الملف الايراني واحتمالات المستقبل

آخر الأخبار والمستجدات
أضف رد جديد
صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

الملف الايراني واحتمالات المستقبل

مشاركة بواسطة otoum333 » السبت أغسطس 29, 2009 2:40

الملف الايراني واحتمالات المستقبل



الموقف الدولي من الملف النووي الايراني

1. الاتحاد الأوروبي. حاولت العواصم الأوروبية في تعاملها مع الملف النووي الإيراني أن تنأى بنفسها عن وجهة النظر الأمريكية في كيفية التعاطي مع الملف النووي الإيراني ، إلا أنه سرعان ما تطابقت وجهة النظر الأمريكية مع وجهة النظر الأوروبية، وتحديداً مع بداية حديث الرئيس الإيراني محمود نجاد عن إسرائيل ، وضرورة إزالتها من الخارطة ، وتتابع الدول الأوروبية الملف النووي الإيراني محاولين تطويق هذه الأزمة ذات الأبعاد النووية عن طريق الدبلوماسية ، ولذلك يجري التحرك الأوروبي باتجاه المحورين الصيني والروسي لحمل إيران على الانصياع للإرادة الدولية التي تجسدها أمريكا ، وفي ذات الوقت فإن الأوروبيين متخوفون أن يجري عسكرة حل التعاطي مع ملف إيران النووي ، لأنها ستكون المتضرر المباشر من هذه العسكرة ، ولذلك حتى وإن كانت أوروبا متوافقة مع أمريكا إلا أنها ما زالت تفضل الخيار السياسي لئلا يتكرر المشهد العراقي الذي ما زالت فصوله تتوالى.

2. الولايات المتحدة الأمريكية.

أ. اعتمد الموقف الأمريكي في عهد الرئيس السابق جورج بوش موقف المواجهة للمشروع النووي الإيراني، ووصلت إلى التهديد بالحرب وإجهاض هذا المشروع بالقوة المسلحة سواء بالطريق المباشر، أي استخدام القوات الأمريكية الخاصة المتواجدة بالجوار العراقي، أو التلويح بالذراع الإسرائيلي والتذكير بما فعله الطيران الإسرائيلي بالمفاعل النووي العراقي في ضربة قاصمة عام 1981.

ب. تعارض أمريكا بشدة المشروع النووي الايراني كون ذلك يهدد مصالحها والمصالح الاسرائيلية في الإقليم ، إلا أنه ومنذ تسلم أوباما الرئاسة دعا الى الحوار الدبلوماسي مع ايران ، مما يعني إن الولايات المتحدة أخذت تنظر إلى إيران بحجمها الإستراتيجي كدولة موجودة على الخارطة وقوة لا يمكن تجاهلها بحال من الأحوال ، وهذا قد يقود الى مساومة أمريكية- ايرانية تراعى فيها مصالح الدولتين .

3. الصين. نظراً للمصالح المشتركة بين الصين وايران ، من حيث اهتمام الصين بالنفط والغاز الإيرانيين ، وحاجة إيران إلى الصين لما تملكه بكين من تكنولوجيا نووية وصواريخ ، بالإضافة الى الدعم السياسي والاقتصادي ، مما جعل الصين تبدي اهتماماً متزايداً بالملف النووي الإيراني وتؤيد الحق القانوني لإيران بالبحث والتطوير النووي لأغراض سلمية ، وحل النزاع النووي الإيراني عن طريق الحوار والتشاور في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وتعارض الصين أي تهديد عسكري وخاصة الضربة الوقائية ضد إيران من دول أخرى ، وتصر على موقفها القاضي بحل النزاعات في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

4. روسيا. ترتبط روسيا بعلاقات تعاون نووي واقتصادي مع إيران ، ومع ذلك فإن روسيا تظل حريصة – برغم مصالحها الوثيقة مع إيران – على ألا تستطيع إيران في نهاية المطاف امتلاك السلاح النووي حتى لا يتسبب ذلك في الإخلال بالتوازن الاستراتيجي العالمي بشكل عام ، أو الإخلال بالاستقرار الاستراتيجي القائم على تخوم روسيا الجنوبية من ناحية أخرى ، لاسيما وإن امتلاك إيران للسلاح النووي ربما يؤدي لتغيير موازين القوى والمعادلات الاستراتيجية في منطقة آسيا الوسطى التي تدخل ضمن الإطار الجيوستراتيجي لروسيا ، بما قد يلحق الضرر بنفوذ روسيا القوي في تلك المنطقة .

