إشغال فراغ الأطفال فرصة للارتقاء بنموهم الاجتماعي
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
• قوانين المنتديات العامة
إشغال فراغ الأطفال فرصة للارتقاء بنموهم الاجتماعي
إشغال فراغ الأطفال فرصة للارتقاء بنموهم الاجتماعي
إذا كان الشاعر قال يوما:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
فإنه لم يكن يدرك أن فراغ الأطفال يمكن أن يكون مفسدة أيضا، لأن شخصية الطفل تبنى وتنشأ على حب الفراغ الذي يصبح متأصلا فيه بعد أن يكبر، فلا يكون ميالا لإشغاله بما هو مفيد.
على أن استثمار أوقات فراغ الأطفال، على النحو الصحيح، ليس بالأمر الهيّن، لأن الأمر لا يقتصر على مجرد ساعات ينفقها الطفل في اللعب أو حتى التسمّر أمام شاشة التلفاز، من دون حتى أن تعير الأم أو الأب أي اهتمام بماهية تلك البرامج التي يشاهدها، فيتناسى الاثنان أن أوقات الفراغ لا تقل شأنا عن أوقات الدراسة، نفسها، بل هي مكون رئيسي للذات ومتمم لها.
الثلاثينية رولا العدوان، ترى أن إشغال فراغ أبنائها من الأمور التي تستحق الاهتمام والمتابعة، لا سيما وأنها تلعب دورا مهما في تنمية سلوكهم وتربيتهم.
وتقول بهذا الشأن "لا أدخر جهدا في البحث عن طريقة لإشغال فراغ أبنائي، من دون أن أقلق عليهم"، مشيرة إلى أنه، ومع حلول التوقيت الصيفي، أصبحت ساعات الفراغ في حياة الاطفال كثيرة، عقب انتهاء الدراسة مضيفة أن "المراكز والنوادي تحل مشكلة، خصوصا وأنها تحت إشراف نخبة من المتخصصين".
بدورها، تؤكد العشرينية شيرين قاقيش، أنها تشارك طفلها أوقات فراغه، وتشجعه على القيام بكل ما هو مناسب ومفيد له، منوهة إلى أن ذهاب الأطفال إلى النوادي والمراكز ليس أمرا متاحا لجميع الأهالي، بسبب كلفتها.
"أستشير ابني كثيرا، بما يرغب القيام به، وأشاركه أوقات فراغه، لكن بطريقة توجيهية أكثر"، تقول قاقيش، مبينة أنها تقضي معه معظم أوقات فراغه، الأمر الذي يبعث في نفسها الطمأنينة حول طريقة قضائه تلك الأوقات، ليقينها بتدربه على كيفية إشغالها منفردا، بعد ذلك.
في حين ترى الأربعينية سعاد القاسم، في أوقات فراغ أبنائها فرصة لتعليمهم تحمل المسؤولية، وروح المساعدة في المنزل، لاسيما عندما تقوم بتقسيم بعض المهام المتراكمة بعد عودتها من العمل.
"أحاول أن أشغل أبنائي بمساعدتي ببعض المهام المنزلية الخفيفة، التي لا تثقل كاهلهم"، وفق سعاد، مؤكدة نجاح طريقتها في إشغال وقتهم وتعليمهم، وتنمية شخصيتهم.
وتستهجن سعاد حيرة بعض الأهالي حيال إشغال أوقات فراغ أبنائهم، وتذمرهم من ارتفاع المتطلبات المادية للمراكز والنوادي الخاصة بهم، مؤكدة أن "البيت يزخر بالكثير من الطرق الإيجابية والمسلية التي يمكن أن يقضي بها الأطفال أوقات فراغهم من دون تكلفة".
وحول كيفية إشغال فراغ الأطفال بطريق إيجابية، ترى الاختصاصية التربوية رولا أبو بكر، أنه لا بد من أن يكون للأهل برنامج محدد لإشغال أوقات فراغ أطفالهم، لاسيما وأن معظم العائلات تخضع لروتين يومي، يتمثل في الطعام والعمل، وغيرها من الأمور التي تمارسها العائلة يوميا.
وتضيف أبو بكر "دخول التوقيت الصيفي يزيد من ساعات الفراغ عند الأطفال بعد الانتهاء من الدراسة"، مؤكدة ضرورة إشغال هذا الفراغ بطريقة مدروسة، بعيدة عن العشوائية التي تخلق لدى الأطفال الملل والهروب من الألعاب التقليدية التي يمارسونها، إضافة إلى أنها قد تدفع بهم لمتابعة التلفاز بطريقة غير منتظمة، أو مراقبة من قبل الأهل، فيبدأ الأطفال باكتساب ما هو غير مفيد وملائم لتربيتهم المرجوة.
وتستنكر أبوبكر اعتماد معظم الأهالي على الألعاب، لإشغال فراغ أبنائهم، مشيرة إلى أهمية التركيز على مواهب الطفل، وتنمية طاقاته، ومحاولة استثمارها، من خلال بعض مهام المنزل، كالمساعدة في شراء المستلزمات، وتنظيف البيت وترتيبه، ومشاركته في قراءة قصص للأطفال، ومشاطرته في بعض الأمور التي تحدث مع الوالدين في العمل، وأخذ رأيه حول الطريقة التي يود بها إشغال وقت فراغه.
وتؤكد أبو بكر، أن اتباع الوسائل التالية في إشغال أوقات الفراغ، من شأنه أن يولد سلوكيات إيجابية للأطفال، ويحفزهم على القيام بالعديد من الأمور التي يقترحها الأهل، وجعلهم أسوياء اجتماعيا منها: إعداد برنامج لإشغال فراغ الأطفال، والابتعاد عن العشوائية، فضلا عن إعلام الطفل بآلية إشغال الفراغ، قبل التنفيذ، الأمر الذي يخلق لدى الطفل روح المشاركة ويعزز شخصيته، إلى جانب إطلاق العنان للطفل للتفكير بما يرغب القيام به، ومحاولة تبني أفكاره بطريقة إيجابية، إضافة إلى إشغال وقت فراغ الطفل لا يتطلب، البتة، الالتحاق بالنوادي والمراكز، وإنفاق مبالغ كبيرة، بل يمكن توفير ذلك من خلال إمكانات المنزل البسيطة، ومشاركته في قراءة القصص، ومناقشته بها، وتدريبه على كتابة الأحرف والأرقام، وكل ما من شأنه أن ينمي تفكيره ويحفزه.
أما اختصاصي علم النفس الدكتور جمال الخطيب، فيؤكد أن هدر أوقات فراغ الطفل، يشعره بالملل، ويدفعه إلى القيام بأمور غير مفيدة، وقد تبعده عن مسار تربيته، في حين أن إشغال تلك الأوقات بطريقة صحيحة وموجهة، من شأنه أن يساعده على زيادة نموه الفكري.
وينصح الخطيب أن تكون تلك الأنشطة ذات قيمة جسمانية، تنمي طاقات الطفل ومهاراته، وأن تلائم قدراته العقلية والجسدية.
"تنويع النشاطات تكسر الملل"، وفق الخطيب، مؤكدا أنها تبث في نفس الطفل الأمل الذي يجعله أكثر إقبالا ومحبة للمرح.
وفيما يتعلق بكيفية إكساب الأطفال القدرة على التعامل مع الوقت، يرى اختصاصي علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، أنه سلوك يتبع التنشئة و"القدوة"، ولذلك تتأثر الأوقات بدرجة احترام واستثمار الأسر لأوقاتها، ما يعني أنه تقع على الوالدين مسؤولية إشغال هذه الأوقات بصورة تتوافق مع بيئة الطفل، على غرار اكتشاف المناطق التي يعيش فيها، وكيفية التعامل مع مهارات النفس الاجتماعية، وتدريبه على تقسيم أوقاته بتوازن.
ويشدد محادين على أن جزءا كبيرا من الخبرات التي يكتسبها الطفل تنعكس لاحقا على حياته وأسرته المستقبلية، منوها إلى أن هذا التقسيم ينبغي أن يكون مرنا نسبيا.
muna.abuhammour@alghad.jo
- silentrose96
- صديق المنتدى
- مشاركات: 969
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2011 1:16
رد: إشغال فراغ الأطفال فرصة للارتقاء بنموهم الاجتماعي
هذا الرد برعاية تاكسي
- المرفقات
-
- rashed-07fa7582e1.gif (33.17 KiB) تمت المشاهدة 1731 مرةً
-
- 25434.imgcache.jpg (7.64 KiB) تمت المشاهدة 1731 مرةً
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زوار