نقد كتاب رسالة فى أحكام شهر المحرم

الدين والشريعة

المشرف: manoosh

أضف رد جديد
رضا البطاوى
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 2998
اشترك في: السبت يوليو 25, 2015 2:08

نقد كتاب رسالة فى أحكام شهر المحرم

مشاركة بواسطة رضا البطاوى » الأحد إبريل 25, 2021 6:56

نقد كتاب رسالة فى أحكام شهر المحرم
الرسالة تأليف نايف بن أحمد الحمد وهو يدور حول وجود أحكام خاصة بشهر المحرم من عدمه وفى مقدمته قال الحمد أنه من الأشهر الحرام بقوله:
" وبعد فإن شهر محرم من الأشهر الحرم التي ذكرها الله –تعالى-
" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " وقد قال النبي (ص) " السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " رواه البخاري "4662"، ومسلم "1679" من حديث أبي بكرة"
ثم حدثنا عن سبب تسميته بهذا الاسم فقال:
" وسمي هذا الشهر محرما لتحريم القتال فيه المطلع على أبواب المقنع 1/150 الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 2/393 وقيل لتحريم الجنة فيه على إبليس إعانة الطالبين 2/214 مغني المحتاج 4/66 والأول أصح "
ومرجع التسمية قد يكون الأول ولكنه غير مناسب فى بداية البشرية للمعنى لأنه لم يكن هناك قتال ولا حتى قبلهم
ثم حدثنا عن الليالى العشر فذكر قول أنهم من من شهر المحرم فقال:
"قال تعالى "وليال عشر" "" قال ابن العربي: " في تعيينها أربعة أقوال : الأول : أنها عشر ذي الحجة ; روي عن ابن عباس , وقاله جابر , ورواه عن النبي (ص)ولم يصح الثاني : عشر المحرم ; قاله الطبري الثالث : أنها العشر الأواخر من رمضان الرابع : أنها العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في ميقاته معه " أحكام القرآن 4/333
ويشرع صيام شهر محرم ؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)" أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم " رواه مسلم "1163"
والليالى العشر ليس فيها تحديد ومن ثم فالكلام فيها لا أصل له وإنما مجرد تخمين ثم ذكر الحمد عاشوراء فقال:
"وفي هذا الشهر يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : حين صام رسول الله (ص)يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله (ص): «فإذا كان العام المقبل، إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع » قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله رواه مسلم " 2619" وهذا هو الصواب قال الزين بن المنير: الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية فتح الباري 4/770 تنوير الحوالك 1/269 نيل الأوطار 2/313 تحفة الأحوذي 3/397
ويتأكد صيام يوم عاشوراء ؛ لحديث ابن عباس قال: " ما رأيت رسول الله (ص)يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان " رواه البخاري"2006"، ومسلم"1132"
ولصيام هذا اليوم المبارك فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة عن النبي (ص)" صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " رواه أحمد "5/296"، ومسلم "1163"
وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجبا ؛ لحديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله (ص)" إن عاشوراء يوم من أيام الله ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه " رواه مسلم "1136" وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي (ص)يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزل رمضان كان من شاء صامه، ومن شاء لا يصومه» رواه البخاري " 3744"
ويستحب حث الصبيان على صيامه ؛ كما في حديث الربيع بنت معوذ – رضي الله عنها- قالت : أرسل رسول الله (ص)غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار " من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم " قالت: فكنا نصومه بعد ونصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار رواه البخاري "1690" ومسلم "1136"
كما يسن صيام يوم قبله أو بعده ؛ لحديث ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)" صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوما أو بعده يوما " رواه أحمد "1/241"، وابن خزيمة "2095" من طريق محمد بن أبي ليلى وفيه كلام وصح قال ابن رجب : " وصح عن ابن عباس من قوله " اهـ لطائف المعارف /108 وهذا في صيام يوم بعده أما صيام يوم قبله فقد صح ذلك كما ذكرته أعلاه قال الحافظ ابن حجر " وقد كان (ص)يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ولا سيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان ، فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في الصحيح ، فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: " نحن أحق بموسى منكم " ، ثم أحب مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافا لهم " اهـ فتح الباري 4/770 تحفة الأحوذي 3/397
وصيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب قال ابن القيم " مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم " اهـ زاد المعاد "2/75""
وما ذكره الرجل من روايات متناقض فمرة سبب صومه صوم اليهود والنصارى له ومرة صوم قريش له ومرة المسلم مخير فى صومه من عدمه ومرة واجب عليه
وأخطاء الروايات هى:
والخطأ الأول الأمر بصوم يوم عاشوراء وهو يخالف أن الله لم يفرض سوى صوم رمضان بقوله بسورة البقرة "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "كما أن الله بين الصيام شهرا وليس يوما بقوله "فمن شهد منكم الشهر فليصمه ".
والخطأ الثانى أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة قبله ويخالف هذا أن الحسنة وهى الصيام هنا تكفر كل الذنوب الماضية وليس ذنوب سنة واحدة ماضية وفى هذا قال تعالى بسورة هود "إن الحسنات يذهبن السيئات"
والخطأ الثالث هو أمر من أفطر أن يتم صيام بقية اليوم وهذا تخريف لأن النبى (ص)لن يأمر بشىء يعلم أنه لن يكون عملا فصيام بقية اليوم ليس صياما لأن الصيام المعروف ليس به أكل طوال النهار ومن ثم فالله لن يحسبه يوم صيام ،زد على هذا أن الله لم يأمر بصيام عاشوراء حتى يأمر النبى (ص)- وهو لم يفعل – المسلمين بصيامه والخطأ الرابع هو تصويم المسلمين الصغار من الصبيان يوم عاشوراء وهذا تخريف لأن الصيام ليس فرضا فى الإسلام على الصغار سواء صبيان أو بنات وإنما فرض على البالغ العاقل ،زد على هذا أن هناك جنون فى الكلام وهو تصويم الصبيان فقط دون البنات وليس فى الإسلام صيام مخصوص لأحد وإنما هو فرض على الرجال والنساء .
ثم قال منتقدا بعض الروايات فى تكفير الذنوب :

