منتديات أنا الأردن

شادي الزيناتي

خرج الينا وزير التربية والتعليم د.محمد ذنيبات بقرار فزعوي يوم امس ، يفرض من خلاله أوعز بتخصيص الحصة الأولى من يوم الثلاثاء من كل أسبوع للحديث عن خطورة الإرهاب وضرورة مكافحته، ونبذ العنف والتطرف بأشكاله المختلفة، والتأكيد على سماحة الإسلام والاعتدال والوسطية، واحترام الشرائع والعهود والمواثيق التي تحمي المجتمع، وذلك وفق محاور تم تعميمها على الميدان.

و القرار بمظهره وشكله ايجابي ومطلوب واتى متأخرا ، لكن يبدو ان القرار ايضا لا يخلو من انه ' فزعوي ' تم دون اي تخطيط او ترتيب او منهجية !!

فعندما نتحدث عن فرض حصة في كل مدارس المملكة في ان معا ، لمخاطبة الطلبة و افهامهم خطورة الارهاب و التاكيد على سماحة الاسلام ، يجب علينا اولا النظر لمؤهلات المعلمين لتلك الحصص و التاكد من قدرتهم على اعطاء ذلك المنهاج الهام والخطير في ذات الوقت ..


* فهل تملك وزارة التربية معلمين مؤهلين فكريا ولديهم الاطلاع و الثقافة الواسعة في ما يتعلق بالفكر المتطرف وكيفية مكافحته ؟
* و هل لديها العدد الكافي منهم لملء كل تلك الحصص في ذات التوقيت ؟

* و هل تملك كوادر او معلمين مؤهلين للحيث عن وسطية المنهج الاسلامي واعتداله ؟

* الا تعلم وزارة التربية ان عددا من معلميها يعتنقون الديانة المسيحية ؟ علما ان بامكانهم الحديث عن التطرف والارهاب ولكن كيف سيتحدثون عن المنهج الاسلامي ؟

* الا تعلم الوزارة ان لديها معلمون علمانيّون و اخرون يساريّون و يمينيّون و منهم من هو متطرف
' ولا نعمم' ، و كثير منهم على غير علم و معرفة بتعاليم الاسلام وليس لديه الاستعداد لشرح وسطية الاسلام وسماحته و غيرها من الأمور المتعلقة بحكم الدين فيها مما قد يؤدي الى ردود فعل عكسية !!


الامر يا معالي الوزير ليس فزعة من فزعات وزارتك فالامر يحتاج الى تطبيق قائم على العلم والمعرفة والتخصصية فهناك أسئلة وإجابات وحوار

و الحديث عن الاسلام او الارهاب يتعلق بمعرفة وعلم وليس اجتهاد ورأي فكثير منا يعتنق الاسلام ولكنه لا يملك العلم الشرعي الواسع لتوضيح بعض التساؤلات التي تحتاج لدليل شرعي من القرآن والسنة والسلف وما الى ذلك ..


القرار مجددا بظاهره ايجابي ، لكن نتمنى ان يتم تطبيقه بشكل صحيح ، فالنتائج والمخرجات تعتمد على التنفيذ ، فالتنفيذ الصصحيح يضمن لنا مخرج و نتيجة صحيحة لقرار صحيح والا فان العواقب وخيمة وربما تنعكس سلبا ونقع فيما لا نريد ونتمنى !

نحتاج لتطبيق القرار دراسة متأنية وتخطيط ممنهج و ادوات مختصة للتنفيذ ، فمشاركة جهات كالامن العام و الامن الوطني و وزارة الاوقاف و غيرها من الجهات المتخصصة ربما تساعد في انجاح الامر ، و يمكن ان تعطى تلك الحصص على شكل دورات من قبل فريق مدرب ومثقف يضم كادرا من الشخصيات الدينيه والامنيه المثقفة على مدار السنة في مسارح المدارس اولا قبل البدء بتطبيق هذا القرار خاصة و نحن نمر بفترة امتحانات نصف سنوية تتزامن و انتهاء الفصل الدراسي الاول ..


دعوة لمراجعة القرار واصلاح م يمكن اصلاحه بعيدا عن العند و التصلب ، فالوطن اكبر من الجميع ، والمواطنة والعدالة في توزيع المكتسبات والتنمية تضمن بيئة وطنية حاضنة ..