ملحمه كركيه /بقلم سهام البيايضه/مراجعه:م حسام السحيمات

أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
ابو مهيمن
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 847
اشترك في: السبت أكتوبر 18, 2008 9:34

ملحمه كركيه /بقلم سهام البيايضه/مراجعه:م حسام السحيمات

مشاركة بواسطة ابو مهيمن » الاثنين نوفمبر 03, 2008 10:32

ابراهيم الضمور والد الذبيحين
ملحمة كركية.. ابطالها شهداء لاتزال ارواحهم تسكن اسوار القلعة
إبراهيم الضمور: في افاق الفخار زرع امثولة الصبر وسقاها من دماء ولديه المحترقة
عليا الأم المثكولة: عصبة رأسها راية تضحية وإباء
على سفوح جبال الشراة المطلة على قلعة الكرك المهيبة ,لا يزال المنظر المتجدد عبر السنين يملاء القلب ذكريات عميقة, تشتد بها عزيمة البقاء الازلي للمجد والفخار المتربع فوق سجل التاريخ, تربع القلعة فوق جبال الشراة الممتدة عبر الجنوب ..
اهزوجة تضحية تحكي قصة التحام المصير ونخوة الرجال, غربي النهر وشرقيه نستذكر فيها مجد الاجداد وننفض عنها غبار الايام ,و نمد يد التاريخ المشترك ونلاحم المصير بين شعوب, كانت التضحية بالمال, ابخس من ان تكون مسالة, امام دعم الرجال للرجال . ..فلا اغلى ولا اعظم من دم الاولاد المرشوقة بها احجار القلعة.
على سفوح الكرك تنبت اشجار الزيتون تحاكي اشجار الزيتون في نابلس والخليل ولتعانق جبال الشراة, الجبال الغربية عبر سهول الغور, وسهل مرج بن عامر على اطرف جنين ,تستظل تحت اغصانها ارواح الذين سكنوها,مستأنسين بالافق الممتد الى عكا ويافا, لتلامس سهول مؤتة وشيحان,و يشهد على صدق الانتماء شهداء المشهد في مؤتة عبدالله بن رواحة ,زيد بن حارثة وجعفر الطيار.
اينما وقع نظرك تاخذك قشعريرة ,تستحضر, ارواح الذين مرو من هنا عبر التاريخ, تسمع صهيل خيولهم وضرب مجانيق الغزاة, وزغاريد النساء من فوق ابراج القلعة, ترافق صعود ارواح الشهداء في الكرك, وعلى ابواب القدس ,وفوق جبل النار.
ملحمة المصير الواحد الممتد في افق السماء بين الكرك والخليل وبين نابلس والسلط ,تقف اليوم ذكرى وسطور عز وتضحية ,امام شرذمة الغازي وانحراف مسارات الجهاد والحق, نستذكر العبر لتتوحد النفوس عبر معاناة وصبر الاجداد والجدات.
لم يجد قاسم الاحمد في مخيلته التي تمرست الرجولة, وفهمت مقاصد الرجال, الا الكرك عرين المقاومة ومصد الظلم , .لتكون غايته, يدخلها امنا ومحتميا بالأهل, وأصحاب العهود والحامين لعقائد الاباء, الحافظين إجارة الملهوف ومن تقطعت بهم دروب الامان, ليكونوا سندا وملجاء يستجار بهم في اوقات الشدة وضيق المواقف.
وصل قاسم الاحمد الكرك عام 1832 م,قاصدا الشيخ ابراهيم الضمور الذي اشتهر بالمقاومة هو وشريكه, اسماعيل المجالي. رفيق الدرب والمقاومة , يتصديان معا لقرارات الظلم التي كان العثمانيين يلقونها على اموال الناس, وارواح العباد واقدارهم, وفي قوت يومهم, ضرائب يسلبون فيها كرامة الناس ويخضعونها لاحكام الرجل المريض التي تهاوت اقداره وتلاشى عزمة ولم يبقى منه الا رائحة نتنه تزكم انوف الاحرار وتثير نفوس الاشاوس الرافضين لنيير الظلم والاحتلال.
دخل قاسم الكرك باحثا عن بيت ابراهيم ,لتستقبلة زوجة ابراهيم,عليا, استقبال الحرائر اخوات الرجال ,اللواتي خبرن روح العادات وعرفن فنون الضيافة بنخوة الاصالة وعراقة الموروث.
اخبرها انه يطلب استجارة ابراهيم من ظلم ابراهيم باشا .فطلبت منه ان ينتظر قدوم ابراهيم لتقوم بهذا الاثناء بأصول الضيافة وإكرام ضيف الرحمن الذي وصل الي مأمن البيت وأهله بسلام.
كان قاسم الأحمد من زعامات جبل نابلس .يتعهد الضرائب للدولة العثمانية .يتوكل دفعها عن الناس ويحمي مصالحهم من ان تتواجه مع عسكر العثمانيين الذين وجدوا باسلوب التعهد هذا وسيلة لضمان وصول واردات الضرائب للأسيتانة كاملة غير منقوصة من خلال متعهدين محليين, يعرفون الناس وأحوالهم وقادرين على التعامل معهم, يكفونهم الجهد ,ويوقعون مسؤولية مثل هذه الامور على أشخاص يسهل الوصول اليهم على أعتبار أنهم زعماء وشيوخ المناطق.