"وعلى المسلم أن لا يتكل على صيام هذا اليوم مع مقارفته للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب قال ابن القيم : " وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فإذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشيء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل " الجواب الكافي /13"
ثم قال منتقدا بعض الروايات فى سبب الصوم:
وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث ابن عباس قال: قدم النبي (ص)المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: " ما هذا " ؟ قالوا: هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال: " فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه " رواه البخاري "1900" وقد سبق أن ذكرنا أن النبي (ص)قد صامه في مكة قال الباجي : " يحتمل أن تكون قريش تصومه في الجاهلية وكان النبي (ص)يصومه قبل أن يبعث فلما بعث ترك ذلك فلما هاجر وعلم أنه كان من شريعة موسى عليه السلام صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان نسخ وجوبه " المنتقى وقال ابن القيم : " إما الإشكال الأول وهو أنه لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوم عاشوراء فليس فيه أن يوم قدومه وجدهم يصومونه فإنه إنما قدم يوم الاثنين في ربيع الأول ثاني عشرة ولكن أول علمه بذلك بوقوع القصة في العام الثاني الذي كان بعد قدومه المدينة ولم يكن وهو بمكة هذا إن كان حساب أهل الكتاب في صومه بالأشهر الهلالية وإن كان بالشمسية زال الإشكال بالكلية ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي (ص)نحن أحق بموسى منكم فظهر حكم هذه الأولوية في تعظيم هذا اليوم وفي تعيينه وهم أخطأوا تعيينه لدورانه في السنة الشمسية كما أخطأ النصاري في تعيين صومهم بأن جعلوه في فصل من السنة تختلف فيه الأشهر " زاد المعاد 2/70"
ونلاحظ فى النقول التى نقلها محاولة القوم إصلاح ما لا يمكن إصلاحع بتبرير السبب بالخلط فى التقاويم
ثم حدثنا عن وجود بدع فى شهر المحرم قال فيها:
"وأختم بذكر بعض البدع التي أحدثت في هذا اليوم مما ذكر أكثره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه فقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب قيام ليلة عاشوراء ولا أعلم لهم دليلا على ذلك بل هي ليلة كسائر الليالي فمن كانت عادته قيام الليل قامها وإلا فلا يخصها بصلاة انظر :مطالب أولي النهى 1/581 ومن البدع كذلك الاجتماع للصلاة هذه الليلة فتجتمع بدعتان انظر : منح الجليل 1/345 مواهب الجليل 1/73 ومنها ما يروى أنه من صلى ركعتين في يوم عاشوراء يقرأ فيهما بكذا وكذا كتب له ثواب سبعين نبيا قال ابن تيمية " هو عند أهل الحديث من الأحاديث الموضوعة " اهـ درء التعارض 1/150
ومن ذلك ما ذكره ابن تيمية بقوله : " وصار الشيطان بسبب قتل الحسين يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاد المراثي، وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله (ص)" منهاج السنة "4/544" وقال : " النوع الثالث ما هو معظم في الشريعة كيوم عاشوراء ويوم عرفة ويومي العيدين والعشر الأواخر من شهر رمضان والعشر الأول من ذي الحجة وليلة الجمعة ويومها والعشر الأول من المحرم ونحو ذلك من الأوقات الفاضلة فهذا الضرب قد يحدث فيه ما يعتقد أن له فضيلة وتوابع ذلك ما يصير منكرا ينهى عنه مثل ما أحدث بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من التعطش والتحزن والتجمع وغير ذلك من الأمور المحدثة التي لم يشرعها الله ولا رسوله ولا أحد من السلف لا من أهل بيت رسول