5. اسرائيل. تولي القيادة الإسرائيلية المشروع النووي الإيراني أهمية قصوى ، وانصب الجهد الإسرائيلي منذ سنوات طويلة على كيفية منع إيران من تطوير مشروعها النووي، معتبرةً أن هذا المشروع يشكل خطرا على السلم العالمي ويهدد الاستقرار وتوازن القوى في المنطقة بصورة جذرية وغير مسبوقة ، وإذا تمكنت إيران من تطوير مشروعها والحصول على القنبلة النووية فإن المنطقة ستعرف واقعاً جيوستراتيجياً جديداً تصبح فيه إيران دولة إقليمية قوية وذات مكانة وتأثير ونفوذ في المنطقة، كما تصبح محورا قويا وهاما جداً في مواجهة السياسة الإسرائيلية مما يعزز قوة ونفوذ القوى المناهضة والمقاومة لإسرائيل والمتحالفة مع إيران، خاصة سوريا وحزب الله وحماس والجهاد .

توجهات القيادة الايرانية وأثرها على الأمن الاقليمي

6. إن القادة الايرانيين بكل اتجاهاتهم، سواء كانوا قوميين فارسيين او او محافظين اسلاميين، وبغض النظر عن تباين مواقفهم ورؤاهم السياسية، الا أنه تجمعهم رؤية موحدة لطبيعة التهديدات الأمنية التي تتهدد ايران ، وللإجراءات الواجب اتخاذها لحماية المصالح الايرانية ، وهناك عدة عناصر تشكل التفكير الاستراتيجي والعسكري الايراني، اهمها :

أ. الحاجة الى تأكيد دور ايران الاقليمي المهيمن في الخليج وفيما هو أبعد من الخليج ، فالقادة الدينيون في ايران يعتقدون أن حق ايران الطبيعي ومصيرها التاريخي هو أن تهيمن على المنطقة وأيضاً أن تقود العالم الاسلامي ، وبالاضافة الى هذا، هم يعتقدون ان لايران مصلحة مباشرة في كل القضايا الاقليمة.
ب. الحاجة الى تعزيز قدرات ايران على الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان عسكري ، وقادة ايران هنا يسعون الى تحقيق الاستقلال والاعتماد على النفس استراتيحياً وتكتيكياً ، وخصوصاً في المجالات العسكرية، ومن هنا ينبع الحرص على امتلاك التكنولوجيا النووية وربما امتلاك الاسلحة النووية.
جـ. ولأنها تعتبر نفسها قوة اقليمية مهيمنة، فانها تتوقع أن يتم استشارتها في كل قضايا المنطقة بلا استثناء، فهي تعتقد أن طريق خروج أمريكا من العراق يجب ان يمر عبرها، وكذلك تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، وايضا الاستقرار في الخليج ، كل هذا يجب أن يمر في رأيهم عبر طهران.
د. إن سعي ايران للهيمنة على هذا النحو ليس عن طريق التوسع الاقليمي، ولكن عبر أساليب أخرى كثيرة، مثل بناء شبكات دعم ومساندة لها في أنحاء المنطقة، وتقديم الدعم لحلفائها ، وتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية مع الدول المجاورة، والسعي لتوقيع اتفاقيات دفاعية وأمنية.
هـ. تستغل ايران العداء لإسرائيل استراتيجياً كطريق لفتح الابواب أمام القوة الشيعية الفارسية في قلب العالم العربي السني ، عن طريق دعمها للمقاومة ضد اسرائيل حتى تثبت لشعوب المنطقة أنها أكثر شجاعة، وأكثر قرباً لمشاعرهم من حكوماتهم .
و. كسرت ايران القاعدة الاستراتيجية التي تعتبر العراق هو البوابة الشرقية للعالم العربي المدافع عن السنة في مواجهة الهلال الشيعي الفارسي، فأصبح العراق بذلك العمق الاستراتيجي لأطماع الهيمنة الايرانية.

