نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

آخر الأخبار والمستجدات
صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 2:50


التمثيل النسبي



نظام تمارسه الدول التي تنتهج الأشكال الديمقراطية الغربية لانتخاب أعضاء لمجلس تشريعي. والقصد منه أن ينال كل حزب سياسي نصيبًا من مقاعد الهيئة التشريعية يتناسب مع ما ناله من مجمل الأصوات التي أدلى بها في الانتخابات. وهو يتيح أيضًا فرصًا لمرشحي أحزاب الأقلية في الانتخابات للحصول على مقاعد في المجلس.

للتمثيل النسبي ثلاث مزايا أساسية:
1- يتم اختيار ثلاثة أعضاء في الهيئة التشريعية أو أكثر من كل منطقة في الوقت نفسه.
2- تحسب أوراق الاقتراع بطريقة خاصة لإعطاء كل حزب سياسي نصيبه من التصويت.
3- وجود أكثر من حزبين نشيطين. وهذه العوامل معمول بها في كل من نظام القائمة ونظام هير.

نظام القائمة. يقدم كل حزب سياسي قائمة بمرشحيه لعضوية الهيئة التشريعية، ويرمز الناخبون على ورقة الاقتراع إلى الحزب الذي يختارونه، وليس إلى أفراد المرشحين. فإذا كسب حزب 40%، ينال 40% من عدد مقاعد الهيئة التشريعية. وفي حملة لملء 100 مقعد يتم انتخاب الأربعين مرشحًا الأوائل في قائمة مرشحي الحزب. وإذا كسب حزب آخر 20% من الأصوات، يكسب المرشحون العشرون الأوائل في قائمة المرشحين مقاعد في الهيئة التشريعية. من بين الدول التي تستخدم هذا النظام هولندا وبلجيكا.

نظام هير كلارك. أو التصويت الواحد القابل للتحويل. وهو نظام أكثر تعقيدًا. يعطي الناخبون المرشحين المدرجين على ورقة الاقتراع أرقامًا حسب ترتيب اختيارهم لهم. وبعد تعداد العدد الكلي لأوراق الاقتراع، يضع المسئولون عن الانتخابات ـ بطريقة رياضية ـ الحصة الانتخابية أو الحد الأدنى من الأصوات للفوز. فالمرشح الذي يحصل على الحصة التي تؤهله للخيارات الأولى يعلن فوزه. ثم توزع كل الاقتراعات التي حصل عليها هذا المرشح زيادة على الحصة، على المرشحين الذين اختارهم الناخبون في المرتبة الثانية، بعد استبعاد المرشح الذي حصل على أدنى عدد من الاقتراعات التي حصل عليها هذا المرشح على المرشحين المدرجين في المرتبة الثانية. وإذا كان مرشح الرتبة الثانية قد تم انتخابه، يحول الاقتراع إلى المرتبة الثالثة، وهكذا دواليك. تستمر هذه العملية حتى يحصل عدد كاف من المرشحين على الحصة الانتخابية لملء كل المقاعد. فكّر في هذا النظام المحامي الإنجليزي توماس هير عام 1859م وتعمل به جمهورية أيرلندا منذ 1920م.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 2:53


الحقوق المدنية



الحقوق المدنية مصطلح يعني، الحريات والحقوق التي يتمتع بها الفرد بصفته مواطنًا في مجتمع أو ولاية أو دولة. وتشمل هذه الحقوق حرية التعبير وحرية الصحافة والعقيدة وحرية التملك. أما المسلم فليس له أن يغير دينه لقوله ص (من بدل دينه فاقتلوه) أخرجه البخاري وأحمد والنسائي وأبو داود وابن ماجة والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه.

كما تنطوي هذه الحقوق على حق الفرد في التساوي مع الآخرين، سواء أكانوا أشخاصًا، أم مجموعات، خاصة أمام الحكومة. يسبغ القانون والعرف في الأنظمة الديمقراطية الغربية حماية للحقوق المدنية. وتشتمل دساتير معظم الدول تلك على وثائق تختص بحقوق المواطنين المدنية التي تبين الحريات الأساسية والحقوق.

وتفصل المحاكم حدود الحقوق المدنية، لكي لا يتعدى الأفراد على حريات الآخرين. وتزعم الحكومات المستبدة عادة أنها تحترم هذه الحقوق، ولكن هناك فجوة بين القول والفعل في هذا الصدد. ففي الدول الشيوعية، على سبيل المثال، يُحرم المواطنون من حقوقهم الأساسية، كحرية التعبير وحرية الصحافة، رغم أن دساتير هذه الدول تكفل هذه الحقوق.

يضع بعض الناس حدودًا فاصلة بين مفهومي الحريات المدنية، والحقوق المدنية. وَيرى هؤلاء، أن الحريات المدنية تشكل الضمان ضد التدخل الحكومي. أما الحقوق المدنية فهي تعبر عن ضمانات لتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين. فعلى سبيل المثال، تشمل الحريات المدنية، كفالة حق المواطنين في التعبير من غير تدخل حكومي. أما الحقوق المدنية، فتنطوي على حق المواطنين في المساواة، والحماية أمام القانون. كما يعني مفهوم الحقوق المدنية في سياق آخر وضع الأقليات، وأسلوب معاملتها داخل المجتمع. أما في هذه المقالة، فيشتمل مصطلح الحقوق المدنية على كل من الحريات المدنية والحقوق المدنية.

حدود الحقوق المدنية
تسود عدة ضوابط للحقوق المدنية في النظم الديمقراطية. فقد يحرم الفرد من إبداء رأيه إذا كان مثل هذا الفعل يؤدي إلى تقويض الحياة الاجتماعية. كما لا يمكن السماح بالحقوق المدنية لتبرير عمل يمكن أن يلحق الضرر بالصحة العامة، أو يهدد الأمن والرفاهية والأخلاق في المجتمع. ولا يمكن السماح باستخدام هذه الحقوق لانتهاك حقوق الآخرين.

فحرية التعبير، على سبيل المثال، لا يمكن أن تعني حق التشهير بالآخرين. وتبيح حرية التملك التي ينص عليها القانون للملاك حق التصرف في ممتلكاتهم، ولكن القانون لا يسمح للملاك بعدم بيع ممتلكاتهم للآخرين بسبب انتمائهم العرقي أو الديني، لأن هذا يعني انتهاكًا صارخًا لحق حرية الاختيار الذي ينص عليه القانون.

أمثلة للحقوق المدنية
تنطوي الحقوق المدنية على حق حماية الأفراد من الاعتقال من غير مبررات تستند على القانون. وكذلك الحق في المحاكمة أمام هيئة محلفين وضمان عدم المحاكمة مرتين بنفس التهمة، إضافة لذلك لا يسمح القانون باحتجاز أو تفتيش الأشخاص أو ممتلكاتهم عن طريق الخطأ. كما لايجوز تطبيق عقوبات قاسية أو غير عادية إلا ما ينص عليه القانون.

تسبغ هذه الحقوق حماية للأقليات ضد التمييز، كما تكفل الحق في المساواة لكل المواطنين بغض النظر عن العرق والجنس والدين والعُمر والعجز الجسدي. تسود القوانين التي تكفل مثل هذه الحقوق في الكثير من أصقاع المعمورة. ولكن رغم هذه الضمانات، يشكل التمييز العِرقي والديني جزءًا من سياسات بعض الحكومات إزاء الأقليات. ويستهدف الحق في تشكيل النقابات حماية العمال من استغلال أصحاب العمل. وفي هذا الإطار، يكافح العمال من أجل حقهم في التنظيم لتحسين الأجور والقيام بإضرابات.

الحملات من أجل تحقيق الحقوق المدنية. كانت حملات الحقوق المدنية التي قادها الأمريكيون السود في القرن التاسع عشر، أشد وأقوى الحملات في الولايات المتحدة التي استهدفت تحقيق حق المساواة مع الآخرين. وقد استمرت هذه الحملات خلال القرن العشرين وتمخضت عنها حركة احتجاج كبرى في الخمسينيات والستينيات، وقد نجم عن حركة الحقوق المدنية إصدار قانون ينهي التفرقة العنصرية ضد الأمريكيين المنحدرين من أصول إفريقية.

وقد تمت صياغة قوانين ضد التفرقة العنصرية في عدد من البلاد منذ سبعينيات القرن العشرين، مما ترتب عليه انطلاق الحقوق المدنية من الدفاع إلى الهجوم لمواجهة ممارسات التمييز السابقة.

