الفلسطيني "جمال" رب اسرة مكونة من 40 شخصا لا يعرف اسماء بعضه

[Red-rose]

الفلسطيني "جمال" رب اسرة مكونة من 40 شخصا لا يعرف اسماء بعضهم

اضطررنا للانتظار عدة ايام من اجل جمع اطفال واسرة المواطن جمال الاقرع'51 عاما'، ومحاولة السيطرة عليهم من اجل التقاط صورة لهم بعد ساعات العصر وعودة بقية الابناء من المدارس وجلوس البقية داخل المنزل، ومنعهم من المغادرة لحين الانتهاء من جولة التصوير.

'فريال امين سيد ختام ملك احمد عماد رامى هالة عدى اسعد مؤمن محمد حنين نورهان شيماء بثينة اريج عاطف نرمين رهف ليلى شيرين هانى دينا شهد هناء عبدالله طياب فداء فلسطين ونسرين هناء صابرين سامى انس ' جميعهم يرفق اسمه باسم والدهم جمال داخل الاوراق والمعاملات الرسمية الحكومية، بالاضافة لزوجاته الثلاثة نهلة وفاتن ودينا الاقرع.

جمال انجب من زوجاته الثلاثة 40 ابن وابنة، منهم 4 متزوجين حاليا، كما اضطر قبل اجراء التقرير لكتابة اسمائهم على ورقة خارجية لسردهم دون نسيان، ولعدم معرفته لبعضهم، بالترتيب ابتداءا من اسم البكر لكل زوجة ومن ثم بقية الابناء .

ولم تتسع اطار الصورة لجمع جميع ابنائه فى صورة واحدة تظهر العائلة باكملها، واضطررت لتصويرهم فى صورتين منفصلتين لاظهار جميع الابناء فى الصور، باستثناء بعض الفتيات البالغات اللواتى رفضت الظهور فى الصورة، وفضلن البقاء داخل المنزل المكوب من غرفة واسعة ومطبخ مفتوح على الحمام .

جمال يسكن غرب مدينة دير البلح، وينتمنى لعائلة تعمل فى مهنة الصيد، الا ان انتهاكات الاحتلال المتكررة دمر ماتور الحسكة الخاصة به وتخريب الغزل الخاص بصيد الاسماك، وسبب ذلك جلوسه فى البيت وعدم قدرته على ممارسة عمله الذى مارسه سابقا.

وقد تزوج حين كان عمره' 16عاما'، بعدما عرضوا عليه الزواج من احدى قريباته التى كانت تبلغ من العمر 15' عاما'، وقد رفض الشيخ عقد القران فى ذلك الوقت لصغر سنها، مما دعاه للانتظار سنة اخرى لتصل للسن القانونى ومن ثم كان الزواج على الفور.

وانجب منها 21 طفلا ومن زوجته الثانية عشرة اطفال ومن الزوجة الثالثة تسعة اطفال، ويحملن زوجاته الثلاثة فى هذه الاوقات ثلاثة اطفال بانتظار الولادة نهاية هذا العام، وسيرتفع عدد اسرته بذلك الى 43 فردا، ويبلغ عمر ابنه الاصغر عام ونصف، ويمتلك ثلاثة (سليبات) مرفقة بالهوية تحمل اسماء اسرته وزوجاته، فيما يرفض فكرة الزواج من زوجة رابعة لعدم وجود مكان لها فى منازله الضيقة.

ويقيم ابنه البكر هانى فى نفس المنزل الضيق الذى يعيش فيه ما يقارب 21 من زوجته الاولى، ويتكون المنزل من غرفة واسعة وغرفة نوم، وحمام مفتوح على المطبخ، بجانب منازل زوجاته الثانية والثالثة، اللواتى لا يعشن فى ظروف احسن من زوجته الاولى بل اسوأ.

ويعلل جمال زواجه من الزوجة الثانية والثالثة لانجاب زوجته الاولى لما يقارب 15 بنت، الى ان انجبت الاولاد بعد زواجه من الثانية والثالثة.

