نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم

الدين والشريعة

المشرف: manoosh

أضف رد جديد
رضا البطاوى
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 3019
اشترك في: السبت يوليو 25, 2015 2:08

نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم

مشاركة بواسطة رضا البطاوى » الأربعاء إبريل 06, 2022 7:24

نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم
كتاب الإسلام وأصول الحكم ألفه على عبد الرازق أحد القضاة الشرعيين فى مصر تحت الاحتلال البريطانى وينبغى أن ندرك الكثير من الكتب التى ألفت فى تلك الفترة فى مجالات تتناول الإسلام بالبحث لم يكن الغرض منها كما يبدو التقدمية والثورية ومحاربة الرجعية والتخلف أو البحث العلمى وإنما كان الغرض منها أحيانا سياسى يخدم المحتل ومنها أحيانا إرضاء امرأة من الأسرة المالكة تسير على درب المحتلين كما فى كتاب قاسم أمين تحرير المرأة ومنها أحيانا إرضاء المعلمين الكفار والزوجة الكافرة كما فى بعض كتب طه حسين مثل فى الشعر الجاهلى
وكتابنا هذا الغرض منه كان محاربة عودة الخلافة والقضاء عليها والتى كان ملك مصر يريد إعلانها وكان المشجع لعلى بن عبد الرازق هو الاحتلال الذى كان يرى أن إعلانها فى مصر خطرا على استمراره فى احتلال مصر فلن يكون مقبولا أن يكون بلد الخلافة محتلا من قبل من يعتنقون مقولة الخلافة ومن ثم سيسعون لإزاحة المحتل فى أسرع وقت ممكن وقد نجح الكتاب فى الغرض منه وهو قوله على :
"من هنا نشأ الضغط الملوكى على حرية العلم واستبداد الملوك بمعاهد التعليم كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا ولا شك أن علم السياسة هو من أخطر العلوم على الملك بما يكشف من أنواع الحكم وخصائصه وأنظمته إلى أخره لذلك كان حتما على الملوك أن يعادون وأن يسدوا سبيله على الناس ذلك تأويل ما يلاحظ من قصور النهضة الإسلامية فى فروع السياسة وخلو حركة المسلمين العلمية من مباحثها"ص30
والجامع بين تلك الكتب هو أن أصحابها يضعون فيها فقرات للتنصل مما جاء فيها حتى لا يحاكموا أو يستشهدوا بها على أن مرادهم لم يكن كما فهمه الناس فالرجل مثلا يدعى الجهل لأنه لم يحط بكافة جوانب البحث كما يدعى أن كلامه ربما يكون مجازا ويحسب حقيقة وربما يكون حقيقة ويحسب مجازا فيقول:
"جعلتها تمهيدا للبحث فى تاريخ القضاء وضمنتها جملة ما اهتديت إليه فى شأن الخلافة ونظرية الحكم فى الإسلام وما ادعى أننى قد أحطت فيها بجوانب ذلك البحث ولا أننى استطعت ان أتحامى شيئا من الإجمال فى كثير من المواضع بل قد أكون قد اكتفيت أحيانا بإشارات ربما خفيت على صنف من القارئين جهتها وبتلويحات قد تفوتهم دلالتها وبكتابات توشك أن تصير عليهم ألغازا وبمجاز ربما حسبوه حقيقة وبحقيقة ربما حسبوها مجاز"ص ف
ويكرر الرجل أن بحثه ليس كاملا وليس متقنا فيقول:
"فلا غرو أن جاء عملا دون ما أردت له من كمال وما ينبغى له من إتقان بيد أنه على كل حال هو أقصى ما وصل إليه بحثى"ص ص
هذا الاعتراف لا يليق بقاض أن يقوله فالقضاء يصدر حكم فاصلا مانعا فى أى قضية وليس فيه حكم ناقص أو مشوه وإلا كان القاضى متهما فى عدالته وذمته
لو كان عليا بن عبد الرازق منصفا ما نشر كتابه وهو يعلم أنه ناقص وغير متقن ولكن يبدو أن هناك جهات أمنية تختص بالمحتل هى التى طلبت النشر منعا للملك من إعلان الخلافة فى مصر بعد انتهاءها فى تركيا
تناقضات الكتاب:
التناقض الأول:
زعم على عبد الرازق أن عيسى(ص) لم يعترف بالحكومة القيصرية فقال:
"تكلم عيسى بن مريم(ص) عن حكومة القياصرة وأمر بأن يعطى ما لقيصر لقيصر فما كان هذا اعترافا من عيسى بأن الحكومة القيصرية من شريعة الله ولا مما يعترف به دين المسيحية وما كان لأحد ممن يفهم لغة البشر فى تخاطبهم أن يتخذ من كلمة عيسى حجة له على ذلك"ص18
ثم عاد فنقض كلامه فاعترف أن عيسى(ص) اعترف بقيصر وسلطانه فقال:
"ولقد كان عيسى بن مريم(ص) رسول الدعوة المسيحية وزعيم المسيحيين وكان مع هذا يدعو إلى الإذعان لقيصر ويؤمن بسلطانه "ص49
والرجل هنا يبدو جاهلا بدينه فما كان عيسى(ص) يدعو للمسيحية وإنما كان يدعو للإسلام كما بين الحواريون فى قولهم :
"فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون"
كما يبدو أنه جاهل فالعهد الجديد لا يتكلم عن عيسى(ص)المعروف فى القرآن وإنما يتحدث عن يسوع وفرق هائل بين الاثنين
التناقض الثانى:
قال على أن الرق منهى عنه فى الإسلام فى الفقرة التالية:
"ولقد حدثنا الله عن الرق وأمرنا أن نفك رقاب الأرقاء وأمرنا أن نعاملهم بالحسنى وأمرنا بكثير غير ذلك فى شأن الأرقاء فما دل ذلك على أن الرق مأمور به فى الدين ولا أنه مرغوب فيه"ص19
ثم نقض كلامه فجعل الرسول(ص)مشرعا للرق بسبى الرجال والنساء فى حروبه وهو زعم على فى الفقرة التالية:
"أول ما يخطر بالبال مثالا من أمثلة الشئون الملكية التى ظهرت أيام الرسول(ص) مسألة الجهاد فقد غزا (ص) المخالفين لدينه من قومه العرب وفتح بلادهم وغنم أموالهم وسبى رجالهم ونساءهم "ص52
التناقض الثالث:
زعم على أن الرسول(ص) لم يقم دولة ولا كان ملكا ولا له حكومة فقال:
"لم يبق أمامك بعد الذى سبق إلا مذهب واحد وعسى أن نجده منهجا واضحا لا تخشى فيه عثرات ولا تلقى عقبات ولا تضل بك شعابه ولا يغمرك ترابه مأمون الغوائل خاليا من المشاكل ذلك هو القول بأن محمدا(ص) ما كان إلا رسولا لدعوة دينية خالصة للدين لا تشوبها نزعة ملك ولا دعوة لدولة وأنه لم يكن للنبى ملك ولا حكومة"ص64
والرجل الذى نفى الملك والسلطان جعل للنبى (ص)كل أنواع السلطان والرياسة وهى الملك فقال
"من أجل ذلك كان سلطان النبى(ص) بمقتضى رسالته سلطانا عاما وأمره فى المسلمين مطاعا وحكمه شاملا فلا شىء مما تمتد إليه يد الحكم إلا وقد شمله سلطان النبى(ص)ولا نوع من الرياسة والسلطان إلا وهو داخل تحت ولاية النبى(ص) على المؤمنين"ص68
وجعل سلطان النبى(ص) ملوكى أعلى من قبله وأعلى من بعده فقال :
"وكان له(ص) من السلطان على أمته ما لم يكن لملك قبله ولا بعده"ص70
التناقض الرابع :
زعم على أن النبى(ص) لم يكن له أى علاقة بالملك السياسى فى الفقرة التالية:
"ظواهر القرآن المجيد تؤيد القول بأن النبى(ص) لم يكن له شأن فى الملك السياسى وآياته متضافرة على أن عمله السماوى لم يتجاوز حدود البلاغ المجرد من كل معانى السلطان"ص71
وناقض نفسه فجعل له بعضا من سياسة الملوك فى أول الفقرة التالية وفى أخرها جعل له كل سياسة الدنيا والآخرة فقال:
"قد يتناول الرسول من سياسة الأمة مثل ما يتناول الملوك ولكن للرسول وحده وظيفة لا شريك له فيها من وظيفته أيضا أن يتصل بالأرواح التى فى الأجساد وينزع الحجب ليطلع على القلوب التى فى الصدور له بل عليه أن يشق عن قلوب أتباعه ليصل إلى مجامع الحجب والضغينة ومنابت الحسنة والسيئة ...له رعاية الظاهر والباطن وتدبير أمور الجسم والروح وعلاقاتنا الأرضية والسماوية له سياسة الدنيا والآخرة"ص67
التناقض الخامس :
زعم على أن الرسول (ص)كان له سلطان الملوك على أمته ولكنه سلطان فاق الكل فقال :
"وكان له(ص) من السلطان على أمته ما لم يكن لملك قبله ولا بعده"ص70
ومع هذا ناقض كلامه فلم يجعل له أى سلطان فهو مجرد مبلغ للرسالة كما فى قوله:
"وأنه لم يكلف شيئا غير ذلك البلاغ"ص73 وقال:
"إنما كانت ولاية النبى(ص) على المؤمنين ولاية الرسالة غير مشوبة بشىء من الحكم"ص81
التناقض السادس:
زعم الرجل أن الإسلام ليس دعوة ولا وحدة عربية فقال:
"وما كان الإسلام دعوة عربية ولا وحدة عربية"ص81
ومع هذا ناقض نفسه فجعل كتاب الإسلام ورسوله(ص) عربيين فى قوله:
"كتاب عربى ورسول عربى فلا مناص بالطبع من أن تبدأ دعوة الإسلام بين العرب قبل أن تصل إلى غيرهم"ص82
وناقض كلامه الأول فجعل النبى(ص) حقق بالإسلام الوحدة العربية بقوله:
"تلك الوحدة العربية التى وجدت زمن النبى(ص) لم تكن وحدة سياسية بأى وجه من الوجوه"ص83
وكرر المعنى فقال:
"كانت وحدة العرب كما عرفت وحدة إسلامية لا سياسية وكانت زعامة الرسول فيهم زعامة دينية لا مدنية وكان خضوعهم له خضوع عقيدة وإيمان لا خضوع حكومة وسلطان"ص86
التناقض الثامن:
زعم على أن العرب كانوا خاضعون للنبى(ص) كلهم خضوع الإيمان فقال:
"كانت وحدة العرب كما عرفت وحدة إسلامية لا سياسية وكانت زعامة الرسول فيهم زعامة دينية لا مدنية وكان خضوعهم له خضوع عقيدة وإيمان لا خضوع حكومة وسلطان"ص86 وقال:
"ولاية الرسول على قومه ولاية روحية منشؤها إيمان القلب وخضوعه خضوعا صادقا تاما يتبعه خضوع الجسم "ص69
وهو ما يناقض اعترافه بوجود متنبئين كذابين فيهم كانوا لهم أتباع من العرب ظلوا على مناصرتهم بعد وفاته(ص) فى قوله:
"وأسهل من ذلك أن نعتقد بأنه قد ادعى النبوة فى حياة محمد(ص) وبعد وفاته متنبئون كذابون "ص100
ويناقض كون العرب كانوا على وشك نقض الوحدة فى عهد النبى(ص) فقال:
"وأوشكت أن تنتقض تلك الوحدة العربية التى تمت فى حياة الرسول(ص)"ص86
التناقض التاسع:
زعم على أن الوحدة الدينية العربية كان فيها دول مختلفة متباينة يوم مات النبى(ص) فقال:
"تلك حال العرب يوم لحق (ص) بالرفيق الأعلى وحدة دينية عامة من تحتها دول تامة التباين إلا قليلا ذلك الحق الذى لا ريب فيه"ص85
وهو ما يناقض تلاشى دولهم وخلافاتهم فى قوله:
"واعلم ثانيا أنه فى الحق أن كثيرا من تنافر العرب وتباينهم قد تلاشت آثاره بما ربط الإسلام بين قلوبهم وما جمعهم عليه من دين واحد ومن أنظمة وآداب مشتركة "ص85
التناقض العاشر:
زعم عليا أن العرب كانت لهم أسباب وجود الدولة فى عهد النبى(ص)ولكنها لم تكن دولة فى قوله:
"لم يكن خافيا على العرب أن الله تعالى قد هيأ لهم أسباب الدولة ومهد لهم مقدماتها بل ربما قد أحسوا بذلك من قبل أن يفارقهم رسول الله (ص)"ص91