ويمكن القول في هذا الصدد بإمكانية إصدار قوانين تشجع فتح العديد من فرص العمل للشرائح الهامشية في المجتمع، أو تقديم مساعدات في مجال التعليم. ويمكن أن تثير مثل هذه القوانين بعض القضايا المتعلقة بالحقوق المدنية، إذ يمكن للبيض من الأمريكيين رفع دعوى ضد التمييز لأن الأسبقية في التوظيف قد أعطيت للرجال والنساء من الأمريكيين السود. كما يمكن أن تطالب بعض الطوائف الدينية بمدارس خاصة بهم، أو بفصل الجنسين أثناء تلقي الدروس، مما يتعارض مع مساعي الآخرين الذين يشجعون التعليم المختلط لجميع الأطفال بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية.

تطور الحقوق المدنية

القانون الطبيعي
تعود فكرة وجود حقوق معينة للأفراد والتي لا يمكن انتزاعها، أو التنازل عنها إلى آلاف السنين. وقد عكست هذه الفكرة نظرية القانون الطبيعي. وتنطلق هذه النظرية من وجود تنظيم طبيعي في الكون استمدت منه معظم الأشياء والكائنات وجودها كما خلقها الله سبحانه وتعالى. وتتسم كل هذه المخلوقات بخصائص معينة، وتخضع لقوانين الطبيعة والكون لكي تحقق ذاتها. انطلاقًا من هذه النظرية، فكل انتهاك لكرامة البشر، أو وضع عراقيل تحول دون تحقيق غاياتهم، يُعدُّ انتهاكًا لقوانين الطبيعة. وقد تبنَّى فلاسفة الإغريق وكُتَّاب العهد القديم فكرة وجود قانون أسمى من القوانين الإنسانية. وقد أكد الفيلسوف الروماني شيشرون في القرن الأول بعد الميلاد في كتاباته على سمو القانون الطبيعي، وإمكانية كشفه واستنتاجه من خلال العقل. وقد انبثق من فكرة القانون الطبيعي الاعتقاد بوجود قيود على السلطة الحكومية، الأمر الذي يلزم الأفراد والسلطة بالخضوع لهذا القانون. وترتكز أعرق الوثائق القانونية البريطانية التاريخية على مبادئ القانون الطبيعي. ومن أشهر وأقدم هذه الوثائق وثيقة العهد الأعظم (الماجناكرتا) التي صادق عليها الملك عام 1215م، رغم اعتراضه على بنودها. وقد تمخض عن هذه الوثيقة خضوع الحكومة للقانون. وأصدر البرلمان الإنجليزي عام 1628م وثيقة تتعلق بحقوق وحريات الشعب. وتنص هذه الوثيقة على عدم دستورية بعض الممارسات التي تقوم بها الدولة، مثل جباية الضرائب من غير تصديق البرلمان.

الحقوق الطبيعية
انصبَّ محور اهتمام الحقوق الطبيعية على التأكيد على الواجبات أكثر من التأكيد على حقوق الحكومة والأفراد. وقد طرأ تحول كبير في أواخر القرن السابع عشر على تقاليد توجه هذا القانون الذي أخذ يؤكد على الحقوق الطبيعية. وقد كان لكتابات الفيلسوف الإنجليزي جون لوك أثر كبير على هذا التحول. بيَّن لوك أن الأسس التي تتركز عليها السلطة الحكومية تنطلق من فكرة القبول والرضى الشعبي. وطبقًا لهذه النظرية، فقد كان الناس في حالة الفطرة يعيشون من غير قيود على حرياتهم. غير أنهم أدركوا أن ثمة فوضى يمكن أن تدب في المجتمع إذا حاول كل فرد أن يفرض إرادته على الآخرين. وللخروج من هذا المأزق، اتفق الناس على أن يسلموا أمورهم لحكومة يرتضونها. ويناط بهذه الحكومة حماية هذه الحقوق خصوصًا حق الحياة وحق الحرية وحق الملكية. أصبحت أفكار لوك المتعلقة بتقييد سلطة الحكومة، مدرجة في صلب عدد من وثائق الحقوق المدنية في بريطانيا عام 1689م، وفي وثيقة حقوق الإنسان الأمريكية في عام 1791م وفي إعلان حقوق الإنسان الفرنسية عام 1789م.

الحقوق المدنية المعاصرة
كفلت جميع دساتير الدول الغربية في أوروبا الحقوق المدنية. وتشمل قائمة هذه الدول فرنسا وبريطانيا وسويسرا والدول الإسكندينافية. إضافة لهذه الدول، تضمن دساتير عدد من الدول الأخرى، مثل أستراليا ونيوزيلندا وكندا والولايات المتحدة، الحريات الشخصية. وتبنت دساتير الأمم الإفريقية والآسيوية كفالة الحقوق المدنية الأساسية. وأدى عدم الاستقرار السياسي في بعض هذه البلاد وضعف خبرات هذه الحكومات بالإدارة الذاتية إلى انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، تمثلت في الاعتقالات السياسية وحرمان المواطنين من حقوقهم المدنية. وتكثر انتهاكات حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية وفي الدول الشيوعية، رغم أن دساتيرها تكفل الحقوق الأساسية والحريات التي يندر تطبيقها. ويمكن الاستشهاد في هذا السياق بكفالة الدستور الصيني لحق التصويت وحق التعبير وحرية الصحافة وحق التجمع. وتتضح الفجوة بين القول والفعل في احتكار الحزب للسلطة التي تسيطر على كافة وسائل الإعلام.

ويترتب على هذا الوضع إمكان معاقبة المواطنين الصينيين إذا أبدوا أي انتقاد علني للحزب. وقد تبنت الأمم المتحدة عام 1948م وثيقة حقوق الإنسان. وتنص هذه الوثيقة، على أن جميع البشر قد ولدوا أحرارًا، وأنهم متساوون في الكرامة والحقوق. ويعتقد الكثيرون من فقهاء القانون الدولي بأن هذا الإعلان لا تسنده سلطة قانونية إلا أنه يتسم بسلطة أخلاقية.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 2:56


حقوق الإنسان


حقوق الإنسان الحقوق المستحقة لكل شخص لأنه إنسان. ويستند مفهوم حقوق الإنسان على الإقرار بما لجميع أفراد الأسرة البشرية من قيمة وكرامة أصيلة فيهم، فهم يستحقون التمتع بحريات أساسية معينة. وبإقرار هذه الحريات فإن المرء يستطيع أن يتمتع بالأمن والأمان، ويصبح قادراً على اتخاذ القرارات التي تنظم حياته.

وتكفل القوانين وأنظمة المحاكم في معظم بلاد العالم صيانة حقوق الإنسان. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأنظمة لا تكون، دائماً، فعالة، وتعجز معظمها عن إقرار بعض حقوق الإنسان. إلا أن المعايير العالمية تضمن إقرار هذه الحقوق عندما تعجز الحكومات عن حمايتها.

وكانت منظمة الأمم المتحدة التي تعمل للمحافظة على الأمن والسلام الدوليين قد سنت معظم القوانين الدولية التي تقر حقوق الإنسان وتكفل صيانتها. يذكر أن كافة دول العالم المستقلة تقريباً لها مقاعد بالأمم المتحدة.

تتواصل المجتمعات البشرية بعضها ببعض من خلال تفاعل الثقافات والتجارة ووسائل الإعلام كالصحف وشبكات الإنترنت والتلفاز. ويساعد هذا الاتصال الذي يعرف باسم العولمة على نشر الوعي بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وتقوم الأمم المتحدة وبعض المنظمات الأخرى بالكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، وتعمل على وقف هذه الانتهاكات.

أنواع حقوق الإنسان
تم تصنيف حقوق الإنسان إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
1- حقوق السلامة الشخصية.
2- الحريات المدنية.
3- الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
وتكفل حقوق السلامة الشخصية أمن

الإنسان وحريته
فلكل مرء حق في الحياة والحرية وفي التمتع بالأمان على شخصه، كما لايجوز استرقاق أحد أو تعذيبه أو اعتقاله تعسفاً. أما الحريات المدنية فإنها تقر حرية التعبير عن المعتقدات بالأقوال والممارسة؛ فهي تكفل لكل شخص حرية الرأي والتعبير والوجدان والدين والتجمع. ومن الحريات المدنية الأخرى: حق الاقتراع في الانتخابات، وفي تقلد الوظائف العامة وفي التزوج وتأسيس أسرة. وتنطوي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية على حصول الشخص على الحاجات الإنسانية الأساسية، وحقه في الرقي الاجتماعي. فلكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة خاصة على صعيد المأكل والمسكن والملبس والعناية الطبية والتعليم. كما تنطوي على حق الشخص في العمل وإنشاء النقابات والانضمام إليها.