ويعتاش حاليا على مساعدات بعض المواطنين نظرا لعدم حصوله على عمل منذ سنوات طويلة، كما يضطر لمغادرة منزله صباحا محاولا البحث عن طعام لاسرته.

ويضطر فى بعض الاوقات لفتح الورقة التى يحملها فى جيبه المتواجد فيها اسماء ابنائه، لمعرفة اسم ابنه البكر من زوجته المتواجد معها فى منزله، لمناداته.

ونظرا لعدم اتساع منازله لاحتواء جميع اطفاله، يضطر بعض اطفاله للنوم على شاطئ البحر القريب من المنزل، فيما يبقى على اطفاله الصغار داخل المنزل.

وفى اطرف موقف صادفه فى حياته حينما قام بضرب احد الاطفال المتواجد جنبه فى السوق نتيجة صراخه وصوته المرتفع داخل السوق، ليتفاجأ بالطفل يقول له( انا ابنك).

وبحسب حديث جمال فان اسرته المكونة من 40 فردا، هى اكبر اسرة فى عائلة الاقرع، وحينما يشاهد المواطنين هويته واسماء ابنائه لا يصدقونه .

ولا يستطيع جمال الجلوس مع زوجاته نظرا لضيق منازله الثلاثة، كما يضطر لمغادرة المنازل هربا من الصراخ والضجيج الذى يصدره اطفاله، وعدم قدرته على النوم لوقت طويل وكاف.

وتعانى احدى بناته من اعاقة بعد وصولها لسن 18 عاما، الا انها تعانى من قصر قامة، حيث يصل طولها الى اقل من متر، ولم يتمكن من شراء علاج لها نتيجة ارتفاع سعر ادوية النمو، ولم يجد اى مؤسسة تساعده على ذلك العلاج فى ظل عدم عمله وانضمامه لصفوف البطالة.

ويخرج اطفاله فى الصباح الباكر وقبل فترة الظهيرة للمدارس دون تناول طعام الافطار او مصروف شخصى لهم لعدم امتلاكه اى طعام او اموال يمنحها لاطفاله لشراء ما يلزمهم فى المدرسة، ونتيجة القهر من الظروف الحالية اضطر للخروج فى احدى المرات بدون حذاء من المنزل نتيجة التفكير المتواصل لتأمين لقمة عيش لابنائه.

كما لا يوجد اى انواع الطعام داخل المنزل، سوى بضع حبات من البطاطا والبندورة، ويضطر فى بعض الاوقات لاطعام اطفاله فلفل احمر حار قبل ذهابهم للمدرسة، بالاضافة لتناول الخبز الناشف بعد وضعه فى اكواب الشاى، كما تعتبر اقصى امنيات اطفاله هى تناول اللحوم.

ويعتبر جمال فصل الصيف هو موسم الخير بعد انتشار ابنائه فى المنطقة بحثا عن افراح او اتراح، من اجل جمع ما يتبقى من اوانى الطعام من رز ولحمة، والعودة بهذه الغنائم للمنزل لاطعام باقى اسرتهم.

وتصطحب بناته المتزوجات بعض اللحوم خلال زيارتهن لمنزل والدهن للتخفيف عنه، كما انحرق منزله ذات يوم فى فصل الشتاء نتيجة سقوط شمعة على فراش المنزل، مما استدعى دخول زوجته للعناية المركزة لاكثر من 20 يوما، قدم بعض المواطنين مساعدة مالية له تقدر بـ 200 شيكل، انفقها على اجرة الطريق فى متابعة الزوجة، وحينما غادرت الزوجة المستشفى انطقلوا للمنزل مشيا على الاقدام، فى حين يبعد المنزل اكثر من 2 كيلو متر عن المستشفى .

وناشد جمال اهل الخير فى فلسطين وكل العالم مساعدته على توفير لقمة العيش لابنائه وزوجاته بعد ان انهكته الظروف الصعبة داخل قطاع غزة، وعدم قدرته على توفير طعام الافطار قبل الغذاء يوميا لهم. دنيا الوطن