضرب من الخبل فكل مشكلاتنا نابعة من انشغال النفس بها صحيح أن المشكلات معظمها يكون خارج النفس من المخلوقات وعلاقاتها الكونية بسبب عدم فهم النفس لها ولكن النفس هى التى تفكر فيها حتى تعرف أو حتى تستغل المعرفة استغلالا خاطئا
وقد وضح الرجل أن التجربة وهى عملية تتم بناء على تفكير النفس تجربة شخصية أى نفسية بقوله:
وبصدد هذه البنيات المنطقية والرياضية المجردة فإن المعرفة الفيزيائية وهى تلك التى تستند على التجربة بوجه عام تكون متعينة أو مشخصة ص46

وقال بياجيه :
"السبب الأول هو أن هناك علوم منطق عديدة مختلفة وليس علم منطق واحد ويعنى هذا أننا نفتقر إلى وجود منطق واحد يكون قويا بشكل كاف لكى يدعم البناء الكلى للمعرفة الإنسانية ويعنى هذا أيضا أننا إذا استخدمنا علوم المنطق المختلفة معا فلن نجد بينها الاتساق الكافى الذى يمكننا من تأسيس المعرفة الإنسانية وهكذا إذا التجأنا إلى منطق وحيد لكان مفتقرا إلى القوة وإذا التجأنا إلى العديد من علوم المنطق لكانت قوية جدا ولكنها تفتقر إلى الإتساق فيما بينها الأمر الذى يحول دون تأسيس المعرفة عليها وهذا هو السبب الأول الذى يجعل الصياغة المنطقية وحدها غير كافية ص42
نلاحظ التناقض بين قوله"إذا استخدمنا علوم المنطق المختلفة معا فلن نجد بينها الاتساق الكافى الذى يمكننا من تأسيس المعرفة الإنسانية" فهنا علوم المنطق مختلفة مما يضعف إمكانية تأسيس المعرفة ومع هذا يقول أنها ستنتج قوة بقوله" وإذا التجأنا إلى العديد من علوم المنطق لكانت قوية جدا"
وقال بياجيه :
"أما السبب الثانى فإننا نعثر عليه فى مبرهنة جودل وهى المبرهنة التى تؤكد أن ثمة حدودا للصياغة فأى نسق لكى يكون قويا ومتسقا بشكل كاف لابد أن يحتوى على حساب الأولى ولا يمكن لهذا الحساب الأولى أن يبرهن على اتساقه الخاص وهكذا تواجهنا على الفور المسائل التالية :
المنطق صياغة إنه تقرير حقيقة بديهية عن شىء ما ولكن ما هو هذا الشىء بالضبط أو ما هو ذلك الشىء الذى يصوغه المنطق وهذه مشكلة غاية فى الأهمية بل إننا نواجه فى الحقيقة بمشكلتين يحتوى أى نسق بديهى على قضايا أو بديهيات لا يمكن فى البدء البرهنة عليها ولكن على أساسها نتمكن من البرهنة على قضايا أخرى كما يحتوى أى نسق على أفكار أساسية نتمكن من تعريفها ولكن على أساسها يمكن تعريف الأفكار الأخرى والآن ما هو بالضبط الذى يقع تحت البديهيات التى لا يمكن البرهنة عليها والأفكار التى لا يمكن تعريفها تسمى هذه بمشكلة البنية فى المنطق وهى المشكلة التى تبين أن الضرورة إنما تنبع من الفكر ذاته فهو الذى يضيفها إلى الأنساق المنطقية البديهية إذن فالفكر الإنسانى هو الذى يطور الأنساق المنطقية البديهية إذن فالفكر الإنسانى هو الذى يطور الأنساق المنطقية ومن ثم تظل حدسية أما السبب الثالث الذى يجعل الصياغة غير كافية فهو أن علم المعرفة يشرع فى توضيح المعرفة كما هى بالفعل وذلك من داخل نطاق العلم ص43
الخطأ الأول أن البديهيات لا يمكن البرهنة عليها فبديهية الوجود مثلا الإحساس بالنفس ووجود حركة وبديهية الحركة مثلا يمكن البرهنة عليها بالتواجد فى مكان ثم مكان أخر مختلف وهو بهذا يناقض برهنته على البديهيات فى قوله:
" بعد أن برهنت على أن جذور البنيات المنطقية والرياضية إنما تكمن فى تنسيق الأفعال ص53
والخطأ الثانى أن علم المعرفة يشرع فى توضيح المعرفة كما هى بالفعل وذلك من داخل نطاق العلم والسؤال إذا كان علم المعرفة إنسانى فكيف ينجح فى توضيح المعرفة كما هى بالفعل إذا كان الفكر الإنسانى نفسه يطور أنساق منطقية حدسية أى تخمينية وليست واقعية صحيح أنها قد توافق الواقع ولكن فى معظم الأحيان تخالفها ؟
