خربة الوهادنه في عجلون

أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
Khaled Qudah
مشرف عام
مشاركات: 2980
اشترك في: السبت يونيو 07, 2008 10:18
مكان: Amman - Jordan
اتصال:

خربة الوهادنه في عجلون

مشاركة بواسطة Khaled Qudah » السبت نوفمبر 22, 2008 1:41

الوهادنة : ( الخربة ) وما حولها



صورة



تنداح المساحات أمام المتجه الى هناك.. يتتبع تضاريس المكان، وما احتجب في سالف الزمان عن جغرافيته، ثم تكون لحظات راحة في ''حوش'' بيت، أو عند منبر مسجد أو قرب جدار كنيسة، ويكون هناك متسع للاستماع الى بوح يعلن بعضا من سيرة الناس، ويتتبع شيئا من الفسيفساء الاجتماعية لقرية الوهادنة، بعض هذا البوح من أحاديث أهل القرية، وبعضه الآخر من بطون الكتب، وتتشعب القصص والحكايات في هذا المضمار، ويكون لتلقائية السرد مذاق يثري مادة البوح، ويحفز الذاكرة للبحث عن المزيد.
إن العودة الى التعداد السكاني القديم للقرية في سنوات مختلفة في العهد العثماني، وفق ما هو متاح في الوثائق، يشير الى أن الخربة(خربة الوهادنة)، كان يسكنها في عام 1538م 54 خانة(عائلة)، بينما في عام 1596م تراجع عدد سكان الخربة ليصبح 32 خانة، ثم في عام 1871 بلغ عدد سكانها 40 خانة، وقد أشار الدكتور خليف غرايبة أن عدد سكان الخربة كان في عام 1600م حوالي 200 نسمة.
ويضيف الدكتور الغرايبة أن خربة الوهادنة كانت مركزا لحكم جبل عجلون قبل عام 1851م، وهي تعتبر من أكثر أجزاء جبال عجلون كثافة بالسكان، وإنتاجا للزراعة، آنذاك.
وفي موقع آخر يوضح الغرايبة بأنه تعاقب على حكم منطقة جبل عجلون( في الفترة 1516-1850م) ثلاث عائلات هي عرب المشالخة، وعشيرة الخطاطبة، وعشيرة الفريحات، ويذكر بأن عشيرة الخطاطبة هي من عشائر منطقة منحدرات عجلون الغربية وكان مركزها قرية خربة الوهادنة.

الخريطة الاجتماعية

تشير الخريطة الاجتماعية لقرية الوهادنة الى أن العائلات التي تشكل فسيفساء الحياة في القرية هم من الغزو، والشويات، والخطاطبة، والسواعي، وأبو سمرة، وشقاح، وفطيمات، والوحشة، وبدر، وحداد، وأبو احمده، وشقيرات، وزهراوي، شناتوة، والشريدة.
وعند توزيع بعض هذه العائلات على المناطق القديمة في القرية، وتواجدهم، وأراضيهم فيها، يقول كبار القرية بأن الغزوي كانوا في الملول، والحساسنة من الغزو كانوا في الحروث، والفطيمات والسواعي والسمارنة في الصليخات، والشناتوه في الهجيجة، والبدر في نيسه، والحداد في أبو العمايم، ويضيف الكبار بأن عائلة الغزو كانوا موجودين في كل المناطق.
ويكتب فريدريك بيك في كتابه تاريخ شرقي الأردن وقبائلها حول عشيرة الخطاطبة: '' يقولون أنهم من الحجاز، وأنهم من أبناء الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والثابت أنهم كانوا زعماء هذه الناحية قبل الفريحات، وكانت مساكنهم في خربة الوهادنة، ومنها خرج قسم منهم الى قرية كفرنجة، ولعل الخطاطبة الذين في قرية جديتا بناحية الكورة فرع منهم''.
أما عن الغزو فيقول فريدريك أنهم '' من حمايل خربة الوهادنة، يروون أن جدهم من بني صخر، قدم غازيا عجلون ثم قطن فيها، ولهذا أطلق على أعقابه الغزو''.

الشيخ حمد

وعند الحديث عن الذاكرة الاجتماعية لخربة الوهادنة لا بد من الإشارة الى الفريحات، وارتباطهم بها، وهذا المرور من خلال ما كتبه فريدريك بيك حول الفريحات الذي يقول أنهم '' من أكبر حمايل هذه الناحية وأقواها، ومركز زعامتهم قرية كفرنجة. يزعمون أن جدهم فريح من قبيلة اللهيب اليمنية ويروون القصة الآتية عن نزوحه من اليمن وسكناه هذه الديار: لأسباب يجهلونها خرج فريح وأخواه فرح ومقداد من اليمن ونزلوا بجوار سيل الزرقاء، ومن ثم تفرقوا.. ذهب فرح الى فاره بسوريا، ورحل مقداد وهو جد المقداديين الى بصرى اسكي شام. أما فريح فقد أقام في خربة الوهادنة التي كانت مركزا للشيخ حمد جد حمولة الخطاطبة القاطنة اليوم في قرية كفرنجة.
وحدث في ذلك الزمن أن قدم الى جهات عجلون الشيخ سعيفان زعيم عرب المشالخة وحكمها حكما إقطاعيا فاضطهد أهلها وسامهم ضروب العذاب، فهب فريح على رأس الخطاطبة للانتقام من المشالخة. وما زال بهم حتى أخرجهم من عجلون، فكانت هذه الحادثة ابتداء أمر فريح والحجر الأساسي لزعامة أبنائه في ذلك القضاء''.