الله (ص)ولا من غيرهم لكن لما أكرم الله فيه سبط نبيه أحد سيدي شباب أهل الجنة وطائفة من أهل بيته بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله وكانت هذه مصيبة عند المسلمين يجب أن تتلقى به أمثالها من المصائب من الاسترجاع المشروع فأحدث بعض أهل البدع في مثل هذا اليوم خلاف ما أمر الله به عند المصائب وضموا إلى ذلك من الكذب والوقيعة في الصحابة البرآء من فتنة الحسين وغيرها أمورا أخرى مما يكرهها الله ورسوله وقد روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين قال قال رسول الله (ص) " من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث لها استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثلها يوم أصيب " رواه الإمام أحمد وابن ماجه فتدبر كيف روى مثل هذا الحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما وعن بنته التي شهدت مصابه وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مأتما فليس هذا من دين المسلمين بل هو إلى دين الجاهلية أقرب ثم هم قد فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل
وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها مثل فضل الاغتسال فيه أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة وإنما المستحب صومه "
وما ذكره القوم عن فتنة الحسين هو ضرب من الخيال فالحسين لا يمكن أن يقتل أو ان يطلب الخلافة لا هو ولا معاوية ولا يزيد ولا غيرهم ممن أسلموا بعد فتح مكة فى وجود المؤمنين المجاهدين من المهاجرين والأنصار الأوائل لأن الله خصهم بتقلد المناصب فقال:
" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
كما أن هذا الكفر وهو تحول دولة المسلمين لا يمكن أن يحدث والصحابة المؤمنون ألوائل كثير منهم حى وهو ما يخالف أن هذا التحول للكفر وهو إضاعة الصلاة أى الدين واتباع الشهوات يكون فى عهد الخلف وهم من بعدهم بعدة أجيال وفى هذا قال تعالى:
أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
ومثل ما قلته فى السابق أقوله فى التالى فهى أوهام لم تحدث وإنما أخبار وضعها الكفار لإحداث فرقة لا تنتهى بين الناس:
"وقد روى في التوسع فيه على العيال آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال بلغنا أنه " من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " رواه ابن عيينة وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت للعصبية بين الناصبة والرافضة فإن هؤلاء أعدوا يوم عاشوراء مأتما فوضع أولئك فيه آثارا تقتضي التوسع فيه واتخاذه عيدا وكلاهما باطل وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي (ص)أنه قال " سيكون في ثقيف كذاب ومبير " فكان الكذاب المختار بن أبي عبيد وكان يتشيع وينتصر للحسين ثم أظهر الكذب والافتراء على الله وكان فيها الحجاج بن يوسف وكان فيه انحراف على علي وشيعته وكان مبيرا وهؤلاء فيهم بدع وضلال وأولئك فيهم بدع وضلال وإن كانت الشيعة أكثر كذبا وأسوأ حالا لكن لا يجوز لأحد أن يغير شيئا من الشريعة لأجل أحد وإظهار الفرح والسرور , يوم عاشوراء وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة المقابلة للرافضة وقد وضعت في ذلك أحاديث مكذوبة في فضائل ما يصنع فيه من الاغتسال والاكتحال وغير ذلك وصححها بعض الناس كابن ناصر وغيره ليس فيها ما يصح لكن رويت لأناس اعتقدوا صحتها فعملوا بها ولم يعلموا أنها كذب فهذا مثل هذا وقد يكون سبب الغلو في تعظيمه من بعض المنتسبة لمقابلة الروافض فإن الشيطان قصده أن يحرف الخلق عن الصراط المستقيم ولا يبالي إلى أي الشقين صاروا فينبغي