ومع هذا اعترف بكونها دولة فى الفقرة التالية:
"ولكنها على ذلك لا تخرج على أن تكون دولة عربية أيدت سلطان العرب وروجت مصالح العرب ومكنت لهم فى أقطار الأرض فاستعمروها استعمارا واستغلوا خيرها استغلالا شأن الأمم القوية التى تتمكن من الفتح والاستعمار"ص92
التناقض الحادى عشر :
زعم الرجل أن الحكومة النبوية كان فيها ما يشبه أن يكون من مظاهر الحكومة السياسية وآثار السلطنة والملك فقال:
"لا شك فى أن الحكومة النبوية كان فيها بعض ما يشبه أن يكون من مظاهر الحكومة السياسية وآثار السلطنة والملك "ص52
ثم نفى كون الوحدة الإسلامية فى عهد النبى(ص) فيها حكومة أو سياسة فقال:
"كانت وحدة العرب كما عرفت وحدة إسلامية لا سياسية وكانت زعامة الرسول فيهم زعامة دينية لا مدنية وكان خضوعهم له خضوع عقيدة وإيمان لا خضوع حكومة وسلطان"ص86
أخطاء الكتاب :
قبل الشروع فى بيان أخطاء على عبد الرازق فى كتابه نقول أن الرجل جعل كتابه على طريقة تدريسية تسمى حل المشكلات حيث حدد المشكلة باسم أصول الحكم الخلافة والقضاء .. ثم بدأ عبر الكتاب يفرض فروضا لحل المشكلة وفى كل حل قدمه بين ما ظن أنه عيوب الحل وأنه يرفض هذا الحل وانتهى فى نهاية الكتاب إلى الحل الذى ارتضاه وهو كون الإسلام دين ليس فيه أصول للحكم وأن رسوله(ص) مبلغ للرسالة وليس ملكا أو سياسيا ولهذا لم يغير شيئا من أنظمة الحكم عند العرب الكفار وفى هذا قال الرجل:
"لو كنا نريد أن نختار لنا طريقا من بين تلك الطرق التى قصصنا عليك لكان ذلك الرأى أدنى إلى اختيارنا فإنه بالدين اشبه لكنا لا نستطيع أن نتخذه لنا رأيا لأنك إن تأملت وجدته غير وجيه ولا صحيح" ص63
الخطأ الأول فهم الخلافة:
تحدث الرجل عن الأصل الأول عند عامة المسلمين وهو الخلافة وصال وجال فيها وننقل أقوال له تلخص أقواله فى ألأمر وهى:
"وأساس كل حكم فى الإسلام هو الخلافة والإمامة العظمى كما يقولون "ص ف
"والخلافة فى لسان المسلمين وترادفها الإمامة هى رياسة عامة فى أمور الدين والدنيا نيابة عن النبى(ص)"ص2
"فالخليفة عندهم ينزل من أمته بمنزلة الرسول(ص) من المؤمنين له عليهم الولاية العامة والطاعة التامة والسلطان الشامل"ص3
"عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا ظاهرا وباطنا لأن طاعة الأئمة من طاعة الله وعصيانهم من عصيان الله"ص3
"وجملة القول أن السلطان خليفة رسول الله (ص) وهو أيضا حمى الله فى بلاده وظله الممدود على عباده"ص4
"الأصل فى الخلافة عند المسلمين أن تكون راجعة إلى اختيار أهل الحل والعقد"ص24
"ولا غرو أن يكون له حق التصرف فى رقاب الناس وأموالهم وأبضاعهم"ص4
وبناء على ما سبق فالخلافة وهى رئاسة المسلمين لا أصل لها فى الإسلام وهو يقول مدللا على هذا:
"لم نجد فيما مر بنا من مباحث العلماء الذين زعموا أن إقامة الإمام فرض من حاول أن يقيم الدليل على فرضيته بآية من كتاب الله الحكيم ولو كان فى الكتاب دليل واحد لما تردد العلماء فى
"ص13 التنويه والإشادة به أو لو كان فى الكتاب الكريم ما يشبه أن يكون دليلا على وجوب الإمامة أوجد من أنصار الخلافة المتكلفين وإنهم لكثير من يحاول أن يتخذ من شبه الدليل دليلا"ص14 وقال:
"ليس القرآن وحده هو الذى أجمل تلك الخلافة ولم يتصد لها بل السنة كالقرآن قد تركتها ولم تتعرض لها يدلك على هذا أن العلماء لم يستطيعوا أن يستدلوا فى هذا الباب بشىء من الحديث"ص16
وقال:
"التمس بين دفتى المصحف الكريم اثرا ظاهرا أو خفيا لما يريدون أن يعتقدوا من صفة سياسية للدين الإسلامى"ص77 وقال:
"لايريبنك هذا الذى ترى أحيانا فى سيرة النبى(ص)فيبدو لك وكأنه عمل حكومى ومظهر من مظاهر الملك والدولة فإنك إذا تأملت لم تجده كذلك "ص79
وقد ورد عن الخليفة التالى فى القرآن
خليفة الأرض وورد فى القرآن بقوله بسورة البقرة:
"إنى جاعل فى الأرض خليفة "
وهو ما يعنى حاكم أى مالك أى وارث وقوله بسورة ص:
"يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق "
وشروط الخلافة العلم الواسع والجسم الصالح للحركة وفى أحيان الأسبقية فى الجهاد
ومما ينبغى قوله أن كل مسلم هو خليفة مصداق لقوله بسورة النور:
"وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض"
فالضمير فى كلمة "ليستخلفنهم "عائد لكل المسلمين ومن ثم فكلهم خلفاء أى مشاركون فى الحكم أى الأمر مصداق لقوله بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
أى وقرارهم مشترك بينهم وهذا يعنى أن المسلمين يشتركون فى إصدار القرارات التى تدير شتى أمور حياتهم
ويطلق على الخليفة لفظ الإمام من قوله بسورة الفرقان:
"واجعلنا للمتقين إماما"
وسبب وجوب وجود أولى الأمر هو أن يحكموا بما أنزل الله فى الناس مصداق لقوله بسورة المائدة:
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".
وسنضرب مثل بحكم رد العدوان المستمر على المسلمين فإذا لم يكن للمسلمين ولى أمر فعليهم أن يجتمعوا لتقرير ما يفعلون وهذا الاجتماع يحتاج لأيام عديدة يكون العدو قد تمكن فيها من كل شىء فهل هناك حرج أى أذى أكثر من هذا ؟بالقطع لا وقد حرم الله كل ما فيه حرج على المسلمين فقال بسورة الأنبياء:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
وأما إذا كان لهم ولى أمر فالأمر لن يتعدى فترة قصيرة جدا حتى يتم الرد الفورى على العدوان بقوات أكبر لأن الإمام سيجتمع مع قادة الجيش لرسم خطة رد العدوان بالإضافة لوجود تعليمات برد العدوان عند وقوعه عند القوات على الحدود وسنضرب مثل أخر هو حكم القصاص فى القتلى فإذا لم يكن للمسلمين إماما فمن سيمكن أهل القتيل من القاتل ناصرا لهم مصداق لقوله بسورة الإسراء:
"ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"؟
بالقطع لابد من الإمام حتى يلجأ إليه أهل القتيل إن لم ينصرهم القاضى والشرطة حتى ينصرهم هو ،إذا فعدم وجود حكام يشجع الدول على الاعتداء على المسلمين كما يشجع الأغنياء والأقوياء على ظلم ضعافهم ،زد على هذا أن المفهوم من الوحى أن بعد موت أى رسول لابد أن يأتى من بعده حكام هم الذين يحكمون بالوحى المنزل كما حدث بعد موت أنبياء بنى إسرائيل فقد حكمهم الربانيون وهم الأحبار بحكم الله الممثل فى كتابه وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة:
"إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ".
الخطا الثانى عدم وجود حكومة أو قضاة أو ولاة :
زعم على أنه لا يوجد ترتيب حكومى فلم توجد حكومة أو قضاة او ولاة أو غير هذا فى عهد النبى(ص)فقال :
" لعلك الآن قد اهتديت إلى ما كنت تسأل عنه قبلا من خلو العصر النبوى من مظاهر الحكم وأغراض الدولة وعرفت كيف لم يكن هنالك ترتيب حكومى ولم يكن ثمت ولاة ولا قضاة ولا ديوان إلخ ولعل ظلام تلك الحيرة التى صادفتك قد استحال نورا وصارت النار عليك بردا وسلاما"ص80 وقال مكررا نفس المعنى:
وأيضا قال :
"والخلافة ليست فى شىء من الخطط الدينية كلا ولا القضاء ولا غيرهما من وظائف الحكم ومراكز الدولة وإنما تلك كلها خطط سياسية صرفة لا شأن للدين بها فهو لم يعرفها ولم ينكرها ولا أمر بها ولا نهى عنها وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة "ص103وكرر نفس الكلام فقال :
"إذا كان رسول الله(ص) قد أسس دولة سياسية أو شرع فى تأسيسها فلماذا خلت دولته إذن من كثير من أركان الدولة ودعائم الحكم ولماذا لم يعرف نظامه فى تعيين القضاة والولاة ولماذا لم يتحدث إلى رعيته فى نظام الملك وقواعد الشورى ولماذا ترك العلماء فى حيرة واضطراب من أمر النظام الحكومى فى زمنه "ص57 وقال عن الجيوش والوزارات :
كما أن تدبير الجيوش الإسلامية وعمارة المدن والثغور ونظام الداووين لا شأن للدين بها وإنما يرجع الأمر فيها إلى العقل والتجريب أو إلى قواعد الحروب أو هندسة المبانى وآراء العارفين "ص103
وقال عن عدم وجود مؤسسة مالية:
"وكان له (ص) سعاة وجباة يتولون له ذلك ولا شك أن تدبير المال عمل ملكى بل هو أهم مقومات الحكومات على أنه خارج على وظيفة الرسالة من حيث هى وبعيد عن عمل الرسل باعتبارهم رسلا فحسب"ص54
وقال عن عدم وجود القضاء
"ذلك بأننا وجدنا عند البحث فى نظام القضاء فى عصر النبوة أن غير القضاء أيضا من أعمال الحكومات ووظائفها الأساسية لم يكن فى أيان الرسالة موجودا على وجه واضح لا لبس فيه حتى يستطيع باحث منصف أن يذهب إلى أن النبى(ص) لم يعين فى البلاد التى فتحها الله ولاة مثلا لإدارة شئونها وتدبير أحوالها وضبط الأمر"ص45 وكرر نفس الكلام:
"لاحظنا أن حال القضاء زمن النبى(ص) غامضة ومبهمة من كل جانب حتى لم يكن من السهل على الباحث أن يعرف هل ولى (ص) أحدا غيره القضاء أم لا "ص40
,يبدو أن الرجل غاب عن ذهنه تماما كما غاب عن ذهن القوم ما رتبه الله فى كتابه من مؤسسات للحكم كل منها مختص بمجال فمثلا فى مجال التعليم والإعلام فرض على المسلمين تخصيص عدد منهم للتفقه فى الدين حتى يكون دعاة ومعلمين فقال :
"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين "
وجوب وجود مؤسسة مالية لها عاملين لجمع الصدقات وغيرها وتوزيعها فقال تعالى:
العاملون على المال وهم الذين يجمعون المال من الوجوه المشروعة ليوزعوه على مستحقيه وهو ما يستلزم وجود وزارة المالية وقد ذكروا فى قوله بسورة التوبة:
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها ".
وجوب وجود الحكام وهم القضاة وفيهم قال بسورة النساء:
"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "وهذا يستلزم وجود وزارة القضاء أى العدل .
ولو لم يكن هناك قضاة فلماذا نهى تعالى عن الرشوة وهو الدلو للحكام بالمال فقال :
"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريق من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون"
وإذا لم يكن هناك قضاة فلماذا نزلت العقوبات التى تسمى الحدود محد القتل وحد السرقة ؟
من يفهم يعرف أن طالما وجدت عقوبات فى مجتمعات كثيرة العدد فلابد من وجود قضاة ولابد من وجود عسس للقبض على المجرمين وتنفيذ العقاب فيهم وإلا كانت هناك حالة من الفوضى إذا كان مثلا رئيس الدولة هو القاضى وهو المجاهد فى سبيل الله وهو الزوج وأبو الأولاد وهو قائد الصلاة وجامع الزكاة ..............فساعتها يتأخر العدل وما نزلت الرسالة إلا للعدل السريع الناجز
-المنفذون لأحكام القضاء وهم الشرطة الذين يقومون مثلا بتقطيع أيدى السارقين تطبيقا وتنفيذا لقوله بسورة المائدة:
"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما "
كما يقومون بالصلب والقتل والجلد وغيره .
-المتصلون بالدول الأخرى والأفراد فى الخارج وهم ما يسمى بوزارة الخارجية التى تعقد المواثيق وتتصل بالأفراد الذين يصلون بين المسلمين وغيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ".
وقد قسم الله المسلمين إلى :
- المرضى وهذا يستلزم وجود وزارة الصحة أى الطب لعلاجهم .
- الضاربون فى الأرض وهم الساعون وراء الرزق وهذا يستلزم وجود وزارات الزراعة والصناعة والتجارة والنقل والمواصلات .
- المقاتلون فى سبيل الله وهذا يستلزم وجود وزارة الجهاد .
وفى هؤلاء قال تعالى بسورة المزمل:
"علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله ".
كما أوجب الله وجود مؤسسة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهم امة الخير فقال:
" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
وأما ولاة الأمر فقد أتت فيهم عدة آيات مثل قوله تعالى:
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم "
إذا كل ما قاله على هو أكاذيب وخرافات فى المسألة ولو أنه كان دارسا للأحاديث لوجدها طافحة بالكلام عن أولى الأمر والقضاة
الخطأ الثالث أن الرسول مبلغ للرسالة فقط وليس حاكما منفذا أى صاحب سلطة وقد تكرر هذا الزعم فى العديد من المواضع ومنها التالى:
"أنت تعلم أن الرسالة غير الملك وانه ليس بينهما شىء من التلازم بوجه من الوجوه "ص49 وقال:
"ولا يهولنك أن تسمع أن للنبى(ص) عملا كهذا خارجا عن وظيفة الرسالة وأن ملكه الذى شيده هو من قبيل ذلك العمل الدنيوى الذى لا علاقة له بالرسالة فذلك قول إن أنكرته الأذن لأن التشدق به غير مألوف فى لغة المسلمين فقواعد الإسلام ومعنى الرسالة وروح التشريع وتاريخ النبى(ص) كل ذلك لا يصادم رأيا كهذا ولا يستفظعه بل ربما وجد ما يصلح له دعامة وسندا ولكنه على كل حال رأى نراه بعيدا"ص55
ونفى كلام ابن خلدون عن كون الشرع رسالة تنفذ من قبل النبى(ص) فقال:
"فهو كما ترى _يقصد ابن خلدون- يقول أن الإسلام شرعى تبليغى وتطبيقى وأن السلطة الدينية اجتمعت فيه والسلطة السياسية دون سائر الأديان لا نرى لذلك القول دعامة ولا نجد له سندا وهو على ذلك ينافى معنى الرسالة ولا يتلاءم مع ما تقضى به طبيعة الدعوة الدينية كما عرفت"ص57 وكرر الكلام فقال:
"رأيت إذن أن هناك عقبات لا يسهل أن يتخطاها أولئك الذين يريدون أن يذهب بهم الرأى إلى اعتقاد أن النبى كان يجمع إلى صفة الرسالة أنه كان ملكا سياسيا ومؤسسا لدولة سياسية رأيت أنهم كلما حاولوا أن يقوموا من عثرة لقيتهم عثرات وكلما أرادوا الخلاص من ذلك المشكل عاد ذلك المشكل عليهم جذعا"ص64 وكرر نفس الفرية فقال:
"لم يبق أمامك بعد الذى سبق إلا مذهب واحد وعسى أن نجده منهجا واضحا لا تخشى فيه عثرات ولا تلقى عقبات ولا تضل بك شعابه ولا يغمرك ترابه مأمون الغوائل خاليا من المشاكل ذلك هو القول بأن محمدا(ص) ما كان إلا رسولا لدعوة دينية خالصة للدين لا تشوبها نزعة ملك ولا دعوة لدولة وأنه لم يكن للنبى ملك ولا حكومة"ص64 وقال:
"تلك زعامة الدعوة الصادقة إلى الله وابلاغ رسالته لا زعامة الملك إنها رسالة ودين "ص69 وقال:
"ومن لم يكن حفيظا ولا مسيطرا فليس بملك لأن من لوازم الملك السيطرة العامة والجبروت سلطانا غير محدود"ص72وقال معيدا ما سبق :
" القرآن صريح فى أن محمد (ص) لم يكن له من الحق على أمته غير حق الرسالة ولو كان (ص) ملكا لكان له ص72 على أمته حق الملك أيضا وأن للملك حقا غير حق الرسالة وفضلا غير فضلها"ص73
وما قاله زعم لا أساس له من الصحة للتالى :
-أن الله أرسل رسوله (ص)لهدف واحد هو إظهار دين الحق على غيره من الأديان كلها وهذا يعنى أن يحكم دين الله الأرض التى فيها كل الأديان أى أن ينتصر دين الله بأهله على أهل الأديان الأخرى فيحكمونهم بشرع الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"
وقوله بسورة النور:
"ليستخلفنهم فى الأرض "
-أن الله طالب المسلمين أن يقاتلوا الكفار حتى يكون الدين لله أى الحكم هو حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ".
-أن الله ورث المسلمين الأرض فقال بسورة الأنبياء:
"ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
وما داموا قد ورثوا الأرض فقد مكن الله دينهم فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة النور:
"وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى "
ومعنى تمكين الدين هو تحكيمه فى أهل الأرض .
-أن الله أرسل كل رسول (ص)ليطاع وما دام الناس سيطيعونه فقد أصبح صاحب دولة متسلط على الناس بحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ".
-إن الله أمر رسوله (ص)أن يحكم بين الناس فكيف يحكم بينهم إذا لم تكن الدولة للمسلمين ؟بالطبع لابد أن تكون الدولة الإسلامية حتى يكون الرسول حاكما وإلا أصبح قوله هباء ليس له قيمة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله " .
-لماذا شرع الوحى المنزل عقوبات للسرقة والزنى والقتل وغيره من الجرائم إذا لم يكن من أجل أن يقوم أهل الدولة بتنفيذها ؟هل شرعها الله لنتركها لأننا ليس لنا دولة مطالبين بها فى الواقع ؟لو كان هذا القول صادقا فنحن مجموعة من المجانين لا نفهم أى شىء
الخطأ الرابع أن النبى(ص) لم يغير شىء من أساليب الحكم عند كل قوم آمنوا من الكفار العرب وهو تخريف للتالى:
أن الحكم فى العالم كله يقوم على أساس واحد هو وجود صفوة تحكم باقى الشعب يسمونها بأسماء كثيرة مثل الشيوخ والنواب والحكام ورجال الأعمال وقادة الأحزاب والإسلام أتى بشكل مخالف لهذا هو الحكم الجماعى وهو الشورى وهى مشاركة المسلمين جميعا فى إصدار القرارات وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
وقد طالب الله رسوله (ص)نفسه رغم أن الوحى ينزل عليه فيوجهه أن يشاور أى يشرك المسلمين جميعا معه فى الأمر وهو الحكم فقال بسورة آل عمران:
"وشاورهم فى الأمر "
أى وأشركهم فى القرار ،زد على هذا أن الله طالب رسوله (ص)بإنشاء مؤسسات لم يكن لها وجود فى نظم الحكم السابقة الكافرة مثل أمة الخير أى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران:
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " .
الخطأ الخامس:
تحدث الرجل عن الكتب والأبحاث السياسية عند المسلمين فقال أنهم لم يكتبوا شيئا إلا نادرا وأنهم لم يتعلموا من جمهورية أفلاطون ولا سياسة أرسطو فقال :
"من الملاحظ البين فى تاريخ الحركة العلمية عند المسلمين أن حظ العلوم السياسية فيهم كان بالنسبة لغيرها من العلوم الأخرى أسوأ حظ وأن وجودها بينهم كان أضعف وجودا فلينا نعرف لهم مؤلفا فى السياسة ولا مترجما ولا نعرف لهم بحثا فى شىء من أنظمة الحكم ولا أصول السياسة اللهم إلا قليلا لا يقام له وزن إزاء حركتهم العلمية فى غير السياسة من الفنون"ص22 وقال :
"ما لهم أهملوا النظر فى كتاب الجمهورية لأفلاطون وكتاب السياسة لأرسطو وهم الذين بلغ إعجابهم بأرسطو أن لقبوه المعلم الأول"ص23
وكلامه على عبد الرازق يدل على جهله فهناك عشرات إن لم يكن مئات الكتب تتحدث عن السياسة وعن تنظيم الأموال ككتب الخراج وعن تدبير الجيوش و مقدمة ابن خلدون واحدة من الكتب التى تناولت تلك المسائل وكتاب السير الكبير للشيبانى تناول السياسة الخارجية
ولو قرأ الرجل فعلا كتاب السياسة المنسوب لأرسطو ما ذكره فى كتابه فهو كتاب لا علاقة له بالسياسة من حيث تنظيم الدول وغيرها وإنما كتاب فى التنجيم
ولو قرأ جمهورية أفلاطون للعن الرجل ليل ونهار على ما أتى به فى أمر الجيوش حيث النساء والرجال على المشاع وأولاد الزنى الناتجون تربيهم الدولة ليكونوا كالآباء والأمهات وعلى ما أتى به فى أمر الرقيق والعبيد
هل كان الرجل بالفعل يرجو أن يكون المسلمون كفارا كما فى تلك الكتب ؟
الخطأ السادس:
أن الخلافة الإسلامية قامت على القوة المسلحة الغاشمة إلا نادرا وهو قوله:
"غير أننا إذا رجعنا إلى الواقع ونفس الأمر وجدنا أن الخلافة فى الإسلام لم ترتكز إلا على القوة الرهيبة وأن تلك القوة كانت إلا فى النادر قوة مادية مسلحة"ص25 وكرره فى الفقرة التالية:
"وإذا كان (ص) قد لجأ إلى القوة والرهبة فذلك لا يكون فى سبيل الدعوة إلى الدين وبلاغ رسالته على العالمين وما يكون لنا أن نفهم إلا أنه كان فى سبيل الملك ولتكوين الحكومة الإسلامية ولا تقوم حكومة إلا على السيف وبحكم القهر والغلبة "ص53
وكرره فقال:
"ولولا أن نرتكب شططا فى القول لعرضنا على القارىء سلسلة الخلافة إلى وقتنا هذا ليرى على كل حلقة من حلقاتها طابع القهر والغلبة"ص26
وكرره فقال:
"وهل استحل عبد الملك بن مروان بيت الله الحرام ووطىء حماه إلا حبا فى الخلافة وغيرة عليها مع توافر القوة له"ص29
بالطبع الرجل غافل عن أن الدول التى يتكلم عنها هى دول كافرة إن كان لها وجود فالدولة الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية وغيرهم لم يكونوا مسلمون بل كانوا كفارا وإن تسموا بأسماء المسلمين فلم يحكم أحد منهم بحكم الله وأهمه عدم توارث الملك والسلطات وفى هذا قال تعالى :
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون:
الخطأ السابع:
عيسى رسول المسيحية يدعو للإذعان لقيصر:
"ولقد كان عيسى بن مريم(ص) رسول الدعوة المسيحية وزعيم المسيحيين وكان مع هذا يدعو إلى الاذعان بقيصر ويؤمن بسلطانه "ص49
لا يوجد مسلم يقول هذه المقولة فعيسى مسلم دعا إلى عبادة الله وحده كما قص الله علينا فى العديد من المواضع:
"وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد"
الخطأ الثامن :
كون يوسف(ص) عاملا فى دولة كافرة بحكم الكفار وهو قوله:
"وكان يوسف بن يعقوب (ص) عاملا من العمال فى دولة الريان بن الوليد فرعون مصر ومن بعده كان عاملا لقابوس بن مصعب"ص49
بالطبع يوسف(ص) عمل فى دولة كافرة ولكن بحكم الله عمل لينقذ الناس من المجاعة فوزع الأموال والأقوات بالتساوى وهو حكم الله وهو ما وصف به نفسه فى قوله "اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم"
ولكن الرجل لم يظل عاملا عندهم طوال عمره لأنهم كفروا برسالته فأهلكهم الله وبعدهم أنشأ دولة للإسلام ملكها اى حكمها بحكم الله كما قال تعالى على لسانه :
""رب قد أتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين "
الخطأ التاسع:
أن الله لم يجمع للرسل الرسالة والملك إلا فى عدد قليل منهم وهو قول على:
"ولا نعرف فى تاريخ الرسل من جمع الله له بين الرسالة والملك إلا قليلا"ص50
وكل الرسل(ص) وهم النبيين كانوا ملوكا أى حكاما بين الناس كما قال تعالى :
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
ولذا كان على الكل طاعتهم كما قال تعالى :
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله"
وأما حكاية طالوت والنبى(ص) فى عصره فليست كما فهم البعض فالملك فى القصة يعنى قائدا عسكريا وليس حاكما بدليل أنه قاد الجيش للنصر والقصة لا تتحدث عن أكثر من هذا
الخطأ العاشر:
أن زعامة موسى(ص) وعيسى(ص) وكذلك أغلبية الرسل لم تكن ملوكية
"وقبل أن نأخذ بك فى بيان ذلك يجب أن نحذرك من خطأ قد يتعرض له الناظر إذا هو لم يحسن النظر ولم يكن معه على حذر ذلك أن الرسالة لذاتها تستلزم للرسول نوعا من الزعامة فى قومه والسلطان عليهم ولكن ذلك ليس فى شىء من زعامة الملوك وسلطانهم على رعيتهم فلا تخلط بين زعامة الرسل وزعامة الملك ولا حظ أن بينهما خلافا يوشك أن يكون تباينا وقد رأيت أن زعامة موسى وعيسى فى اتباعهما لم تكن زعامة ملوكية ولا كانت كذلك زعامة أكثر المرسلين "ص56
وهو كلام يخالف الوحى فكل الرسل(ص) ملوك بمعنى حكام بحكم الله وبما أن الرسولين من ذرية إبراهيم(ص) فقد كان لهم ملك عظيم كما قال تعالى:
"أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما"
زد على هذا أن الله اعتبر بنى إسرائيل كلهم ملوكا أى حكاما بحكم الله والرجلين منهم فكيف تكون الرعية ملوك والرعاة ليسوا ملوكا ؟وفى هذا قال تعالى:
"وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا"
الخطأ الحادى عشر:
أن الرسل(ص) لابد لهم من سلامة الحواس وهو قوله:
"إن طبيعة الدعوة الدينية الصادقة تستلزم لصاحبها نوعا من الكمال الحسى أولا فلا يكون فى تركيب جسمه ولا فى حواسه ومشاعره نقص"ص65
وهو ما يناقض كون يعقوب(ص) كان أعمى عدة سنوات وفى هذا قال تعالى :
"قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين اذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتونى بأهلكم أجمعين "