كان ابراهيم الضمور ورفيقه اسماعيل المجالي واخرون يحملهم التاريخ في حناياه ,ضد الظلم والجور, وفي نابلس قاسم الاحمد واخرون ايضا يحملهم التاريخ في حناياه,يتوكل ضرائب الناس ويدفعهم الى الانتاج .فانتشرت اشجار الزيتون وقطعان الاغنام حول الحقول والروابي فنعم الناس بالاستقرار وستكانت اقتصادياتهم في جني الزيتون وصناعة الجبنة النابلسية المشهورة وزيت الزيتون المصفى تحت احجار طواحين العصارات .وستمتع الناس بخيرات البلاد وبالكنافة النابلسية التي شاعت شهرتها لابعد من حدود نابلس.
لكن اعين الظلم والاستغلال لا تهداء ولا تستكين, بل تزداد اتساعا, وتستقوي من جديد كلما رات بوادر خير او ترف ,فتعود من لتضع قوانين الجور والظلم وتحرك نير الذل من جديد ليقف حماة الارض مصدات لرياح السموم القادمة من الشمال.
تعددت ثورات قاسم الأحمد في وجه الظلم ,وتكررت جولات المقاومة ,فضاقت به حاميات ابراهيم باشا, التي اخذت تطارده وتقتفي اثره لتسكت حس المقاومة بقتل زعيمها ,و ليكون درسا وعبرتا لمن تسول له نفسه رفع راسه او التطاول على اسيادة جامعي الضرائب وقاتلي همم الشعوب.
ما كان لقاسم الا الهرب من اعين الخونة ونخاسي الشعوب وضعاف النفوس, وباعة الزعماء لظلمة المواجهة وسواد الضمير, لتعلق مشاتقهم على ابواب القدس وساحات الاسواق على مرأى من الناس.
عرف ابراهيم باشا بقسوته التي ورثها عن ابيه حاكم مصر محمد على باشا, ,الالباني الاصل, الذي انفصل بحكمة ,عن العثمانيين .الذين خضعت لهم البلاد العربية والاسلامية مدة تزيد عن 500 عام وانتصر عليها بسبب ضعفها وترهل الدولة وفسادها, فقام باحتلال كل من مصر والسودان وبلاد الشام التي اخضعها بقوة السلاح وبمشانق الاحرار والمقاومة.كما عرفت عائلة محمد علي, بكرهها الشديد للعرب ,ونظرة محمد علي الدونية لهم, وبانهم اعراب لا يستحقون العيش ولا الحياة, وانهم غير جديرين بحكم انفسهم, حيث استولى على حكم مصر اثر الفراغ السياسي الذي تركه خروج الفرنسيين منها, بعد حملة نابليون,واعطاء الحق لنفسه كونه الباني, بحكم بلاد الكنانة بحد السيف والجبروت .واستغلال ابناء البلاد واجبارهم على الخدمة العسكرية لتحقيق اطماعة التوسعية في البلاد العربية, ولا تزال قلعة محمد على في القاهرة شاهدة على مجازرة التي نفذها في القيادات في مصر حين دعاهم لاجتماع هام في القلعة وقام باغلاق اسوار القلعة لينزل فيهم القتل حتى تخلص منهم جميعا ليخلو له جو السلطة والنفوذ في مصر.
غريب هذا القدر الذي يرافق العرب على مدار التاريخ ,ليكونو دائما لقمة سائغة في تحت اسنان المستعمرين والاغراب والباحثين عن الامجاد فوق هياكل عظم الشعوب .يتداولون السلطة و مصائر الناس تداول الممتلكات والاموال, ليتمكن الظلم والجور بادواته, فلا مناص من شرائع الاستغلال لتكون منهجا يمده الاباء للابناء ليتوطن الظلم ولتنتشر شياطينه واعوانه بين الناس وفوق موائدهم ومصائر اجيالهم.
وكمثل الاب الابن ابراهيم باشا,الذي استكبر وظلم وقتل بدون رافة او شعور.هدفه وغايته تمكين حكم ابيه محمد علي, الذي فتح شهيته على العالم العربي فارسل ابنه ليفتح بلاد الشام وليقيم المشانق و الحرائق ,لكل المقاومة,حتى لا يقف احد في مد سلطانه .ولم تسلم البلاد العربية من تسلط الباشا لا في دمشق ولا في القدس ولا حتى في مكة المكرمة اذ تصدى لثورتهم على ارضهم وفوق رمالهم ليسكت المقاومة وليسن سيفه على رقاب اهل البلاد ولتبداء مطاردات شيطانية خلف قيادات وزعامات البسطاء في الارض لتسكت صوت المقاومة ولتضع نير الظلم فوق رقابها ظلما وقهرا واستعلاءً كعادتهم.
