اكتشاف مشاكل الأطفال السلوكية خطوة في طريق علاجهم

[Red-rose]

عندما التحق الطفل قيس بالروضة لم تكن اسرته تدرك ما يعانيه او انها كانت ترفض الاعتراف به فتتعامل معه كطفل كثير الحركة يحتاج للأختلاط مع اطفال اخرين ليصبح اجتماعيا، لكن معلمته في الروضة تمكنت بخبرتها في التعامل مع الاطفال ان تميز ما يعانيه قيس واختلافه الواضح عن الاخرين وغير المرتبط بفرط الحركة او ضبط السلوك فقيس طفل يعاني من التوحد.

لم تتقبل اسرته تقييم المعلمة له داخل الغرفة الصفية فهو لا يستطيع الجلوس بمكان واحد ولا يتقبل فكرة وجود اطفال اخرين معه كل ما يفعله انه يغني وان اراد التعبير عن نفسه فبكلمات بسيطة لا تتناسب مع عمره،فكان قرار اسرته نقله من الروضة لتبدا رحلة التنقل من روضة لاخرى ليبقى التقييم واحدا، ، الطفل يعاني من التوحد ويحتاج لرعاية متخصصة ، وبالرغم من ذلك فان رفض اسرته تقبل الامر واصرارها على ان قيسا يعاني من فرط الحركة فقط مكنها من الحاق طفلها باحدى الروضات التي لم تتوقف كثيرا امام حالته وتعاملت معه كاي طفل اخر.
لم يسبب وجود الطفل بالروضة ظلما له فقط انما كان ظلما للأطفال الاخرين كونهم بدأوا بتقليد قيس في بعض سلوكياته اضافة الى عدم تمكنهم من الاندماج معه فاصبح وحيدا كما كان وكما سيبقى.
حالة قيس ليست الحالة الاولى ولن تكون امام تعنت الاهل بعدم الاعتراف بمشاكل اطفالهم سواء السلوكية او النفسية فلا يحاولون التعامل مع مشاكل اطفالهم كما يجب فيعرضونهم للظلم الناتج عن حبهم الكبير لهم ورفضهم الحاقهم بمراكز متخصصة قادرة على التعامل معهم كما يجب.
تقول احدى المعلمات التي فضلت عدم الاشارة لاسمها وتعمل في روضة خاصة: هناك اطفال يعانون من مشاكل سلوكية ومرضية عديدة لكن اسرهم ترفض الاعتراف بذلك.
واضافت: المعلمة دورها كبير اتجاه الاطفال والطلاب لكن قبل ذلك يجب اطلاعها على اية مشكلة يعاني منها الطفل لتتمكن بمساعدة اسرته من مساعدته قدر الامكان ,
واشارت الى هناك اطفالا يعانون من التوحد لكن بدرجات متفاوته وهذا امر يمكن للمعلمة ادراكه من الايام الاولى للطفل في الروضة او المدرسة وتبعا لوضع الطفل يمكن للمعلمة ان تتعامل معه مبينة ان هناك اطفالا اعراض التوحد لديهم خفيفة وبمجهود من المعلمة والاهل يمكن للطفل ان يتاقلم مع المرحلة الجديدة بحياته لكن هناك اطفالا تكون الاعراض لديهم شديدة ولا يمكنهم ان يتاقلموا مع الاطفال الاخرين فيصبح الحاقهم بالروضة او المدرسة ظلما حقيقيا لهم ،ويحتاج الامر الى وعي وتفهم من اسرة الطفل التي تعتبر الخطوة الاولى في مساعدته ،فاصرارهم على دمج طفلهم في روضات ومدارس غير مختصة يزيد من تفاقم حالته ويسبب له ولأخرين حرجا كبيرا.
اخصائية تربية طفل نداء عبوشي اشارت الى اهمية وعي اسرة الطفل بمراحل تطوره ونموه لتتمكن من ادراك اي خلل بهذه المراحل مع اطفالها.واضافت: ان التوحد احد المشاكل التي تواجه اسر اطفال عدة ويحتاجون لرعاية خاصة ومدارس متخصصة في التعامل معهم لكن المشكلة الاساسية ان هناك اسرا لا تتقبل هذا الامر وتعتبر ان سلوكيات طفلها تندرج تحت اطار فرط الحركة او ربطها بالتغير بمجرد التحاقه بالروضة او المدرسة.واشارت الى ان هذه اعتقادات مرتبطة بحالة الطفل فان كانت الاعراض السلوكية التي يعاني منها شديدة لا يمكنه التاقلم مع اطفال اخرين لا يعانون من اية مشاكل في حين ان الاعراض البسيطة لا تحرم الطفل من الاندماج مع الاخرين شريطة التعاون المستمر ما بين المدرسة والاهل.
واكدت اهمية الحاق الاطفال الذين يحتاجون لرعاية متخصصة بمراكز ومدارس مؤهلة لذلك لقدرتهم على التعامل معهم وتعديل سلوكياتهم بشكل كبير مشيرة الى ان قدرة وخبرة المعلم تساعد الى حد كبير في التعامل مع الاطفال الذين يعانون من التوحد البسيط او اية مشاكل اخرى كفرط الحركة او صعوبات طفيفة بالنطق.
ويبقى اكتشاف المشاكل التي يعاني منها الطفل في بداياتها احدى الخطوات الهامة في حياة الطفل والتعامل معها يتطلب وعيا من قبل الاسرة اولا والروضة والمدرسة ثانيا فالطفل الذي يعاني من التوحد او اية سلوكيات مرضية اخرى ليس طفلا غير طبيعي انما هو مختلف عن الاخرين والاختلاف يمكنه ان يشكل شخصيات متميزة ومبدعة ان توفرت البيئة الفكرية والعلاجية والسلوكية للتعامل معها.

سهير بشناق

[ندى الصباح]

يسسسسسسسسسسسسلمو