مجلس النواب عبء مالي على الأردنيين/تيسير الغول

آخر الأخبار والمستجدات
أضف رد جديد
تيسير الغول
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 27
اشترك في: الجمعة نوفمبر 13, 2009 1:56

مجلس النواب عبء مالي على الأردنيين/تيسير الغول

مشاركة بواسطة تيسير الغول » الأحد مارس 14, 2010 7:40

مجلس النواب عبء مالي على الأردنيين/ تيسير الغول
تاريخ النشر : 13/03/2010 -

بلا مقدمات أو إطالة، فإن مجلس النواب لا يقدم ولا يؤخر في قرارات الدولة سواء كانت السياسية منها أو الاقتصادية. والدليل ها نحن الآن بلا مجلس نواب لم يتغير على حياتنا شيء الفساد موجود بوجود النواب وبدونهم، ولن أتجرأ للقول بأن بعض النواب هو نفسه قضيّة فساديّة أحاديّة، وتهمة بسبق إصرار لا تزول إلا بالإثبات، وإن منهم من لم يتفيأ ظلال القبة إلا بطرق عوجاء لا تخلو من الشبهة العوراء والظلاميّة السوداء.
إن الذي تغير فقط بزوال مجلس النواب تلك السيارات ذات النمر الحمراء التي كانت تجوب الشوارع، والجلسات الصاخبة التي كانت مليئة بالمراء والجدل العقيم البعيد كل البعد عن أوجاع المواطن وهمومه وآهاته التي أصبحت أقرب إلى الصراخ والألم منها إلى الاعتراض.
لقد وفّرت الحكومة ملايين الدنانير من خلال حلّ مجلس النواب وتخلّصت من نفقات الرواتب الخيالية والمياومات الإضافية والسفرات الطارئة، فقد كان فعلاً عبئاً مرهقاً على خزينة الدولة، حيث إن تشغيلة كان يحتاج إلى نفقات كثيرة من رواتب مجزية ومواصلات وتدفئة وإنارة وسيارات مجمركة وساعات تلفزة إعلامية وحبر وورق وعمال نظافة لتنظيف رواق المجلس من مخلفات أعقاب السجائر وغيرها من نفقات، ناهيك عن راحة بال المواطنين والصحافة ومتابعاتها للجلسات التي لا فائدة منها ولا رجاء.
لقد كان مجلس النواب آلة لتفريخ الشيخة و(الجعصة) والوزرنة، والوجاهة، وغيرها من المآرب الشخصيّة، والمنافع المحدودة. ولم يكن أبداً ناقلاً لهموم المواطن ولا لمطالبه العامة التي لا يغفل النواب عن ذكرها ببرامجهم الانتخابيّة ويغمضون أعينهم عنها على صناديق الفرز وبعيد الحصول على لقب سعادة وكان الله بالسر عليماً.
يتسائل كثير من المواطنين الذين هم مصدر صيد وافر للأصوات في المعارك الانتخابية التي تُعد فيها الجماجم، وتُفتقد فيها الرؤوس، يتسائلون وبإصرار هذه المرة : هل يمكن للنائب الذي ينجح بأصوات عشيرته أن يكون نائباً للوطن؟ وما هو دليل ذلك من خلال تاريخ طويل مضى على حياة مجلس النواب؟ ويتساءل أحد الناس الغلابى من أصحاب الأصوات الضعيفة: ما هي نسبة النواب الذين يرفضون المشاركة في الحكومة؟ وإذا ما حصل النائب على وزارة فهل يظل فعلاً صوت الشعب النابض؟ أم أنه يضع على باب مكتبه أحد (الفتوّات) يمنع من خلاله دخول الهواء الشعبي الملوّث إلى مكتب معاليه (المكندش)؟!.
ويتساءل آخر: هل حقاً أن النائب في مجلس النواب يؤثر مآربه الشخصيّة ومآرب عشيرته على المصلحة العليا للوطن؟ أم أن الأمر عنده لا يتعدى صفقة تجاريّة رابحة يجب أن يستغلّها الاستغلال الأمثل؟
أيتها الأغلبية الصامتة، يا من أنتم تحددون من الذي سينجح ومن الذي سيحصل على لقب السعادة الهنيء. أوجه إليكم صوتي هذا لتتذكروا نسيان النواب لفقركم ومعاناتكم.
أذكركم حينما كان يمرّ النائب بسيارته الخاصة من أمام بيتك وشارعك فيتجاهلك ولا يلقي عليك تحية الإسلام مع أنه كان يعرف اسمك وأسرتك وجدك وجد أبيك قبل الاقتراع بلحظات. تذكر يا صاحب الصوت الضعيف أنه بصوتك فقط يستطيع ذلك المتباهي أن يجلس تحت القبة وبصوتك فقط يمكن أن يصبح مع زمرة الباشويّة، فأحسن الاختيار هذه المرة إذا كان لا بد من كرّة أخرى وانتخابات أخرى، إياك أن تنتخب على أساس العشيرة فتَضِل وتُضَل. إياك أن تنتخب على أساس العرق والجنس فتنتن رائحة الوطن بسببك وعلى يدك.
إذا كان لا بد من تلك المصيبة المسماة مجلس النواب، فكن ذكياً هذه المرّة وكن أذكى من صاحب ربطة العنق الذي يجوب الشوارع ليستجدي منك صوتاّ، وأذكى من عباءته الصفراء الذهبية التي ستذهب عنك الآمال وأحلام الأجيال. كن ذكياً هذه المرة ولا يغرنّك زبد القول ومعسول الكلام.
وأخيراً، اعلم يا صاحب الصوت الضعيف أنه من الممكن أن يحصل النائب من خلالك على لقب سعادة، ولكن من الصعب أن يصنع النائب سعادة حقيّقية لأصحاب الصوت الضعيف الذين لا حول ولا قوة لهم إلا بالتقوى ومخافة الله التي غابت عن كثير من (رجاجيل) الوجاهة وديوك الكبر الذين لن يخرقوا الأرض ولن يبلغوا الجبال طولاً.

taiseralghoul@yahoo.com

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: GoogleBot و 23 زائراً