حقد ونظرة تصغيرللعرب ولزعاماتها المقاومة ,واستهجان لروح الصد عندهم ,فلا غير المشانق لمن تسول له نفسه ان يقول لا,لتلتف حول عنقه حبالها, او ان تسنده يد الغدرعلى حائط ,لتوضع رصاصة في راسه, او ينفذ حكم الاعدام رتل من العسكر, يطلقون عشرات الرصاصات التي تخترق جسده ,لتأكيد موتة عشرات المرات امام الابن والاخ والزوجة , يريدون قتل مصائر الناس وامنياتهم ,لإلصاقهم بغبار أحذيتهم فلا يقوى أحد بعد هذا المصير أن يتنفس إلا الإحتقارفهذا أقل ما يمكن أن يمارس بحقه.
تزداد مشاهد القتل بشاعة واستخفاف عندما يدفع الضمير الحي من فوق أسوار القلعة متدحرجا بجسده النحيل الذي أذابته سنين المحل والجوع, نزولا حاداً وطويلا, تصل بقايا عظامه قاع الوادي فلا تجد الوحوش والضواري ما تلتهمه .
قدر ومصير كتبة عتاة الشعوب وقاتلي احلامها منذ زمن طويل..لتتجدد مشاهد التاريخ مشانق, يجر اليها الاحرار بالخيانة.والمعدن الاصفر .
ربما اختلفت الوجوه الا ان المشاهد بقيت ترافق هذه الامة ما توقفت يوما ,تمسحها دماء الشهداء وشجاعة مواجهة الموت على سفوح الجبال وعلى اسوار المدن الصامدة.
دخل الشيخ ابراهيم ساحة بيته ليجد قاسم ينتظر قدومة, بلهفة المستجير ,فيلاقيه ببشاشة ,ويعطيه ألأمان ويجيره, ويطمئنه على حياته,وأن وما يصيبه هو مصاب الشيخ وأهل بيته
• وصلت..وصلت .!!
لتبداء مراسيم الاحتفال بالضيف, والزعيم المستجير بحمى الاخ الشيخ ابراهيم وعزوة الكركية, ممن سكنوا القلعة واحتموا باسوارها الملتفة حولهم كالسوار تحيطها اودية سحيقة منعت وصول المعتدين وتقهقرت على ابوابها جيوش واطماع.
لكن عيون الغدر ومجساته طاردت قاسم الى الكرك .وعرف ابراهيم باشا بان قاسم قد اصبح اجير الشيخ ابراهيم الضمور وان الكرك عصية عبر التاريخ لا تذل لها راية, ولا يقبل اهلها بالظلم ولا بالجور .رجالها اشاوس ونسائها حرائر ,لا ينام فيها ظالم ولا تعرف فيها مذلة,رجالها للموت يوم الوغى مستقبلين .ونساءها داعمة صابرة , اعتادت على مرابي العز والنخوة,ترضع اطفالها قوة العزائم وجرأة الحق ,واستشعار المعاني المبطنه ,فلا تغيب عنهم شاردة ولا واردة,في سجاياهم حدة ونزارة, تسكن تحت نيرانها قلوب طيبة للخير تسعى وللمكارم تقصد.
ارسل ابراهيم باشا رسالة الى الشيخ ابراهيم الضمور:
:إلى شيخ الكرك إبراهيم الضمور..تسلم الكرك، وتخضع ورجالك وإلا أحرقت ولديك.
الأمضاء -إبراهيم باشا
رسالة فيها خذلقة وجبروت الطغاة ,وغباء التعالي وغرابة الانتماء والمعرفة بين الحاكم والمحكوم ,يرسل من عليائه رسالة لرجل أمي لا يعرف القرأة والكتابة.حاله حال الجميع حوله ,في مناطقهم التي ابتعدت عنها رعاية الدولة العثمانية وتقطعت اوصالها ,و بقيت علاقة السلطة والضرائب ,غير مبالية لتبادلية العلاقة , فلا مدارس ولا رعاية ولا اهتمام يذكر,سنين من الرضوخ تحت سواد وعتمة الجهل والمرض والفقر.ليكتفي الناس برعي مواشيهم وزراعة حاجاتهم بما يحقق كفاف العيش وضرائب الدولة التي تصحوا سلطتها من سباتها كل عام على موعد الجباية لتعود الى سباتها من جديد.
..حمل الشيخ الرسالة يبحث بين اهل الكرك عله يجد من يقرأها, فوجد رجل مصري استطاع ان يفك الخط ,ويخبره فحوى الرسالة الصريحة الواضحة:
• سلم الدخيل او نحرق ولديك!!
كانت الصدمة كبيرة على الشيخ ابراهيم الضمور ولكن هول الصدمة لم توقفه متخاذلا امام التهديد ,جلس يمسك برسالة, خطت فوقها مصائر فلذات كبدة ,في قلبة ووجدانه يسكن سيد وعلى ,وفي عقله وامام كرامتة اصرار وتحدي لا يخضع ولا يستكين لها جانب ,سيكون للشرف ثمن غالي ,ولأهل الكرك على مدار التاريخ, سيكون موقف .
حمل رسالة الظلم والتهديد يمررها امام وجوه الناس الذين صعقتهم قساوة التهديد .ونية ابراهيم باشا الجادة بقتل الابناء, واصرار ابراهيم على حماية الاجير. بعد ان اصبح الاولاد في قبضة يد الجور .
