علماء الفزياء

علوم اختراعات واكتشافات علمية

المشرف: الجوكر

أضف رد جديد
الامل
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 1214
اشترك في: الثلاثاء إبريل 05, 2016 3:20
مكان: الجزائر

علماء الفزياء

مشاركة بواسطة الامل » الثلاثاء سبتمبر 06, 2016 11:27

نوبل وأكبر جائزة في التاريخ

ألفريد نوبل عالم سويدي ومخترع الديناميت أو كما أطلق عليه البعض "صانع الموت"، اخترع الديناميت والذي لا ندرى إذا كان باختراعه هذا قد أفاد البشرية أم زاد من مأساتها وبعد أن حقق من وراء ذلك ثروة طائلة وكنوع من التكفير عن الذنب، قرر نوبل أن تستثمر هذه الثروة بعد وفاته وتوهب على شكل جوائز مادية قيمة تمنح للمبدعين والمتميزين في عدد من المجالات ومن ضمن هذه المجالات السلام!!، وبذلك أخرج نوبل من جعبة الموت أكبر جائزة في التاريخ.

وتعرف هذه الجائزة باسم صاحب الفضل في وجودها وهي "جائزة نوبل" والتي يخصص لها حفل سنوي رسمي ضخم يقوم فيه ملك السويد بمنح الجائزة لمستحقيها في فروعها المختلفة، والتي نصت عليها وصية نوبل.

النشأة

وُلد نوبل في 21 أكتوبر عام 1833م بالعاصمة السويدية ستوكهولم، والده هو عمانوئيل نوبل والذي كان يعمل كمهندس مدني في إنشاء الطرق والكباري، كما كانت له هوايته الخاصة والتي يمكننا إطلاق لفظ "الهواية المدمرة" عليها فلقد كان مخترعاً للمتفجرات والألغام.

نظراً للظروف السيئة التي مرت بها أسرة نوبل فقد قرر الأب السفر إلى فنلندا أملاً في الحصول على مصدر أفضل للدخل ومن فنلندا أنطلق إلى بطرسبرج، وفي هذه المدينة قام بإنشاء إحدى الورش الميكانيكية ومع توسع عمله وعقده للعديد من الصفقات مع الجيش الروسي حيث عمل على اختراع الألغام البحرية والتي استخدمها الجيش الروسي في حربه، انتعشت أحواله المادية وأصبح في مقدرته استدعاء أسرته للعيش معه في المكان الجديد.

ونظراً للجهود التي بذلها عما نوئيل للجيش الروسي فقد تم منحه وسام الإمبراطور الذهبي من قيصر روسيا.

تعليمه واتجاهاته

بعد تحسن مستوى الأسرة وتحقق قدر من الرفاهية المعيشية لها تمكن الأب من ضمان مستوى راقي من التعليم لأولاده، وتميز ألفريد وبرز نبوغه بين أخوته فأقبل على التعليم بشغف فدرس الطبيعة والكيمياء واللغات وغيرهم من العلوم وما أن وصل إلى سن السابعة عشر حتى كان متقن لعدد من اللغات مثل الروسية، الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، كانت ميول ألفريد أولاً تتجه نحو الأدب والشعر ولكن الأب أبى أن يكون مستقبل ولده بهذا القدر من السلم والهدوء ولم لا وهو مخترع المتفجرات والألغام، فقد قام بإرسال الفريد لإكمال دراسته في الكيمياء فتنقل بين عدد من الدول مثل السويد وألمانيا وفرنسا وأمريكا.

هذا الشبل من ذاك الأسد



بدأ اهتمام ألفريد نوبل وهو في رحلته العلمية بباريس يتوجه تدريجياً نحو الكيمياء والمتفجرات، وأصبحت تسري إليه ميول والده في هذا المجال فقام بالالتحاق بمعمل البروفيسور بيلوز، كما توطدت علاقته بالإيطالي "أسانوي سوبر يرو" والذي قام بالتوصل إلي تحضير النيتروجليسرين والذي يعرف كمادة شديدة الانفجار، كما التقى بالمخترع السويدي الأمريكي "جوذا أريكسون" وكانت لهذه العلاقات التي نشأت بين الفريد وغيره من المخترعين في مجال التفجيرات والمفرقعات، بالإضافة لتشجيع والده بالغ الأثر في توجه الفريد إلى هذا المجال.

وشكل ألفريد ووالده بعد ذلك فريق عمل من أجل إنتاج المفرقعات وإجراء التجارب المختلفة عليها، فقام الاثنان بالعودة إلى ستوكهولم مرة أخرى وأنشأ مصنع لتصنيع مادة النيتروجلسرين الشديدة الانفجار فقاما بإنتاج كميات كبيرة منها.

مأساة في حياة نوبل

تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن حيث أنفجر المصنع الذي عمل هو ووالده على إنشائه بشكل مروع في عام 1864م، ولكن لم يكن هذا كل شيء، فلقد تسبب هذا الانفجار في مقتل الأخ الأصغر لألفريد، مما ترك بالغ الأثر في نفسيته وعمل جاهداً من أجل محاولة ترويض هذه المواد المدمرة وجعلها تطوع في خدمة الإنسان وليس العكس.

ديناميت نوبل سلام أم دمار

ومن الاختراعات الهامة والتي لا ندري إذا كانت أفادت البشرية فعلاً أو زادت من مأساتها اختراع الديناميت والذي قام ألفريد باختراعه عام 1866م وحصل عنه على براءة اختراع.

هذا الاختراع الذي لاقى رواجاً وقبولاً واسعاً من قبل العديد من الشركات والهيئات فتهافتت عليه شركات البناء والمناجم، بالإضافة للجهات العسكرية وتم إنشاء العشرات من المصانع في العديد من الدول لإنتاج الديناميت، وتضاعفت ثروة نوبل أضعاف مضاعفة وتكدست أمواله نتيجة لاختراعه حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم.

ولكن هل كان ألفريد نوبل يعتقد في حقيقة الأمر وبداخل قرارة نفسه أن الديناميت سوف يستخدم من أجل الأمور السلمية فقط، لا أعتقد ذلك لأن العديد من دول العالم لا تجد سلاحاً جديداً إلا تسعى وراءه من أجل استخدامه في فرض القوة والسيطرة على الآخرين وتحقيق رغباتها بالتملك وفرض النفوذ ما بالنا بسلاح له هذه القوة التفجيرية في ذلك العصر!!

