في الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة السموع

تاريخ الأردن وأبرز شخصياتة
أضف رد جديد
Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58384
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

في الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة السموع

مشاركة بواسطة Red-rose » السبت نوفمبر 13, 2010 7:25

في الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة السموع


صورة


قال تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياءّ عند ربهم يرزقون»صدق الله العظيم.



سامي محمد ضيف الله الهباهبة

يخرج بسيارته العسكرية ، ومعه سائقه ، بعد أن تناهت إليه المعلومات بأن هناك أخباراً تفيد بتقدم العدو إلى منطقة السموع. وقبل أن يصل إلى مسرح المعركة ، وثرى الشهادة ، خاطب سائقه ، قائلاً: "إما أن تتقدم ، وإما أن ترجع بالسيارة ، والأجهزة التي بها ، والخرائط العسكرية. أما أنا فإني لا أضمن أن أعود". وفيما تشاهد عيناه القوات الغازية ، في منتصف قرية السموع ، عند مسجدها ، قال له: "أعطني سلاحك الرشاش". وتقدم الطامحُ إلى الشهادة من القوات الغازية ، موجهاً رشاشه ، ومصوّباً النار إلى صدور الأعداء الذين استباحوا حرمات القرية الوادعة يقتل عدداً كبيراً منهم ، ويستخدم المسدس ، في القتال ، حتى نفد العتاد ، فتقدم ـ بروح القائد المسلم ـ بالسلاح الأبيض. وفوهات بنادق الأعداء ، ورشاشاتهم ، ومدافعهم مصوّبة نحوه.

أيُّ رجل أنت؟ من أي معدن وأي صخرْ قلبك؟ ويسقط البطل في أشرف ساحات القتال ، وفي جسده ما لا يعد ولا يحصى من العيارات النارية التي أصابته ، والروح تصعد إلى بارئها. ما أجملك من يوم ، وما أحلى طعم الشهادة، ويأخذ الأعداء الجثة ليسلموها ، فيما بعد ، ويستلم رفاق سلاحه الجثمان ، ويلف بالعلم الأردني ، ويسار به إلى قريته ، أبو مخطوب ـ الشوبك ، التي تتشوق لتضم جسده الطاهر في ثراها الطهور.. يوم ولا مثله يوم ، بكل الفخر والعز. أعداد هائلة تودع الشهيد ، وتشيع جثمانه إلى مثواه الأخير. فأكرم بالسموع ، وبالشوبك التي أنجبت الشهيد البطل محمد ضيف الله الهباهبة.

اما الشهيد البطل موفق بدر السلطي ، فحين دوت صفارات الإنذار ، في قاعدة الحسين الجوية ، انطلق لصد العدوان الإسرائيلي على قرية السموع ، في قضاء الخليل ، ونجح في دحر طائرات العدو ، في أول قتال جوي مع إسرائيل ، وكانت طائرة موفق هي الأخيرة التي تغادر سماء المعركة. لاحق الطيران الإسرائيلي طائرة موفق السلطي ، وذكر الطيار الإسرائيلي الذي تصدى لهذه المهمة ، أنه درس أسلوب موفق السلطي ، في الهجوم والمراوغة ، وفهم تكتيكاته المتطورة ، وتمكن بفضل ذلك من إصابة طائرته إصابة مباشرة ، بعد عودته من أرض المعركة ، بلا ذخيرة.

طار بين التلال ، ولكنه لم يلاحظ أنه يتابع من قبل طائرة معادية ، نظراً لعدم وجود غطاء جوي له ، فاستطاعت إحدى الطائرات الإسرائيلية اللحاق به طيلة عملية الانسحاب ، وهو لا يشعر بها ، إلى أن اقترب من التلال الغربية للبحر الميت ، أطلق خلالها الطيار الإسرائيلي ولكنه لم يستطع إصابة طائرته ، بسبب طيرانه المنخفض بين التلال ، إلى أن واجهته تلة متوسطة الارتفاع ، عمل الشهيد على الطيران ـ من فوقها ـ فأصبح في وضع يمكن الطائرة الإسرائيلية من التسديد والرماية عليه ، فأصيب الشهيد موفق في جناحه الأيسر فشعر بها ، وانحرفت طائرته أفقياً إلى اليسار. وعلى ارتفاع منخفض قفز الشهيد بالمظلة ، وبسبب قلة ارتفاعه ، لم يتسن للمظلة الانفتاح كلياً ، فارتطم بالأرض يروي ـ بدمه الطاهر ـ تراب فلسطين أسوة بمن سبقوه من شهداء قواتنا المسلحة.

أسباب المعركة

تذرعت إسرائيل بحجة وجود قاعدة للعمل الفدائي في بلدة السموع ، في الضفة الغربية ، وأنها قامت بعدة عمليات عسكرية في العمق الإسرائيلي. الأمر الذي دعاها إلى مهاجمة هذه البلدة في لواء الخليل. إلا أن بعض الخبراء يرون أن هذه العملية كانت لاستدراج الجيش الأردني للحرب ، واختبار مدى فاعلية القيادة العسكرية العربية الموحدة.

سير المعركة

في الخامسة والنصف من صباح يوم الأحد ، الثالث عشر من شهر تشرين الثاني لعام 1966 ، حشد اللواء المدرع الإسرائيلي السابع قواته على الحدود الأردنية. اجتاز الإسرائيليون خطوط الهدنة برتلين من الدبابات 400و مقاتل محمولين في عربات نصف مجنزرة ، تساندها أسراب عدة من الطائرات المقاتلة. تحرك أحد الأرتال باتجاه بلدة السموع ، والآخر باتجاه مدينة يطا ، بغية التضليل.

تحركت قوتان من الجيش الأردني باتجاه السموع ، بطريقين مختلفين: الأولى عن طريق الظاهرية ، والثانية عن طريق يطا ، تحت قصف الطيران الإسرائيلي.

اصطدمت القوة الأردنية بالقوات الغازية في قتال شرس ، رغم محاولة سلاح الجو الأردني الحماية الجوية بإرساله ثلاث طائرات من طراز هوكر هنتر ، من دون تأثير كبير: نظراً لعدد الطائرات الإسرائيلية ، الكثيف.

طبيعة الأرض مكنت الإسرائيليين من وصول مرتفعات السموع في لحظة وصول القوات الأردنية ، حولها ، من جانبين. شارك سرب من الطائرات الأردنية في هذه المعركة ، واشتبك ـ في قتال عنيف ، وغير متكافئ ـ مع أسراب العدو ، في أول معركة جوية مع إسرائيل.

اشتبكت القوات الأردنية ، ببسالة ، بالقوات الإسرائيلية ، التي كانت أفضل تسليحاً. ولكنها ـ رغم ذلك ـ استطاعت دحرها قبل نهاية اليوم ، كما استطاعت حماية خروج الأهالي ، من القرية ، بأقل الخسائر الممكنة بالأرواح المدنية.

استشهد في هذه المعركة 13 جندياً ، إضافة إلى الرائد محمد ضيف الله الهباهبة ، والملازم الطيار موفق بدر السلطي.

تراجعت القوات الإسرائيلية بعد مقتل العقيد يواف شاهام ، قائد لواء المظليين الإسرائيلي.

الشاعر موسى حوامده كان شاهداً على المعركة ، في صغره ، كتب مؤخراً: "أسفر العدوان الكبير ، في 13 ـ 11 ـ 1966 ، عن تدمير بيوت البلدة ، وطرد أهلها منها ، وإلى ارتفاع عدد الشهداء من الجيش العربي ، يومذاك ، وكان من بينهم: الشهيد محمد ضيف الله الهباهبة ، والطيار موفق السلطي ، وآخرون ، من عائلات أردنية عدة ، مثل: عائلة العوران ، وعريقات ، والعثامين ، والعموش ، والختاتلة ، وشموط ، وصدقة ، والسويطي ، والخليفات ، وغيرهم ، ناهيك من الجرحى الآخرين ، ونسف البيوت ، وترويع الناس ، وتأثير تلك المعركة في الرئيس جمال عبدالناصر ، والذي دفعه الغضب ، من العدوان على السموع ، إلى سحب القوات الدولية من مضائق تيران ، تلك الفرصة التي كانت تنتظرها إسرائيل لشن عدوان ال,67

عشت تلك المعركة بتفاصيلها ، والتي ما زالت تحفر في الذاكرة ، ولا تريد مغادرتها ، فقد شاهدت ـ بأم عيني ـ النار وهي تلتهم الشهداء ، وهم ببزاتهم وبساطيرهم العسكرية ، وتلك الجيبات العسكرية التي اخترقت القوات الإسرائيلية ، ووصلت إلى البلدة.. شاهدتها تحترق بمن فيها من الجنود ، ورأينا الدمار والغبار الذي خلفه العدوان الهمجي."

شهداء معركة السموع: الرائد محمد ضيف الله الهباهبة ، الملازم اول الطيارموفق بدر السلطي والجنود حمدان عبدالرحمن كرم الخليفات ، سالم عليان سليمان العموش ، راجي مقبول سالم الشموط ، أحمد سعيد موسى العثامين ، عبدالقادر عبدالجواد عودة الحروب ، مفلح محمد سليمان الختاتلة ، إبراهيم حسن يوسف مصلح ، يونس حسين مسلم العريقات ، عبدالقادر شاكر محمد صدقة ، عطاالله علي متروك العوران ، أحمد عبدالكريم محمد السويطي ، عبدالرحيم عبدالله مسلم محفوظ ، ومحمد أحمد حمد دار عودة ، رحم الله شهداء قواتنا المسلحة وحمى الله الاردن.


عن الدستور الاردنيه
التاريخ : 13-11-2010

صورة العضو الشخصية
مها الزعبي
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 1617
اشترك في: الخميس أغسطس 19, 2010 10:53

Re: في الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة السموع

مشاركة بواسطة مها الزعبي » السبت نوفمبر 13, 2010 9:23

بسم الله الرحمن الرحيم

االله يعطيك العافية والله ما بعرف اي ايش عنها شكرررررررررررررا كثيرررررررررررررر هذا منتدى رائع جدااااااااا كل يوم بستفد منه اشياء مفيده



هنيئأً لهم الشهادة

قال تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياءّ عند ربهم يرزقون»صدق الله العظيم


ام جنى

Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58384
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

Re: في الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة السموع

مشاركة بواسطة Red-rose » السبت نوفمبر 13, 2010 9:30

صورة


أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 39 زائراً