سيد وعلي ..يا اشجار الدفلى بالوانها البيضاء والوردية فوق مياة سيل الكرك ويانبيع عين سارة ..يا اخضرار عشب الروابي في ربيع الايام ..لا يزال الدحنون ينبت فوق رماد الحريق..يا صرخة صمت اللتفت حول سور القلعة فبنت فوق ابراجها صروح واهازيج رثاء وتحدي. تدمع عيون الصبايا, وترتفع وتهيج عزائم الرجال لتنتصب المعالي فوق عقال العز و كوفية الفخار.
سيد وعلى يا شباب الكرك الممتدة عزائمهم الى افاق المجد والتضحية.. يا صرخة قلب عليا من فوق البرج التي ما وصلت تحذرهما من يد الغدر.
• يا سيد ...يا على...يا عيال .. البواق......!!
يد الغدر كانت اسرع من خطوات عليا ,واحضان الاسر كانت اقرب من جدائل عليا.
على اطراف سهول الكرك القريبة من اسوار القلعة ,كان الشابان يتدربان على الفروسية والمبارزة هناك امسكت بهما ايادي الغدر ,ليوضعا على مقصلة الموت والتهديد, لمساومة الاعتزاز بالقهر ,والكرامة بالذل والمهانة ,بقساوة وغباء الغرباء, القادمين دائما من البعيد ,يحملون المقاصل والمشانق ووهج النيران ,لا يعرفون دروب المعالي في نفوس اصحاب الحق وشرفاء الارض والعرض.
قاس جدا هذا الامتحان !تجمع اهالي الكرك حول الشيخ , لمعرف الاخبار, فتقف الى جانب الشيخ المنكوب ,ولتعلو اصوات الاستهجان والرفض للذل, والاستعداد لمواجهة, وتقديم العون والمساندة في هذه اللحظات الصعبة.
• يا شيخ احنا فداك..وفدى سيد وعلي.للموت نسير وياك وما نهابه ...إحنا لعيناك.!!..خلهم يدخلو الكرك..سنلقنهم درس في الرجولة والصمود !!
لا مناص من المبادلة ومن الاختيار ,لم تتعود العرب تسليم الدخيل, لكن هذه المرة حياة الاولادة او العار الابدي.
فكان القرار الصعب,يحمله لام العيال, مخبراً, مستطلعاً رأيها عل هناك منفذ وسبيل,فما كان من عليا الا ان تبادر الشيخ :
• احنا ما تعودنا نسلم الدخيل ..في الاولاد ولا في البلاد يا شيخ ..الاولاد فيهم عوض, اما الشرف والنوماس .ماله عوض.!!
• هذا امتحان صعب يا عليا..هذه الكرك ..يريدها ذل وخنوع .
والله ما طاطيت عمري على الخنا ولا لذت على الجارات والبحار غايب
الهي اما الخلود واما العار والذل...العيال يا عليا..يا رفيقة الدرب,وونسية الايام ,وحاملة هم الجميع, ومحتملة قساوة البادية, ترفلين( بمدرقتك), بالوان الشمس طرزت اطرافها, وفوق راسك عصبتك الحمراء فوق( الشطفة البيضاء) تحيط بالوجه المضيء دائما, بإبتسامة الرضى والقناعة ,تزينه مراجيع الوشم بسحر وجمال خاص.
عليا..رسالة الظلم دعتك لتنظمي الى مواكب امهات الشهداء..ترافقين الخنساء وتتعلمين صبرها .وتحتسبين امرك .تجلسين في صدارة الموكب ترافقك الامهات من الزمن البعيد الممتد الى القريب القريب,تستقبلين امهات كتبت الشهادة على دروب اولادهن من فلسطين ومن العراق ومن ارض الظلم العالمي والمقابرالجماعية..من رحم الامهات يولد الشهداء وعلى تراب الارض توزع دمائهم ,لتنبت حقول القمح ولتولد من جديد في كل الازمنة وفي كل الاوقات امهات شهداء ,ويوزع الدم من جديد فوق الحقول والشوارع .
عليا:تعلمين يا ابنتة النسب ان الاولاد مفارقين, يلوحون لك من بعيد ,يوصونك على الشيخ .يقول لك قلبك انهم غير عائدون.لان شرف الكركيات واهانة الدين وضياع عزة النفس, تصرخ مستجيرة بحياة على وسيد..فهيهات اللقاء وهيهات الرجوع! فراق ابدي ..دون وداع ,دون ان يقبل العيال جبينك اوتقبل ايادي الشيخ..خلاص الكرك في دماء العيال ,هم يعلمون معادلة الشرف والواجب, وسيرفضون غير ذلك سبيل...فليكن هذا السبيل,,اخبرو الباشا ان الموت خيار الشيخ وعليا لا خيار الظلم ..قل للباشا ..اقتل!..اقتل!
يا عقال العز على هامة علي ,وكوفية الاصالة فوق اكتاف سيد..لم تنتهي حوارات الحركة والرمز ,وتواصل المعاني بين نبض الام, وتقلبات مزاج الابناء,تترجمها عيون الام وتفهم منها القصد والنية, حديث العقال والكوفية والعيال.لا يزال قائما رغم قساوة الحياة والشدة في طلب العيش والرزق ,في ظل اجواء القبيلة على اطراف الصحراء,فلا زالت للرجال مع العقال حكايات , تترجم حركة ميلانه, تخبرك ان القلب عاشق منتصر:( معنقر)في ميلانه الى الجانب يكاد يسقط,اوعلى عجل من امره :يميل الى الخلف ,ومتفكرا يغوص في فكره : مائلا الى الامام اقرب الى عيونه ,او غاضبا متحفزا: في وسط الراس الى الخلف قليلا غاطسا في راسه,يصعب سقوطه اذا اشتدت حركته.