تطور حقوق الإنسان
بذلت جهود حثيثة لإقرار الحقوق الأساسية للإنسان منذ مئات بل آلاف السنين. ومن هذه الجهود إعلان وثيقة الماجنا كارتا أو العهد الأعظم عام 1215م، التي منحت حقوقاً للأفراد.

وأخضعت ملك إنجلترا لحكم القانون. وأضحت الماجتا كارتا نموذجاً احتذت به كافة الوثائق التي صدرت لاحقاً مثل سان الحقوق الأمريكي الذي صدر عام 1791م. وقد اقترح بيان الحقوق فكرة إقرار الحقوق العالمية غير أنه استثنى، عملياً، الرقيق ومجموعات أخرى من التمتع بها. فبيان الحقوق لم يكن في حقيقته عالمياً إذ قصر عن التعبير عن حقوق الإنسان كما نفهمها الآن. ومع إطلالة القرن العشرين الميلادي بدأت الشعوب في إنشاء منظمات دولية متعددة، فتكونت في عام 1919م منظمة العمل الدولية التي ظلت تسعى لإقرار الحقوق الأساسية في جميع أنحاء العالم.

تبلورت مفاهيم حقوق الإنسان الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). فبعد أن وضعت الحرب أوزارها، كونت الدول المستقلة منظمة الأمم المتحدة. وأصدرت هذه المنظمة ميثاقها الذي أصبح واحداً من أولى وثائق حقوق الإنسان العالمية. وقد نص ميثاق الأمم المتحدة على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً دون تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين، ولا تفريق بين الرجال والنساء. ولما خلا الميثاق من قائمة تتناول بالتفصيل حقوق الإنسان فقد أصدرت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948م، الذي تضمن المبادئ الرئيسية للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحريات الفردية.

دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان

المعاهدات
تبنت الأمم المتحدة من المبادئ ما ساعدت على تشريع القوانين التي تكفل حقوق الإنسان في كل دولة على حدة. وأبرمت الأمم المتحدة بعض المعاهدات التي أضفت شرعيته على هذه القوانين. وتضطلع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإعداد مسودات هذه المعاهدات وتوافق عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وكانت الأمم المتحدة قد تبنت عام 1966م المعاهدة العالمية للحقوق المدنية والسياسية، والمعاهدة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقد وفرت هذه المعاهدات الغطاء والحماية القانونية للكثير من الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتبنت معاهدات أخرى، منذ ذلك الوقت، قضايا مختلفة مثل معاملة السجناء، ووضع اللاجئيين، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل.

الإغاثة والمساعدات الأخرى
تعجز بعض الدول، أحياناً، عن تقديم ما يكفل حقوق الإنسان الأساسية لمواطنيها، فتعمل الأمم المتحدة على تزويدهم بالغذاء والمسكن والإعدادات الطبية وغيرها من المساعدات.

وكانت لجنة حقوق الإنسان قد اهتمت في أيامها الأولى بالتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان. أما اليوم فإن اللجنة تعمل على الارتقاء بالتعليم وغيره من الوسائل المساعدة لإيجاد بنيات حكومية تتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان. وتستفيد، هذه الأيام، دول كثيرة من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة في شكل برنامج تعليمية واختصاصيي تقنية. كما ترسل خبراء في القانون لمراقبة الانتخابات، وتقديم التدريبات اللازمة لمسؤولي السجون وضباط الشرطة.

الرقابة
تراقب لجان دولية تابعة للأمم المتحدة تعرف باسم هيئات المعاهدة تنفيذ معاهدات حقوق الإنسان. وإذا ساور الأمم المتحدة شك في حدوث انتهاك لحقوق الإنسان فإنها تعمل على تعيين فريق أو شخص لدراسة الأمر وتلزمه بتقديم تقرير بشأن هذا الأمر. وقد تكشف تقارير الأمم المتحدة عن مشاكل معينة تطلب ممارسة ضغط دولي على حكومة ما حتى ترضخ وتقوم بحل هذه المشكلة بمساعدة الأمم المتحدة.

التدابير التجارية والدبلوماسية
تنتهك بعض الحكومات بانتظام ومع سبق الإصرار حقوق الإنسان. وقد ترفض هذه الحكومات التعاون مع جهود الأمم المتحدة الدبلوماسية لضمان صيانة هذه الحقوق. عندها تبادر الأمم المتحدة وتوصي بفرض عقوبات على الدولة الآثمة، إلا أن ذلك لم يحدث إلا في حالات قليلة جداً. وخلال فترة العقوبات تحظر الدول الأخرى القيام بأي نشاط تجاري مع هذا البلد، وتقطع علاقاتها الدبلوماسية معه. وغالباً ما تكون العقوبات رادعة وفعّالة إلا أن أثرها يأخذ وقتاً طويلاً. ففي عام 1962م، أوصت الأمم المتحدة بفرض عقوبات على النظام العنصري في جنوب إفريقيا جراء تبنيه سياسة الفصل العنصري أو الأبارتيد. وفي عام 1991م، وبعد سنوات طويلة من العقوبات وغيرها من الضغوط ألغت حكومة إفريقيا قوانين الأبارتيد. وقد وجهت انتقادات حادة لسياسة فرض العقوبات لأنها تجر الويلات على الشعوب دون تحقيق التغييرات الجوهرية المنشودة من جانب الحكومة المعنية.

حفظ السلام
تتسب الإضرابات المدنية والصراعات المسلحة في انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان. وعندما تعجز بعض الحكومات عن بسط النظام في منطقة ما فإن الأمم المتحدة ترسل قواتها إلى هذه المنطقة لفرض النظام. ولا تبادر الأمم المتحدة بإرسال قواتها لحفظ السلام إلا بعد موافقة أطراف النزاع. وفي هذا السياق نذكر أن تيمور الشرقية قد نالت استقلالها عام 1999م بعد إجراء استفتاء أشرفت عليه الأمم المتحدة. وعندما اعترضت ميلشيات مناوئة للاستقلال على نتيجة الاستفتاء ومارست أعمال عنف ضد شعب تيمور الشرقية أرسلت الأمم المتحدة، بعد الموافقة الإندونيسية، قوات لبسط النظام في المنطقة.

محاكم جرائم الحرب
ينتهك كثير من القادة العسكريين أثناء الصراعات المحلية حقوق الإنسان بل يتخذ ذلك استراتيجية لتحقيق انتصارات ميدانية. يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد عقدت محاكمات لمجرمي الحرب الذين انتهكوا حقوق الإنسان في رواندا وبعض مناطق يوغوسلافيا السابقة.

منظمات حقوق الإنسان الأخرى

المنظمات الحكومية
الإقليمية تنشط في صيانة حقوق الإنسان في مناطق متفرقة من العالم. ومن أبرز هذه المنظمات جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومنظمة الدول الأمريكية.

المنظمات المستقلة
تعمل لجعل الرأي العام مؤثراً وناقداً، كما تسعى لحماية القانون من أي خروقات. ومن هذه المنظمات: منظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيرمن رايتس ووتش). وتؤدي هذه المنظمات دوراً مهماً للفت الانتباه إلى أنها انتهاك حقوق الإنسان. فعلى سبيل المثال، كشفت تحقيقات منظمة العفو الدولية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين النقاب عن مشكلة اختفاء آلاف المعارضين للحكومة العسكرية في الأرجنتين. وقد أشارت التحقيقات إلى أن الحكومة قامت بتصفية معارضيها وقتلتهم، مما جعل الأمم المتحدة تقوم بمزيد من الدراسات والتحقيقات حول هذه المشكلة.

حقوق الإنسان والاختلافات الثقافية
يدعي بعض منتهكي حقوق الإنسان أن المقاييس العالمية لهذه الحقوق تتعارض مع السمات التقليدية الأصيلة لثقافاتهم. وتؤكد الأمم المتحدة بدورها أنها تحمي الحقوق الثقافية كافة إلا أنها لا تحمي الممارسات التي تنتهك الحقوق الإنسانية لشخص آخر. ومن جهة أخرى لا يرى ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان تعارضاً في سمات ثقافاتهم ومعايير حقوق الإنسان العالمية، فهم لا يناوؤن القادة والقوانين التي تجيز انتهاك حقوق الإنسان. فهم يرون أن التقاليد والسمات الثقافية لأية ثقافة تستطيع أن تستوعب مبادئ حقوق الإنسان.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 3:39

[size=150]الشيوعية



مصطلح ذو مدلولات متعددة، فقد يكون شكلاً لحكومة،أو نظامًا اقتصاديًا، أو حركة ثورية، أو طريقة حياة، أو هدفًا أو مثلاً أعلى. وهي مجموعة أفكار عن كيف ولماذا تحركت أحداث التاريخ وفي أي اتجاه جرت. وقد طور هذه الأفكار بشكل رئيسي فلاديمير لينين الذي كان قائدًا ثوريًا روسيًا في مطلع القرن العشرين الميلادي وذلك بالاعتماد على كتابات كارل ماركس.

أصبحت الشيوعية إحدى أكبر القوى في العالم التي شكلت أحداث التاريخ بعد البدايات الأولى للقرن العشرين.

تشير الأدبيات الماركسية إلى أن الهدف البعيد للشيوعية هو إقامة مجتمع تسوده المساواة بين المواطنين ويتحقق فيه الأمن الاقتصادي للجميع. وقد نادى الشيوعيون بأن تمتلك الحكومة الممثلة للطبقة العاملة المصانع والآلات ووسائل الإنتاج الأساسية الأخرى بدلاً من الأفراد، وبأن تقوم هذه الحكومة بالتخطيط للأنشطة الاقتصادية.

وتتراوح أساليب الوصول إلى السلطة والمحافظة على استمراريتها بين العنف الثوري وبين الدعاية والتعليم. وحتى الثمانينيات من القرن العشرين كانت الدول الشيوعية دولاً دكتاتورية لا يسمح حكامها بالتعددية الفكرية أو الحزبية

وكثيرًا ما يتم الخلط بين مصطلحي الشيوعية والاشتراكية، فالشيوعيون يشيرون إلى معتقداتهم وأهدافهم على أنها اشتراكية، وقد استخدموا هذه الكلمة في الشعارات الرسمية لجمهورياتهم، في حين لا يعتبر الاشتراكيون الذين يسمون غالبًا الديمقراطيين الاشتراكيين أنفسهم شيوعيين. فالاشتراكية قد ترتكز أو لا ترتكز على تعاليم ماركس، ولكن معتقدات الاشتراكيين لا ترتكز على تعاليم لينين. وترتكز الشيوعية على تعاليم كل من ماركس ولينين. ويسعى كل من الشيوعيين والاشتراكيين إلى أن تكون الملكية عامة و إلى تنظيم وسائل الإنتاج الرئيسية. وفي الوقت الذي يحبذ فيه الاشتراكيون الوصول إلى أهدافهم بالوسائل السلمية والقانونية، فإنهم لا يعارضون استخدام القوة في تحقيق أهدافهم.

موقف الإسلام من الشيوعية
موقف الإسلام من الشيوعية موقف واضح وصريح وهو الرفض التام لكل الأسس الفكرية التي انبثقت عنها الشيوعية مثل إنكار وجود الله، وتفسير تاريخ البشرية من خلال مفهوم الصراع الطبقي، ومحاربة الأديان، ومحاربة الملكية الفردية، والمناداة بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات.

الملامح الرئيسية للشيوعية
تختلف الشيوعية اختلافًا كبيرًا من قطر شيوعي إلى آخر.غير أن هناك ملامح رئيسية تشترك فيها هذه الأقطار بصورة أو بأخرى، وذلك حتى أواخر الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي.وهذه الملامح تتمثل في:

الحزب الشيوعي
كان هذا الحزب، تقليديًا، وسيلة الشيوعيين للوصول للسلطة وممارستها. وحتى عهد قريب، كان الحزب الشيوعي الحزب الوحيد الذي يهيمن على السلطة في جميع البلدان الشيوعية.

وتفرض الأحزاب الشيوعية على نحو تقليدي المتطلبات الصارمة لعضويتها. كما تتسم بالمركزية الشديدة، والقادة هم الذين يتخذون القرارات المهمة، بالإضافة إلى ذلك، تلزم الأحزاب الشيوعية أعضاءها بالطاعة التامة. فبعد أن يتبنى الحزب سياسة ما، فعلى جميع الأعضاء الموافقة على خط الحزب إلى أن يتم تبني برنامج آخر.

وفي أغلب البلدان الشيوعية تقل نسبة المنتمين إلى الحزب الشيوعي عن 10%، على الرغم من أن الانتماء إلى الحزب يُعدٌّ طريقة للحصول على الوظيفة والحفاظ عليها.

الشيوعية والحكومة
أدى قادة الحزب في البلدان الشيوعية دورًا أساسيًا في صنع أهم القرارت الحكومية والتأكد من متابعة تنفيذ هذه القرارات، فالحزب يربط بين مختلف التنظيمات التي تساند النظام الحاكم، وتشمل هذه التنظيمات: الحكومة والشرطة والجيش والإدارات المركزية التي تسيطر على الزراعة والصناعة.

ومعظم البلدان الشيوعية لديها هيئة تشريعية وطنية منتخبة. وفي أغلب الانتخابات لايسمح بالتصويت إلا للأشخاص الذين يوافق عليهم الحزب، يضاف إلى ذلك، أن هذه الهيئات التشريعية ليس لها إلا سلطات محدودة. وأعضاء هذه الهيئات يمررون بدون إثارة أسئلة ـ في الغالب ـ جميع القوانين التي يقترحها قادة الحزب الشيوعي.

الشيوعية والاقتصاد
كانت إدارة الاقتصاد المسؤولية الرئيسية للحكومات الشيوعية. وفي أغلب الدول الشيوعية، تملك الدولة معظم الأراضي والمصارف والموارد الطبيعية، والصناعات وقطاعات عريضة من التجارة والنقل، كما قد تعمل الحكومة أيضًا على تشغيل جميع وسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز ونشر وإنتاج الأفلام. ومعظم القرارات الاقتصادية الرئيسية يتخذها مخططو الحكومة، على أن تتوافق مع سياسات الحزب الشيوعي، فالمخططون عليهم أن يقرروا ماذا وكم يجب أن ينتج، بجانب تقريرهم مستوى أسعار السلع ورسوم الخدمات.

التغير الاقتصادي
حققت معظم الدول الشيوعية بدون شك خلال عدد من السنوات تقدمًا سريعًا في بناء مصانعها، وثمة أسباب عديدة لهذا النمو الصناعي السريع. منها أن غالبية هذه الدول لم يكن لديها ـ عندما استولى الشيوعيون على السلطة فيها ـ سوى صناعة بسيطة. وجعل الحكام الجدد التصنيع أحد أهدافهم المهمة. تمكن هؤلاء الحكام من التركيز ـ لفترة ـ على تطوير منتجات الصناعة الثقيلة مثل: الفولاذ والآلات، دون اعتبار لمتطلبات الأفراد من طعام وكساء وإسكان. وفي مطلع ثمانينيات القرن العشرين بدأ العديد من الناس يدركون أن الإصلاحات الرئيسية ضرورية لزيادة كفاءة الإنتاج ولتحسين نوعية السلع والخدمات. وفي أواخر ثمانينيات القرن العشرين بدأت العديد من الدول الشيوعية في إجراء إصلاحات اقتصادية جذرية.

الشيوعية والحرية الشخصية
اعتبر الشيوعيون أن أهدافهم في بناء الحزب والدولة تأتي في المقدمة على حساب الحقوق والحريات الشخصية. وفي الماضي، حاول الشيوعيون في معظم الدول أن يثبطوا المواطنين عن القيام بأداء العبادة الدينية لأنهم اعتبروا الدين عائقًا للتطور.

مصادر الشيوعية
ترتكز الشيوعية الحديثة على نظريات ماركس كما فسرها وطوَّرها لينين. وهذه النظريات تسمى غالبًا بالنظريات الماركسية اللينينية.

الماركسية
عبّر ماركس عن أفكاره الأساسية أولاً في البيان الشيوعي (عام 1848م) الذي كتبه مع فريدريك إِنجلز. واعتقد ماركس أن السبيل الوحيد لضمان السعادة وقيام مجتمع متآلف هو في وضع العمال في مركز السيطرة. وكانت أفكاره ردة فعل ضد معاناة العمال الشديدة في كل من فرنسا وإنجلترا وألمانيا؛ حيث كان معظم عمال المصانع والمناجم يتقاضون أجورًا زهيدة ويعملون ساعات طويلة في ظروف غير صحية.

وكان ماركس مقتنعًا بأن انتصار الشيوعية أمر محتم. وكان يؤكد أن التاريخ يسير وفق قوانين معينة ثابتة، تمامًا كما يتقدم من مرحلة إلى أخرى. وتتميز كل مرحلة بنضالات تقود إلى مرحلة أكثر تطورًا، والشيوعية ـ كما أعلن ماركس ـ هي مرحلة التطور العليا.

وحسب ما يرى ماركس، يكمن مفتاح فهم مراحل التطور التاريخي في معرفة العلاقات بين الطبقات المختلفة للناس في مجال إنتاج السلع. وكان يعتقد أن مالكي المصانع ووسائل الإنتاج الأخرى هم الطبقة الحاكمة لأنهم يفرضون إرادتهم على الناس بقوة نفوذهم الاقتصادي، كما كان يعتقد أن الصراع الطبقي هو الوسيلة التي يمكن بوساطتها الانتقال بالتاريخ من مرحلة إلى أخرى تالية، وأن الطبقة الحاكمة لن تتخلى أبدًا بإرادتها عن السلطة، ولذلك فإن الكفاح والعنف هما أمران حتميان.

وقد نادى ماركس بإلغاء الرأسمالية، وهي نظام اقتصادي تكون ملكية وسائل الإنتاج الرئيسية فيه ملكية خاصة. ويعتقد ماركس أن صراعًا يدور بين البرجوازية والبروليتاريا في ظل الرأسمالية. فالبرجوازيون هم مالكو وسائل الإنتاج، والبروليتاريا هي طبقة العمال، وقد أوضح ماركس أن العمال لا يتقاضون في كنف الرأسمالية الأجر العادل عن أعمالهم، لأن المالكين يستأثرون بالأرباح، واعتقد أن الثروة سوف تكون في يوم ما بأيدي فئة قليلة من الناس، وأن معظم الناس من الطبقة المتوسطة سيجبرون على أن يكونوا عمالاً، وأن مستويات معيشة العمال سوف تسير باطراد نحو الأسوأ، وهي أمور ستؤدي إلى ثورة العمال وإلى سيطرتهم على الصناعة واستيلائهم على الحكومة.

ووفق ما يرى ماركس، فإن العمال سيكوِّنون دكتاتورية البروليتاريا (الطبقة الكادحة) التي ستعمل على إقامة المجتمع الشيوعي اللاطبقي، وأخيرًا سوف يعيش كل فرد في سلام ورخاء وحرية، وسوف لا يكون هناك حاجة إلى حكومات أو شرطة أو جيش، وسوف تختفي كل هذه الأمور تدريجيًا. وكان ماركس يعتقد أن هذه التنبؤات مثلها مثل التنبؤات العلمية في العلوم الطبيعية حتمية الوقوع وإن خالفه كثير من علماء الطبيعة الذين يرون أن العلم يسير نحو اللاحتمية؛ إذ أن القوانين العلمية تتغير بتغير معطياتها، ولما كانت المعطيات الطبيعية متجددة باستمرار فإننا لا نستطيع أن نجزم بحتمية القوانين الطبيعية ناهيك بالقوانين الاقتصادية التي تعتمد على معطيات ليس لها حظ من الثبات إطلاقًا.

كانت فلسفة ماركس تقوم على أساس مادي فحواه أن الحياة مادة فقط وأن تطور الحياة البشرية كتطور الحياة الطبيعية يتم بآلية حتمية وكان يعتقد أن عقل الإنسان نفسه هو مجرد انعكاس للمادة وليس للحياة الإنسانية أساس روحي أو ميتافيزيقي ـ ما ورائي ـ لذلك كانت النظرية ترفض الأديان جميعًا وتصنفها كأفيون للشعوب.

انتشار الشيوعية
توقع ماركس أن تختبر نظرياته في كل من ألمانيا وبريطانيا أو في بعض الدول المتقدمة صناعيًا، لكنَّ ذلك حدث في روسيا المتخلفة نسبيًا حيث نجح الشيوعيون لأول مرة في إقامة حكومة شيوعية. وطوال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين نشط الشيوعيون المحليون في العديد من البلدان، لكنهم لقوا هزائم قاسية في كل من الصين وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا. في عام 1919م ساعد الشيوعيون الروس في إنشاء الكومنتيرن (الدولية الشيوعية)، ووحد الكومنتيرن جميع الأحزاب الشيوعية في العالم في تنظيم ثوري منظم، وأصبح أداة في يد القادة السوفييت، ولما باءت محاولات هذا التنظيم في تشجيع الثورات في البلدان الأخرى بالفشل تم إلغاء هذا التنظيم عام 1943م.

وقد أتاحت الحرب العالمية الثانية فرصًا للشيوعيين في كسب العديد من الدول. ففي عامي 1939 و1940م ضم الاتحاد السوفييتي (سابقًا) كلاً من لاتفيا ولتوانيا وإِستونيا بالإضافة إلى أجزاء من بولندا وفنلندا ورومانيا.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، ساعد الجنود السوفييت في تحرير العديد من الدول من السيطرتين الألمانية واليابانية. ومن هنا أصبحت بلدان: بلغاريا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية والمجر وبولندا ورومانيا وكوريا الشمالية ديمقراطيات شعبية مرتبطة بأحلاف ومعاهدات عسكرية واقتصادية وسياسية مع الاتحاد السوفييتي.

وقد حارب الشيوعيون والوطنيون في الصين اليابانيين الذين غزوا بلدهم في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي. وبعد الحرب العالمية الثانية نشبت في الصين حرب أهلية بين الشيوعيين والوطنيين. وقد كان للشيوعيين بقيادة ماوتسي تونج اليد العليا في هذه الحرب. وفي عام 1949م سيطر الشيوعيون في الصين على كافة الأراضي الصينية الرئيسية.

في عام 1947م أنشأت تسعة أحزاب شيوعية أوروبية الكومينفورم (دائرة الإعلام الشيوعي)، وقد سيطر السوفييت على الكومينفورم وحاولوا استخدامه من أجل ضمان استمرار الأحزاب الأخرى في اتباع سياستهم. طُردت يوغوسلافيا من الكومينفورم عام 1948م، بعدما رفض جوزيف بروز تيتو أن يكون تابعًا لسياسات الاتحاد السوفييتي. وبعدها فقد الكومينفورم فاعليته وتم حله عام 1956م. وفي أواخر الأربعينيات من القرن العشرين وعدت الولايات المتحدة الأمريكية حلفاءها بمساعدة الحكومات غير الشيوعية التي كانت على وشك السقوط تحت سيطرة الشيوعييين، ومن هنا نشأ صراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية وعرف هذا الصراع بالحرب الباردة.

التطورات الجديدة
في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، شهدت معظم البلدان الشيوعية فترات طويلة من الركود الاقتصادي. فقد ثبت فشل السياسات الاقتصادية في تحسين الكفاءة الاقتصادية وفي تطوير تقنيات جديدة. وقد حاولت العديد من الدول أن تواجه هذه المشكلات بمحاولة إجراء إصلاحات اقتصادية. ونورد فيما يلي صورًا عن هذا التطور في كل من البلدان الشيوعية التالية.

في الاتحاد السوفييتي
أصبح ميخائيل جورباتشوف رئيسًا للحزب الشيوعي عام 1985م. واقترح إصلاحات سياسية وأخرى اقتصادية تتبنى اقتصاد السوق، وذلك في سياسة عرفت بالبروسترويكا. وفي ظل الإصلاحات السياسية سمح للمواطنين السوفييت بتشكيل أحزاب سياسية غير شيوعية. وفي انتخابات عام 1989م سمح أن ينافس أعضاء من خارج الحزب الشيوعي للحصول على أغلب مقاعد الشعب في الاتحاد السوفييتي. كما سمح لهؤلاء الأعضاء بالترشيح لمجلس السوفييت في خمس عشرة جمهورية وكذلك في الحكومات المحلية. كما سمح بحرية التعبير في سياسة أطلق عليها جلاس نوست (الانفتاح).

وفي عام 1991م قام بعض المسؤولين الشيوعيين بانقلاب ضد جورباتشوف وأزاحوه عن السلطة، لكن هذا الانقلاب ما لبث أن فشل وعاد جورباتشوف إلى مركزه. وبعد عودة جورباتشوف إلى السلطة استقال من رئاسة الحزب وبقي رئيسًا للحكومة. وقد أنهت استقالته من قيادة الحزب رسميًا سيطرة الحزب على الحكومة السوفييتية. وبعد ذلك أمر البرلمان بتعليق جميع نشاطات الحزب الشيوعي. وبنهاية عام 1991م، أعلنت الجمهوريات التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي استقلالها. وفي ديسمبر من نفس العام أعلنت 11 جمهورية من هذه الجمهوريات قيام اتحاد فضفاض بينها أطلق عليه كومنولث الدول المستقلة وقدم جورباتشوف استقالته من رئاسة الاتحاد السوفييتي الذي أصبح أثرًا بعد عين.

في الصين
بدأ دنج كسياوبنج بإدخال إصلاحات اقتصادية في نهاية سبعينيات القرن العشرين. وأول إصلاحاته كانت تشجيع عائلات الفلاحين على استئجار المزارع وإنتاج السلع من أجل بيعها في السوق الحرة. وفي المناطق الساحلية ركزت الحكومة على تصنيع السلع الاستهلاكية من أجل تصديرها. كما تم الترحيب أيضًا بالاستثمارات الأجنبية. وفي نهاية ثمانينيات القرن العشرين بدأت مطالبة العديد من طلاب الجامعات الصينية بإدخال الإصلاحات السياسية. وفي عام 1989م تظاهر مئات الألوف من الطلبة والعمال في ميدان بيكين تيانانمن؛ وكذلك في عدة مدن أخرى، وقد طالبوا جميعًا بمزيد من الديمقراطية وبالقضاء على الفساد الحكومي، لكن المؤسسة العسكرية الصينية سحقت المظاهرات وقتلت العديد من المحتجين، وفي نفس الوقت تقريبًا بدأت الحكومة في التراجع عن إصلاحاتها الاقتصادية.

في أوروبا الشرقية
عام 1989م اكتسحت التغيرات السياسية المثيرة دول أوروبا الشرقية التي كان يسيطر عليها الاتحاد السوفييتي (سابقًا) منذ أواخر أربعينيات القرن العشرين. مثل: بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر وألمانيا الشرقية ورومانيا وبلغاريا. وقد أدت هذه التغيرات إلى تقليص حاد لسيطرة الأحزاب الشيوعية على أغلب دول أوروبا الشرقية. وقد نتج عن الانتخابات الحرة في بولندا قيام حكومة ائتلافية حصل فيها غير الشيوعيين على معظم المراكز. كما تشكلت حكومة ائتلافية في تشيكوسلوفاكيا (السابقة) أيضًا. وفي المجر تشكل نظام الأحزاب المتعددة. وقد فتحت ألمانيا الشرقية حدودها الطويلة المغلقة مع ألمانيا الغربية، وانتهى احتكار الحزب الشيوعي للسلطة السياسية فيها، أما في رومانيا فقد أدت الثورة الدموية إلى إعدام رئيس الحزب شاوشيسكو، وسيطر الشيوعيون الذين تعهدوا بإتاحة حريات أكبر على الحكم. كما سيطر الشيوعيون الذين أيدوا الإصلاحات أيضًا على الحكم في بلغاريا. وفي عام 1990م أُتيح لأحزاب متعددة في كل من المجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية (السابقتين) ورومانيا وبلغاريا أن تشارك في انتخابات حرة، فأتت إلى السلطة أحزاب غير شيوعية في كل من المجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية. كما وافقت حكومة ألمانيا الشرقية على أن تتحد مع ألمانيا الغربية، وتم الاتحاد بينهما في الثالث من أكتوبر عام 1990م، وفي نفس العام وافق الاتحاد السوفييتي (السابق) على توحيد ألمانيا. وفي بداية عام 1992م استطاع غير الشيوعيين الوصول إلى سدة الحكم في بلغاريا وألبانيا. وخلال عامي 1991 و1992م أعلنت أربع جمهوريات من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة الست استقلالها وهي البوسنة والهرسك، وكرواتيا ومقدونيا، وسلوفينا، وقامت فيها حكومات غير شيوعية. وفي الأول من يناير 1993م شكلت جمهوريتا سلوفاكيا وتشيكيا لتحلا محل تشيكوسلوفاكيا السابقة.

الشيوعية اليوم
تراجعت الشيوعية بوصفها نظامًا للحكم في جميع أرجاء العالم بل أنها فقدت مناصريها في الدول الشيوعية.

في الدول الشيوعية
بحلول عام 1992م، لم تعد الشيوعية تحوز سلطة إلا في الصين وكوبا ولاوس وكوريا الشمالية وفيتنام. وبادرت حكومتا الصين وفيتنام بإجراء إصلاحات اقتصادية.

في الدول غير الشيوعية
رغم وجود أحزاب شيوعية صغيرة في فرنسا واليونان والبرتغال والمملكة المتحدة إلا أن ممثليها في الهيئات التشريعية قليلون جدًا أو منعدمون تمامًا. وفي إيطاليا، انشق الحزب الشيوعي على نفسه، وأسقط الحزبان الوليدان السياسات الماركسية من أدبياتهما. أما الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق فقد صنفت نفسها بوصفها أحزابًا اشتراكية وتخلت عن المبادئ الشيوعية.

منقول
[/size]
آخر تعديل بواسطة otoum333 في الأحد أغسطس 16, 2009 11:04، تم التعديل مرة واحدة.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 3:43


الثيوقراطية


شكل من أشكال الحكومات النصرانية الغربية، يحكم فيها الدولة قسيس، أو كاهن أو مجموعة قساوسة، ويكون فيها لرجال الدين سلطة في الأمور المدنية والدينية. وقد جاءت
كلمة ثيوقراطية من كلمتين يونانيتين: الأولى كلمة ثيو، وتعني إله، والثانية كلمة قراط وتعني الحكم.

وقد اعتقد كثير من القدماء أن إلههم، أو آلهتهم، قد سلموا القوانين إلى حكوماتهم. (نظرية التفويض الإلهي عند الغربـيين النصارى) فقد كان يُعتقد أن مدونة (قوانين) حمورابي قد نزلت وحيًا من السماء. وقد سمِّيت الحكومة التطهيرية في ماساشوسيتس، بالولايات المتحدة ثيوقراطية. وقد استمرت لسنوات كثيرة على أساس الطاعة للقانون الإلهي كما يفسره رجال الدين النصارى. والحكومة أو علماء الدين في الإسلام ليسوا وسطاء بين العبد وربه، فضلاً عن أن الدين الإسلامي نفسه ليس به رجال كهنوت، كما أن العلماء أو الحكومة في الإسلام ليسوا أوصياء من الله على خلقه.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 3:44


الجمهورية


أية صورة من الحكومة يكون قائدها (أو قوادها) منتخبا (أو منتخبين) عادة لفترة معينة من الحكم. وكلمة جمهورية أيضًا تشير إلى بلد له حكومة انتخابية.

ترتبط فكرة الحكومة بفكرة الجمهورية الديمقراطية. وفي الجمهورية الديمقراطية يُمارس الشعب كله رقابة مُهمة على قواده المنتخبين خلال عملية الانتخاب، وعلى جماعات الضغط (ذات الرأي المؤثر) والأشكال الأخرى ذات الفعالية. ويُتوقع من القادة أن يُمثلوا رغبات الشعب الذي انتخبهم. وإذا اعتقد المقترعون أن رغباتهم لم تُمثل بصورة كافية، فإنهم قد يقررون عدم إعادة انتخابهم. وبهذه الطريقة فإنه يتحقق للمقترعين بعض الرقابة على حكومتهم.

إضافة إلى الحكومات الديمقراطية، هناك أنواع كثيرة من الحكومات. في بعض الحكومات يُنتخب القادة بوساطة عدد محدود من الشعب وقد يُعاد انتخابهم بصورة أو بأخرى تلقائيًا. وعلى سبيل المثال، فإن البلدان الشيوعية تعرض أسماء المرشحين على الحزب الشيوعي للموافقة عليهم، وهناك مرشح واحد فقط لكل مقعد. لذلك ليس أمام المقترعين اختيار حقيقي للمرشحين عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع. وفي أغسطس 1991م، فقد الشيوعيون سيطرتهم على حكومة الاتحاد السوفييتي، وفي ديسمبر من نفس العام تفكك الاتحاد السوفييتي. ونتيجة لهذا فإن هذه المُمارسات لم تعد تُتبع في الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي (سابقًا) ودول شرق أوروبا لكنها ما زالت سارية في الصين وبعض البلاد الشيوعية الأخرى. وفي بعض البلاد، تنص دساتيرها على أنها جمهوريات، إلا أن النمط الانتخابي فيها ليس حُرًا أو مفتوحًا أو أمينًا. وفي بعض بلاد أمريكا اللاتينية، على سبيل المثال، تُصاحب تهم التزييف الانتخابي كل عملية انتخاب تقريبًا.

إن أهم أقدم جمهورية تم تأسيسها هي تلك التي أُسست في روما عام 509 ق.م. وقد استمرت هذه الجمهورية حتى عام 27 ق.م.، حين سمَّى القائد السياسي والعسكري أوغسطس نفسه إمبراطوراً. وعندما تأسست الولايات المتحدة عام 1776م، أصبحت أول أكبر دولة عُظمى في زمانها لها حكومة ذات نظام جمهوري.

واليوم، أصبحت الكثير من بلدان أوروبا جمهوريات وهي: النمسا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. وأصبحت كثير من الأمم الإفريقية والآسيوية الحديثة جمهوريات. كما أن جميع بلاد أمريكا اللاتينية أصبحت كذلك. أما كومنولث الأمم فهو اتحاد الأمم التي تشمل بريطانيا وبعض ممتلكاتها القديمة، وعددًا كبيرًا من الدول الأعضاء التي تُشكل جمهوريات.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 3:46


الدبلوماسية



الدبلوماسية هي نظم ووسائل الاتصال بين الدول الأعضاء في الجماعة الدولية، وهي وسيلة إجراء المفاوضات بين الأمم. ويطبق اليوم بعض أهل الأدب هذا التعبير على الخطط والوسائل التي تستخدمها الأمم عندما تتفاوض. فالتفاوض، في هذا المعنى يشتمل على صياغة السياسات التي تتبعها الأمم لكي تؤثر على الأمم الأخرى. وعندما يفشل التفاوض أثناء أزمة كبيرة، فإن الحرب تنشب في أغلب الأحيان.

ومن الناحية التقليدية يُشار إلى فن التفاوض على أنه الممارسة الرسمية التي تتبعها معظم الأمم في إرسال ممثلين يعيشون في بلدان أخرى. وهؤلاء الممثلون المفاوضون يُعرفون بالدبلوماسيين ويساعدون على استمرارية العلاقات اليومية بين بلادهم والبلاد التي يخدمون فيها. وهم يعملون من أجل مكاسب سياسية أو اقتصادية لبلادهم ولتحسين التعامل الدولي.

الواجبات الدبلوماسية
يقوم المفوضون الدبلوماسيون خارج بلادهم، بجمع المعلومات عن كل شيء ذي قيمة من وجهة نظر بلادهم. ويرسلون تقارير رسمية، غالباً ما تكون في شكل رموز. كذلك فإن المفوضين الدبلوماسيين يدافعون عن حقوق مواطنيهم الذين هم خارج البلاد.

يتخذ هؤلاء الدبلوماسيون مقرهم الرئيسي في السفارة أو في المفوضية، والفرق الوحيد بين السفارة والمفوضية هي درجة الدبلوماسي المكلف فالسفير يرأس السفارة، والوزير المفوض يرأس
المفوضية.

الحصانة الدبلوماسية
يتمتع الدبلوماسيون بامتيازات وحصانات متعددة مهمة أثناء خدمتهم خارج بلادهم.وتعود هذه الامتيازات لكونهم الممثليين المباشرين لقوى ذات سيادة، وبإمكان هؤلاء الدبلوماسيين أن يتمتعوا باستقلال تام في التصرف لتأدية واجباتهم. وتُبنى هذه الامتيازات على مبدأ خروجهم عن نطاق التشريع الوطني. وهذا المبدأ الذي يستعمل في القانون الدولي، يشتمل على ضمان بقاء الناس الذين يعيشون في بلدان أجنبية في نطاق سلطات حكوماتهم الأصلية.

وهناك أربع مزايا وحصانات دبلوماسية هي:
1- لا يجوز إلقاء القبض عليهم لأي سبب. ويتمتع أفراد أسرهم بهذا الاستثناء.
2- لا يجوز تفتيش أو احتجاز مساكنهم وأوراقهم وأمتعتهم.
3- لا يجوز فرض ضرائب على ممتلكاتهم الشخصية من قبل البلاد التي يخدمون فيها.
4- يتمتع الدبلوماسيون وعائلاتهم وموظفوهم بحرية العبادة الكاملة.

نبذة تاريخية
لم تستخدم الأمم دوماً فن التفاوض في حل المشكلات الدولية، فقد استخدم قدماء الرومان الممثلين الدبلوماسيين لأغراض خاصة فقط. ولكن بازدياد تعقيدات العلاقات بين البلدان، وجدت بلدان كثيرة أنها تحتاج إلى ممثلين دائمين في البلدان الأخرى. فظهرت السفارات لأول مرة في إيطاليا أثناء القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديّين حيث استُخدمت في ذلك الوقت بوصفها أماكن للجواسيس، ولعملاء الجاسوسية، بالإضافة إلى الدبلوماسيين. ويعتقد كثير من المؤرخين أن الكاردينال الفرنسي ريتشيليو قد بدأ نظام الممثلين المقيمين خلال القرن السابع عشر.

ويرى بعض العلماء أن الممثلين الدبلوماسيين غير ضروريين في هذه الأيام بسبب سهولة التبادل على أعلى المستويات وتوفر أحدث وسائل الاتصال. ولكن الاتصالات الدبلوماسية الشخصية المتطورة لها عدة ميزات إذ يهتم الدبلوماسيون كثيراً بعقد صداقات مع موظفي الحكومة والمواطنين. وعندما يقدمون اقتراحًا رسميًا، يستطيعون التعويل على هذه الصداقات من أجل مساعدتهم. وباستطاعة الدبلوماسيين اختبار مدى ردود الفعل تجاه الأفكار التي تدرسها حكوماتهم من خلال التحدث مع هؤلاء الأصدقاء.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 3:47


الحرب الباردة



الحرب الباردة مصطلح يُشار به إلى التنافس الحاد الذي كان قائمًا بين الدول الشيوعية والدول الغربية في الفترة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، وكان أحد طرفي التنافس هو اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية (سابقًا) وحلفاؤه الشيوعيون الذين عُرِفوا بالكتلة الشرقية. وفي الطرف المقابل كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الديمقراطيون الذين سمّوا بالكتلة الغربية. أما الصراع بين الجانبين فقد سمّي الحرب الباردة نظرًا لعدم اشتماله على حروب ساخنة ذات قيمة تُذكر.

بداية الحرب الباردة. بدأت الحرب الباردة عام 1941م حين هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفييتي حيث كان كلٌّ من الاتحاد السوفييتي ودول التحالف الغربي حلفاء في تلك الحرب، وقد كان التحالف الغربي يضم كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى. ووصل التعاون والتنسيق بين الحلفاء والاتحاد السوفييتي قمته في مؤتمر يالطا الذي عُقد عام 1945م قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين يُصِر على السيطرة على دول أوروبا الشرقية بعد أن تحررت من الاحتلال الألماني بوساطة الجيوش السوفييتية. ولذا لم يوافق الاتحاد السوفييتي على إعلان أوروبا الحرة التي كان الحلفاء قد وعدوا بإجراء انتخابات نيابية ديمقراطية فيها بعد تحريرها.

وبعد نهاية الحرب، قطع الاتحاد السوفييتي تقريبًا جميع الاتصالات بين الغرب وبين المناطق التي يسيطر عليها في شرقي أوروبا. وقد حذر رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرتشل من أن "ستارًا حديديًا قد نُصب في وسط القارة " الأوروبية. وبحلول عام 1948 كانت كل من بلغاريا ورومانيا والمجر وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وألبانيا ويوغسلافيا، تحكمها حكومة شيوعية. وقد تبادل الشرق والغرب العداء في الأمم المتحدة، وكانت المنظمة حديثة التكوين حينئذ. وتبنى الغرب سياسة الحصار لتحجيم التوسع الشيوعي. ونادى الرئيس الأمريكي هاري ترومان في مارس 1947م بمبدأ مساعدة الولايات المتحدة لأي دولة حرة تقاوم الهجوم الشيوعي.

وفي عام 1948م ، أعلن الحلفاء الغربيون خططًا لتوحيد المناطق الخاضعة لاحتلالهم في ألمانيا وتأسيس دولة واحدة هي جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية). وقد أجاب الاتحاد السوفييتي على ذلك بمحاصرة المدينة الألمانية، برلين مدة أحد عشر شهرًا، كانت طائرات الحلفاء تنقل الغذاء والإمدادات جوًا إلى برلين، وأخيرًا سمح الاتحاد السوفييتي في النهاية في مايو عام 1949م بفك الحصار. وتوحدت كذلك المناطق الخاضعة للقوات السوفييتية تحت سيطرة حكومة شيوعية في دولة واحدة هي جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقًا).

وفي عام 1949م وافق الحلفاء على إنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي معاهدة تحالف عسكري وُضعت لحماية ألمانيا الغربية ومنع التوسع السوفييتي. وكذلك عَمَدَ الاتحاد السوفييتي، في عام 1949م، إلى إنشاء مجلس التعاون الاقتصادي المشترك (الكوميكون). واهتمت هذه المنظمة بتوحيد الدول الشيوعية تحت قيادة الاتحاد السوفييتي. وفي أغسطس 1949م نجح الاتحاد السوفييتي في اختبار أول قنبلة نووية، وبهذا زادت الريبة وعدم الثقة بين الجانبين. كما أضاف نجاح ماوتسي تونج في الصين وطرده لقوات تشيانج كاي شيك الوطنية في أواخر عام 1949م، عنصرًا آخر في إشعال الحرب الباردة.

استمرار الحرب الباردة
استمرت الحرب الباردة حتى بعد موت ستالين عام 1953م وساهمت الحرب الكورية في تطبيق الغرب لسياسة الحصار ضد الشيوعية في الشرق الأقصى. وفي عام 1952م اختبرت الولايات المتحدة قنبلتها الهيدروجينية الأولى، وتبعها الاتحاد السوفييتي بعد عام واحد فقط. كما زاد تماسك الأحلاف العسكرية، فدخلت ألمانيا الغربية في حلف الناتو عام 1955م . مقابل هذا وقع الاتحاد السوفييتي وحلفاؤه في شرقي أوروبا معاهدة وارسو للدفاع المشترك. وفى عام 1954م وقعت الولايات المتحدة وسبع دول أخرى معاهدة جنوب شرقي آسيا للدفاع المشترك.

وفي عام 1956م، نادى الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف بمبدأ التعايش السلمي وذلك يعني التنافس بدون حرب بين الشرق والغرب. لكن المحادثات بين خروتشوف والرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور في عام 1960م لم تفلح نظرًا لتصادف الاجتماعات مع إسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز يو - 2 في وقت كانت تُصوّر فيه الأراضي السوفييتية.

زادت حدة التوتر بين الشرق والغرب بعد الثورة المجرية عام 1956م، وكذلك أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962م، وفي أعقاب الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968م. كما أن تدخل الولايات المتحدة في فيتنام في ستينيات القرن العشرين كاد يحوّل الحرب الباردة إلى حرب عامة ساخنة.

على أن الشرق والغرب عقدا عدة اتفاقيات بينهما. ففي عام 1963م اتفقت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا على توقيع معاهدة تمنع اختبار الأسلحة النووية في الجو أو في الفضاء وكذلك تحت الماء. وأسس الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة خطًا هاتفيًا ساخنًا مباشرًا بينهما لتقليص احتمال نشوب حرب نووية بطريق الخطأ. وبحلول عام 1970م، أدركت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أنه لا يمكن أن يكون هناك منتصر في حرب نووية شاملة. وحدثت انشقاقات كثيرة بين أعضاء التحالف الواحد. فالصين تخاصمت مع الاتحاد السوفييتي. وفي شرق أوروبا سعت بعض الدول إلى الحصول على استقلال أكبر من السيطرة الروسية. كما أن فرنسا سحبت قواتها من القيادة الموحدة لحلف الناتو.

وزادت المجموعة الأوروبية من تجارتها مع الكتلة الشرقية، وشرعت اليابان في الاستقلال النسبي عن السياسة الأمريكية.

إلا أن وضع برلين قد سُوي عام 1972م حيث تم الاتفاق بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية على الانضمام إلى الأمم المتحدة في سنة 1973م، كما سُمح للصين بشغل مقعدها في الأمم المتحدة عام 1971م. وفي عام 1979م تبادلت الصين والولايات المتحدة التمثيل الدبلوماسي.

وفي عام 1972م وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي اتفاقية الحدّ من الأسلحة الاستراتيجية (سولت). على أن غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان عام 1979م كاد أن يحيي الحرب الباردة من جديد واستجابت الولايات المتحدة لهذا بزيادة إنفاقها العسكري. لكن اتفاقية تقليص الأسلحة الصاروخية التي وُقِّعت بين الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأمريكي رونالد ريجان عام 1987، خففت من حدة النزاع.

نهاية الحرب الباردة
في عامي 1988م و1989م سحب الاتحاد السوفييتي قواته من أفغانستان، وبنهاية الثمانينيات أيضًا بدأ الاتحاد السوفييتي تخفيض قواته التقليدية في شرقي أوروبا. وفي داخل الاتحاد السوفييتي سمح جورباتشوف بمزيد من الديمقراطية وحرّية التعبير. وشَجّع مثل ذلك في أوروبا الشرقية. وفي عام 1989م انتهى الحكم الشيوعي في عدد من بلدان أوروبا الشرقية. ومن ضمنها بولندا والمجر وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا وتم تحقيق الوحدة بين شطري ألمانيا الشرقية والغربية في عام 1990م. وتفكك الاتحاد السوفييتي إلى عدد من الدول المستقلة غير الشيوعية عام 1991م. وفي عام 1992م أعلن الرئيسان الأمريكي جورج بوش الأب والروسي بوريس يلتسن رسمياً أن بلديهما وضعا حداً للعداوة الطويلة بينهما. ويعتقد كثير من الناس أن هذه الأحداث وضعت نهاية للحرب الباردة.

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 15, 2009 3:50

[b][size=150]الجيوبوليتيكا[size=150] ( الجغرافيا السياسية )[/b]



الجيوبوليتيكا مصطلح سياسي جغرافي يشير إلى محاولة تفسير تطورات السياسة العالمية من منظور المساحة الجغرافية. وتعني علم السياسة الطبيعية. وبناء على هذه النظرية، فإن الحيّز الجغرافي للعالم محدود. وتتقاتل جميع الدول فيما بينها للحصول على ما يكفيها للبقاء.

تحاول الجيوبوليتيكا تفسير العلاقة بين الجغرافيا والسياسة الخارجية. كان العالم السويدي، رودولف كلن، أول من استخدم هذا المصطلح. ويدرس الجغرافيون والمؤرخون وعلماء السياسة تأثير الجغرافيا على السياسة الخارجية، لكن لايستخدم المصطلح جيوبوليتيكا إلا قليلاً هذه الأيام. ولعل السبب ـ فيما يبدو ـ أنه يؤكد على عامل واحد في تفسير قوى الدول العظمى.

في بدايات القرن العشرين الميلادي، قدم السير هالفورد ماكيندر ـ وهو جغرافي بريطاني ـ نظرية عن الجيوبوَليتيكا تؤكد أهمية الدول ذات المساحة الكبيرة في السياسة الدولية. فسمى قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا جزيرة العالم. وجميع المساحات الأخرى ماهي إلا توابع، والأرض المحورية لأوروبا وآسيا بما فيها ألمانيا وروسيا هي قلب الأرض. وبناء عليه، فإن السيطرة على قلب الأرض هي مفتاح القوة العالمية. ويضيف نقولاس سبايكمان ـ وهو عالم أمريكي ـ أنه من المهم أيضًا السيطرة على ما أسماه أراضي الطوق، وهي غربي أوروبا والشرق الأوسط وجنوبي وشرقي آسيا.

ضم علماء الجيوبوليتيكا الألمان، خاصة كارل هوشفرِ (1869 - 1946م)، نظرية ماكيندر مع نظرياتهم، وطوروا الجيوبوليتيكا إلى علم زائف. حاول هوشفر وآخرون إثبات أن على الدول ذات المساحات الكبيرة توفير أماكن للحياة للقادمين الجدد، بإيجاد دول قارية أكثر فعالية. وقد حاول الزعيم الألماني أدولف هتلر تطبيق نظريات الجيوبوليتيكا هذه.
[/size][/size]
آخر تعديل بواسطة otoum333 في الأحد أغسطس 16, 2009 11:06، تم التعديل مرتان في المجمل.

صورة العضو الشخصية
ابو مهيمن
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 847
اشترك في: السبت أكتوبر 18, 2008 9:34

Re: نحو موسوعة مصغرة للمصطلحات السياسية

مشاركة بواسطة ابو مهيمن » الأحد أغسطس 16, 2009 12:20

مشكور اخي otoum333

ننتظر مشاركاتك

أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: BingBot و 307 زوار