وقال بياجيه :
وهكذا نستخلص من ذلك أن علم المعرفة التكوينى إنما يتعامل مع كل من صورة ومعنى المعرفة ويمكننا أن نصوغ مشكلتنا فى العبارات التالية بأى معنى يمضى العقل الإنسانى من حالة تكون فيها المعرفة أقل إلى حالة تكون فيها المعرفة أعلى
الواقع أن البت فى ما هى المعرفة الأقل وما هى المعرفة الأعلى إنما يعود بالطبع إلى الجوانب الصورية والمعيارية وليس من اختصاص النفسيين أن يحددوا ما إذا كانت حالة المعرفة أسمى من حالة أخرى أم لا فتقرير ذلك يعود إلى المناطقة أو على المتخصصين فى حقل ما من حقول العلوم ففى حقل الفيزياء مثلا أن يقرر الفيزيائيون المتخصصون وحدهم ما إذا كانت نظرية ما أكثر تقدما من نظرية أخرى أم لا ومشكلتنا من وجهة نظر النفس ومن وجهة نظر علم المعرفة التكوينى هى أن نوضح كيف يتم الانتقال من معرفة ذات مستوى أدنى إلى معرفة ذات مستوى أعلى لأن طبيعة هذه الانتقالات تعد مسألة واقعية فإما أن تكون الانتقالات تاريخية أو نفسية أو أحيانا احيائية ص44
يثير الرجل هنا مسألة وهى أن تقرير المعرفة الأقل من المعرفة الأوسع مسألة تعود للمنطقيين وهى مقولة خاطئة فالإنسان كنوع كل أفراده هم من يقررون هل أصبحت معرفتهم أكثر أم لا وليس الإنسان المنطقى وحده
وقال بياجيه:
"فلكى تنسخ نسخة أصلية علينا أن نعرف النموذج الذى ننسخه ولكن طبقا لنظرية المعرفة هذه فإن الوسيلة الوحيدة لمعرفة النموذج هى أن ننسخه وبهذا نكون قد وقعنا فى مصيدة الدور الفاسد فلا نستطيع أن نعرف ما إذا كانت نسختنا للنموذج هى مثل النموذج أم لا وفى اعتقادى أن معرفة موضوع لا يعنى استنساخه وإنما يعنى التأثير فيه أو هو يعنى بناء أنساق للتحولات يمكن أن تؤثر على أو تتأثر بهذا الموضوع أو بدقة أكثر فإن معرفة الواقع يعنى بناء أنساق للتحويلات تناظر كثيرا أو قليلا هذا الواقع أو تتطابق كثيرا أو قليلا مع هذا الواقع إذن فالبنيات التحويلية التى تتكون منها المعرفة ليست نسخا للواقع وإنما هى ببساطة نماذج متساوية الشكل بقدر الإمكان ومن ضمنها الخبرة التى تمكننا من أن نختار فالمعرفة إذن نسق من التحويلات التى تصبح متطابقة بشكل متزايد ص46
نلاحظ هنا فى أخر الفقرة أن المعرفة نسق من التحويلات التى تصبح متطابقة بشكل متزايد وهو ما يناقض كون المعرفة قد تتطابق قليلا أو كثيرا فى قوله فى نفس الفقرة" فإن معرفة الواقع يعنى بناء أنساق للتحويلات تناظر كثيرا أو قليلا هذا الواقع أو تتطابق كثيرا أو قليلا مع هذا الواقع"
وقال بياجيه :
"وتعد هذه المحاولة بداية فقط للتحليل المرتد بحيث يمكننا أن نمشى إلى أبعد من ذلك كثيرا ففى علم المعرفة كما الحال فى علم النفسي التطورى لا توجد أبدا بداية مطلقة ولا يمكننا أبدا أن نصل إلى النقطة التى نعلن فيها هنا البداية المؤكدة للبنيات المنطقية لأننا حالما نبدأ الحديث عن التنسيق العام للأفعال فإننا نجد أنفسنا بالطبع نمضى أبعد حتى من مجرد التوقف عند نطاق علم الأحياء بل نجد أنفسنا ندخل فى الحال منطقة التنسيقات من داخل الجهاز العصبى وشبكة الخلية العصبية ص49
الخطأ هنا هو عدم وجود بداية للبنيات المنطقية ولو كانت لا توجد بداية نبدأ منها بالفعل فلماذا أتعب الرجل نفسه وهو يعرف أنه لن يصل لشىء فكتب الكتاب؟
بالقطع لابد من وجود نقطة بداية وإلا أصبح كل ما قيل فى الكتاب وفى غيره من الحوارات والمناقشات هو مجرد هراء وخرافات

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 40 زائراً