بدر وحداد

أما عن تواجد العائلات المسيحية في الوهادنة فيمكن البدء في التأشير الى وجودهم في القرية من خلال ما ذكره الدكتور عليان عبد الفتاح الجالودي في كتابه قضاء عجلون حيث كتب بأن القس كلاين الذي زار قضاء عجلون في عام 1868م، أوضح أن ''القرى التي يسكنها مسيحيون في الستينات من القرن التاسع عشر هي: راجب، وبرما، والجزازة، والنبي هود، والكتة، ومقبلة، وخربة الوهادنة، وحلاوة، وأوصرة، وسوف، وريمون، وساكب، وعين جنا، وعنجرة، وكفرنجة، ودبين''، وذكر أن ''هؤلاء يعملون في الأعمال الحرفية التي يحتاجها الفلاحون مثل صناعة المحاريث، وحذو الخيل، مقابل مقدار معين من الحبوب، وجميعهم إغريق أرثوذكس''.
وكذلك يشير خليل رفعت الحوراني في مرحلة زمنية أخرى، بعد 38 سنة على ما كتبه كلاين، الى خربة الوهادنة من ضمن القرى التي يوجد فيها مسيحيون، وهذا موثق في ما كتب في المقتبس بتاريخ 7/11/1910م.
ولكن هذا الاستقرار في بعض القرى كان مؤقتا حيث تمت الهجرة بعد ذلك الى أماكن محددة مثل الحصن وعجلون لظروف متعددة منها مسألة الأمن والحماية.
أما التركيبة السكانية بالنسبة للعائلات المسيحية في الوهادنة فيمكن فرزها على أنه يوجد في القرية عائلتان مسيحيتان هما عائلة بدر وعائلة حداد، وهما مقسمتان الى 85 عائلة لاتين من البدور، و 42 عائلة أرثوذكس من الحداد.
ومسيرة تلك العائلات، بحسب أقاويل أهل القرية الذين يوضحون بأن عائلة بدر كانوا في وادي موسى، ولهم علاقة مع العكشة، ''وراحوا عند المجالي، وقعدوا 18 سنة، وكانوا ثلاثة أخوة هم بدر ومقطش وعويس، ثم انتقلوا الى مناطق أخرى حيث استقر مقطش في عنجرة، وعويس في عجلون، وبدر في الوهادنة.
وبالنسبة لعائلة حداد فإنهم كانوا في كفرنجة وعرجان وعجلون، ويقال أن الأب الأكبر توفي ''وكان عنده ثلاثة أولاد أخذهم الجد وجابهم للوهادنة، وهم أبناء سمور (بني سمور)، واستقروا هنا قبل 200 سنة تقريبا''.
وحول بني سمور، نجد أن فريدريك بيك في تاريخ شرقي الأردن وقبائلها كتب بأنه ''حمولة مسيحية من حمايل عرجان، منقسمون الى ثلاثة مذاهب: روم أرثوذكس، ولاتين، وكاثوليك. ويزعمون أن أصلهم من راشيا بسوريا. وقد خرج منهم فروع الى قرى عجلون وكفرنجة وفارا وخربة الوهادنة''.

