الشيخ علي باشا الكايد العتوم

أضف رد جديد
ع 0العتوم
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 147
اشترك في: الأحد مايو 02, 2010 9:29

الشيخ علي باشا الكايد العتوم

مشاركة بواسطة ع 0العتوم » الاثنين مايو 03, 2010 1:20



الشيخ علي باشا الكايد العتوم
قصر الكايد يستضيف المصالحة في ثورة الكورة
الكايد يشارك في المؤتمر الوطني بديوان آل التل
اصبح اول وزير للمواصلات في تاريخ الاردن


بقلم: محمود سعد عبيدات


ان استعراض سيرة معالي الشيخ علي الكايد هو استجلاء صحفات اخرى من تاريخ رجال أفذاذ، احتضنوا الاردن فاحتضنهم شعبه وتاريخه، وأصبحوا قدوة ومنارات عز وكبرياء.. والحديث عن الشيخ (علي) وجيله من الرعيل الأول له بعده الزمني بدلالات هذا الوطن العميقة، لانها تعود بنا الى البدايات بما حملته من عناء وتضحيات، وفتحت لنا أبواب التحدي في مرحلة من أدق مراحل التاريخ الوطني والسياسي لأردننا الحبيب.. الا وهي مرحلة التأسيس، وهي مرحلة من أصعب المراحل، ولولا هؤلاء النخبة من رجال الرعيل الأول لما كتب لهذه الأرض ان تكون حرة مستقلة. تجددت مهمتها كبوابة لكل العرب، وقاعدة لانطلاق ثوار التحرير والاستقلال وهم أيضا قيادات سياسية ووطنية واجتاعية يمثلون الذاكرة الوطنية بما ساهم به كل منهم في عملية البناء والتأسيس والنضال، حتى ليغدو هذا الاحياء في كتابتهم للتاريخ من أزهى صور الانتماء للوطن، ومن أشرف مهمات كتابة التاريخ الأردني ورجاله الأوائل، لأنهم يمثلون نهضة الوطن المبكرة في كافة المجالات لما امتازوا به من وعي وطني في بعده القومي والانساني، ومن منطلق الاحساس بالمسؤولية، وانطلاقا من قيم ومبادىء جعلتهم يتجاوزون بسيرهم وتجاربهم حدود التجارب الشخصية، لتصبح تاريخ مرحلة لها معطياتها وخصائصها وأبعادها في حياة الوطن والأمة - وقد أشار دولة السيد زيد الرفاعي الى المهمة الوطنية في كتابة الرعيل الأول والتعريف بسيرهم وتاريخهم، الوطني المشرق بقوله: «ان تاريخ اي أمة من الأمم هو مستودع ذكرياتها، ومخزونها الوطني والقومي والتراثي، تعود إليه شحذا للهمم، ووصلا للحاضر بالماضي، من أجل بناء مستقبل أفضل، إغناء للمسيرة، ورفداً لها.. ولقد كتب عن الأردن الغالي ورجالاته، بعض الدراسات التي كانت في معظمها، لسبب أو لآخر غير موضوعية.. ومن هنا، تغدو الحاجة ماسة وملحة الى ان ننهض جميعاً، كل حسب مجاله، وبما لديه من طاقات، لاعادة قراءة تاريخنا الاردني وكتابته، وبأيد اردنية مخلصة وأمينة.. فليس هناك من أحق من الأمة بالحفاظ على تاريخها.. وتاريخنا الأردني مفخرة كل الأجيال.. وانه لمما يبعث السرور في النفس،، أننا بدأنا نرى جهودا خيرة مباركة بذلت، وما تزال من أجل اعادة قراءة تاريخ الأردن، من خلال إحياء سير أولئك الرجال الذين اسهموا في حمل أمانة المسؤولية.. هؤلاء الرجال الذين لهم دور بارز، وفاعل ومؤثر، في تاريخ الأردن، من خلال مشاركتهم في صنع الأحداث التي مر بها الوطن».
وشيخنا معالي السيد علي الكايد ما منح لقب «باشا» الا لانه كان من هؤلاء الرجال، الذين ذكرهم الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، بانهم العزوة والسند وقدوة الرجال.