تمتزج معاني اصالة الوجود وبساطة الموجود ليكون للاشياء معاني وحاجة وغاية ,تخلو من اضافات لا مكان لها في رحلة تغير المواسم والترحال وراء الرزق وعوامل البقاء.
لا تزال للارض اتساعاتها وللناس اصالتهم فوق خيول تناقلت على ظهورها صبا الاولاد وحماس الشباب فوق السهول وعلى سفوح الجبال .يضعون فوق رؤوسهم عقال سيد وكوفية علي, وعلى دروبهم تمتد شجيرات الشيح والقيصوم , ينتظرون لحظة التحدي ويمارسون فروسية البقاء والامتداد التاريخي للاصالة ,فيولد كل يوم مئة سيد ومئة علي.
محاولة اخيرة من اهل الكرك ..اجتماع ومشاورات واجماع عام ..يقررون فيه عدم تسليم الكرك .
سيوفهم مواضي وعزائمهم جبال ونيتهم ايمان وشهادة,مستعدون للموت ..نار الباشا ولا نار الفضيحة والعار..ليحمل الجميع السلاح ولتغني الصبايا ولتزغرد الامهات ..اليوم عرس اولاد الشيخ..اليوم عليا (تنص )بيارق الفرح فوق المضارب .فلتعلو اصوات الغناء ولترقص على تراويدها الجموع ولتنطلق رصاصات الحماس وعربدة الافراح :
"اقتل، احرق، والله ما تدخل الكرك وإبراهيم الضمور حي، احرق وأنا أقدم لك الحطب والقطران".
تجمع الناس على اسوار القلعة ينظرون جحافل جيش الباشا ابراهيم توزع سراياها على سفوح الجبال المحيطة بالكرك ..وكانت الناس تصيح مستنكره غاضبة من مشهد الموت الذي تتصدى له بكل ما اوتيت من عزم وقوة ..مستعدة للقتال,وحماية النساء والاطفال واخذ الاحتياط حول اسوار القلعة وحول المدينة.وعلى بابها المؤدي الى ممر اسفل الجبل الى داخل القلعة يؤمن المدينة ويضبط الداخلين والخارجين منها.
وعلى احد السفوح وعلى مراي من الناس وبمرافقة اصوات الاهازيج الحماسية للقتال والحرب .اشعل الباشا ابراهيم نار عظيمة راها كل من سكن الكرك ,يزيد في نيرانها حطب وقطران . تتزداد وهجا وقوة مع اصوات الناس المكبرة,وزغاريد النساء فوق القلعة,والشيخ بين الناس يامرهم, باحتفالية للموت ومواجهة لقدر الله, وانتصار للشرف والعهد.
ومن بين اصوات الناس خرج صوت ,وقع على مسامع ابراهيم بتفرد وكان اصوات الناس قد همدت وما هي بهامده:انظر يا شيخ هذا الباشا يلقي بسيد في النار.. العيال يا شيخ ابراهيم!!
وقف الشيخ ابراهيم يصرخ باعلى صوته يمنع دمعة العين ويحجر نزولها:
النشامى و النشميات ..زفوا سيد يا ناس زفوا العريس غنوا ..غنوا..كبروا..الله اكبر.
كانت اصوات الناس تطال قهرواستفزاز الباشا وتزيد من كسر اشواك الذل .ثم ياتي صوت اخر:ابنك الثاني يا شيخ ..علي يا شيخ.!
ليهب الشيخ من جديد :زغرتي يا عليا زفي الشهداء يا عليا ..زفي العيال يا عليا ..زفوا الشهداء يا اهل الكرك ..
الله اكبر عالظلم ..الله اكبر عالذل ..الله اكبر على كل ظالم
يا نشامى الكرك ..يا اهل الكرك ..الموت ولا الذل ..الموت ولا المذلة..غنوا ..هذا عيدنا ..عيد العيال ..علو الصوت ..ردو على الباشا..خلو الباشا يسمع.
تصدى اهل الكرك لجيوش الباشا ابراهيم ,بأجسادهم العارية وبمقالعهم اليدوية البسيطة, واستمات الشباب للثأر ..الجميع قاوم والجميع وقف امام جبروت الباشا ..لا خوف ولا جبن وبكل ما في عزائمهم ..باحجار القلعة التي تدحرجت من فوق اسوار القلعة تدك تقدم الجيش.ورصاص ينهمر, اشعل ازيزه كبد السماء
عزم ,شدة وإباء أصحاب الحق, مواجهة الموت تدحر بالحق جيش الباشا .وتشرذم جحافلة وتردها عن اسوار القلعة, يجر اذيال الخيبة والفشل.
وقف ابراهيم الضمور, بصبر وسكينة المؤمن ,ينظر فوق احجار القلعة موقع الحريق الهائل,لا تزال الريح تحمل رماده المتطاير فلا تجد الا اسوار القلعة مصدا لتتساقط عليها.