لم يستطع نوبل رسم هذه الصورة الوردية لأصابع الديناميت البريئة التي قام باختراعها والتي تسببت بالفعل في كوارث بشرية في العديد من الحروب حيث استخدمت على نطاق واسع فيها، فقد تكلم نوبل عن أهميتها في تمكين الإنسان من استخراج الثروات من المناجم وباطن الأرض وقدرتها على تسخير الطبيعة للإنسان فيستطيع شق الطرق وحفر الأنفاق بها وغيرها من الأمور السلمية والتي تمكن الإنسان من الحصول على العديد من الثروات التي لا تطولها يديه، ولكن الذي لم يتمكن منه نوبل هو منع القوات العسكرية أيضاً من استخدامها في تفجير أشياء أخرى يأتي في مقدمتها الإنسان نفسه، والذي لم يدركه نوبل حين اخترع هذا الدمار أو الديناميت كما أطلق عليه أن النفس البشرية ليست بهذا القدر من الملائكية وإنها تندفع نحو السلام فقط دون الحرب، فاختراعه هذا كان متاح للجميع سواسية سواء أرادوا سلماً أو حرباً.

عقدة الذنب تولد جائزة نوبل




قرر نوبل في الجزء الأخير من ياته كتابة وصية تنص على تخصيص الغالبية العظمى من ثروته والتي تقدر بـ 30 مليون كرونا سويدية في ذلك الوقت، من أجل الاستثمار في مشاريع ربحية تمنح من أرباحها جوائز سنوية تعرف "بجائزة نوبل" لأكثر الأشخاص إفادة للبشرية في المجالات المختلفة مثل السلام، الكيمياء، الفيزياء، الطب، الأدب، الاقتصاد وجائزة نوبل في الاقتصاد لم تكن ضمن القائمة الأصلية للجوائز والتي وضعها نوبل، ولكن قام البنك المركزي السويدي بإضافتها لاحقاً ومنحت لأول مرة في عام 1969.

وتعرف جائزة نوبل كواحدة من أشهر الجوائز وأكثرها قيمة معنوية ومادية، وتقوم الأكاديمية السويدية للعلوم باختيار الفائزين في مجال الكيمياء والفيزياء، بينما يقوم معهد كارولينسكا بستوكهولم باختيار الفائز في مجال الطب والفسيولوجيا، ويقوم البرلمان النرويجي بانتخاب خمسة أشخاص ليختاروا الفائز بجائزة السلام العالمي.

ويتم منح الجوائز في حفل رسمي ضخم يقوم ملك السويد فيه شخصياً بالإشراف على تسليم الجوائز للفائزين وذلك في العاصمة السويدية ستوكهولم في اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة ألفريد نوبل وذلك في 10 ديسمبر من كل عام، ويتم تسليم جائزة نوبل للسلام في قاعة مجلس مدينة اوسلو بالنرويج وذلك وفقاً لوصية نوبل، ويتم منح هذه الجائزة للأشخاص والمنظمات على حد سواء ومن الممكن أن تكون مناصفة بين شخصين أو بين شخص ومنظمة أو لمنظمة فقط، وتتمثل الجائزة في مبلغ مالي ضخم يمنح بشيك، وميدالية ذهبية تحمل وجه نوبل بالإضافة لشهادة تقدير.

الوفاة

توفى نوبل في 10 ديسمبر عام 1896م في مدينة سان ريمون الإيطالية، بعد أن ترك جرح في النفس البشرية باختراعه للديناميت، وبعد أن اجتهد في مداواة هذا الجرح بمنحه جائزة نوبل كنوع من المصالحة ،والتكفير عن الذنب، وكنوع من التشجيع، والتحفيز للتميز ،والتقدم في المجالات العلمية ،والسلمية.

أديسون مخترع أنار العالم




أصبح الإنسان في العصر الحديث يتمتع بالكثير من الرفاهية، فما كان صعباً عليه فيما سبق أصبح يؤديه بمنتهى السهولة الآن، ويرجع الفضل في ذلك للعديد من العلماء والمخترعين، والمستكشفين الذين جعلوا حياتنا اليومية أكثر سهولة، فإذا دخل الإنسان غرفته المظلمة وأراد إنارتها، ما عليه سوى أن يضغط زر صغير لتضئ الغرفة بأكملها، فهل فكر في كل مرة يفعل فيها هذا من الذي يرجع له الفضل في اختراع المصباح؟ لا أعتقد، في حين انه إذا سئل سوف يجيب فوراً " توماس أديسون".

نعم إنه توماس أديسون هذا العالم العبقري الذي على الرغم من الصعوبات التي واجهها في مقتبل حياته، وعلى الرغم من المعاناة التي تعرض لها واتهامه بالغباء من قبل معلميه، إلا أنه استطاع أن يقدم للبشرية اختراعات هائلة لم يستطع هؤلاء المعلمين أن يقدموا مثلها أو حتى اقل منها، وإليه يرجع الفضل في اختراع الكثير من مبتكرات القرن العشرين.

النشأة والبداية

توماس ألفا أديسون ولد في الحادي عشر من فبراير عام 1847م، بمدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية، كانت والدته تعمل كمدرسة تهتم بالقراءة والأدب، التحق أديسون بالمدرسة الابتدائية وذلك من أجل أن يتلقى تعليمه الأساسي، ولكن لم ينجح كثيراً في دراسته نظراً لضعف ذاكرته، وتشتت ذهنه، فكان دائماً ما يثير تساؤلات بعيدة عن الموضوع الذي يدرسه، مما جعل المدرسين يستاءوا منه ويحكموا عليه بأنه طالب فاشل لا فائدة من تلقيه العلم، كما قال عنه الأطباء إنه مصاب بمرض ما نظراً لحجم رأسه الكبير الغريب الشكل.

وراء كل عظيم امرأة

تصيب هذه المقولة في الكثير من الأحيان، وفي حالة أديسون تأكدت هذه المقولة، فقد كانت والدته هي عامل الدعم الأساسي في حياته، والتي أعانته كثيراً فقامت بتعليمه في المنزل، ووفرت له مكتبة ضخمة لكي يتمكن من مطالعة الكتب المختلفة لتقوى ثقافته والنواحي العلمية لديه، وبالفعل كرس أديسون كامل اهتمامه على هذه المكتبة يطالع كتبها بشغف وهمه، فما إن وصل إلى سن الثانية عشر حتى كان قد اطلع على العديد من الكتب الهامة في مجال الكيمياء وغيرها من المجالات العلمية، والفيزيائية، كما قام بالبحث في الأسس الفيزيائية وعمل على تفنيد نظريات نيوتن، والبحث والتحليل وإجراء التجارب بنفسه ليستكشف المزيد ويخترق العلوم، ليحصل على النتائج المختلفة.

ومما قاله عن والدته هذه السيدة العظيمة التي مثلت أهمية خاصة في حياته " إن أمي هي التي صنعتني ...لأنها كانت تحترمني وتثق في .... أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود .... فأصبح وجودي ضروريا من أجلها وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط".

مشواره العملي

بدأ أديسون يعاني من مشاكل في السمع، فبدأ يفقد حاسة السمع وعلى الرغم من ذلك ظل هذا الشخص المجتهد الذي دائماً يحاول أن يبحث ويستكشف ويبحر في التجارب لاستخلاص النتائج منها، نزل أديسون للعمل في إحدى محطات القطار وذلك لجلب المال اللازم لإجراء تجاربه، فعمل على بيع المجلات والجرائد لركاب القطارات.

وأثناء عمله في محطة القطار تفجرت الحرب الأهلية في بلاده، فعمل على تجميع الأخبار الخاصة بالحرب من مقر التلغراف، ونسقها وطبعها في شكل كتيب بسيط يضم أهم أخبار الحرب وباعها للمسافرين في محطة القطار.

كان دائماً ما يلفت نظر أديسون الآلات التي تعمل حوله مثل القطارات وآلات الطباعة محاولاً استيعاب طريقة عملها، فأقبل على الكتب العلمية المختلفة ليستقي منها المعرفة وتتفتح مداركه على المزيد من العلوم.

عمل بعد ذلك أديسون كموظف لإرسال البرقيات في محطة السكة الحديد، وهو الأمر الذي نفعه بعد ذلك في تطوير آلة التلغراف.

تجارب واختراعات




استمر أديسون في دراساته وقراءته التي اجتهد بها لتحصيل المزيد من القواعد والنظريات العلمية التي ساعدته على إجراء التجارب والاختبارات واستخلاص النتائج العلمية، وبالفعل بعد مرحلة من الجهد والعمل الجاد تمكن أديسون من إنجاز أول اختراع له والذي حصل على براءة اختراع عنه وذلك في عام 1868م، وكان عبارة عن جهاز كهربائي لتسجيل وإحصاء أصوات المقترعين في الانتخابات، كما عكف على تطوير آلة التلغراف حتى توصل لما عرف بالتلغراف الكاتب، وأنظمة المزدوج والمربع والآلي أو الأوتوماتيكي والقلم الكهربائي الذي تم تطويره بعد ذلك وعرف بالآلة الناسخة.

أصبح لدى أديسون مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب والمجلدات العلمية التي يستعين بها في تجاربه وأبحاثه العلمية، كما قام بتأسيس مختبر خاص به عام 1876م في منلوبارك بمدينة أورانج بولاية نيوجيرسي الأمريكية.

قدم أديسون العديد من الاختراعات القيمة والتي مازالت البشرية تستفيد منها إلى الآن ويأتي على راس هذه الاختراعات المصباح الكهربائي، كما قام باختراع آلة برقية تستخدم خط واحد في إرسال العديد من البرقيات، كذلك أخترع الجرامفون والذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكياً على أسطوانة من المعدن وذلك في عام 1877م، والآلة الكاتبة، وآلة تصوير سينمائية، وجهاز لاقط للراديو، وفي عام 1888 قام باختراع كينتوسكوب وهو أول جهاز لعمل الأفلام، كما قام باختراع بطارية تخزين قاعدية، وفي عام 1913م تمكن من إنتاج أول فيلم سينمائي صوتي، وفي أواخر حياته عمل على إنتاج المطاط الصناعي .

كما إنه صاحب فكرة إطلاق الإلكترونيات بالمعادن المتأججة المعروفة تحت اسم "أثر أديسون" Effect Edison والذي يعتبر في أساسه مصباح ديود " ثنائي "، هذا بالإضافة للعديد من الاكتشافات والاختراعات الأخرى، كما قام أديسون بوضع الأساس العلمي في العديد من الاختراعات فقد شارك بشكل أساسي في اختراع السينما وذلك بعد اكتشافه للوحات التصوير الحساسة، هذا بالإضافة لوضعه لمبادئ الإذاعة اللاسلكية، والتليفون، والسينما والتلفزيون، والعين الكهربائية، والأشعة المجهولة " أشعة اكس" وغيرها العديد من الاختراعات والاكتشافات الهامة.

وقد سجل أديسون على مدار حياته العديد من الاختراعات فقد حصل على ما يقرب من 1093 براءة اختراع، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عقلية عبقرية لم تخضع للفشل بل نبغت وتفوقت ونهضت بصاحبه وجعلته صاحب الفضل على العديد من الأجيال البشرية بعد ذلك.

قصة مصباح أديسون




كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرض شديد، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر فأنكب على تجاربه ومحاولاته العديدة من اجل تنفيذ فكرته حتى انه خاض أكثر من 900 تجربة في إطار سعيه من اجل نجاح اختراعه، وقال عندما تكرر فشله في تجاربه " هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به"، وعلى الرغم من تكرار الفشل للتجارب إلا انه لم ييأس وواصل عمله بمنتهى الهمة باذلاً المزيد من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح فتم اختراع المصباح الكهربائي في عام 1887م.

حياته الشخصية ووفاته

حصل أديسون على وسام ألبرت للجمعية الملكية من فنون بريطانيا العظمى، كما استلم الميدالية الذهبية من الكونجرس الأمريكي عام 1928م، وذلك كنوع من التقدير والتكريم له على جهده العلمي المتميز.

تزوج أديسون مرتين المرة الأولى عام 1871م من ماري ستيلويل وأنجب منها ثلاث أبناء هم ماريون، وتوماس، وويليم وذلك قبل وفاتها بسبب تعرضها لحمى التيفود، أما زواجه الثاني كان من مينا ميلر والتي أنجب منها هي الأخرى ثلاث أبناء هم مادلين، تشارلز وثيودور.

في أواخر حياته أصيب أديسون بمرض السكر وتدهورت صحته فتتابعت الأمراض عليه فمرض بحمى برايث ثم بقرحة المعدة، وبداية من عام 1929 بدأ التدهور السريع في حالته الصحية إلى أن جاء يوم 17 أكتوبر 1931 حيث قال أديسون أخر كلماته في هذه الحياة وكانت " ما أروع كل شيء هناك!" ولا أحد يعلم ما هو المقصود بهذه الكلمات بالضبط هل هو المشهد خلف النافذة أو العالم الأخر وهو الموت.

وفي اليوم التالي 18 أكتوبر توفى أديسون هذا الرجل الذي أخترع المصباح الكهربائي وأنار به العالم، توفى أديسون في ويست أورانج عن عمر يناهز الأربعة وثمانين عاماً.

توفى صاحب الاختراعات الرائعة والتي مثلت خطوة هامة في حياة البشرية فنقلتها إلى مرحلة أكثر تطوراً وتقدماً، وقد فسر أديسون نجاحه بالمقولة التالية " اثنان بالمئة وحي وإلهام و98 بالمئة عرق وجد وجهد"، وهكذا ضرب للعلماء أروع مثل على أهمية التفاني والإخلاص في العمل حتى يتم الوصول للنتائج المبهرة في النهاية.

أينشتاين عبقري الفيزياء





ألبرت إينشتاين عالم فيزيائي شهير، يرجع له الفضل في ظهور العديد من النظريات التي أفادت البشرية والعلم والتي مازالت الأساس في العديد من التطبيقات العلمية إلى الآن وهو صاحب نظرية النسبية الشهيرة، حاز على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1921م وعلى الرغم من شهرته بالنظرية النسبية إلا أن فوزه بجائزة نوبل جاء في مجال "المفعول الكهروضوئي ".

ولد ألبرت إينشتاين في 14 مارس 1879م في مدينة " أولم " الألمانية لوالدين يهوديين والده هو هيرمان إينشتاين ووالدته بولين إينشتاين، وحصل على كل من الجنسيتين السويسرية والأمريكية.

النشأة والتعليم

ولد إينشتاين لوالدين يعملان معاً في ورشة صغيرة لتصنيع الأدوات الكهربائية، وكان طفلاً متأخراً عن غيره من الأطفال حيث تأخرت مهارة النطق عنده إلى سن الثالثة، كما كثرت شكوى معلميه منه بسبب صعوبة استيعابه لدروسه، ولم يكن لأحد أن يتوقع على الإطلاق هذه المكانة العلمية التي سوف يصل إليها.

تلقى إينشتاين تعليمه الأول في ميونخ ثم انتقل مع والديه إلى إيطاليا، حيث تابع دراسته في مدينة ميلانو، ثم جاء الانتقال مرة أخرى إلى سويسرا، التحق بمدرسة إعدادية كاثوليكية، وأنهى دراسته الثانوية في مدينة آروا السويسرية ثم تقدم بعدها إلى امتحانات المعهد الاتحادي السويسري في زيورخ عام 1895، و قد أحب الدراسة فيه و تخرج عام 1900م .

كان إينشتاين يبدي اهتماماً كبيراً بالطبيعة وعرف عنه تفوقه في مجال الرياضيات وعشقه له واستطاع أن يستوعب العديد من المفاهيم الرياضية الصعبة حتى إنه تمكن بمفرده أن يدرس الهندسة الإقليدية، كما قام بالدراسة في كتب تتعلق بالعلوم والرياضيات.

المجال العملي والعلمي



عمل إينشتاين عقب تخرجه كمدرس بديل وفي العام التالي حصل على حق المواطنة السويسرية، وفي عام 1902م عمل في المكتب السويسري لتسجيل براءات الاختراع ، وأثناء عمله تمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه عام 1905م من جامعة زيورخ، وكان موضوع الرسالة يدور حول أبعاد الجزيئات، وفي عام 1906م شغل وظيفة فاحص فني من الدرجة الثانية، وفي عام 1908م مُنح إجازةً لإلقاء الدروس والمحاضرات من "برن" في سويسرا، فعين رئيسا للفيزياء النظرية في جامعة زيورخ ثم انتقل إلى جامعة براغ الألمانية في 1910 ليشغل نفس المنصب، وكان أثناء عمله يدرس ويقدم عدد من النظريات التي استرعت انتباه علماء الفيزياء، كما قامت بإفادة العديد من العلماء بعد ذلك.

اندلعت الحرب العالمية الأولى وتوالت الأحداث السياسية والعسكرية بشكل سريع وسقطت الدولة القيصرية الألمانية وقام بدلاً منها الحكم الجمهوري وبدأ ظهور المعارضات والكره للكيان اليهودي بألمانيا خاصة مع صعود هتلر إلى الحكم، وبناءً على ذلك قام إينشتاين بالانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد تزايد كره الألمان له نظراً لكونه يهودي، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بمنحه الجنسية الأمريكية في عام 1940م، حيث أصبح عضواً في "معهد الدراسات المتقدمة" التابع لجامعة "برينستون" في ولاية "نيو جيرسي" حيث استقر بأمريكا كمواطن أمريكي مع الاحتفاظ بجنسيته السويسرية.

نظريات إينشتاين




في عام 1905م قام إينشتاين بكتابة مقالاته الأربعة والتي قامت بإحداث انقلابا في فكر الفيزيائيين، حيث قام بتقديم عدد من النظريات كانت النواة للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم، حيث قدم نظرية سميت "بالحركة البراونية" وهي عن حركة الجزيئات الموزعة بصورة عشوائية في السائل، و"نظرية النسبية الخاصة" والتي عرف إينشتاين من خلالها بلقب أبي النسبية، و أخرى عن " المفعول الكهرو ضوئي" و الذي منح عنها جائزة نوبل، "النظرية العامة للجاذبية"، " و نظرية المجال الموحد"، وتعد نظرية النسبية الخاصة التي تناولها إينشتاين من أهم النظريات التي عرضت في تلك الفترة ، حيث أثبت أن موجات الضوء تستطيع أن تنتشر في الخلاء دون الحاجة لوجود وسط أو مجال، على خلاف الموجات الأخرى المعروفة التي تحتاج إلى وسط تنتشر فيه كالهواء أو الماء، وأن سرعة الضوء هي سرعة ثابتة وليست نسبية وأن الضوء هو القيمة الوحيدة الثابتة في الكون وما عداها متغير، كما قدم نظرية أخرى عرفت بالنسبية العامة جاءت مكملة للنظرية الأولى.

أحدثت نظريات وآراء إينشتاين ثورة في العديد من المفاهيم العلمية، وبالإضافة لنظرياته الهامة فقد قام أيضاً بتأليف عدد من الكتب منها " معنى النسبية " 1920م، "بناة الكون " 1932م، " حول منهج الفيزياء النظرية " 1933م، " العالم كما أراه " 1934م.

حصل إينشتاين على جائزة نوبل للفيزياء عام 1921م، وذلك في مجال" المفعول الكهروضوئي" كما حصل على ميدالية كوبلي عام 1925، وهي جائزة عالية المستوى يتم منحها من قبل المجتمع الملكي البريطاني، وأصبح زميل الجمعية الملكية 1921، وعضو فخري بالمجتمع الرياضي اللندني في 1924م، زميل الجمعية الملكيةِ لأدنبرة 1927، محاضر بالمجتمع الرياضي الأمريكي 1934.

الوفاة



توفي العالم الكبير إينشتاين في 18 إبريل 1955، عن عمر يناهز 76 عاماً، قضى جزء كبير منه في أبحاثه المختلفة وتجاربه في مجال الفيزياء ليخرج للعالم العديد من النظريات التي ساهمت في العديد من المجالات الخاصة بالعلم والعلماء، وتم حُرق جثمانه في مدينة "ترينتون" في ولاية "نيو جيرسي".

من أقوال إينشتاين

· الشيئان اللذان ليس لهما حدود، الكون وغباء الإنسان، مع أني لست متأكدا بخصوص الكون.

· أهم شيء أن لا تتوقف عن التساؤل.

· كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان عَمِل بحرية.

· إذا لم يوافق الواقعُ النظريةَ، غيِّر الواقع.

· الجنون هو أن تفعل الشيء مرةً بعد مرةٍ وتتوقع نتيجةً مختلفةً.

· يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.

· من لم يخطئ، لم يجرب شيئاً جديداً.

· الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.

· أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكني أعرف أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة.



ابن فرناس.. طائرُ حلم أن يُحلِّق
َ

عباس بن فرناس أحد علماء العرب البارزين، يعرفه الصغار من خلال القصص التي رويت لهم عن أول إنسان حلم أن يحلق مثل الطيور في الفضاء، وخاض هذه التجربة العملية بالفعل وعلى الرغم من فشله في الطيران إلا أنه فتح أذهان الكثيرين على فكرة الطيران نفسها، ولكن ليس الطيران فقط هو الذي ميز ابن فرناس فقد كان دارساً وعالماً بالعديد من العلوم.

جاء إلمام ابن فرناس بالعلوم والصناعات والآداب المختلفة ليشكل منه حالة من التميز والإنفراد بين علماء عصره، مما جعل الناس يطلقوا عليه لقب "حكيم الأندلس".

نشأته

أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرتي أحد عباقرة الفيزياء والأدب والفن في الأندلس، لم يذكر في كتب التاريخ تاريخ ميلاد محدد لهذا العالم ويقال أن ولادته جاءت في نهاية القرن الثاني الهجري حوالي عام 194هـ، وجاءت وفاته عام 274هـ - 884م.

يعود أصل ابن فرناس إلى برارة "تاكرتا"، ونشأ وترعرع بين ربوع قرطبة التي كانت في هذا الوقت قبلة للراغبين في التزود بالعلوم، حيث كانت منارة للعلم والفن والأدب يفد إليها الناس من شتى البلدان لينهلوا من علم علمائها، وكان لابن فرناس الحظ أن ينشأ في هذه البيئة المفعمة بالعلوم والفنون والصناعة.

علمه

تعلم ابن فرناس القرآن الكريم، ومبادئ الدين الحنيف في كتاتيب قرطبة، وكان متفتح الذهن واسع المدارك أقبل على حلقات العلم بمسجد قرطبة، منصتاً للجلسات والمناظرات العلمية، حريصاً على أخذ العلم عن علماء الأندلس من طريف ما أخذوه من علماء المشرق.

حرص ابن فرناس على أن يخوض في مختلف العلوم فقصد المجالس الأدبية، ومجالس شعراء الأندلس فأستمع إلى النثر والشعر من الأدباء والشعراء بالإضافة إلى ما كان يلقى في هذه المجالس من غريب الأخبار، ودقائق اللغة، كما كان ابن فرناس كثير التردد على أصحاب الفنون الرفيعة يراقب الآلات الموسيقية ويستمع إلى الألحان التي تصدرها عندما يعزف عليها الأفراد.

وبالإضافة للشعر والأدب والفن، خاض ابن فرناس في مجالات أخرى مختلفة تماماً فدرس مصنفات في الطب وقرأ خصائص الأمراض وأعراضها وتشخيصها، كما طالع طرق الوقاية منها وعلاج المصابين، واتجه للطبيعة ليبتكر منها طرق جديدة للعلاج فدرس خصائص الأحجار والأعشاب والنباتات، واستخلص منها مواد مفيدة للعلاج، وكان يتجه إلى الأطباء والصيادلة ليتناقش معهم في كل ما يخص هذه المهنة الجليلة.

بلغ ابن فرناس من الشهرة في مجال الطب الأمر الذي جعل الأمراء الأمويون يتخذونه طبيباً خاصاً لمعالجة أسرهم والإشراف على صحتهم وطعامهم، وتوعيتهم إلى أنسب الطرق للمعالجة من الأمراض.

متبحراً في مختلف العلوم

عاش ابن فرناس حياته وكأنه يكره أن يكون هناك علماً لا يكون هو ملماً به، فبالإضافة لما سبق أضاف لنفسه دراسة الفلسفة والمنطق والنجوم والعلوم الروحانية، وجمع المصنفات التي تبحث في هذه العلوم، والتي كان يصعب الحصول عليها، فعمد إلى قراءتها قراءه علمية دقيقة فاحصة، فاستفاد منها وأفاد غيره.

اشتغل ابن فرناس بعلم النحو وقواعد الإعراب، وصار واحداً من نحاة عصره في ربوع الأندلس، يؤخذ عنه ويعول عليه، مما دفع الزبيدي صاحب الطبقات إلى تصنيفه في الطبقة الثالثة من نحاة الأندلس وقد قال عنه " كان متصرفاً في ضروب من الإعراب".

ولم يكتفي ابن فرناس بما درسه من علوم ولكنه اتجه لأصحاب الصناعات الدقيقة، فيتأمل أعمالهم ويحاول التعلم منهم، وبالفعل اقتبس منهم الكثير من أسرار الصناعات وهو الشيء الذي ساعده في إبراز ما تعلمه مما يحتاج إلى صناعة الآلات العلمية الدقيقة.

التطبيق العملي

لم يكن ابن فرناس كغيره من العلماء الذين يأخذون العلم كما هو نقلاً عن الأسلاف، بل عمد إلى إثبات النظريات العلمية عن طريق صناعة الآلات والأجهزة الدقيقة وإجراء التجارب العملية لاستخلاص النتائج، وإمعان النظر والبحث والتدقيق في كافة المسائل العلمية التي تمر عليه، وهو الأمر الذي اظهر نبوغه وتميزه بين غيره من العلماء.

وتبحر ابن فرناس أيضاً في علم الكيمياء وقام بإجراء التجارب والتحاليل، وتوصل إلى حقائق علمية لم يسبق لأحد من علماء الأندلس الوصول إليها، ومن تجاربه الناجحة توصله لإمكانية صناعة الزجاج من نوع معين من الحجارة مما سهل على الأندلسيين صناعته من مادة زهيدة الثمن، ونتيجة لذلك انتشرت صناعة الزجاج في بلاد الأندلس وتفوقوا في هذه الصناعة.

اتجه ابن فرناس أيضاً لعلم الفلك والتنجيم فراقب الكواكب والنجوم في مطالعها وأفلاكها ومداراتها ومنازلها، وتمكن من صنع الآلات التي تساعده على رصد حركاتها ومما صنعه تلك الآلة المعروفة "بذات الحلق"، كما أبتكر الميقاته لمعرفة الأوقات وهي آلة توضح الأوقات مثل الساعة في عصرنا الحالي، ومن ابتكاراته أيضاً اتخاذه في دارته هيئة السماء وصور فيها الشمس والقمر والكواكب ومداراتها والغيوم والبرق والرعد فكان ذلك من عجائب الصنعة وبديع الابتكارات.

ابن فرناس "الطائر الآدمي"




عندما يكون الإنسان في عقلية ابن فرناس فليس من الغريب أن يتطلع ذهنه إلى أشياء لم يتطرق إليها أي من البشر قبل ذلك، ومن أكثر الابتكارات التي أبرزت أسم ابن فرناس وارتبطت به حتى عصرنا هذا هو محاولته الطيران والتحليق في الفضاء مثل الطيور، وفي سبيل ذلك قام بدراسة ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت، واطلع على خواص الأجسام، وكان لتبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فضل كبير في تمكنه من إجراء دراساته هذه.

وبعد أن أكمل ابن فرناس دراساته عمد إلى التجربة العملية فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من شقق الحرير الأبيض لمتانته وقوته، مما يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنهما سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور، وبعد أن انتهى ابن فرناس من كافة الاستعدادات جاءت اللحظة الحاسمة وأعلن للناس جميعاً نيته في الطيران وتجمع الناس لرؤيته وهو يحلق.

صعد ابن فرناس بعد أن ارتدى آلته التي صنعها فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء بالفعل لمسافة بعيدة، ولكنه ما لبث أن سقط وتأذى في ظهره، وعلى الرغم من عدم اكتمال النجاح لمحاولة ابن فرناس إلا أنه لفت نظر العلماء بعد ذلك لإمكانية الطيران، فكان إنسان متفرد وكتبت محاولته هذه في كتب التاريخ كأول محاولة طيران قام بها الإنسان.

الأديب والشاعر

عرف ابن فرناس كأديب وشاعر وله شعر كثير في أغراض مختلفة، اتصل بالبلاط الأموي فكان شاعرهم كما كان طبيبهم، وعاش في ظل رعاية أمرائهم ونظم لهم الشعر في مختلف الأغراض، كما كان موسيقياً مبدعاً ينظم الشعر ويضع اللحن ويغني به.

من المواقف التي تنم عن مدى براعة ابن فرناس يذكر المؤرخون أنه لما أدخل إلى الأندلس كتاب العروض للخليل بن أحمد الفراهيدي وصار إلى الأمير عبد الرحمن بن الحكم، عرضه على علماء قرطبة وأدبائها ليوضحوه له، فعجزوا عن ذلك، وصار الكتاب مما يتلهى به في قصر الأمير، وعندما علم ابن فرناس بذلك تقدم إلى الأمير وطلب منه إخراج الكتاب إليه ففعل، ولما قرآه وتدبره علم أنه في علم العروض، العلم الذي ابتكره الفراهيدي وضبط به بحور الشعر العربي، ففك ابن فرناس غوامضه وشرحه لقومه فسهل عليهم دراسة هذا الفن الجميل والاستفادة منه.

وخلاصة القول في النهاية أن عباس ابن فرناس كان عالماً صاحب ذهن متفتح لم يدع علماً يمر دون أن يدرسه ويتحقق من نظرياته ويتبحر به ويجري التجارب ويستخلص النتائج، فكان من أطباء زمانه ودرس المنطق والفلسفة والفيزياء والكيمياء، واطلع على الفنون الرفيعة والصناعات، وتبحر في الأدب والشعر والنحو، وكان متضلعاً في أمور الفلك والتنجيم والرياضيات، فحق القول عنه أنه أحد عباقرة زمانه والذي يندر الزمن أن يجود بمثله.

البيروني شهد له التاريخ بالنبوغ

عالم مميز، ولا تكفي كلمة عالم للتعبير عما يعنيه هذا الرجل فهو موسوعة علمية متكاملة تنوعت مجالات معرفته فهو مؤرخ ، جغرافي، فلكي، رياضي، فيزيائي، ومترجم، يقف العديد من العلماء أمام علمه الغزير موقف الاحترام والتبجيل ويتساوى في هذا العلماء العرب والأوربيين الذي أذهلهم البيروني بأبحاثه العلمية واكتشافاته، والتي تساهم إلى اليوم في خدمة العلماء في مختلف المجالات سواء رياضية أو تاريخية جغرافية أو فلكية.

برز البيروني كأشهر شخصية علمية على مر العصور المختلفة كما برزت مؤلفاته كواحدة من أهم المؤلفات العلمية التي أثرت المكتبات، واعتبرها العلماء إرث من المعرفة تركها لهم البيروني لينهلوا منه العلوم المختلفة.

النشأة

هو أبو الريحان محمد بن أحمد الخوارزمي " البيروني"، ويأتي لفظ بيرون من الفارسية ويعني "ظاهر" أو "خارج" ، ولد البيروني في 4 سبتمبر عام 973م في مدينة كاث عاصمة خوارزم "تقع خوارزم حالياً في أوزبكستان ".

عرف عن البيروني منذ الصغر حبه للرياضيات والفلك والجغرافيا وأخذ علومه عن العديد من العلماء المميزين منهم أبي نصر منصور بن علي بن عراق وهو أحد أمراء أسرة بني عراق الحاكمة لخوارزم وكان عالماً مشهوراً في الرياضات والفلك، كما عمل البيروني على دراسة عدد من اللغات حتى أتقنها وكان من هذه اللغات الفارسية والعربية والسريانية واليونانية.

رحلته مع العلم

رحل البيروني من خوارزم إلى "الري" نتيجة لحدوث بعض الاضطرابات في خوارزم وكان هذا في عام 994م، التقى في "الري" بالعالم الفلكي " الخوجندي " حيث أجرى معه بعض الأرصاد والبحوث الفلكية، وبعد ذلك عاد إلى بلاده مرة أخرى حيث واصل عمله وأبحاثه في الأرصاد، سافر مرة أخرى إلى " جرجان" عام 998م حيث التحق ببلاط السلطان قابوس بن وشمكير وكان محباً للعلم والعلماء ويزخر بلاطه بالعديد من العلماء المتميزين في شتى فروع العلوم والمعرفة، كما كانت لديه مكتبة ثرية بالكثير من الكتب القيمة.

التقى البيروني في هذه الفترة بالعالم الجليل ابن سينا وناظره، كما اتصل بالطبيب الفلكي أبي سهل عيسى بن يحيي المسيحي، حيث تلقى عنه العلم كما شاركه في بحوثه العلمية.

كانت الفترة التي قضاها البيروني في بلاط السلطان قابوس بن وشمكير فترة ثرية بالنسبة له حيث درس فيها وقام بعمل الأبحاث العلمية المختلفة كما التقى بالعديد من العلماء المتميزين وكانت واحدة من إنجازاته الهامة هي قيامه بتأليف إحدى مؤلفاته الكبرى وهي "الآثار الباقية من القرون الخالية" وهو كتاب تاريخي يضم التواريخ والتقويم التي كان العرب والروم والهنود واليهود يستخدمونها قبل الإسلام، كما يقوم بتوضيح تواريخ الملوك من عهد آدم حتى وقته، كما يوجد به جداول تفصيلية للأشهر الفارسية والعبرية والرومية والهندية، وتوضيح كيفية استخراج التواريخ بعضها من بعض.

العودة للوطن

مكث البيروني في جرجان فترة من الزمن استطاع أن ينجز فيها العديد من الخطوات العلمية الهامة، كان خلالها موضع دائم للتقدير والاحترام، قامت بعد ذلك ثورة في جرجان قامت بالإطاحة ببلاط السلطان قابوس وذلك في عام 1009م، فقام البيروني بالعودة مرة أخرى إلى وطنه واستقر بمدينة "جرجانية" التي أصبحت عاصمة للدولة الخوارزمية، التحق بعد ذلك بمجلس العلوم الذي أقامه الأمير مأمون بن مأمون أمير خوارزم والذي كان يضم العديد من العلماء المتميزين منهم ابن سينا، وابن مسكويه المؤرخ والفليسوف.

ومن خلال التحاق البيروني بمجلس العلوم هذا حظي بمنزلة عالية وقدر رفيع عند أمير خوارزم الذي عرف قدر البيروني كعالم جليل فاتخذه مستشاراً له وأحاطه برعايته، وفي خلال هذه الفترة واصل البيروني تحصيله للعلم وإجراء بحوثه الفلكية، حتى كان الاستيلاء على خوارزم من قبل السلطان محمود الغزنوني والذي قام بضمها إلى ملكه فانتقل البيروني إلى بلاطه ورحل مرة أخرى في عام 1016م إلى غزنة "تقع جنوب كابول بأفغانستان".

ما بين غزنة والهند



استغل البيروني انتقاله بين العديد من الدول في التعرف على المزيد من العلوم وتوسيع دائرة علومه فخلال الفترة التي قضاها بعد ذلك في " غزنة " اشتغل بالفلك وغيره من العلوم، كما أفادته مرافقته للسلطان محمود الغزنوي في فتوحاته في بلاد الهند حيث تعرف على علومها ودرسها كما قام بتعلم اللغة الهندية واتصل بعلمائها، ودرس الطبيعة الجغرافية الخاصة بها، بالإضافة لدراسته للعادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالبلد، لم يكن البيروني يضيع أي فرصة لاكتساب علوم جديدة فكانت المعرفة تلاحقه في أي مكان يرسو فيه وكان هو لا يسمح بأن يفوته شيء منها.

أثمرت الفترة التي قضاها في الهند عن كتاب آخر انضم للإرث الضخم من الكتب والعلوم التي تركها لنا البيروني وكان هذا الكتاب بعنوان " تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة" حيث تناول فيه الحضارة الهندية والجغرافيا والتقاليد والديانة وغيرها من العلوم الخاصة بهم، وساعده في ذلك دراسته للغة الهندية.

حظي البيروني بالتقدير والإعجاب من قبل الحكام الغزنويين كافة فبعد وفاة السلطان محمود الغزنوي والذي كان يحيطه باهتمامه تقديرا لعلمه الغزير، تولى بعده ابنه السلطان مسعود بن محمود الغزنوي والذي ظل أيضاً يبجل البيروني وأحاطه بالعناية والتقدير الذي يستحقه عالم بمكانة البيروني العلمية.

قام البيروني بتأليف موسوعة في علم الفلك قام بتسميتها " القانون المسعودي في الحياة والنجوم" هذا الكتاب الذي يعد موسوعة ضخمة في العلوم وقام بإهدائها إلى السلطان مسعود الغزنوي الذي أعجب بهذا العمل القيم وقام بمكافأة البيروني، ولكن البيروني الذي طالما بذل حياته من أجل خدمة العلم والمعرفة أعتذر عن قبول الهدية وأوضح أنه يخدم العلم من أجل العلم فقط وليس من أجل المال.

المؤلفات



تمكن البيروني من تأليف العديد من الكتب التي عرض فيها أبحاثه واكتشافاته والعديد من النواحي العلمية في مختلف المجالات سواء فلكية أو تاريخية أو رياضية وغيرها من المجالات العلمية، هذه الكتب التي أثرت الساحة العلمية كثيراً ومازالت يرجع إليها كرجع هام في العديد من الأبحاث العلمية التي يقوم بها العلماء الآن، تبلغ مؤلفاته المائة والعشرين ولقد ترجمت إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية، الفرنسية وغيرها من اللغات.

نذكر من هذه الكتب :الرسائل المتفرقة في الهيئة - ويضم إحدى عشر رسالة في العلوم المختلفة.

الجماهر في معرفة الجواهر – يتضمن الكتاب العلوم الخاص بالمعادن.

استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها- وهذا الكتاب صدر في الهندسة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب في تحقيق منازل القمر، كتاب المسائل الهندسية، جمع الطرق السائرة في معرفة أوتار الدائرة.

تتنوع كتب البيروني في مختلف المجالات وبالإضافة لقيامه بتأليف العديد من الكتب فقد قام أيضاً بمهمة الترجمة لعدد من الكتب وذلك نظراً لإلمامه بعدد من اللغات ، فقام بنقل بعض الكتب من التراث الهندي والتراث اليوناني إلى اللغة العربية منها كتاب أصول إقليدس، وكتاب المجسطي لبطليموس.

التكريم

حصل البيروني على التكريم سواء في فترة حياته أو بعد وفاته من العديد من الهيئات العلمية التي قدرت جهوده العظيمة في مجال العلم، فقامت أكاديمية العلوم السوفيتية في عام 1950م بإصدار مجلد تذكاري عنه بمناسبة مرور ألف سنة على مولده، وفي جمهورية أوزبكستان الإسلامية تم إنشاء جامعة باسم البيروني في العاصمة طشقند، وذلك تقديراً لجهوده العلمية، كما تم إقامة تمثال له يخلد ذكراه في المتحف الجيولوجي بجامعة موسكو، كما تم إطلاق اسمه على بعض معالم القمر من بين 18 عالماً إسلامياً، وذلك تقديراً لجهوده في علم الفلك.

قالوا عن البيروني

قال عنه المستشرق سخاو: "إن البيروني أكبر عقلية في التاريخ"، ويصفه عالم آخر بقوله: "من المستحيل أن يكتمل أي بحث في التاريخ أو الجغرافيا دون الإشادة بأعمال هذا العالم المبدع".

عشق البيروني العلم والمعرفة حتى آخر أنفاسه في هذه الدنيا ففي كتاب "معجم الأدباء" يروي المؤرخ الكبير ياقوت الحموي موقف ما حدث قبل وفاة البيروني بلحظات وهذا الموقف يصفه القاضي علي بن عيسى فيقول " دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه قد حَشْرَج نفسُه، وضاق به صدره، فقال لي وهو في تلك الحال: كيف قلت لي يومًا حساب المجدَّات الفاسدة "من مسائل المواريث" فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة! قال لي: يا هذا أودّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أخلّيها وأنا جاهل لها؛ فأعدت ذلك عليه، وحفظه… وخرجت من عنده وأنا في الطريق سمعت الصراخ ".

الوفاة

جاءت وفاة البيروني في غزنة وذلك في 12 ديسمبر 1048م، بعد أن كرث حياته لخدمة العلم، فيتذكره العلماء الآن من خلال تاريخه العلمي الحافل والمؤلفات العلمية التي يرجعون إليها كمادة هامة في الأبحاث المختلفة.



ابن خلدون رائد علم الاجتماع




هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، كنيته أبو زيد، وهو عالم عربي شهير وواضع علم الاجتماع الحديث سابقاً بذلك علماء الغرب، تمكن من تقديم عدد من النظريات الجديدة في كل من علمي الاجتماع والتاريخ، كان يهوى الإطلاع على الكتب والمجلدات التي تركها العلماء السابقين وذلك لكي تتكون عنده خلفية علمية يستطيع أن يستند عليها في أفكاره هذا بالإضافة لتمتعه بالطموح العالي والثقافة الواسعة.

تمتع ابن خلدون بمكانة علمية عالية سواء على المستوى العربي أو العالمي، قال عنه المؤرخ الإنجليزي توينبي "في المقدمة التي كتبها ابن خلدون في تاريخه العام، أدرك وتصور وأنشأ فلسفة التاريخ وهي بلا شك أعظم عمل من نوعه خلقه أي عقل في أي زمان".

النشأة

ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م ، لأسرة من أصول يمنية وكان لأسرته الكثير من النفوذ في إشبيليه ببلاد الأندلس، وقد هاجرت الأسرة مع بداية سقوط الأندلس في يد الأسبان إلى تونس وعاش ابن خلدون معظم حياته متنقلاً بين بلاد شمال أفريقيا، هذا بالإضافة لزياراته لأرض الحجاز.

أقبل ابن خلدون على العلم فقام بدراسة القرآن الكريم وتفسيره، والحديث والفقه واللغة هذا بالإضافة لعدد من العلوم الأخرى على يد عدد من علماء تونس، كما كان يهوى الإطلاع دائماً لمعرفة المزيد من العلوم والأفكار الأخرى وأطلع على كتب الأقدمين وأحوال البشر السالفين وذلك حتى تتكون عنده ثقافة واسعة.

فكره وفلسفته

كانت لابن خلدون فلسفته الخاصة والتي بنى عليها بعد ذلك أفكاره ونظرياته في علم الاجتماع والتاريخ، حيث عمل على التجديد في طريقة عرضهم، فقد كان رواة التاريخ من قبل ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات بالأحداث، هذا بالإضافة لتفسيرهم التاريخ استناداً إلى التنجيم والوثنيات، فجاء ابن خلدون ليحدد التاريخ بأنه "في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها" ، وذلك لأن التاريخ "هو خبر عن المجتمع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال".

وعلى الرغم من اعتراض ابن خلدون على آراء عدد من العلماء السابقين إلا أنه كان أميناً سواء في عرضه لهذه الآراء والمقولات أو نقده لها، وكان يرجع أرائهم الغير صحيحة في بعض الأم

[/align]

b3b3.2000
عضو جديد
عضو جديد
مشاركات: 1
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2016 10:35

Re: علماء الفزياء

مشاركة بواسطة b3b3.2000 » الخميس سبتمبر 08, 2016 10:44


أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائراً