الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
المشرف: أريج
قوانين المنتدى
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
• قوانين المنتديات العامة
• يمنع وضع اي مواد محمية بحقوق نشر دون موافقه مسبقه من صاحبها
• قوانين المنتديات العامة
- صهيب النعسان
- عضو مشارك
- مشاركات: 24
- اشترك في: الثلاثاء مارس 24, 2009 1:31
- مكان: amman - jordan
الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
2008-05-30
ينتابني أحياناً شعور غريب بضرورة أن أجعل للضحك خلفية من البكاء كحالة مماثلة لتلك الحالة التي استغربتها وأنا أقرأ رواية "الضحك" للأردني الراحل غالب هلسا، وأذكر أنني استنكرت على الكاتب مهارته في تبطين كل لحظة سعادة في روايته، وهي نادرة وصعبة المنال عنده عموماً، بكثير من الألم، وكنت إذا ما ذُكر غالب هلسا أمامي، أو لبسه ذهني لبوس الصدفة، دفعت بشيء من الذهول لوجود شخص لديه مقومات تركيب البكاء والنكد وقلة السعادة من مكونات مضادة كالضحك، وهو يكتشف مقوماته هذه كما يكتشف أحدنا فتاةً بِكراً في نيويورك.
ربما ليس المهم أن يخلق كاتب ما مثل هذه الحالة من البؤس في الرواية أو القصيدة أو حتى في المقالة، المهم أن تكتشف أهمية الحالة في وقت لا يمكنك فيه أن تجمع بين شيئين مضادين كالضحك والبكاء دون أن تتوه أدواتك التقنية. فأنت تجمع بين الضحك وصحبة الخلان، وتجمع بين الضحك وجلسة الربابة في ليلة قمرية من ليالي السمراء وسط بادية مثلاً. وتستطيع، بطبيعة الحال، أن تجمع أحزانك وتضعها على طبق يحترف الامتلاء بالبكاء منذ تاريخ صنعه.. لكن أن تجمع بين السمر وطيب المعشر والأحزان والبكاء، فهذه هي الحالة التي لا يمكن تفسيرها أدباً أو طريقة حياة.
هي حالة أشبه ما تكون بفوضى الداخل، عندما يصبح الواحد منا غير قادر على ضبط أحاسيسه أو السيطرة على حركة العاطفة والعقل وتسييرها كيفما شاء، فيضطره الحال إلى التعامل مع ذاته كما تتعامل الحامل مع كائن لا تعرف منظره ولا مخبره، ويتحكم في دقائق حياتها دون أن تملك القدرة على ضبطه.. وبالطبع تسلم قيادها إلى رؤية خفية، ولا مناص من ذلك.
مثل هذه الحالة تقودك للوقوف والتمعن في نظرية جديدة تقوم على مبدأ اللامقاومة لأية فكرة مجنونة تراودك.. نظرية لا تنتمي لآليات التعامل مع الواقع بكل مسلماته، بل هي بمقاييس رفض التسليم بحيثيات الركون لما هو مرهون بحقيقة، أو بمعنى أدق لما هو متوفر وطبيعي.. لذلك تجد أن من يكتشف القدرة على تحويل الضحك إلى وليمة من البكاء لا يعود بمقدوره القبول بمبادئ تتواءم مع المتاح من الأفكار.
2008-05-30
ينتابني أحياناً شعور غريب بضرورة أن أجعل للضحك خلفية من البكاء كحالة مماثلة لتلك الحالة التي استغربتها وأنا أقرأ رواية "الضحك" للأردني الراحل غالب هلسا، وأذكر أنني استنكرت على الكاتب مهارته في تبطين كل لحظة سعادة في روايته، وهي نادرة وصعبة المنال عنده عموماً، بكثير من الألم، وكنت إذا ما ذُكر غالب هلسا أمامي، أو لبسه ذهني لبوس الصدفة، دفعت بشيء من الذهول لوجود شخص لديه مقومات تركيب البكاء والنكد وقلة السعادة من مكونات مضادة كالضحك، وهو يكتشف مقوماته هذه كما يكتشف أحدنا فتاةً بِكراً في نيويورك.
ربما ليس المهم أن يخلق كاتب ما مثل هذه الحالة من البؤس في الرواية أو القصيدة أو حتى في المقالة، المهم أن تكتشف أهمية الحالة في وقت لا يمكنك فيه أن تجمع بين شيئين مضادين كالضحك والبكاء دون أن تتوه أدواتك التقنية. فأنت تجمع بين الضحك وصحبة الخلان، وتجمع بين الضحك وجلسة الربابة في ليلة قمرية من ليالي السمراء وسط بادية مثلاً. وتستطيع، بطبيعة الحال، أن تجمع أحزانك وتضعها على طبق يحترف الامتلاء بالبكاء منذ تاريخ صنعه.. لكن أن تجمع بين السمر وطيب المعشر والأحزان والبكاء، فهذه هي الحالة التي لا يمكن تفسيرها أدباً أو طريقة حياة.
هي حالة أشبه ما تكون بفوضى الداخل، عندما يصبح الواحد منا غير قادر على ضبط أحاسيسه أو السيطرة على حركة العاطفة والعقل وتسييرها كيفما شاء، فيضطره الحال إلى التعامل مع ذاته كما تتعامل الحامل مع كائن لا تعرف منظره ولا مخبره، ويتحكم في دقائق حياتها دون أن تملك القدرة على ضبطه.. وبالطبع تسلم قيادها إلى رؤية خفية، ولا مناص من ذلك.
مثل هذه الحالة تقودك للوقوف والتمعن في نظرية جديدة تقوم على مبدأ اللامقاومة لأية فكرة مجنونة تراودك.. نظرية لا تنتمي لآليات التعامل مع الواقع بكل مسلماته، بل هي بمقاييس رفض التسليم بحيثيات الركون لما هو مرهون بحقيقة، أو بمعنى أدق لما هو متوفر وطبيعي.. لذلك تجد أن من يكتشف القدرة على تحويل الضحك إلى وليمة من البكاء لا يعود بمقدوره القبول بمبادئ تتواءم مع المتاح من الأفكار.
- بنت الأردن
- صديق المنتدى
- مشاركات: 2320
- اشترك في: الخميس أكتوبر 02, 2008 4:54
- مكان: عمان
Re: الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
هي حالة أشبه ما تكون بفوضى الداخل!! أو ثورة على المألوف أو هروب من الداخل و قد تحدث!!! و تحدث في كثير من الاحيان ...
شوقتنا أخي صهيب لمعرفة فراس النعسان أكثر...
شوقتنا أخي صهيب لمعرفة فراس النعسان أكثر...
- نور البلقاء
- صديق المنتدى
- مشاركات: 2476
- اشترك في: الأحد فبراير 01, 2009 8:23
- مكان: الاردن_ جميع انحاء الاردن(جنوب ووسوط وشمال)
Re: الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
بنت الأردن كتب:هي حالة أشبه ما تكون بفوضى الداخل!! أو ثورة على المألوف أو هروب من الداخل و قد تحدث!!! و تحدث في كثير من الاحيان ...
شوقتنا أخي صهيب لمعرفة فراس النعسان أكثر...
- هبه الحسيني
- عضو مميز
- مشاركات: 375
- اشترك في: الخميس يونيو 11, 2009 5:17
- مكان: فلسطين بالقلب
Re: الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
عندما يصبح الواحد منا غير قادر على ضبط أحاسيسه أو السيطرة على حركة العاطفة والعقل وتسييرها كيفما شاء،
-
- صديق المنتدى
- مشاركات: 1130
- اشترك في: الاثنين يونيو 15, 2009 1:19
Re: الضحك... وليمة بكاء .. بقلم : فراس النعسان
واااااااااو
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائران