السلام وطبخة الحصى/ تيسير الغول

آخر الأخبار والمستجدات
أضف رد جديد
تيسير الغول
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 27
اشترك في: الجمعة نوفمبر 13, 2009 1:56

السلام وطبخة الحصى/ تيسير الغول

مشاركة بواسطة تيسير الغول » الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:53

السلام وطبخة الحصى
هناك حقيقة يجب أن نعترف بها وذلك من أجل أنزال الناس منازلهم فلا نظلمهم أو نبخسهم أشيائهم . وهذه الحقيقة هي صبر أولئك الذين يخوضون"معركة السلام"صبراً لا يتجلّده انسان عادي. صبراً فاق الوصف وجاوز أي قياس حيث بذلوا فيه نفس طويل وموت أعصاب وفقع مرارة وتلف جهاز ضغط الدم وهم مصرون في السير بذلك الدرب الشائك رغم كل الاحباطات الإسرائيلية وإهاناتها المتلاحقة لما يسمى مشروع السلام.
أغبط أولئك على صبرهم اللا محدود وتحملهم فظائع الواقع المخزي الذي تعيشه أمتنا وهي تنتقل من نكسة الى نكبة ومن جريمة الى مذبحة. وهم متخندقون بمعسكر التفاوض يتكلمون بلسان اللبيب الفصيح الذي يأمل من الشوك عنباً ومن السراب ماءً فراتاً.
وبقدر اعجابي بتلك الفئة من ذلك المعسكر وذلك الانجاز الرائع الذي أحرزته في رياضة النفس و(اليوجو) وتذوق مرارة الشوك، الا انني في الجانب الأخر أشفق عليهم وعلى ما سيجنونه من نهاية محتومة تشبه خيبة حنين في نعليه وبراقش في قتل نفسها بنفسها.أشفق عليهم لأن مؤشرات الإشفاق ظاهرة لا تحتاج الى تبيان ولا الى خبير أثر . فها هي اسرائيل وحكومتها المتطرفة التي تضم مجموعة من القتلة الذين أوغلوا سفكاً بالدم الفلسطيني في ماضيهم وحاضرهم السيئ وأساؤوا الى جوارهم ممن عقدوا معهم الوية الصلح وتآمروا عليهم بالخفاء، حتى أصبحوا لا عهد لهم ولا جوار ولا ميثاق محققين في ذلك صفات اليهود التي ذكرها القرآن الكريم الذي أنتم عنه غافلون. تلك الصفات التي ستظل تلتصق بهم الى قيام الساعة ( لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة) و(كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم) و (لا يأتون الناس نقيراً) و ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الارض فساداً)و (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود).
كم من العهود نبذت اسرائيل؟ وكم من المسلمين قتلت؟ ماذا أعطوا الفلسطينيين رغم أن العالم كله يطالبهم بالانسحاب؟ كم من الحروب أشعلت وكم نكسة ونكبة ومذبحة وجريمة ارتكبت وكم أرض وحرث ونسل أحرقت وأفسدت؟ أجيبوا يا من تمثلون معسكر السلام . كيف لكم أن تلتقوا ببشر هكذا صفاتهم وقد فضحهم الله تعالى في كتابه لأنه علم سبحانه وتعالى بأنهم لن تتغير صفاتهم القذرة تلك الى قيام الساعة.
آن لكم أن تفيقوا من غفلتكم وتصطفوا مع أمتكم. وأن تعرفوا أن ما يسمى بمشروع السلام ما هو الا وهم في وهم وقد حسم الله تعالى قضية فلسطين في القرآن الكريم ،وأنها لن تعود الا برجال يجوبون الأرض والمسجد ويحطموا استعلاء بني اسرائيل الزائف . واقرءوا أيها الغافلون ان شئتم سورة الاسراء وتفصيلاتها الدقيقة.
وأخيراً فإن ما يسمى بمشروع السلام لا يمثل في الحقيقة الا تلك القصة التراثية المعروفة وهي قصة طبخة الحصى التي فعلتها إحدى النساء من أجل أن تلهي صبيانها وتسكت جوعهم المتردي.فينامون وأبصارهم لا تراوح القدر وهم ينتظرون الطعام الذي لن ينضج أبداً.

تيسير الغول taiseralghoul@yahoo.com

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 134 زائراً