علي مشهد

قبل الدخول الى الوهادنة، وعلى تلة ظاهرة يسار الشارع، هناك موقع يتبارك به أهل المنطقة..
إنه '' علي مشهد''، وهذا مكان مشهور، ومعروف في الوهادنة، حيث يوجد فيه قبر يقال أنه كان مكتوب على حجر في هذا القبر اسم ''علي مشهد''.
كما أن هناك على بعد حوالي 5 كيلومترات غرب القرية مقام عكرمة بن أبي جهل، الذي يسميه أهل المنطقة مقام عكرم، ويوجد كذلك مقام الشيخ راشد، وهذا كانت الناس '' لما يرحلوا من المنطقة يخزنوا السمن والجميد والأغراض، ويحطوها عنده، وما يصير عليها أي إيشي''.
ويتذكر أهل القرية ''شجرة أبو عبيده''، التي موقعها في حوض (خلال البطم)، وهي شجرة ملول قديمة، كانت مقدسة عند ''الختيارات''، وكانت مطلة على مقام أبو عبيدة في الأغوار.
وفي وسط الوهادنة توجد شجرة المقبرة، ويسمونها كذلك شجرة البطمة (القباه)، وعمرها مئات السنوات، وموقعها في طرف المقبرة، وقد كانت اجتماعات كبار القرية، وأهلها تتم تحت هذه الشجرة الممتدة، ويقال أنه في سنوات ماضية، مالت الشجرة عن مكانها، فقام كبار القرية، بسحبها، ووضع صخرة كبيرة تحتها، وما زالت هذه الشجرة شاهدة على كثير من تفاصيل القرية، وفيها بعض ذاكرتها، وتوجد تحتها، على الصخور، نقوش آثار اللعبة الشعبية(المنقلة) التي كان يتسلى بلعبها ''الختيارية'' في جلساتهم، واجتماعاتهم تحت شجرة البطمة.
ويلفت النظر في مقبرة الوهادنة حجم القبور الكبيرة، والتي هي في الواقع عدة قبور داخل مكان واحد، حيث أنه يتم دفن عدة أشخاص، وعلى فترات متعاقبة، ولكن في نفس القبر. حرق الخربة.
ضمن التداعيات الاجتماعية لسيرة القرية، لا بد من المرور بحدث كان له أثرا كبيرا في ذاكرتها، وما زالت الأجيال المتعاقبة تتحدث به، وهو ''حادثة حرق الوهادنة''، هذه القصة التي تشكل منعطفا دراميا في حكاية خربة الوهادنة التي لاحظنا أن الحاج محمد مصطفى الوحشات''أبو سامي''، كتب بعضا من تفاصيلها في دفتر، هو مذكرات بالنسبة له، ولكنه في الحقيقة جامع لتاريخ المكان، ويمكن أن يشكل في مرحلة قادمة وثيقة لا بد من الاهتمام بها، عند كتابة تاريخ الأردن من بوابة تدوين ذاكرة كل حاضرة وقرية على حدا.
ذكر الحاج أبو سامي في كتابه/المذكرات، وتحت عنوان ''حرق خربة الوهادنة'': الأمير فخر الدين يحسم معركة فارا/ فلسطين شوال عام 1032هـ .
'' كتب محرر الكون العسكري: تسلم فخر الدين المعني( وهو لبناني) هذا العام 1032هـ ما يقارب عام 1622م فرمانا سلطانيا بإسناد سنجقية عجلون لابنه الأمير حسين، وسنجقية نابلس لأميره مصطفى، فقرر إرسال حملة الى فلسطين لانتزاع هاتين السنجقيتين من الأمير بشير قانصوه، أمير عجلون، ومحمد بن فروح أمير نابلس، وفي وقت لاحق توجهت قوات الأمير بعد ما تم احتشادها عند جسر المجامع في الغور الشمالي الى عجلون فدخلتها من دون قتال وانتقل الأمير بشير قانصوه الى جرش، ومنها الى نابلس، حيث تحالف مع متسلّم(يستلم الضرائب) من محمد بن فروخ وتجمعت قواتهما في فارا( هي قرية الهاشمية في الوقت الحالي) الواقعة في جبل عجلون، استعدادا لمناوأت الأمير المغني.. في هذه الأثناء علم الأمير علي الشهابي وحسين، عندئذ قررا منازلتهما في فارا نفسها، وتوجها بقواتهما اليها، فوصلا الى ضواحي القرية عند المغيب''.
ثم بعد ذلك، وتحت عنوان ''مجريات المعركة''، يكمل الحاج أبو سامي كتابته:.
'' ونشب القتال بين الفريقين عند المساء، واستمر حتى هبوط الظلام، وفصل الليل بين المتقاتلين، بعدها انهزمت قوات أميري نابلس وعجلون، فانسحبت من قرية فارا متخلية عنها للمهاجمين الذين حرقوها في الصباح، كما حرقوا خربة الوهادنة، وحلاوة، وهذه القرى هي أهم قرى عجلون وأقواها.
وعندما أخبر الأمير فخر الدين بانتصار قواته في معركة فارا، أمر قائدي هذه القوات بتركيز حامية مدينة عجلون، والعودة بالجيش الى جسر المجامع''.


فراشه المومني
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 22
اشترك في: السبت ديسمبر 06, 2008 10:49

Re: خربة الوهادنه في عجلون

مشاركة بواسطة فراشه المومني » السبت ديسمبر 06, 2008 3:41

انا زرتها
كتير حلوه

صورة العضو الشخصية
.~THE QUEEN~.
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 4912
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 30, 2011 5:55
مكان: "عجلو9و9ونية" والعقل بلوط

رد: خربة الوهادنه في عجلون

مشاركة بواسطة .~THE QUEEN~. » الأربعاء فبراير 29, 2012 11:41

يسلمو
كتييييييير حلو الموضوع ;)

صورة العضو الشخصية
soma angel
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 3915
اشترك في: الأحد فبراير 12, 2012 1:37
مكان: .~ JORDAN _ Ajlun~.

رد: خربة الوهادنه في عجلون

مشاركة بواسطة soma angel » الأربعاء مارس 14, 2012 7:02

مومنية وافتخر كتب:يسلمو
كتييييييير حلو الموضوع ;)

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائراً