رمضان .. العبادة والاستهلاك
مرسل: الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 2:38
رمضان .. العبادة والاستهلاك
كريمان الكيالي - واقع رمضان في معظم الدول العربية والاسلامية يشير الى انه تحول من مناسبة دينية اجتماعية تحمل الكثير من المعاني الفضيلة في مقدمتها الشعور مع الفقراء والمحتاجين والمساواة بين مختلف الشرائح في المجتمع والترفع عن شهوات النفس والجسد ، الى موسم للاكل والشرب والاسراف ، بل وان ميزانية هذا الشهرمن الانفاق تعادل مصروف الاسرة في عدة أشهر، مما حوله من شهر عبادة الى عبء اثقل كاهل الغالبية العظمى من الناس في ظل ارتفاع متزايد لأسعاركثير من السلع .
تفترض التقاليد في رمضان وجود مالذ وطاب على مائدة الافطار ، وكشفت دراسة لمركز البحوث الاجتماعية والاحصاء بمصر ، بأن ما ينفق خلال ايام شهر رمضان على الغذاء يصل 30 مليار جنيه نحو 5 مليار دولار، وهذا يكفي لانشاء ثلاثة مشاريع جديدة لمترو الانفاق تساعد في حل ازمة النقل والمواصلات ، ،فهناك ما معدله 83% من المصريين يغيرون من عاداتهم الغذائية في رمضان فيرتفع استهلاكهم من الحلوى بنسبة 5ر66% ومن اللحوم والطيور63% ومن المكسرات 25% ، غير ان اكثر من 60% من هذا الطعام يذهب لحاويات القمامة كل يوم ، وفي المناسبات والولائم التي تقام في الشهر الفضيل ترتفع النسبة الى حوالي 75%.
وتقترب النسب السابقة مما يقدره اقتصاديون في دولة خليجية ، حيث يزيد انفاق الاسرعلى الطعام والولائم خلال شهررمضان بمعدل 50-60-% مقارنة ببقية اشهر السنة، برغم ان 40% من الوجبات يذهب الى صناديق النفايات ، اذ يصعب الحد من هذا السلوك السلبي من قبل الغالبية العظمى من الناس.
ما ينفق في شهر الصيام يفوق ميزانية كثير من الاسر الاردنية ذات الدخل المحدود ، وتزامن قدوم رمضان هذا العام مع ارتفاع في العديد من السلع الاساسية واعلان جمعية حماية المستهلك حملة لمقاطعة اللحوم الحمراء بدأت في الخامس عشر من آب الجاري ، والتي شكك كثيرون بجدواها بسبب تقاليد رمضان التي تفترض عدم الاكتفاء بصنف او صنفين من الطعام ، ودعوات الاهل والاصدقاء الى الافطار، اضافة الى العروض التجارية التي أججت من شهوة الاستهلاك لدى المواطنين ، واجهزت على ما في جيوبهم وابقت رفوف المحلات فارغة من محتوياتها ، كما اعلنت بعض المجمعات التجارية الكبرى المولات حالة استنفار ومنها من قام بتوسعة مع حلول الشهرالفضيل .
الاستعداد لرمضان يبدأ قبل قدومه لدى غالبية المواطنين ، المستهلك لايتحمل وحده هذا الانجراف الكبير نحو شراء الاطعمة ، فالاعلام والاعلان ساهما في تشكيل صورة نمطية للشهر تتراوح بين الاستهلاكي والفولكلوري ، أفرغته من محتواه الديني حيث تسهم الاعلانات التجارية الى حد كبير في جذب الناس لشراء المواد التموينية بخاصة التي تعود عليها الناس في رمضان ،
تقول ام رأفت بأن زوجها يقترض سلفة من عمله كل عام لتغطية نفقات رمضان من مواد تموينية ، وبالطبع يظل يسدد بها عدة اشهر، مما يعني ربط الحزام والعيش فترة تقشف لفترة لابأس بها بعد انتهاء الشهر.
وتضطر ام مصطفى لاعداد اكثرمن صنف لان الابناء لايتفقون على طبخة واحدة ،وتقول : في الايام العادية لم يكن الامر مهما لكن في رمضان الوضع يختلف فالاولاد صائمون ولابد من ان يأكلوا حتى يتحمسوا اكثر للصيام . .
الاكل الكثيرتقليد متوارث تضخم في رمضان بوجود خيارات متنوعة من السلع تقدمها المجمعات التجارية وسط اغراءات محفزة للشراء ، والقول بان نفس الصائم تشتهي ،اضافة الى الالتزامات الكثيرة التي لانستطيع ان نتجاهلها مثل دعوة الاهل والاقارب للافطار والتي ترهق الميزانية كما يقول ابو سمير ، الذي قصد احد المحلات التموينية الكبيرة القريبة من بيته قبل ايام من قدوم الشهر الكريم فلم يجد موطئا لقدم ، وعندما عاد في صباح اليوم التالي ، لم يجد سوى ستاندات شبه فارغة الا من بعض علب السردين والتونا .
الاسراف عادة مذمومة تورطت بها غالبية المجتمعات العربية تسيء الى مقاصد الشهر الكريم ، يفسرها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز د.احمد عزب بقوله : التبذيرهو ان يشتري البعض ما يفيض عن حاجته ، وأن تقوم ربة الاسرة بتجهيز الاصناف المتنوعة ، وعدم تناول هذا الطعام واهماله او رميه في المهملات ، وفي معنى اخر، عندما ياكل الصائم عند الافطار مايزيد عن حاجاته حتى يصل حد التخمة ، فإنه لايستطيع القيام الى صلاة العشاء ،او يقوم متثاقلا حين ادائها مما يذهب خشوعه اثناء الصلاة ، اذ ان الصائم يجب ان لايزيد تناوله للطعام عن حاجته بل يأكل ما يسد رمقه ، فالتوجيه النبوي ماملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه ، فان كان لامحالة فثلت لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ،وتناول القليل من الطعام يجعل الصائم نشيطا للطاعة والعبادة ، وما يتعلق بتنوع الاطعمة فليس هناك ما يمنع من التنويع ، فالممنوع الاسراف والتبذير المحرم شرعا او الزيادة عن حاجة الاسرة ، لكن التنويع يقتضي قضاء وقت طويل في شراء الحاجيات والاعداد والتجهيز، والوقت في رمضان ثمين جدا وعلى كل مسلم ومسلمة ان يقضي لحظاته وساعاته في الذكر والطاعة والعبادة .
ويشير اقتصاديون الى مبالغة في الانماط الاستهلاكية لدى المواطنين بشكل عام من خلال قيام الاسر بشراء يفوق مواردها المالية مما ابقى الغالبية العظمى من المواطنين تحت وطأة الديون والقروض ، والتي تزيد في شهر رمضان ، مما يتطلب اعادة النظر في ثقافة الاستهلاك بشكل عام .
ويعتبر الصيام راحة للجهاز الهضمي، يقول صلى الله عليه وسلم صوموا تصحوا على ان يلتزم الصائم بسنة الرسول بأن يبدأ الافطار على حبات قليلة من التمر ، و عدم الاكثار من الطعام ليبقى الجسم نشيطا مستعدا لصلاة التراويح ، وهذا الاسلوب يساعد في انقاص الوزن والكوليسترول الضار و علاج اوجاع المفاصل والوقاية من الاورام والمحافظة على مستوى السكر في الدم ، وينشط عمل الكليتين من خلال عدم شرب بالماء ساعات طويلة تصل الى حوالى اربعة عشر ساعة متواصلة.
كريمان الكيالي - واقع رمضان في معظم الدول العربية والاسلامية يشير الى انه تحول من مناسبة دينية اجتماعية تحمل الكثير من المعاني الفضيلة في مقدمتها الشعور مع الفقراء والمحتاجين والمساواة بين مختلف الشرائح في المجتمع والترفع عن شهوات النفس والجسد ، الى موسم للاكل والشرب والاسراف ، بل وان ميزانية هذا الشهرمن الانفاق تعادل مصروف الاسرة في عدة أشهر، مما حوله من شهر عبادة الى عبء اثقل كاهل الغالبية العظمى من الناس في ظل ارتفاع متزايد لأسعاركثير من السلع .
تفترض التقاليد في رمضان وجود مالذ وطاب على مائدة الافطار ، وكشفت دراسة لمركز البحوث الاجتماعية والاحصاء بمصر ، بأن ما ينفق خلال ايام شهر رمضان على الغذاء يصل 30 مليار جنيه نحو 5 مليار دولار، وهذا يكفي لانشاء ثلاثة مشاريع جديدة لمترو الانفاق تساعد في حل ازمة النقل والمواصلات ، ،فهناك ما معدله 83% من المصريين يغيرون من عاداتهم الغذائية في رمضان فيرتفع استهلاكهم من الحلوى بنسبة 5ر66% ومن اللحوم والطيور63% ومن المكسرات 25% ، غير ان اكثر من 60% من هذا الطعام يذهب لحاويات القمامة كل يوم ، وفي المناسبات والولائم التي تقام في الشهر الفضيل ترتفع النسبة الى حوالي 75%.
وتقترب النسب السابقة مما يقدره اقتصاديون في دولة خليجية ، حيث يزيد انفاق الاسرعلى الطعام والولائم خلال شهررمضان بمعدل 50-60-% مقارنة ببقية اشهر السنة، برغم ان 40% من الوجبات يذهب الى صناديق النفايات ، اذ يصعب الحد من هذا السلوك السلبي من قبل الغالبية العظمى من الناس.
ما ينفق في شهر الصيام يفوق ميزانية كثير من الاسر الاردنية ذات الدخل المحدود ، وتزامن قدوم رمضان هذا العام مع ارتفاع في العديد من السلع الاساسية واعلان جمعية حماية المستهلك حملة لمقاطعة اللحوم الحمراء بدأت في الخامس عشر من آب الجاري ، والتي شكك كثيرون بجدواها بسبب تقاليد رمضان التي تفترض عدم الاكتفاء بصنف او صنفين من الطعام ، ودعوات الاهل والاصدقاء الى الافطار، اضافة الى العروض التجارية التي أججت من شهوة الاستهلاك لدى المواطنين ، واجهزت على ما في جيوبهم وابقت رفوف المحلات فارغة من محتوياتها ، كما اعلنت بعض المجمعات التجارية الكبرى المولات حالة استنفار ومنها من قام بتوسعة مع حلول الشهرالفضيل .
الاستعداد لرمضان يبدأ قبل قدومه لدى غالبية المواطنين ، المستهلك لايتحمل وحده هذا الانجراف الكبير نحو شراء الاطعمة ، فالاعلام والاعلان ساهما في تشكيل صورة نمطية للشهر تتراوح بين الاستهلاكي والفولكلوري ، أفرغته من محتواه الديني حيث تسهم الاعلانات التجارية الى حد كبير في جذب الناس لشراء المواد التموينية بخاصة التي تعود عليها الناس في رمضان ،
تقول ام رأفت بأن زوجها يقترض سلفة من عمله كل عام لتغطية نفقات رمضان من مواد تموينية ، وبالطبع يظل يسدد بها عدة اشهر، مما يعني ربط الحزام والعيش فترة تقشف لفترة لابأس بها بعد انتهاء الشهر.
وتضطر ام مصطفى لاعداد اكثرمن صنف لان الابناء لايتفقون على طبخة واحدة ،وتقول : في الايام العادية لم يكن الامر مهما لكن في رمضان الوضع يختلف فالاولاد صائمون ولابد من ان يأكلوا حتى يتحمسوا اكثر للصيام . .
الاكل الكثيرتقليد متوارث تضخم في رمضان بوجود خيارات متنوعة من السلع تقدمها المجمعات التجارية وسط اغراءات محفزة للشراء ، والقول بان نفس الصائم تشتهي ،اضافة الى الالتزامات الكثيرة التي لانستطيع ان نتجاهلها مثل دعوة الاهل والاقارب للافطار والتي ترهق الميزانية كما يقول ابو سمير ، الذي قصد احد المحلات التموينية الكبيرة القريبة من بيته قبل ايام من قدوم الشهر الكريم فلم يجد موطئا لقدم ، وعندما عاد في صباح اليوم التالي ، لم يجد سوى ستاندات شبه فارغة الا من بعض علب السردين والتونا .
الاسراف عادة مذمومة تورطت بها غالبية المجتمعات العربية تسيء الى مقاصد الشهر الكريم ، يفسرها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز د.احمد عزب بقوله : التبذيرهو ان يشتري البعض ما يفيض عن حاجته ، وأن تقوم ربة الاسرة بتجهيز الاصناف المتنوعة ، وعدم تناول هذا الطعام واهماله او رميه في المهملات ، وفي معنى اخر، عندما ياكل الصائم عند الافطار مايزيد عن حاجاته حتى يصل حد التخمة ، فإنه لايستطيع القيام الى صلاة العشاء ،او يقوم متثاقلا حين ادائها مما يذهب خشوعه اثناء الصلاة ، اذ ان الصائم يجب ان لايزيد تناوله للطعام عن حاجته بل يأكل ما يسد رمقه ، فالتوجيه النبوي ماملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه ، فان كان لامحالة فثلت لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ،وتناول القليل من الطعام يجعل الصائم نشيطا للطاعة والعبادة ، وما يتعلق بتنوع الاطعمة فليس هناك ما يمنع من التنويع ، فالممنوع الاسراف والتبذير المحرم شرعا او الزيادة عن حاجة الاسرة ، لكن التنويع يقتضي قضاء وقت طويل في شراء الحاجيات والاعداد والتجهيز، والوقت في رمضان ثمين جدا وعلى كل مسلم ومسلمة ان يقضي لحظاته وساعاته في الذكر والطاعة والعبادة .
ويشير اقتصاديون الى مبالغة في الانماط الاستهلاكية لدى المواطنين بشكل عام من خلال قيام الاسر بشراء يفوق مواردها المالية مما ابقى الغالبية العظمى من المواطنين تحت وطأة الديون والقروض ، والتي تزيد في شهر رمضان ، مما يتطلب اعادة النظر في ثقافة الاستهلاك بشكل عام .
ويعتبر الصيام راحة للجهاز الهضمي، يقول صلى الله عليه وسلم صوموا تصحوا على ان يلتزم الصائم بسنة الرسول بأن يبدأ الافطار على حبات قليلة من التمر ، و عدم الاكثار من الطعام ليبقى الجسم نشيطا مستعدا لصلاة التراويح ، وهذا الاسلوب يساعد في انقاص الوزن والكوليسترول الضار و علاج اوجاع المفاصل والوقاية من الاورام والمحافظة على مستوى السكر في الدم ، وينشط عمل الكليتين من خلال عدم شرب بالماء ساعات طويلة تصل الى حوالى اربعة عشر ساعة متواصلة.