دور علي الكايد في العفو عن الشيخ كليب الشريده:
اطلعت على ملف ثورة الكورة التي اعلنها الشيخ كليب الشريده عام 1921م، وعلى الكثير من المقالات والدراسات والمذكرات، فوجدت ان معظم الذين كتبوا عن هذه الثورة كانوا في دائرة التجني على الشيخ كليب وزعماء الكورة، باستثناء الامير عبدالله بن الحسين الذي قال بالحرف الواحد: «ان حادث الكورة انبعث عن غلطة ادارية لاحد الموظفين» وبناء على ذلك، تحملت عشيرة العتوم بشكل عام ومعالي الشيخ عبدالعزيز، ومعالي الشيخ علي الكايد بشكل خاص مسؤولية الاسراع في المصالحة في قصر سوف وبحضور وبرعاية سيد البلاد، الامير عبدالله، لانهم يعرفون جيدا نوايا اهل الكورة وزعيمها، وادرك الشيخ علي باشا الكايد وشقيقه عبدالعزيز، بان ثورة الشريدة لم تكن مشروع انقلاب على السلطة، ولم يطرح نفسه بديلا عن الامير عبدالله، ولم يكن في ذاكرته اقامة حكومة وسلطة في منطقته، ولكنها اعلنت ضد اخطاء متصرف لواء عجلون كما اشار الامير عبدالله، ودفاعا عن الشرف والعرض وكرامة الانسان كما قال الشيخ عبدالله كليب الشريدة.
وعن المصالحة، وكيف تمت يقول الاستاذ عبدالله العتوم «شهد قصد علي باشا الكايد في سوف، احد اهم الاحداث التاريخية في شرق الاردن متمثلا في نهاية التمرد الذي قام به كليب باشا، الشريدة على سلطة الامير!!
وتوجه كليب الشريدة الى سوف بصحبة مائة فارس من انصاره ومؤيديه يرفعون راياتهم يتقدمهم ابنه عبدالله، ووصل الركب الى مشارف سوف، حيث كان علي باشا الكايد قد اقام سرادقا ضخما لهذه الغاية يحتوي على عدد كبير من بيوت الشعر والخيام لاستضافة كليب الشريدة ومرافقيه.
في اليوم التالي قدم الامير عبدالله الى سوف وفي معيته الشخ رفيفان المجالي من حاشية سموه وعدد من شيوخ العشائر وكبار رجالات البلاد، وقبل الغداء شهدت ردهات قصر الشيخ الكايد لحظات حاسمة من التوتر، كادت ان تعرقل مراسيم الصلح، مما حدا بالامير عبدالله الى اصدار عفو عن كليب باشا الشريدة ومؤيديه، فقد دخل الشريدة الى القصر امام الامير الذي اوعز الى الشيخ رفيفان المجالي بصفته كفيل «وفا ودفا» باعلان مراسيم المصالحة مع الشريدة، الا ان المجالي وقبل ان يبدأ، سأل الامير عن شروطه للعفو عنه، فاشترط الامير غرامة على اهل الكورة بواقع ليرة ذهبية «مجيدي» على كل ذكر مهما كان عمره. وهنا نبه رفيفان المجالي الشيخ كليب الشريدة الى ضرورة التزامة بالغرامة محذرا من مغبة الاخلال بهذا الالتزام».
لم يكتف الشيخ رفيفان بإشارة التنبيه والتذكير، بل اعلن صراحة التهديد اذا لم يلتزم الشريدة بدفع الغرامات المطلوبة فقال: «اننا سننقض حجارة الكورة، اذا لم يتم الوفاء بالالتزام..».
هذا التهديد لم يكن راضيا عنه الامير عبدالله، لذلك اعلن الشيخ عبدالعزيز وشقيقه علي الكايد تضامنه مع الشيخ كليب، قال الشيخ عبدالعزيز بحزم: «ان من يذهب الى الكورة سيمر حتما في سوف، وان كل حجر سينقض من حجارة الكورة سيزرع مكانه رجل….». يقول الاستاذ عبدالله العتوم : «وكان كلام الشيخ عبدالعزيز اشارة واضحة لاعلان التحالف مع الكورة».
وفي ظل الجو المتأزم، تدخلت اريحية الامير عبدالله وقال باللغة التركية: «حبس .. حيص» طالبا من الحضور التوقف عن المناكفة، وقال: «يا كليب.. اعفيناك من الغرامة»، وطلب من الشيخ علي باشا الكايد الايعاز بتقديم الغداء، وحضر مراسيم الصلح ومأدبة الغداء رمضان شلاش رئيس الديوان الاميري، وهو من مدينة «دير الزور» السورية، ووجهاء وشيوخ المعراض، ومعظم شيوخ الشمال الاردني ..»

يتبع 000


ع 0العتوم
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 147
اشترك في: الأحد مايو 02, 2010 9:29

Re: الشيخ علي باشا الكايد العتوم

مشاركة بواسطة ع 0العتوم » الاثنين مايو 03, 2010 1:21

- المؤتمرات الوطنية:
بالنظر من قرب الشيخ علي الكايد من الامير عبدالله، فقد كان يعرف جيدا البرنامج الوطني الاستقلالي الذي كان المنهجية السياسية للامير، حيث كان الامير يدرك جيدا ان اليهود الصهاينة يبذلون المساعي المستميتة، لكي يكون مفعول وعد بلفور ساريا على منطقة الانتداب كلها في فلسطين وشرقي الاردن، ففي جلسة تمت في قصر الشيخ علي الكايد عام 1926، بحضور سلطان باشا الاطرش، وحسن الاطرش، ومحمد عز الدين الحلبي، وعلي عبيد، وجميعهم من دروز جبل العرب، نقل الكايد على لسان الامير قوله: «ان السياسية لا دين لها ولا ضمير، وان العرب لا يملكون مقاومة بريطانيا وفرنسا بالسلاح»، وجاء هذا الكلام بمناسبة انتكاسة الثورة السورية التي انطلقت عام 1925م، بقيادة سلطان باشا الاطرش، لذلك- كما يقول الكايد «كان الامير عبدالله يحترم ويعطف على الحركة الوطنية الاردنية.. وكانت المعارضة تدرك جيدا حراجة موقف الامير، ولذلك نراها تطالب الانجليز ان لا يحولوا بينه وبين ممارسة حقوقه الدستورية في البلاد»، ومن منطلق المشاركة والشراكة الوطنية كان الامير لا يعترض على مشاركة الشخصيات الاردنية القريبة منه في المؤتمرات الوطنية التي بدأت عام 1928م، لذلك كان الشيخ علي الكايد - وهو من المقربين للامير- يشارك في هذه المؤتمرات وكان اكثر فاعلية في المؤتمر الوطني الثالث الذي عقد في عام 1930م، وعن مشاركة علي باشا الكايد في هذه المؤتمرات الوطنية الاردنية يقول قريبه الاستاذ عبدالله العتوم ما يلي:
«…. ولم يقتصر دور علي باشا الكايد على صعيد منطقته بل تحول الى دور وطني حيث شارك في المؤتمرات الوطنية التي عقدها رجالات الاردن ابتداء من عام 1928م، وكان ابرزها مشاركته في المؤتمر الوطني الثالث الذي عقد في ديوان عبدالقادر التل في الخامس والعشرين من ايار 1930م، «عقد المؤتمر في ديوان آل التل»، وكان من ابرز وجوه هذا المؤتمر والمتحدثين فيه: محمد فنيش نصير، وحسين الطراونة، ونايف المجالي، وعيسى المدانات، وفارس المعايطة، ونمر الحمود، وطاهر ابو السمن وفلاح الحمد الخريسات، واسماعيل عطيات، ومحمد الحسنين، وراشد الخزاعي، وشلاش المجالي، وزعل المجالي، وعبدالسلام المعايطة، وسليمان السوري، وتركي عبيدات، وناجي العزام، ومحمود الخالد، وسالم الهنداوي، وفواز بركات الزعبي، وعلي نيازي التل، وغيرهم..»
اول وزير للمواصلات في الاردن:
ونتيجة لتعديل القانون الاساسي، ووفقا للتقاليد الدستورية، رفع السيد توفيق ابو الهدى استقالته بتاريخ 6 آب 1939، وعهد اليه الامير باعادة تشكيل الوزارة الجديدة، وهي الوزارة الثانية لابي الهدى والوزارة رقم /13/ في تاريخ الحكومات الاردنية وجاءت على الوجه التالي:
1- ت6- علي باشا الكايد- وزيرا للمواصلات.
اجتمعت هذه الوزارة لاول مرة صباح يوم 7 آب 1939م، وصاغت بيانها الوزاري الذي تضمن «عزمها على التمسك بمباديء النهضة العربية، والتآزر مع المخلصين لها، حتى تصل الامة الى ضالتها ووحدتها باذن الله، وعلى حفظ روابط الاخاء والتعاون الوثيق مع الاجزاء الاخرى من الوطن العربي لكل ما فيه المصلحة..»
فقدت هذه الوزارة معالي السيد عبدالله النمر الحمود وزير الشؤون المالية والاقتصادية، في 9 آذار 1940م، فاسندت وزارته الى نقولا غنما، وعين السيد عبدالهادي الشمايلة وزيرا للتجارة والزراعة. واستمرت هذه الوزارة في الحكم حتى يوم 24 ايلول 1940م.
وفي اليوم التالي 25 ايلول، عهد سمو الامير الى توفيق ابو الهدى باعادة تأليف الوزارة وكانت جميع الجهود منصرفة نحو مراقبة الحرب العالمية التي اشتعلت عام 1939م، ومواجهة ظروفها وطوارئها، «فقد رؤي تجنيب البلاد معركة انتخابات للمجلس التشريعي الجديد»، وفي 16 آذار 1940م، عدل القانون الاساسي بحيث نص التعديل على «جواز تمديد مدة المجلس التشريعي، وفي 16 ايار صدر قانون بتمديد مدة المجلس التشريعي الرابع سنتين اخريين، وقد استمر المجلس في عمله حتى اتم خمس سنوات سنة 1942م، وفي ظل ظروف الحرب شكل ابو الهدى حكومته الثالثة على النحو التالي:
3- علي باشا الكايد- وزيرا للمواصلات

وخلاصة القول.. لم يكن علي الكايد العتوم رجل القبيلة فقط بل كان القاضي والفارس ورجل الدولة الذي شارك في اكثر من ميدان، وكان من رجالات المرحلة الانتقالية ما بين اواخر العهد العثماني وبدايات التأسيس وعاصر ثلاثة ملوك وكانت وفاته سنة 1958م، ونعاه صاحب الجلالة الملك حسين والحكومة الاردنية


أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زوار