7. تؤثر التوجهات الايرانية على الأمن الإقليمي ضمن المحاور التالية :

أ. ولاء الشيعة الموجودين في دول الإقليم لايران ، بالإضافة الى خطر المد الشيعي الإيراني بالنسبة للدول السنية فى الخليج والمنطقة بصفة عامة، يؤثر على الأمن الوطني والاستقرار السياسي في هذه الدول .
ب. تأثر الكثيرين من المسلمين السنة في العالم الاسلامي بالايديولوجيات الايرانية ، وخاصةً التصريحات الوهمية المناوءة لاسرائيل التي تدغدغ المشاعر الدينية لدى الشعوب ، قد يوجد قناعات لديهم بأن أنظمتهم السياسية ضعيفة وغير قادرة على تمثيل طموحاتهم السياسية والدينية ، مما يمثل تحدياً جوهرياً للنخب الحاكمة ..
جـ. أصبحت سوريا في تحالفها مع ايران الجسر الأساسي الذي عبره يمتد النفوذ الايراني في المنطقة ، مما يوفر لايران قاعدة موالية لها في قلب العالم العربي يمكنها من تدعيم نفوذها.
د. تصور ايران نفسها - في إطار طموحاتها الاستراتيجية للهيمنة الاقليمية- على انها قوة اقليمية مؤثرة تتحدى الوضع القائم ، وقادرة على التحدي في حين ترضخ القوى الاخرى لأمريكا لحمايتها ، وذلك يقلل من شأن النظام العربي القائم ويشكك في القيادات العربية ، ويؤلب الشعوب العربية ضدها .
هـ. من الممكن أن يزيد الإنقسام العربي والإقليمي ما بين مؤيد ومعارض للتوجهات الايرانية ، خاصةً اذا نجحت ايران في مشاريعها النووية مما يزيد من تأثيرها في المنطقة ، وذلك يؤثر سلباً على الأمن القومي العربي والإقليمي .

السيناريوهات المستقبلية

8. إن الشواهد الحالية لا يمكن أن تعني شيئا حاسماً في تقويم احتمالات عملية عسكرية ضد إيران ، رغم أن الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية فشلت ، وكذلك قرارات مجلس الأمن، في إجبار إيران على إيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم، وفي حين يقول أركان الإدارة الأمريكية – العسكريون والسياسيون – أن كل الخيارات باقية على الطاولة، إلا أنهم جميعاً لا يستبعدون الخيار العسكري ، كما أنه في عالم السياسة لا تعني عمليات التصعيد والتهدئة شيئاً في النهاية، لأن الهدف من التصعيد قد يكون الضغط على الطرف الآخر، لا التمهيد لحرب، وأيضاً التهدئة قد تكون خادعة ليطمئن الطرف الآخر إلى انفراج الوضع قبل أن يفاجأ بانفجاره.

9. احتمال توجيه ضربة أمريكية محدودة ضد أهداف محددة في إيران، وتكون بمثابة عملية جراحية ، وهذه لن تخلق أي اهتزازات أو أضراراً بنظام الحكم في طهران، ومن ثم سيظهر هذا النظام بمظهر المنتصر، خاصةً عند قياس فارق القوى العسكرية والمادية والبشرية بين البلدين لصالح أمريكا، وبالطبع ستستغل إيران ذلك الإنتصار لتلعب دوراً أكبر في المنطقة، وبالتالي خسارة أمريكا في المحصلة النهائية لمثل تلك المواجهة سياسياً واستراتيجياً .

10. سيناريو العملية العسكرية الموسعة – سواء كانت أمريكية فقط أو بمشاركة إسرائيلية– تستخدم فيها الضربات الجوية والصاروخية على نطاق واسع ضد أهداف إستراتيجية وعسكرية، وذلك على مدى زمني أطول وبشكل يهز صورة النظام الايراني ، ويضعف قبضته على الأطراف الإقليمية التابعة له – سوريا وحماس وحزب الله- فإن ذلك قد يمهد سواء في حالة سقوط نظام الحكم في إيران أو إضعافه لخلق حالة أشبه بعراق ثان، ستستغلها القاعدة وغيرها من منظمات إرهابية أخرى لإختراق إيران من الشرق والغرب، ومن ثم تخسر أمريكا ضمن هذا السيناريو كونها ساعدت على خلق أكثر من قاعدة عدوها الأول.

11. عوامل معيقة للخيار العسكري.

أ. رد الفعل الإيراني المحتمل بدءاً من استهداف القوات الأميركية في العراق ، إلى احتمالات الرد الانتقامي الإيراني ضد أصدقاء واشنطن في المنطقة سواء في منطقة الخليج أو في إسرائيل من قبل حزب الله، ناهيك عن احتمالات هجمات إرهابية تستهدف الولايات المتحدة في العالم.
ب. الصعوبات الهائلة التي تواجهها القوات الأمريكية في العراق، وتراجع التأييد الداخلي للحرب من قبل الكونغرس والرأي العام في الولايات المتحدة نفسها ، وخاصةً أنها تعاني حالياً من أزمة مالية إقتصادية صعبة .
جـ. معارضة دولتين داخل مجلس الأمن (روسيا والصين) لحل عسكري للمسألة النووية الإيرانية، خاصة في ضوء المصالح الاقتصادية لهاتين الدولتين مع إيران.

12. التسليم والقبول بقوة إيران النووية والتعامل معها على هذا الأساس، كما يتم التعامل مع الهند النووية وباكستان النووية ، وقد قال ذلك بالفعل الجنرال الأمريكي أبو زيد – القائد السابق للقيادة الأمريكية الوسطى – وذلك عندما ذكر أنه من الممكن التعايش مع قنبلة نووية إيرانية، وأنه سيكون من الممكن ردع إيران عن استخدامها ، وقد أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى وجوب أن تتكيف السياسة الخارجية الإسرائيلية مع جميع السيناريوهات بما فيها سيناريو إيران النووية .

13. احتمال بقاء الأمور ساخنة على ما هي عليه حالياً دون نزاع مسلح، رغم التهديدات والتصريحات الغربية اليومية، إلا أن خسارة أمريكا واضحة في هذا السيناريو كونه سيضعف من هيبتها في العالم ، ويظهرها عاجزةً خاصةً أمام أعداء تقليديين مثل كوريا الشمالية وكوبا وحتى روسيا .

14. على الأرجح أنه سيتم التفاوض بين أمريكا وايران والمساومة على الأوراق السياسية التي تملكها ايران ، مثل شيعة الخليج والتأثير الإيراني عليهم، وهناك لبنان وحزب الله، بالإضافة إلى الورقة السورية، فضلاً عن الورقة الفلسطينية المتمثلة في دعم حماس ، وأخطر هذه الورقات على الإطلاق هي الورقة العراقية ، وفي مقابل ذلك تملك أمريكا ورقة فعالة وهي البرنامج النووي الإيراني ، وتشير التوقعات بأن صفقة يمكن أن تتم بين الطرفين، وأن الخلاف هو حول الأولويات ، الإيرانيون يريدون صفقةً شاملةً من النووي وحتى التفاصيل الاقتصادية والسياسية في شرق إيران وغربها وجنوبها وشمالها، والأمريكيون يفضلون الاتفاق على المسائل واحدةً بعد أخرى من العراق إلى لبنان ، لأن أمريكا تحتاج إلى الاستقرار في العراق ، وإلى الاستقرار في لبنان ، وإلى الاستقرار في الخليج .

صورة العضو الشخصية
ابو مهيمن
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 847
اشترك في: السبت أكتوبر 18, 2008 9:34

Re: الملف الايراني واحتمالات المستقبل

مشاركة بواسطة ابو مهيمن » الاثنين سبتمبر 07, 2009 4:41

شكرا لك على مواضيعك الرائعه
ونتمنى ان نرى المزيد منها

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: الملف الايراني واحتمالات المستقبل

مشاركة بواسطة otoum333 » الاثنين سبتمبر 07, 2009 10:45

أعتز بمرورك سيدي أبو مهيمن
كل الود والتقدير


صورة العضو الشخصية
صالح مفلح الطراونه
صديق المنتدى
صديق المنتدى
مشاركات: 866
اشترك في: الأربعاء يوليو 09, 2008 2:52
اتصال:

Re: الملف الايراني واحتمالات المستقبل

مشاركة بواسطة صالح مفلح الطراونه » الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 2:28

شكرا على هذا الحديث الرائع

صورة العضو الشخصية
otoum333
عضو فعال
عضو فعال
مشاركات: 99
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 11, 2009 11:07
مكان: الاردن

Re: الملف الايراني واحتمالات المستقبل

مشاركة بواسطة otoum333 » الأربعاء سبتمبر 09, 2009 12:33

صالح مفلح الطراونه كتب:شكرا على هذا الحديث الرائع


أسعدني مرورك أستاذنا الكريم

كل التقدير والإحترام


أضف رد جديد

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 382 زائراً