وكان أيوب(ص) مريضا عدة سنوات فى جسمه حتى شفاه الله كما قال تعالى:
"واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب"
الخطأ الثانى عشر:
أن النبى(ص)لابد ان يكون فى منعة من قومه وهو قوله:
"والرسالة تستلزم لصاحبها شيئا كثيرا من التميز الاجتماعى بين ص65 قومه كما ورد أنه لا يبعث الله نبيا إلا فى عز من قومه ومنعة من عشيرته"ص66
بالقطع الكثير من الرسل(ص) كانوا من عائلات فقيرة ليس لها شوكة فلو كانوا من عائلات كبيرة غنية ما كانوا رسلا لأن الأغنياء لا يشعرون بحاجتهم لإصلاح المجتمعات وإنما كمترفين يفسدون فى الأرض فمثلا لوط(ص) كان فى قوم ليس من أصلهم ومحمد(ص) نفسه كان فقيرا يتيما كما قال تعالى :
" ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى"
موسى(ص) كان يتيما فى قوم جبارين وعيسى (ص) لم يكن له أسرة منيعة فأسرته كانت أمه
الخطأ الثالث عشر:
مقام الرسالة له سلطان على القلوب وتدبير للأمور ورعاية المتبعين ظاهرا وباطنا وتصريف قلوبهم........ وهو قوله:
"قد يتناول الرسول من سياسة الأمة مثل ما يتناول الملوك ولكن للرسول وحده وظيفة لا شريك له فيها من وظيفته أيضا أن يتصل بالأرواح التى فى الأجساد وينزع الحجب ليطلع على القلوب التى فى الصدور له بل عليه أن يشق عن قلوب أتباعه ليصل إلى مجامع الحجب والضغينة ومنابت الحسنة والسيئة ...له رعاية الظاهر والباطن وتدبير أمور الجسم والروح وعلاقاتنا الأرضية والسماوية له سياسة الدنيا والآخرة"ص67 وقوله:
"الرسالة تقتضى لصاحبها وهى كما ترى وفوق ما ترى حق الاتصال بكل نفس اتصال رعاية وتدبير وحق التصريف لكل قلب تصريفا عير محدود"ص67
هنا الرجل الذى يطالبنا بالبحث العلمى وصل لدرجة الجنون جنون الصوفية فجعل الرسول إلها مزعوما مطلعا على القلوب والأرواح متصرفا فيهم كما يريد وهو كلام لا يقوله إلا مجنون فالرسول(ص) بشر مثل الناس كما أمره الله تعالى أن يقول:
"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى"
ومن ثم فالكلام المجنون فى الفقرة لا أساس له ولو كان صحيحا فلماذا كان المسلمون مثلا يخالفونه كما حدث فى أحد وكما حدث فى موضوع الإفك
الخطأ الرابع عشر:
أن الرسول الأخير(ص) وحده كانت رسالته عامة للناس وبقيتهم خاصة بقومهم
"ذلك ولاحظ أيضا ان النبى(ص)قد اختصت رسالته بكثير مما لم يكن لغيره من الرسل فقد جاء(ص) بدعوة اختاره الله تعالى لأن يدعو إليها الناس كله أجمعين "ص67
ناقض هذا ما أتى فى القرآن الحالى الذى ليس فيه نص واحد يقول أن محمد هو المبعوث الوحيد للناس جميعا وفيه الكثير من النصوص الدالة على أن كل الرسل (ص) كانوا رسلا للناس كلهم منها ::
قوله " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" فهنا كل الرسل ومنهم محمد (ص) مبعوث بلسان قومه فلم يستثنى الله أحدا
قوله " قل يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا الذى له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون "هنا موسى (ص)هو رسول الله للناس جميعا وهو يطلب منهم الإيمان بمحمد النبى الأمى (ص) ولو كان هذا كلام النبى محمد(ص) لقال أمنوا بالله وبى النبى الأمى
-قوله "إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا"هنا يبين الله أن محمد (ص)مثل موسى المرسل لفرعون والمثلية تعنى أن الرسالة واحدة المضمون
قوله" ولقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم"هنا الرسول محمد(ص)خاص بالمؤمنين وليس بالناس
قوله" قل ما كنت بدعا من الرسل" هنا ينفى النبى(ص) عن نفسه اختلافه عن الرسل كلهم وهذا يعنى أنه مثلهم حامل الرسالة نفسها ولجميع الناس
قوله " يا بنى آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم أياتى" هنا يبين لبنى آدم أن الرسل يأتونهم بآياته وهذا يعنى أن كل رسول هو رسول للناس كلهم
قوله " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"هنا كل الرسل بعثوا بالكتاب وهو حكم الله لسبب واحد هو الحكم بين الناس دون تخصيصهم بقوم
قوله " وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس" وقوله "قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس"هنا التوراة والإنجيل هدى للناس دون تحديد وهذا يعنى كونهم والرسل الذين نزلوا عليهم رسالات عامة لكل البشر وليس لبنى إسرائيل لأن الدين وهو الإسلام لا ينزله الله لقوم دون قوم
قوله"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين" هنا إبراهيم إمام للناس وليس لقوم معينين وقوله " ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم" وهنا الناس وليس قوم معينين يأتون للحج وقوله " وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" وهنا يؤذن إبراهيم فى الناس وليس فى قوم معينين وهذا يعنى أنه رسول لكل الناس
قوله" يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والأخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلا"هنا عيسى (ص) يكلم الناس دون تحديد كونهم بنى إسرائيل أو غيرهم وقوله "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق رب" هنا يقول الله سائلا أنت قلت للناس وليس لبنى إسرائيل وقوله "قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس" وهنا عيسى آية للناس وليس لبنى إسرائيل وهذا يعنى كونه رسولا عالميا
قوله "اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا" هنا زكريا (ص) يكلم الناس وليس بنى إسرائيل وحدهم وهذا يعنى كونه رسولا عالميا ككل رسل الله
قوله"وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شىء إن هذا لهو الفضل المبين" هنا يخاطب سليمان (ص)الناس وليس بنى إسرائيل ولا يقدر أحد على القول أنه رسول لهم وحدهم لكون الجن كانوا جنودا له
قوله" يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى" هنا جعل الله خليفة فى الأرض كلها وليس فى منطقة معينة وهو يحكم بين الناس دون تحديد وهذا يعنى أن يحكم بين كل الأقوام وهذا معناه أنه رسول للناس كلهم
قوله " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" هنا كل الرسل نزل معهم الكتاب والسبب أن يقوم الناس دون تحديد لهويتهم بالقسط وهذا يعنى أن الرسل كلهم رسل للناس كلهم وإن بدأت رسالة كل واحد منهم فى قومه الذين كان يعيش معهم وقت نزول الكتاب.
الخطأ الخامس عشر:
نفى وراثة الرسالة فى قوله:
"وما كانت رسالة الله لتورث عن الرسول"ص87
بالقطع الرسالة يرثها الناس وأما الذى لا يورث فهو اصطفاء الله للنبى(ص)وفى وراثة الرسالة وهى الكتاب قال تعالى:
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير"
الخطأ السادس عشر:
أن الرئاسة وهى زعامة المسلمين بعد النبى(ص) شىء لا دينى وهو قوله:
"طبيعى ومعقول إلى درجة البداهة ان لا توجد بعد النبى زعامة دينية وأما الذى يمكن أن يتصور وجوده بعد ذلك فإنما هو نوع من الزعامة جديد ليس متصلا بالرسالة ولا قائما على الدين إذن نوع لا دينى وإذا كانت الزعامة لا دينية فهى ليست شيئا أقل ولا أكثر من الزعامة المدنية أو السياسية زعامة الحكومة والسلطان لا زعامة الدين وهذا الذى كان قد كان"ص 90
والكلام جنونى فلا يوجد شىء خارج الدين حتى نقول عنه لا دينى فاختيار الحاكم هو من ضمن الأوامر الإلهية ممثل فى قوله تعالى:
"وأمرهم شورى بينهم"
فالمختار من المسلمين وهو مختار لتنفيذ الدين بأمر الدين فكيف يكون خارج على الدين
الخطأ فى التصور هو أن الرجل يعنى المختار ليس موحى له وكأن الوحى هو الذى يجعله دينى فلو اتبع الوحى المنزل على غيره سابقا كان على الدين
الخطأ السابع عشر:
أن الحوادث المروية فى التاريخ كسقيفة بنى ساعدة ومبايعة الصديق أمور حدثت وفى هذا قال :
"حتى تمت البيعة لأبى بكر فكان هو أول ملك فى الإسلام"وإذا أنت رأيت كيف تمت البيعة لأبى بكر واستقام له الأمر تبين لك أنها كانت بيعة سياسية ملكية عليها كل طوابع الدولة المحدثة وأنها قامت كما تقوم الحكومات على أساس القوة والسيف"ص92 وقال :
"كان معروفا للمسلمين يومئذ _يقصد يوم سقيفة بنى ساعدة_ أنهم إنما يقدمون على أقامة حكومة مدنية دنيوية لذلك استحلوا الخروج عليها والخلاف لها وهم يعلمون ص93 أنهم إنما يختلفون فى أمر من أمور الدنيا لا من أمور الدين وأنهم إنما يتنازعون فى شأن سياسى لا يمس دينهم ولا يزعزع إيمانهم"ص94 وقال:
"لم نستطع أن نعرف على وجه أكيد ذلك الذى اخترع لأبى بكر رضى الله عنه لقب خليفة رسول الله ولكنا عرفنا أن ابا بكر قد اجازه وارتضاه"ص95
بالطبع ما يروى هو مخالف للمعروف فى المصحف والأكذوبة هنا هى أن عمر طلب من الناس مبايعة أبا بكر والدليل أن عمر يعلم أنه واحد من المسلمين وأنه ليس لأحد من المسلمين أن يطالب المسلمين أن يختاروا مثله لأن هذا إكراه حرمه الله بقوله بسورة البقرة "لا إكراه فى الدين "والمعنى لا إجبار فى الإسلام على شىء ومن الأكاذيب فى نفس الموضوع أن الزبير أراد مبايعة على فأخذ سيفه وقال :لا أحد حتى أبايع على فقال عمر للمسلمين :خذوا سيف الزبير فاضربوا به الحجر ثم ذهب عمر للزبير وعلى وقال لهما :لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان ،فبايعا والأكذوبة هنا متكررة وهى إكراه عمر للناس على مبايعة أبا بكر وطبعا عمر يعرف أن هذا الإكراه مخالف لقوله تعالى بسورة البقرة "لا إكراه فى الدين "وأى طلب من إنسان لأخر يرفضه هو بغى وظلم وكفر كما بين داود(ص)للخصمين الذى طلب أحدهما من الأخر أن يعطيه نعجته فرفض وفى هذا قال تعالى بسورة ص"قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات "فهل كان عمر يجهل هذا ؟قطعا لا .
وحكاية السقيفة يتضح منها التالى:
أن الأنصار وثلاثة المهاجرين يجهلون أحكام الإسلام جهلا تاما فالأنصار بقولهم منا أمير ومنكم أمير يجهلون نهى الإسلام المسلمين عن التفرق وقد أتى النهى مرات عدة منها قوله تعالى بسورة آل عمران "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات "و"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "وثلاثة المهاجرين شرعوا تشريعا هو أن الإمارة نصيب المهاجرين والوزارة نصيب الأنصار متناسين بذلك أن كل شىء فى الإمارة والوزارة يحكمه قوله بسورة الشورى "وأمرهم شورى بينهم "أى وحكمهم مشترك بينهم ولذا لابد من إشراك المسلمين كلهم فى الحكم وحكم اختيار الخليفة لابد فيه من اختيار المسلمين للخليفة ،إذا فالحكاية كاذبة لأنها تدل جهل المسلمين بالإسلام ويضاف لهذا دلالتها على كفرهم كلهم لأنهم خالفوا نصوص الوحى

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 54 زائراً