صفحة 1 من 1

إثم التفاصيل ..

مرسل: السبت إبريل 20, 2019 1:58
بواسطة مصعب
تباً ..
لا زلتُ مُنهمكاً في تأنيبي ,لم أعكِف عن ذلك حتى نال الفقد مني مُبتغاه

إلى رفيقتي ..تلك المكلومة منذُ وجعٍ واهٍ ..عدت لأُخبركِ أنني رَجلاً تُمزقه أستار الغياب
وتنهشه تقاسيم الرّغبة ,رجل إستأثر بقلبه عن حلم موشوم حَول صّدره الى صاعقة
ألغام يكتظ بفيلق كامل من التفاصيل ..

لأني لا أذكر فيك غير الذي رَسَمته منك خارطة روحي ..تجاسرت عليَّ الظنون
وفتكت بداخلي حلمي الراسخ, بعد أن قذفتني أُرجوحة التمني الى هاوية الحنين
هل أبدو سائغاً بين فكي الخذلان عندما أراني في المرآة شاحب الشوق إليكِ
هكذا تبدو الكثير من العلاقات القائمة على إحتمالات النطق فيتسيد الصمت
غالباً منبر الإفصاح ..
دعيني أُخبركِ عن ذاك المغادر حديقتكِ غير آسف ولا مأسوف عليه وعلى شفاهه
تعزف الآه لحن الحنين الأخير حتى مُني بالفقد الرجيم
لاأحد ينشغل بتصفح ذاكرته كما أُطالعها الآن , وأُفصل مقاساتها الضيقة في ذاك الوقت الذي تبوأتِ ,تباً عندما يتعلق الأمر بحيزك المشغول فأنا أملك جسرًا من حنين لا يمكن ثَنيه ,ولا التفكير بطي كل هذه المسافات القاصرة عن تأدية واجب الوفاء ولا المساومة على نقض عهد امرأة كانت تربط إصبعها بخنصري تفويضاً على مناسبة
الإبرام , أما كان على هذا الألم أن يأتي على هيئة جرعات لأتمكن من إنتزاع نفساً أخيرًا من الحياة ,أنتِ تستحقين هذا الإستثناء الذي أفردت به ذاكرتي عما يليكِ ,
ما إعتقدتُ يوما أن القلب بهذا الجبن عندما يتعلق الأمر بحب خالية جيوبه إلا من رصيد الدفىء الذي تمنحين , هل يمكن أن يتصاغر هذا الكون ويضيق حتى أراكِ بالطرف المجاور لمقعدي وآتيكِ حاملاً قلب يتعاظم فيه الحب حتى حدود الكون الأول

مهدورٌّ حُزنكَ ..
هذه الأثناء بدأت ملامح العام التالي لغيابك تكتمل , حولين كاملين إنصرفا ما نكأت فيهما كل
الأبجدية الطامحة بمواربة نفسها على حضورك , هذا الحضور الذي إتكئت على لهفته
أسفار الحكاية وبقيت حملاً ثقيلاً على قلبي وقصاصات الورق ومعظم جدران القرية
تلك الجدران التي كانت تراني فاضلاً في كل ما إرتكبه قلمي من حماقات على أجسادها
بدأت تراني مناظلاً يقبع خلف قضبان الفقد مسترسلاً كلما بلغ الحنين ذروته وما زلت
أُكافح في اشتياقك , ولا زال الإنتظار الطويل يرواح بين هاجسي ولوعتي لعلكِ مثلي
تنظري للأرصفة الواقفة بين وعدي ووفائك , وها صرتً أكبر عاماً آخر من الحزن بغيابك
وانا أكتب لكِ ,يخيل لي أني أُتابع تفاصيلك ,أستمد قوت إسترسالي من حرارة أنفاسك بين الكلمات, وأُطالع السطور في لمعة عينيكِ , إن صمتي هو خلاصة هذه التفاصيل التي تُولي فراراً بين واقع المسافات وإقتطاع تذكرة إنتظار في طابور المستحيل .


..,,