الدباس يكتب: اشتقنا لعينيه!

آراء ومقالات لكتّاب أردنيين

المشرف: Princess

قوانين المنتدى
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
قوانين المنتديات العامة
أضف رد جديد
Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58177
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

الدباس يكتب: اشتقنا لعينيه!

مشاركة بواسطة Red-rose » الأحد نوفمبر 14, 2021 7:57

صورة



كنت كل عام أكتب للحسين العظيم رحمه الله في عيد ميلاده وأجدني في كل عام أحتار عن اي خصلة فيه أتحدث ؟ عن انسانيته ؟ عن سياساته ؟ عن علاقاته مع الناس؟ عن استشرافه للأحداث ؟ عن إيمانه بالاردن رسالةً وشعباً وهويةً لا تعرف الفرقة ؟ أم عن إيمانه بالوحدة ومحاولات لم الشمل العربي وعلى بركة الله ؟

هذا العام فقط ولأول مرة وقفت محتاراً هل أكتب رسالتي في عيده أم لا ؟ فكيف أكتب له والوطن يشهد أعمق حالات التخبط الاجتماعي … كيف أكتب عنه وقد وصل مستوى الادارة العامة لدينا الى مستوى الهاوية بينما جعلها الحسين مفخرة بين العرب …. كيف أكتب له وأنا أستحي ان اقول له أن مسؤولينا أصبحوا يلاحقون الناس على "نُص كلمة" وأن رئيس وزراءنا يجلس على "ركبة ونُص" ريثما يقوم النائب المشاغب عن مقعده ؛ أم هل أقول له ان موظفة جامعية بالتأكيد لا تعرف المدن في بلدها لعلي أخفي ان معظم مسؤولينا لا يعرفون القرى التي يعرفها الحسين قريةً قرية ؟

أحياناً كثيرة أتفكر أين وصلنا بهذا البلد ؟ بعد ان كنا منارة العلم والمعرفة والثقافة في المشرق العربي… بعد ان كانت جامعاتنا محج ؛ وكانت كفاءاتنا مطلب الخليج العربي؛ وكانت إداراتنا مضرب المثل في المدرسة البيروقراطية الحميدة ؛ وكانت نظافة يد الموظف الاردني مميزة حد التقوى ؛ ليعم اليوم الفساد في كل دوائرنا وكفانا دفناً لرؤوسنا في الرمال ، ولتصبح ادارتنا للازمات فزعة وصياح وتراشق اعلامي و "طخ اعلامي" وما ازمة المياه والسدود ببعيدة عن ذلك؛ وليتخرج الاردني الجامعي وهو لا يفك الحرف ولا يعرف أصلاً شيئاً سوى " الفلوس" التي أدخلته "موازي" في الجامعة والواسطة التي "دفشته" ليتخرج منها!!

لا أظن ان ذلك كان أمل الحسين فينا وهو الذي كان يعتبر كل شباب الاردن أولاده وبناته ؛ وكأننا نرد له الجميل بعقوقه والبعد عن أحلامه وافشال مشاريعه …. او على الاقل احباط أمله فينا! وما ذلك الا لبعدنا التام عن الشعار الذي رفعه أكثر من خمسة وأربعين عاماًمن حكمه (( الانسان أغلى ما نملك ))

جعله الحسين شعاراً للدولة يترجم الى كل خططها ومجالاتها فخطط لتنمية الانسان والاستثمار به ليبقى الأغلى ؛ أما نحن ففهمنا الشعار بالشقلوب وصدّرنا كل كفاءاتنا و "طفشناها" ليحل محلها "المستورد" الذي لا يفهم الا لغة الارقام العبثية … وبدلا من الاستثمار في الانسان قررنا الاستثمار في كل شيء الا فيه! فبحثنا عن المشاريع في كل مكان ونسخنا نماذج كل الدول واستثمرنا في النحاس والنووي والطاقة والثروات المعدنية والثروات النفيسة وكله تحت شعار "أسمع جعجعة ولا ارى طحناً " وأضعنا رأس مالنا الانسان الذي يبني البلاد ويرفعها!

أضعنا الكثير من وصايا الحسين في رسائله الأخيرة ؛ وبقي لنا وصية واحدة : هذا الوطن من بابه لمحرابه … فلأجل عيون الحسين التي أخذنا منها لعقود الامل والثقة والقوة علينا جميعاً ان نفيه حقه ونحافظ على هذا الوطن الذي قدمه لنا الحسين العظيم على طبق من ذهب فأزاغ الذهب عيوننا وأضعنا الوطن!

أيها الملك الأجل مكانة بين الملوك ويا أعز قبيلاً ؛ لا تصدقني يا سيدي فنحن بخير ما دام فينا أوفياء لسرك ومسيرتك ولوحدتك الوطنية التي قدستها قولا وفعلاً …. وسنبقى أحراراً أردنيين متآخين متوحدين كما نذرتنا … وستعود الأيام جميلة حين نعود لنأخذ القوة من عينيك والحكمة من جوهرتيك: "عقلك وقلبك" الذين ما اختلفا على الاطلاق! وكل عام ونحن بخير في ذكرى الحسين ومسيرته.

خبرني

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 20 زائراً