ظل الشجرة

[عبدالحليم قنديل الطيطي]

ظلّ الشجرة



**أشعر أنّي أجلس في فيء ولكنّ الشمس تزحف عليه ..فأنا ـأشفق من انتهاء ظلّ الشجرة كلّ يوم ..لأنّه سيصير تحت لهيب الشمس …

..والوقت يزحف على كلّ شيء : فهذا الذي كان يتمايل في الطريق وترتجف قدماه كان عدّاء يسبق الريح …

.وهذا الذي يفتتح مشروعا قضى عمره فيه مات الساعة ولم يفتتح البناء

…وهذا القبر فتحته لم أجد الشاعر صديقي فيه ….فسالت أين فمه الذي انشد الشعر فأخذوا بأيديهم حفنة تراب جنبه وقالوا هذا هو …!!

…وسألتُ عن كريم كان كشجرة مثمرة وعن بخيل …………وسألت عن شقيٍّ وعن ملِك …لم يروني في ايديهم إلّا ترابا ….فعجبت : أننّا في التراب نتشابه وفوق التراب لا نشبه بعضنا …!!.وما بيننا وبين عدالة التراب سوى أن تزحف الشمس على ظلّ الشجرة ….!!!!,,فكم العدل قريب !!

.
**كان هنا شيخ يبيع …لا أراه ..!..وهذا كان صبياً ,,,وهو اليوم داعية دين وقيَم ورفيقه ذاك صار تاجرا يجمع المال :مالهذه الحياة تتغيّر ………..هي حقاً موت مستمرٌ للحياة التي تولد كلّ يوم ……………….لولا الموت لا تتغيّر الحياة

………..ودائما وأنا أقابل هذا واُسلّم على هذا أتذكّر عصاة موسى …………..فهُم يتغيّرون : وهم مابين محتاج يجاملك وزاهد فيك لا يجد معك ما ينفع

…وأبغض تغيّر هو تغيّر مَن اعطيتهم وأنت تحبّهم ………….ثم انصرفوا لعدائك ..وتحوّلوا كعصاة موسى
..كان هنا شاعر يسكن هذه الغرفة …فتحت الباب لم أجده …!!...أليس وهماً من كان هنا يكتب الشعر وصار ترابا في القبر ……………لا أدري ما هذه الطريق : ففي ببعضها سيلقاني الموت ….ألا أفكّر فيه ……..ومادمت أفكّر فيه …فأنت ما تفكّر فيه

أم أتركه وأفكّر بالحياة ….فأنا واهم لأنّني وأنا أفّر بالحياة سأموت ………….هذه الحياة بناء من وهم الأحياء وحزن الأموات

.
عبدالحليم الطيطي