أن يجتنب هذه المحدثات " اهـ اقتضاء الصراط المستقيم 1/299-301 وانظر : الفتاوى 13/354 وذكر أنه قد قابل قوم فعل الرافضة بفعل مضاد له، وهو جعل هذا اليوم يوم فرح وسرور وطبخ للأطعمة والتوسيع على العيال ، فقابلوا الفاسد بالفاسد ، والكذب بالكذب ، والشر بالشر ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الآثار مقابل ما وضعها الرافضة "انظر: فتاوى ابن تيمية "25/310" ومما قاله ابن تيمية :" وقوم من المتسننة رووا ورويت لهم أحاديث موضوعة بنوا عليها ما جعلوه شعارا في هذا اليوم يعارضون به شعار ذلك القوم فقابلوا باطلا بباطل وردوا بدعة ببدعة وان كانت أحداهما أعظم في الفساد وأعون لأهل الإلحاد مثل الحديث الطويل الذي روى فيه من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء والمصافحة فيه ونحو ذلك فان هذا الحديث ونحوه كذب مخلق باتفاق من يعرف علم الحديث وان كان قد ذكره بعض أهل الحديث وقال انه صحيح وإسناده على شرط الصحيح فهذا من الغلط الذي لا ريب فيه كما هو مبين في غير هذا الموضع ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الاغتسال يوم عاشوراء ولا الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم " اهـ الفتاوى 4/512
وفي البخاري "1294"، عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي (ص)"ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"
قال ابن رجب "أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين – رضي الله عنه-، فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا ولم يأمر الله ولا رسوله (ص)باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم " "لطائف المعارف /13"،
وقال ابن القيم : " وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن والطائفتان مبتدعتان خارجتان على السنة وأهل السنة يفعلون فيه ما أمر به النبي (ص)من الصوم ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع " اهـ نقد المنقول /101 " وقد ذكرت هذه الأقوال مع ما فيها من التكرار لما فيها من الفائدة "
ثم ذكر الرجل حديث التوسعة على العيال فى المحرم فذكر التالى:
أما حديث "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" فقد رواه البيهقي في الشعب "3/365" والطبراني في المعجم الأوسط "9302"، والكبير "10007" قال حرب: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث ؟ فقال: لا أصل له وليس له إسناد يثبت منهاج السنة "4/555"، وقال شيخ الإسلام: "حديث موضوع مكذوب" اهـ الفتاوى "25/300"
وقطعا التوسعة على العيال مطلوبة فى كل وقت طالما كان هذا فى مكنة العائل كما قال تعالى :
"على الموسع قدره وعلى المقتر قدره"
فالنفقة على قدر المال إن زاد زادت وإن نقص نقصت
ثم نقل من بطون الكتب وجود روايات أخرى عن الاكتحال وكثرة الصلاة فى المحرم وبين أنها كلها لا أصل لها فقال:
"وقال ابن القيم : " ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائله لا يصح منها شيء ولا حديث واحد ولا يثبت عن النبي (ص)فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل وأمثل ما فيها حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته قال الإمام أحمد لا يصح هذا الحديث وأما أحاديث الاكتحال والادهان والتطيب فمن وضع الكذابين " نقد المنقول /101 "
وقطعا لم يخص الله شهورا بأحكام إلا ما نص عليها فى الوحى وهو صوم رمضان والحج فى أشهره وأما غيرها فلا وجود لتلك الأحكام وإنما هى باطل أراد الكفار إدخاله فى الدين

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 52 زائراً