إطار عام لتصنيف الجامعات الأردنية

[مدير المنتدى]

بقلم: أ.د. عبدالرحيم الحنيطي

قرار مجلس التعليم العالي الذي صدر قبل أسابيع والمتضمن تشكيل لجنة تكون مهمتها وضع إطار عام لتصنيف الجامعات الأردنية والتخصصات التي تُدرَّس فيها، يفتح باباً واسعاً لمناقشة واقع التعليم الجامعي لدينا في ضوء تزايد أعداد الجامعات، وتشابه التخصصات التي تطرحها، وضعف تمثيلها في التصنيفات العالمية المختلفة التي أصبحت تحظى باهتمام واسع خصوصاً في وسائل الإعلام المختلفة.

الجامعات الأردنية جامعات تعليمية في المقام الأول، ويشكل طلبة البكالوريوس فيها أكثر من 90% من طلبتها، وهي تعمل بشكل أساسي على الارتقاء بمستوى الطلبة ومخرجات التعليم لتتواءم مع أهداف التنمية، ومعظمها جديدة من حيث النشأة، وهي في حاجة إلى برامج وخطط لدفعها قدماً على سلم التصنيفات العالمية، واللجنة التي يترأسها دولة الدكتور عدنان بدران صاحب القامة الأكاديمية الطويلة، والرؤية الإصلاحية الثاقبة في التعليم الجامعي بحثت في التصنيفات العالمية للجامعات واستفادت من مشاركة عدد من رؤساء الجامعات الأميركية الذين تزامن وجودهم في الأردن مع اجتماعات اللجنة، وأخذت منها ما يناسب جامعاتنا وخصوصيتها لصياغة إطار عام ومؤشرات أداء تعتمد على تطبيق معايير عالمية للجودة، والعمل على تحفيز الجامعات الأردنية للارتقاء وتطوير مخرجاتها التعليمية وبحوثها العلمية، مما سينعكس على تقدمها في التصنيفات العالمية.

التصنيف المحلي للجامعات الأردنية الذي يلبي حاجات ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي ومعايير الجودة يقضي على عوامل التشويش وتشويه الصورة الحقيقية للجامعات الأردنية، وهو أيضاً حافز لتحسين الأداء ومصدر مهم للمعلومات التي تسهم في التعرف على مستوى الجامعات الأردنية لتساعد الطلبة وأولياء أمورهم على اختيار الجامعة التي تناسبهم.

الجامعات الأردنية كانت من أوائل الجامعات العربية التي أنشأت إدارات لضبط الجودة والاعتماد الأكاديمي لمراقبة تطبيق معايير الاعتماد العام والخاص ومعايير ضبط الجودة، والتي حددتها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، ويستوجب الأمر الآن وضع إطار عام لتصنيف الجامعات والتخصصات التي تم اعتمادها وتقويمها، ويمكن للهيئة أن تتولى هذه المهمة بعد أن تستكمل اللجنة عملها وتوفر أدوات القياس والتقويم الصادقة والثابتة والمقارنة، ويمكن للهيئة أن تتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات لنشر نتائج التصنيف في وسائل الإعلام المختلفة قبل بداية كل عام جامعي، ليكون هدفها المحوري من ذلك الإصلاح والتطوير للتعليم الجامعي للارتقاء به إلى مستوى الطموح.

إن الإصلاح الشامل الذي يشهده الأردن وبقيادة ملكية يقتضي أن نجعل من تصنيف الجامعات محوراً من محاور الإصلاح الذي يجب أن يتبعه محاور عدة تصبّ في ذات الاتجاه، وهو الإصلاح الشامل الذي يفضي إلى تطوير حقيقي لتحقيق مستوى عالمي مرموق يليق بمكانة الأردن التعليمية.

[Red-rose]

مشكور م عمرو