صديقي رئيسا للوزراء

آراء ومقالات لكتّاب أردنيين

المشرف: Princess

قوانين المنتدى
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
قوانين المنتديات العامة
أضف رد جديد
Red-rose
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 58178
اشترك في: الأحد سبتمبر 28, 2008 1:33

صديقي رئيسا للوزراء

مشاركة بواسطة Red-rose » الأربعاء مارس 06, 2019 8:48

صورة



كتب علي احمد الدباس:



مع نهاية المنخفض المطري الدي أغرق عمان؛ وبعد ليلتين قضاهما صديقي يفكر في مستقبل اولاده بعد ان ضاقت به الارض بما رحبت وهو يفكر بغرق عمان في المياه ؛ تخللها التفكير في الهجرة والبدايات الجديدة وهو يخشى من غرق عمان بالفساد وهو الغرق الاصعب ..... وفي خضم كل هذا الضيق الذي أصابه هاتفني صديقي زياد في الصباح الباكر جداً قائلاً (( علي : بدي أي طريقة أقابل سيدنا لربع ساعة ))!



كانت نبرته جدية لا تحتمل أيّا من مداعبات لا مكان لها ... نشدته عن الخطب ؛ وكأنني فتحت له أبواب الجنة وأنا أسأله (شو بدك تقله؟) .... تحدث صديقي زياد متخيلا سيدنا أمامه؛ ورغم انه تجاوز الوقت الدي طلبه لمقابلة سيدنا .... الا ان حديثه النابع من ألم ووجع وحرص ووطنية ومحبة وانتماء كان يعبر عن كثيرين منا وكأنها ( صرخة صدقٍ أبدية )!



قال لي زياد (( أريد ان أطلب من سيدنا طلبا واحداً ؛ أنا لم أنم منذ ليلتين وأنا أفكر ؛ واليوم قررت : لن أهاجر قبل ان افقد الامل تماما ؛ وبقي لي أمل واحد فقط: ان أعمل بيدي على التأكد من وجود أمل ما اذا اشتغلنا صح! لذلك اطلب مقابلة سيدنا لأطلب منه ان يعينني رئيسا للوزراء لستة أشهر فقط ))



ضحكتُ في تلك اللحظة كثيرا فأردف صديقي (( لست أمزح؛ كل ما اريده ان يجربني سيدنا؛ وقد وضعت خطة؛ وبالمناسبة وضعت ايضا شروطا لنجاح المهمة.... أشترط مثلا ان لا يكون مسموحا لي ارتداء بدلات وربطات عنق؛ بل لباسي هو الجينز والفوتيك وما لف لفهم من أزياء العمل والبناء؛ لا أريد مثلا ان يدفعوا لي راتب لأنني دولته؛ سأشترط ان اكون رئيس وزراء تطوعي مجاني غير مدفوع الاجر! )) !



أعجبتني الفكرة فتركته يسترسل في وضع شروطه لتشكيل الحكومة فقال (( انا لا اريد ان أبلش بالسياسة الخارجية؛ ليكن لها رجالها وأزلامها؛ انا فقط اريد ان اكون رئيس الوزراء الذي جرّب قبل ان يفقد الامل؛ اريد فقط ان اكون رئيسا لوزراء حكومة خدماتية تعنى فقط بتقديم خدمات للمواطنين وتحسين البنية التحتية وانقاذ ما يمكن انقاذه محليا. انا سأعمل بالمجان ولن اتقاضى اي راتب او اي مزايا او اي حرس شخصي...... كل ما اريده صلاحيات مطلقة في اختيار فريق وزاري مثلي تماما ؛ أشخاص مستعدين ان يعملوا مجانا؛ جاهزين للنزول الى الميدان؛ شباب صغار عاشوا وجع المواصلات ووجع انقطاع المياه وغيرها؛ وأن يعرفوا انها حكومة مؤقتة الى حين انتهاء مدة الستة أشهر دون التمديد لهم بالحكومة: وأريدهم فقط مجموعة ممن اثق بهم ممن يشمرون عن سواعدهم!



صديقي زياد وضع لي خريطة اختيار حكومته ( فريق وزاري متطوع؛ واستقلالية باتخاذ القرار؛؟ وطلب صديقي طلبا غريبة بلغة الواثق! )) واضاف صديقي ؛ اريد أيضا طلبا صغيرا " امنيتي ان يفرغوا لي مهجعاً في الجويدة او مهجعين ليستقبل اولئك المتقاعسين عن العمل او المتخاذلين من الموظفين عن القيام بواجبهم )) وحين عبرت عن ضيق المهجعين لكل الفاسدين قال صديقي دولة الرئيس (( لان اول واحد سيدخله سيكون عبرة لمن بعتبر .... انا اريدها مهاجع رمزية للذين خافوا ولم يستحوا! ))



صديقي زياد أكد لي وكأنني المعني بتعيينه في حديث من القلب أشجاني وأطربني (( لن اطلب اي شي، لا اريد تقاعد ولا اريد مزايا ؛ ولن اتدخل في اي شيء من شؤون السياسة الخارجية والتحالفات الغربية والشرقية ... انا فقط مسيّر للامور المحلية .... او بعبارات اكثر دقة اريد ان انجز صيانة للوطن واعادة تأهيل اوظف فيهما كل خبرتي في ادارة المشاريع وسنعلن عن برنامج عمل يحاسبنا عليه الشعب))!



وتحدث صديقي مستفيضا بالتفاصيل الطويلة لمشروعه وكيفية محاسبته ومواصفات الفريق الوزاري الذي لا يجمعه الا نظافة اليد والشبع والرغبة في العمل والالتحام بالناس! مؤكدا في مقابلته الافتراضية مع سيدنا بأنه يطلب مهلة ستة اشهر فقط ليلحظ الناس ان هناك شيئا ما قد نفّذ على الارض وان لم ينجح فإنه سيطلب من سيدنا ان يعاقبه على ما فشل فيه من مهمات ويجعله عبرة للناس في وسط البلد تأنيبا ومحاسبة وتغريما!



تخيلتُ للحظات ما يقوله وكأنه يحدث؛ ثم سألته (( لماذا كل هذا؟ )) قال لي (( ليلة الامس سيطر فكر الهجرة علي ولا اريد فعل ذلك ... فقدت الامل بكل المسؤولين الحكوميين وقبل ان أهاجر اريد ان اعرف (( هل فعلا محكوم على كل تجاربهم بالفشل مسبقا ام انهم لا يجربون ؟ )) !!



صديقي زياد تخيل نفسه رئيسا للوزراء بعد ان وسوس له الشيطان ان يهاجر ؛ لكن في الحقيقة هو فقد ثقته بكل شيء وقرر ان يجرب بنفسه لانه لم يعد يثق بغيرها .... وقبله ببضعة اشهر كلن قتيبة ايضا يريد ان يهاجر واظنه اليوم - ندم - رغم كل الوعود بأنه يوما ما سيشعر بالفخر انه بقي!



زياد سيقرصه أحد ما ... ويخرجه من حلمه الذي سرده لي.... لكن من سيوقظ الحكومة من سباتها العميق الذي لن تستفيق منه الا لأخذ قرارات اقل ما يقال عنها انها عكس كل السياسات للمعلنة!



خبرني

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زوار