الربيع و الفصول الأربعة
المشرف: أريج
قوانين المنتدى
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
• قوانين المنتديات العامة
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
• قوانين المنتديات العامة
-
- عضو مشارك
- مشاركات: 10
- اشترك في: السبت فبراير 19, 2011 3:43
الربيع و الفصول الأربعة
ما زلت أتذكر ذلك المسلسل الدرامي السوري "الفصول الأربعة" الذي كانت ترتدي فيه "يارا صبري" شعرا مستعارا و يلبس "جمال سليمان" نظارة تحتل النصف الأعلى من وجهه كاملا .. و يلقب فيه "سليم صبري" ب "مالك بيك الجوربار" و يدعي "بسام كوسا" فيه أنه مثقف ذو حظ عاثر ينقم "مالك بيك الجوربار" على العيشة الضنك التي يحياها...
أنا لست هنا الآن بمقام يتيح لي أن أذكركم بتفاصيل شخصيات هذا المسلسل الصاخب و لكن لأبحث في تفاصيل العنوان الذي إنتقت "ريم حنا" مؤلفة المسلسل أن تختاره عنوانا لمسلسلها .. كلنا نتذكر تلك الموسيقى الجميلة التي كانت تبتدئ شارة المسلسل بها و تنتهي .. موسيقى "الفصول الأربعة" للمؤلف الموسيقي "أنطونيو فيفالدي" و أنا الآن في حيرة من أمري كيف يسمى المسلسل بالإسم الشامل لأربع مقطوعات موسيقية مختلفة تصف كل واحدة منها رؤية المؤلف الموسيقي المبدع لكل فصل من فصول السنه على حدة و أنا شاهدت المسلسل بالكامل و أتذكر كيف تناول قضايا الأبطال على تمام أربعة فصول متتالية موظفين مقطوعة موسيقية واحدة ألا و هي مقطوعة "الربيع" لتعبر عن الفوضى الدرامية التي جسدها أبطال المسلسل في الشتاء, الخريف, الصيف, و أخيرا الربيع .. لماذا هذه المقطوعة بالذات؟ لطالما تساءلت ..
أنا أعشق فصل الربيع و لربما المؤلفة .. و من منا إذا إستمع إلى المقطوعة الموسيقية "الربيع" لا يدرك حساسية المؤلف و ذكاءه .. لا سيما المقطع الأول حين تعلو نغمات "الأوركيسترا" مرة واحدة و يعزف الموسيقيون على أوتار الكمان و "الفيولا" و "التشيلو" بسرعة متناهية و دقة متناهية و تناغم لذيذ .. تارة يتصاعدون معا و تارة أخرى يتراجعون معا .. و بين السطور الموسيقية يسرح كل منا بخياله و يتهيأ له أنه بطل من أبطال "فيلم هندي" وقع في الحب و شعر وكأنه يملك الدنيا بأكملها بين يديه .. فيتطاير مع الفراشات بين السهول و الهضاب و الجبال .. ثم يرتقي إلى الشمس و يدغدغ القمر .. في المقطع الأول نحلم .. نسرح بخيالنا .. نشعر بالخفة و نطير .. نطير .. نطير .. و نحلق بعيدا في الأفق .. و ما نلبث هناك في الأفق البعيد حتى تتسارع دقات قلوبنا .. و تتسارع دقات آلاتهم .. فنبدأ نراكضهم .. يبدأ في المقطع الثاني تناغم جميل .. و تسارع أجمل .. و نبدأ نتساءل .. يا ترى من أسرع؟ من سيصل أولا؟ عزف آلاتهم و ترنح أوتارهم أم شاعريتنا و طاقاتنا الملتهبة؟؟ .. هم يسارعون الإيقاع و نحن نسابقهم .. تعلو الوتيرة .. يزداد هاجسنا .. نسرع أكثر .. يسرعون أكثر .. الغريب في الموضوع أننا نطيل التسابق دون أن نفقد أدنى جزء من طاقتنا .. و كلما أسرعنا أكثر إلتهبنا و أوقدنا أكثر .. لنتفاجأ كم بعيدة هي المسافات التي قطعناها .. و نتساءل: ماذا نفعل هنا؟ كيف وصلنا؟ أين نحن؟ .. هدوء غريب يسيطر على المكان .. نتباطأ معا .. ثم نتباطأ أكثر .. لم يتعب أي منا و لكن نتباطأ .. يخفت صوتنا .. و تعلن أوتارهم صحوتها و إنتهاء سكرتها .. نسترجع ذاكرتنا المسلوبة .. ثم نفقدها لوهلة .. و يتهيأ لكل منا أنه ولد ليرقص .. و أي نوع من الرقص أرقى من "الباليه" أو "الفالس" يتماشا مع أنغام المقطع الثالث المتخافتة .. ندور و ندور و ندور .. ثم ندور و ندور و ندور .. و تتمايل الأيدي .. و تتراقص الأقدام .. و تذهب بنا أجسادنا يمنة و يسرة .. عيوننا مغلقة و بصيرتنا مذهولة .. ذهوننا غائبة و أذاننا حاضرة .. إننا نشعر .. إننا نشعر .. إننا نشعر .. ما أجمل الهواء المتناثر على وجنيتنا .. إننا نشعر .. ما أعذب الرذاذ المتساقط على ظاهر يدينا .. إننا نشعر .. تفاصيل صغيرة .. دقيقة جدا .. و لكنها لا تلبث أن تحدث حتى نستشعرها .. نلتمس وجودها .. إننا نشعر .. ما زلنا ندور .. ندور و ندور و ندور .. أحد ما يفتح النافذة البعيدة ها هناك .. يتسلل الضوء المكان .. ما زلنا نشعر .. نعم نشعر .. تستسلم بصيرتنا .. نحن نرى .. نعم نرى .. نرى الضوء .. و أي شيء أجمل و أرقى و أعذب من النور .. نقترب أكثر .. و كلما إقتربنا أكثر .. كلما إبتعد النور أكثر .. غريب!! .. أي نور هذا؟؟ .. لا يهم .. لقد أعاد هذا النور ذاكرتنا .. لقد أعاد لنا قدرتنا على الرؤية .. لقد أنار لنا خارطة المكان .. ما أجمله من مكان .. أي مكان هذا؟؟ .. أيضا لا يهم .. لقد أعاد لنا قدرتنا على الشعور بالتفاصيل و الإحساس بها .. لقد منحنا قدرتنا المفقودة على الرقص .. لقد رطب حناجرنا .. زيت أوتارنا و أحبالنا الصوتية .. إسمعوا نحن الآن نغني .. نعم نغني .. و أي صوت جميل نشدو به .. نحن نسمع .. نعم نسمع .. و ما أجمل أن نسمع بحق .. و الأجمل أن نسمع صوتنا .. بلا تزييف .. بلا تحريف .. كم إشتقنا لصوتنا الدفين .. لقد أتاحت لنا أنغام المقطع الرابع الحماسية أن نكون نحن نحن .. كما كنا يوما .. كما نريد أن نبقى .. كما نريد أن نحيا .. كما نريد أن نموت .. صادقين .. ظاهرنا إنعكاس دقيق لباطننا .. و باطننا نظيف .. رائحته عبقة .. نكاد نراه .. نكاد نلمسه .. نشعر به ..
أي موسيقى هذه التي تمزجنا ..تقوقعنا .. تحررنا .. تضحكنا .. تبكينا .. تدفعنا إلى الجنون .. تفقدنا الذاكرة .. تلهبنا .. توقدنا .. تسرق بصرنا .. تلهمنا البصيرة .. نستعيد معها قدرتنا على الرقص .. نستعيد معها شاعريتنا .. و شعورنا .. تشعرنا بالدفء .. بالبرد .. بالجفاف .. بالجمال .. بالخفة .. نستعيد معها سرعتنا .. قدرتنا على الطيران .. نستعيد معها ليونة حناجرنا .. عذوبة أصواتنا .. قدرتنا على الغناء .. إحساسنا بالحاضر .. عشقنا للماضي .. لهفتنا للمستقبل ..
أي موسيقى هذه التي نستعرض فيها على مدى إحدى عشرة دقيقة الأربعة فصول .. و نتقافز بين كل فصل و آخر بكل خفة و رشاقة .. بكل سلاسة .. قلوبنا تتراقص .. أجسادنا تتراقص .. حواسنا تتراقص .. و نحن نشعر .. نعم نشعر .. نشعر .. نحن نرقص .. نحن نغني .. نحن نركض .. نحن نسمع .. نحن نرى .. نحن نشعر .. نعم نشعر .. نشعر [/font]
أنا لست هنا الآن بمقام يتيح لي أن أذكركم بتفاصيل شخصيات هذا المسلسل الصاخب و لكن لأبحث في تفاصيل العنوان الذي إنتقت "ريم حنا" مؤلفة المسلسل أن تختاره عنوانا لمسلسلها .. كلنا نتذكر تلك الموسيقى الجميلة التي كانت تبتدئ شارة المسلسل بها و تنتهي .. موسيقى "الفصول الأربعة" للمؤلف الموسيقي "أنطونيو فيفالدي" و أنا الآن في حيرة من أمري كيف يسمى المسلسل بالإسم الشامل لأربع مقطوعات موسيقية مختلفة تصف كل واحدة منها رؤية المؤلف الموسيقي المبدع لكل فصل من فصول السنه على حدة و أنا شاهدت المسلسل بالكامل و أتذكر كيف تناول قضايا الأبطال على تمام أربعة فصول متتالية موظفين مقطوعة موسيقية واحدة ألا و هي مقطوعة "الربيع" لتعبر عن الفوضى الدرامية التي جسدها أبطال المسلسل في الشتاء, الخريف, الصيف, و أخيرا الربيع .. لماذا هذه المقطوعة بالذات؟ لطالما تساءلت ..
أنا أعشق فصل الربيع و لربما المؤلفة .. و من منا إذا إستمع إلى المقطوعة الموسيقية "الربيع" لا يدرك حساسية المؤلف و ذكاءه .. لا سيما المقطع الأول حين تعلو نغمات "الأوركيسترا" مرة واحدة و يعزف الموسيقيون على أوتار الكمان و "الفيولا" و "التشيلو" بسرعة متناهية و دقة متناهية و تناغم لذيذ .. تارة يتصاعدون معا و تارة أخرى يتراجعون معا .. و بين السطور الموسيقية يسرح كل منا بخياله و يتهيأ له أنه بطل من أبطال "فيلم هندي" وقع في الحب و شعر وكأنه يملك الدنيا بأكملها بين يديه .. فيتطاير مع الفراشات بين السهول و الهضاب و الجبال .. ثم يرتقي إلى الشمس و يدغدغ القمر .. في المقطع الأول نحلم .. نسرح بخيالنا .. نشعر بالخفة و نطير .. نطير .. نطير .. و نحلق بعيدا في الأفق .. و ما نلبث هناك في الأفق البعيد حتى تتسارع دقات قلوبنا .. و تتسارع دقات آلاتهم .. فنبدأ نراكضهم .. يبدأ في المقطع الثاني تناغم جميل .. و تسارع أجمل .. و نبدأ نتساءل .. يا ترى من أسرع؟ من سيصل أولا؟ عزف آلاتهم و ترنح أوتارهم أم شاعريتنا و طاقاتنا الملتهبة؟؟ .. هم يسارعون الإيقاع و نحن نسابقهم .. تعلو الوتيرة .. يزداد هاجسنا .. نسرع أكثر .. يسرعون أكثر .. الغريب في الموضوع أننا نطيل التسابق دون أن نفقد أدنى جزء من طاقتنا .. و كلما أسرعنا أكثر إلتهبنا و أوقدنا أكثر .. لنتفاجأ كم بعيدة هي المسافات التي قطعناها .. و نتساءل: ماذا نفعل هنا؟ كيف وصلنا؟ أين نحن؟ .. هدوء غريب يسيطر على المكان .. نتباطأ معا .. ثم نتباطأ أكثر .. لم يتعب أي منا و لكن نتباطأ .. يخفت صوتنا .. و تعلن أوتارهم صحوتها و إنتهاء سكرتها .. نسترجع ذاكرتنا المسلوبة .. ثم نفقدها لوهلة .. و يتهيأ لكل منا أنه ولد ليرقص .. و أي نوع من الرقص أرقى من "الباليه" أو "الفالس" يتماشا مع أنغام المقطع الثالث المتخافتة .. ندور و ندور و ندور .. ثم ندور و ندور و ندور .. و تتمايل الأيدي .. و تتراقص الأقدام .. و تذهب بنا أجسادنا يمنة و يسرة .. عيوننا مغلقة و بصيرتنا مذهولة .. ذهوننا غائبة و أذاننا حاضرة .. إننا نشعر .. إننا نشعر .. إننا نشعر .. ما أجمل الهواء المتناثر على وجنيتنا .. إننا نشعر .. ما أعذب الرذاذ المتساقط على ظاهر يدينا .. إننا نشعر .. تفاصيل صغيرة .. دقيقة جدا .. و لكنها لا تلبث أن تحدث حتى نستشعرها .. نلتمس وجودها .. إننا نشعر .. ما زلنا ندور .. ندور و ندور و ندور .. أحد ما يفتح النافذة البعيدة ها هناك .. يتسلل الضوء المكان .. ما زلنا نشعر .. نعم نشعر .. تستسلم بصيرتنا .. نحن نرى .. نعم نرى .. نرى الضوء .. و أي شيء أجمل و أرقى و أعذب من النور .. نقترب أكثر .. و كلما إقتربنا أكثر .. كلما إبتعد النور أكثر .. غريب!! .. أي نور هذا؟؟ .. لا يهم .. لقد أعاد هذا النور ذاكرتنا .. لقد أعاد لنا قدرتنا على الرؤية .. لقد أنار لنا خارطة المكان .. ما أجمله من مكان .. أي مكان هذا؟؟ .. أيضا لا يهم .. لقد أعاد لنا قدرتنا على الشعور بالتفاصيل و الإحساس بها .. لقد منحنا قدرتنا المفقودة على الرقص .. لقد رطب حناجرنا .. زيت أوتارنا و أحبالنا الصوتية .. إسمعوا نحن الآن نغني .. نعم نغني .. و أي صوت جميل نشدو به .. نحن نسمع .. نعم نسمع .. و ما أجمل أن نسمع بحق .. و الأجمل أن نسمع صوتنا .. بلا تزييف .. بلا تحريف .. كم إشتقنا لصوتنا الدفين .. لقد أتاحت لنا أنغام المقطع الرابع الحماسية أن نكون نحن نحن .. كما كنا يوما .. كما نريد أن نبقى .. كما نريد أن نحيا .. كما نريد أن نموت .. صادقين .. ظاهرنا إنعكاس دقيق لباطننا .. و باطننا نظيف .. رائحته عبقة .. نكاد نراه .. نكاد نلمسه .. نشعر به ..
أي موسيقى هذه التي تمزجنا ..تقوقعنا .. تحررنا .. تضحكنا .. تبكينا .. تدفعنا إلى الجنون .. تفقدنا الذاكرة .. تلهبنا .. توقدنا .. تسرق بصرنا .. تلهمنا البصيرة .. نستعيد معها قدرتنا على الرقص .. نستعيد معها شاعريتنا .. و شعورنا .. تشعرنا بالدفء .. بالبرد .. بالجفاف .. بالجمال .. بالخفة .. نستعيد معها سرعتنا .. قدرتنا على الطيران .. نستعيد معها ليونة حناجرنا .. عذوبة أصواتنا .. قدرتنا على الغناء .. إحساسنا بالحاضر .. عشقنا للماضي .. لهفتنا للمستقبل ..
أي موسيقى هذه التي نستعرض فيها على مدى إحدى عشرة دقيقة الأربعة فصول .. و نتقافز بين كل فصل و آخر بكل خفة و رشاقة .. بكل سلاسة .. قلوبنا تتراقص .. أجسادنا تتراقص .. حواسنا تتراقص .. و نحن نشعر .. نعم نشعر .. نشعر .. نحن نرقص .. نحن نغني .. نحن نركض .. نحن نسمع .. نحن نرى .. نحن نشعر .. نعم نشعر .. نشعر [/font]
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زوار