رماد سيد وعلي رفض الا الرجوع الى القلعة الى الرحم الى الموطن ..لتسقط على( شماغ) ابراهيم ,(ومدرقة )عليا ,تهمس بهدوء وبصوت الريح القادم من موقع الحريق ,يقول للأب المنكوب: ترحم يا ابي علينا وترحم على شبابنا ,وكن قويا فمواكب الشهداء ,البسطاء, العظماء, طريقه من هنا, قادم لنا ,يحملنا الى اعالي المجد , وسيعود من جديد وسيستقله اخرون من فوق اسوار القلعة ومن سفوح شيحان وسهول مؤتة ومن ساحات المسجد الاقصى واسوار القدس ,طالما تواترت الاجيال,فلا بد ان يمر من هنا,فقصة التضحية والفداء نهايتها مفتوحة ,لم يغلق كتاب اسوار القلعة وأحجارها ..مد يداك يا والدنا الشيخ ,فقد لامست يدك يد الصحابة الذين مرو من هنا,و أمسكت بلجام خيل صلاح الدين.
أما انت يا اماه..يا ام الشهداء.. يا علياء ابراهيم الضمور وشرف الرجال وزغاريد العز فوق سماء الكرك المعطر برائحة جدائلك السود ,فصبرك صبر الامهات عبر التاريخ .وزاد الامهات الصابرات في افاق المستقبل والمصير.
في لجة الحدث وحرج القرار ,اخذ اسماعيل المجالي , قاسم الأحمد ,ونسل به عبر بوابة الكرك,حاميا ومنقذا لشرف الأجير متوجها به معان, الى بوادي الجنوب محتميا باتساع الصحراء, متكتما و متفاديا اعين الغرباء ومرتزقة الباشا التي تصطاد الأحرار بدراهم فضية او ذهبية ,وما توفره الفرص من غنائم يجدونها. عبر ترامي الارض واتساعها وتنوع دروب ومسالك الحركة, في بلاد يعتمد اهلها على الترحال فلا تجد لهم, مسكن ثابت يرتحلون خلف معاشهم اينما تواجدت المراعي لمواشيهم, التي كانت منتشرة عبرالصحراء وحتى حدود سيناء.لا قانون الا قوانين العشائر وعرف الناس في تلك المناطق,التي انقطعت فيها صلة الدولة بالناس ,فتركت للقبائل ولقوانين القوة والاستباحة في ايام انتشرت فيها الغزوات ونهب اموال الناس, بمسميات فيها الكثير من مبررات العادات والتقاليد, التي اباحت البحث عن مصادر العيش في ظل حماية العشيرة لابنائها .الذين حكمت قواعد التشريع البدوي سلوكهم, وعرفت المناطق بتقسيمات انتشار المراعي فوق مساحة الصحراء والتي عرفت بالمقاسم ,حيث كان لكل قبيله مقاسمها المتعارف عليها بين القبائل الاخرى والتي توضع فيها مواشيها وتترك للرعي ,كل حسب مكان تواجده وتنقله عبر المكان .
كانت نية اسماعيل المجالي ورفيقه قاسم الاحتماء باهل معان والقبائل المحيطة بها من بدو الجنوب ومنهم الحويطات ,الا ان عيون الباشا قد استطاعت الوصول الى اسماعيل الذي تم تسليمه لقوات الباشا,و نقله الى القدس لتنفيذ حكم الاعدام به, بعيدا عن ارضه وعزوته ,لتستفرد به يد الغدر وليرى بام عينيه مشنقته التي نصبت له على ابواب القدس..فيسير اليها بخطى ثابته وشجاعة,مستبشرا بطهارة المكان , كباقي الاحرار والشرفاء الذين سبقوه, وتتوالى مواكبهم ,تزرع الدروب اكاليل عز وغار.
صابرا محتسبا ,مستشهدا في سبيل الله,حاميا لجانب الأجير ومتعهدا بالذود عن الشرف ,ليكون بهذه النهاية قد انظم الى مواكب الشرف والشهادة,التي سبقه لها ابناء الشيخ ابراهيم.
بين سفوح الكرك و على ابواب القدس ,تجتمع الارواح نقية ,مجاهدة ,تعطر المسافات برائحة المسك المنتشر عبر افاق الحدود,في تماسك ابدي ,لا يفهم كنهه الا الشرفاء الاحرار المتجددة عزائمهم في مقاومة اعداء الحرية والانسانية عبر التاريخ.
بقي قاسم الاحمد وحيدا متنقلا بين القبائل متخفيا عن عيون الباشا, حذرا منهم .
لكن ابن الحضر ,هاجت به الذكرى وحلاوة العيش في نابلس ,ومرت خواطر الاحباب والاهل في ذاته ووجدانه , تهيج فيها الشوق للروابي, ولأشجار الزيتون ,والجلوس تحت زيتونة الحقل ,نيران تكوى جوانح الغريب عن الدار كلما هبت رياح الغرب تحمل حبات المطر المتساقطة فوق رمال الصحراء الاردنية .
بعد كل هذا الغياب وبعد هذه المعاناة والترحال .بدأ قاسم يمني نفسه بالعودة الى نابلس متنقساً عبقها عبر مساحات الشوق الذي اخذه الى ادراج العودة .وفي نيته بدايتاً, الوصول الى السلط في منطقة البلقاء الاردنية ,عل هناك من يخبره عن الاهل ,لما عرف عن السلط بتوئمتها عبر التاريخ مع نابلس,كمثل التوئمة التاريخية بين الكرك و الخليل ,حيث عرف الناس تبادلية الحركة والمصير عبر تلاحم المدن شرقي النهر وغربيه ,تنتقل عبرها الكثير من العائلات لتتأصل بينهم العادات والتقاليد والانساب .
عرف قاسم ان في السلط غايته, ومراده ,فلا بد ان يلتقي بأهل نابلس من التجار والاهالي المتنقلين عبر مسافات الود والمصير بين المدينتين.
في طريقه الى السلط ,مر قاسم الاحمد بجرف الدراويش والقطرانه,ولم تكن في حينها قد انشئت سكة الحديد الحجازية بعد, وصولا لديار الصخور,الذين استجار بهم ,وهم عنه ليسوا بغرباء ,لما عرف عن الصخور بعلاقاتهم مع اهل نابلس والقدس التي كانوا يتبادلون في كل منها حاجاتهم من المؤن ويبيعون منتاجاتهم فيها ,ويحملون معهم نبات الجلو .الذي كان يستخدم بدل الصودا الكاويه في صناعة الصابون النابلسي,كما ان الصخور قد تعودوا على تاجير اراضيهم لعائلات نابلسيه لتقوم على زراعتها بالقمح والحبوب ,وبقي قاسم في حماية الصخور لحين مروره الى السلط .والتي كانت مراعيهم تمتد من خان الزبيب الى اليادوده ,حيث وجد الملاذ من عيون الباشا ورعاه ابناء قبيلة الصخور واحسنوا جانبه ,حيث كان يجلس في حصن الحصين, عندما تخف حركة الغرباء ويطمئن ابناء القبيلة لإقامته في الحصن,لينقلوه الى المراعي والى المرابع في حال استشعارهم برجل غريبة في الحمى ,يحمل اخبارها و تنقلاتها عيون القبيلة والحامية لخيراتها من النهب والغزو الذي كان سائدا ومستباحا في تلك الايام.
يبقى القدر والمصير رفيقا قاسم في رحلة العودة الى نابلس ,يشده هواء الارض ورائحة تراب الوطن ,وتحملة اجنحة الشوق الى هناك,الى الاحبة والى انفاس الوطن التي يحتضنها بجوانحه, تنادي عليه نسمات الصبح تحت شباك الدار ورائحة الزيت والزعترالممدود فوق خبز القمح .
خصوصية المكان في القلوب التي اشتاقت الى مرابع الصبا, والى تفتح القلب وعشق المكان الذي تقدم له الارواح, فوق الاكف الممدودة لتصنع تاريخ الامم والشعوب ,ترسم خرائط الوفاء والانتماء الى الاوطان بحبر مداده دماء القلب النابض ,بامل الحياة والرغبة في البقاء الازلي على ارض الوطن المنهوب .
لا بد ان عيون الباشا قد نسيته,وان العثمانيين لن يسمحوا بتمادي ابراهيم باشا وتمرد ابوه الالباني ,الذي حكم مصر بضربة حظ,معتقدا ان العثمانيين لا بد ان يوقفوا حركات الباشا ابراهيم التوسعية فتنتهي احكامه وينتهي ظلمة,قدر من الامنيات والتخيلات ,حملتها شدة العاطفة وبراءة المقصد ,فاستكان لإنبعاثات الطيبة والبراءة التي يحملها قلبه الصادق ,فشوقه الكبيرللعودة قد ازاح رهبة الخوف والتحرك المدروس , تحركة مشاعر إلتحام الابن بحضن الارض من جديد ,بين غابات البلوط وحقول الزيتون ,التشرد داخل الاوطان نعيم في الغربة واحتمال يخفف معاناة البعد عن الدار.لا بد ان جيوش الباشا ستغادر المكان .
عين الغدر كانت بالمرصاد,وعلى الدروب في كل الاوطان تجارالشياطين ,يبحثون عن الفرص وعن صفقات ,لغتهم ميكافلية الحس ,ديانتهم ذهب اصفر ,وبضائهم احرار وشرفاء فوق المشانق وعلى المقاصل.
مشاهد اغتيال الذات البشرية اعتاد عليها عشاق الاوطان ,وكانت مصير قاسم الاحمد .المحب العاشق,ليقتله عشقه, مرتين, وليحكم عليه بالموت مرتين حكم اصدرته عليه نفسه واشواقه الى الارض والوطن ,وحكم اغتاله فوق مشانق الظلم مقابل ثلاثين ذهبية او فضية في يد نذل,امتهن النخاسة في دماء الاحرار .
نصبت من جديد مشنقة على ابواب القدس ,في نفس المكان, هنا سارت خطى اسماعيل المجالي , بنفس رويتها مشت الخطى بقاسم الاحمد..كان اسماعيل فوق اسوار القدس يلوح بكوفيته,ابتسم قاسم لرؤية صديقه.من بعيد ..صوت اسماعيل يناديه.. يكاد يسمع صوته ..كلما دنت حبال المشنقة كان الصوت ينجلي رويدا رويدا ,حتى سمعه:يا قاسم ..يا قاسم ..ابشرك ..صرنا احرار!
لم تنتهي القصة بعد ... فالاحرار يولدون كل يوم
سهام

صورة العضو الشخصية
Prince
مشرف
مشاركات: 443
اشترك في: السبت يونيو 14, 2008 4:02

Re: ملحمه كركيه /بقلم سهام البيايضه/مراجعه:م حسام السحيمات

مشاركة بواسطة Prince » الثلاثاء يناير 06, 2009 1:56

شكرا لك على الموضوع الرائع

Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58177
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

Re: ملحمه كركيه /بقلم سهام البيايضه/مراجعه:م حسام السحيمات

مشاركة بواسطة Red-rose » الثلاثاء يناير 06, 2009 4:48

اشكرك على هذا الموضوع

صورة العضو الشخصية
عابرة سبيل
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 2931
اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 5:31
مكان: عمان- اسكان ابو نصير........ بس سلطية الاصل

Re: ملحمه كركيه /بقلم سهام البيايضه/مراجعه:م حسام السحيمات

مشاركة بواسطة عابرة سبيل » الأربعاء يناير 07, 2009 10:18

حلوووووووووووووووووووووووووووووووو

صورة العضو الشخصية
ابو مهيمن
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 847
اشترك في: السبت أكتوبر 18, 2008 9:34

Re: ملحمه كركيه /بقلم سهام البيايضه/مراجعه:م حسام السحيمات

مشاركة بواسطة ابو مهيمن » الخميس يناير 29, 2009 5:58

شكرا لكم جميعا

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائراً