لماذا نغضب في رمضان؟

قال أخصائيون في مجالات مختلفة إن الغضب الذي يشعر به الصائم معزو لعوامل عدة، على رأسها إنخفاض مستوى السكر في الدم والحديث المتكرر عن قضية الصيام نفسه وانتقال الفرد من نهج اعتاد عليه إلى آخر، بالإضافة للقدرة على ضبط النفس والتحكم بها.

ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين إن فروقات فردية لدى الصائمين، تتحكم في مستويات الانفعال والغضب لديهم.

وأوضح محادين أن اختلاف السلوكيات اليومية والنهج المعتاد في شهر رمضان، عنها في باقي أيام السنة، يجعل من الضروري على الفرد الصائم التكيف مع الوضع الجديد.

وقال إن أبرز خصائص رمضان، هو انتظام يوم الإنسان على إيقاع واحد، بدء من صلاة الفجر حتى نهاية اليوم.
واضاف " هذه السلوكيات تحتاج لتنظيم أيماني عال يستلزم الأفراد حالات التكيف المناسبة للشهر".
من جانبه قال اخصائي علم النفس أحمد الربابعة إن النظرة المختلفة من فرد لآخر لقضية الصيام بحد ذاتها، تؤثر على السلوكيات والانفعالات والعصبية.

وأوضح الربابعة وهو مدير مركز الذات للاستشارات النفسية أن "التعامل مع الأفراد بحالة الصوم تختلف من شخص لأخر، حيث تسود حالة الغضب والانفعال عند البعض كما تصدر سلوكيات غير مقبولة نتيجة طريقة التفكير ورؤية كل فرد لموضوع الصيام".
وقال "الشخص الإيجابي ينظر للصيام على أنه تهذيب للنفس وضبط لها وفرصة للتحمل ومراجعة الذات""، بالتالي قد تكون تصرفاته في رمضان أفضل مما هي عليه في أيام أخرى.

وأضاف "أما الشخص السلبي، فينظر للصيام على أنه عبء مفروض وواجب منفر"، وهو "يعتقد خلال صيامه أنه ليس في حالة سوية" بسبب نقص الطعام وحاجات أخرى اعتاد عليها.

وختم بالقول "القضية هي كيف يرى الفرد نفسه في الصيام، وليست في الصيام نفسه".
ومن الجانب الصحي قال المستشار في وزارة الصحة الدكتور باسم الكسواني إن بعض الأفراد يخرجون عن حالاتهم الطبيعية بسبب شعور بالغثيان أو نقصان الطاقة، تبعاً لانخفاض مستوى السكر في الدم.
وأوضح الكسواني أن طول فترة الصيام أحياناً، تؤثر على مستويات السكر في الدم لدى بعض الأفراد، وهو ما يؤدي غالباً إلى تصرفات انفعالية.
لذلك، دعا الكسواني إلى الحفاظ على تناول وجبة الصحور وقال إنها "مهمة وضرورية وتمنح الطاقة للإنسان حتى تبقي مستوى السكر في الجسد طبيعية".

من ناحيته، اعتبر أستاذ الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور محمد سعيد حوى، أن الغضب والانفعال خلال الصيام معزو أحياناً إلى غياب الإرادة والقدرة على ضبط النفس.

وقال حوى "إننا نقوم بالعبادة ويجب أن نكون أقدر على السيطرة على النفس والابتعاد عن الغضب، لأن الفرد إذا غضب لم يحقق الحكمة العظمى من الصوم".

واضاف " أن الفرد إذا غضب يقع في خلل عظيم بأركان الصوم، حيث أن الأصل في الصوم تهذيب النفس، وأن ينتصر الإنسان الصائم على نفسه".

ونقل حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
كما استذكر الدكتور حوى مقولة الحسن البصري "أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان، وحرَّمه على النار، من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب".

وختم مؤكداً أن الصوم يقوم على الإرادة داعياً الصائمين إلى وضع شعار "قررت أن لا أغضب" نصب أعينهم.